الموضوع: روااايات
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2011   #11


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (12:58 PM)
آبدآعاتي » 715,506
الاعجابات المتلقاة » 1179
الاعجابات المُرسلة » 478
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



http://www.adabwafan.com/images/products/1/49872.jpg

للكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز
(مواليد 1928م- ولا يزال حياً إلى الآن، يصارع المرض السرطاني اللمفاوي في مشفى لوس أنجلس)
الطبعة الأولى للرواية (1981م)
الطبعة الأولى للرواية - مترجمة - (2002م)
الرواية من 135 صفحة
ترجمة أ. مصطفى عبود
الناشر "دار المدى للثقافة والنشر"


(( كنت دائم الإعتقاد أن من الواجب أن يضع الموتى قبعاتهم على رؤوسهم، أما الآن، فقد أدركت أن مثل هذا ليس ضرورياً، وأستطيع أن أرى بأن للموتى رؤوساً مثل الشمع ومناديل شُدّت حول عظم الفك منهم، كما أرى أن أفواههم مفتوحة بعض الشيء.... كنتُ أعتقد أن الميت لابد من أن يبدو مثل شخص هادئ وأنه غارق في سباته، غير أني أرى أن الأمر على العكس من ذلك تماماً، فأنا أرى أنه أشبه بشخص أفاق من النوم على سَورة من الغضب وكأنما كان قد تشاجر توّاً. )) الحفيد



هذه هي الرواية الثانية التي أقدمها لهذا الكاتب العظيم بعد رواية "وقائع موت معلن" النوبلية، والحقيقة فإن هذه الرواية (عاصفة الأوراق) قد لا تصل إلى مستوى شهرة روايات جابرييل جارسيا ماركيز الأخرى كـ (وقائع موت معلن) أو (مئة عام من العزلة) أو (الحب في زمن الكوليرا) إلا أنها تظل أحد أجمل ما قرأت من الروايات إن لم تكن الأجمل على الإطلاق من الناحية الأسلوبية في السرد وطريقة العرض الأدبي المدهش وهي مترجمة فكيف الحال لو تصفحتها بلغتها الأصل.

الموضوع فيها يشكّل تقاطعاً بين بلدة "ماكندو" وبين طبيب يأتي إليها وبالتحديد إلى أسرة الكولونيل بتوصية من صديقه الكولونيل الآخر أورليانو بوينديا.. تقوم الأسرة باستضافته على أحسن حال وتقطعه أحد الغرف المطلة على الشارع حتى يزاول من خلالها مهنته والتي كان الوحيد يزاولها في تلك البلدة.. وتمضي السنوات حتى تُقام سكة حديد وتأتي من خلالها <عاصفة الأوراق> عبر شركة ضخمة للموز.. تُبعث الحياة من خلالها للبلدة ويُبعث الموت لذلك الطبيب.. فقد جاءت هذه الشركة بالأطباء والمهندسين والمال وكل شيء ولم يعد أحد من أبناء البلدة يأتي لذلك الطبيب، فقام باعتزال الناس وخرج من دار الأسرة التي استضافته إلى دار صغيرة في أحد زوايا البلدة وعلى ذات الشارع الذي كان فيه عند الكولونيل.. وقام بإغلاق الدار على نفسه بعد أن تحوّل إلى انسان بائس..

تمر سنوات ثمان وترحل بعدها الشركة عن البلدة ويرحل معها كل شيء أتت به.. وتحدث حالة تمرد في البلدة تقوم أثناءها السلطات الحكومية بفرض السيطرة أمنياً وبالقوة.. ويُجرح عدد من أبناء "ماكندو" وحين لم يكن في البلدة طبيباً بعد رحيل الشركة.. استذكروا ذلك البائس وقاموا بالطرق على باب داره.. لكنه رفض أن يفتح لهم أو حتى يلقي نظرة على أولئك الجرحى.. ومنذ تلك اللحظة يسخط سكان البلدة على الطبيب وظلوا يرقبون بكل غضب موته وتعفن جثته على إثر خيانته لهم في نظرهم..!

الرواية كلها تحكي واقعياً أحداث ساعتين من جنازة الطبيب بلسان وأعين وذاكرة الذين حضروا الجنازة وهم الكولونيل وابنته وحفيده الصغير.. ولك أن تتخيل المشاهد التي دارت في غرفة الميت بين الكولونيل وعمّاله الأربعة وبين عمدة البلدة الذي حضر حتى يعرقل عملية التشييع بالقدر الذي يبرئ ساحته أمام سكان البلدة الساخطين.. أقول، لك أن تتخيل مشاهد هذه الفترة القصيرة بثلاثة أعين وثلاث ذكريات "الكولونيل الجد وابنته وحفيده" لكل حدث ولو هامشي يحصل في تلك الفترة وما يستدعيه في عين وذهن كل واحد منهم.. وكيف يصف كل واحد منهم حال الآخر ومشاعر الآخر ويتحول فيها الراوي إلى ممثل حين يُعطي الدور للآخر كي يكون الآخر هو الراوي.. في تداخل عجيب ومذهل ودون أن يفقد المشهد اتزانه.. حقاً إنه كاتب عظيم.. بالمناسبة هذه الطريقة استخدمها الروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف في احدى رواياته.

مقطع من الرواية على لسان الكولونيل وفيها الوعد الذي قطعه على نفسه بدفن الطبيب إن مات مهما كانت العواقب المترتبة على جرأته بفعل ذلك أمام سكان البلدة، قال هذا الوعد بعد أن أنقذه الطبيب فجأة -وعلى غير ما توقع الجميع- من الموت:

(( والظاهر أن تلك القوة نفسها التي جاءت به إلى هناك وأوصلت إليه أخبار مرضي، هي نفسها التي جعلته يقف إلى جانب سريري ويقول لي: < ليس عليك إلا أن تمرّن تلك الساق قليلاً، وربما ترتّب عليك أن تستعمل عصا من الخيزران من الآن فصاعداً >.

سألته بعد يومين عمّا أنا مدين له. فقال: < لستَ مديناً لي بأي شيء يا كولونيل. ولكنك إذا كنت تريد أن تعمل معروفاً لي، فغطّني بحفنة تراب يوم أموت، كل الذي أريده هو أن لا تأكل العقبان لحمي >.

كان واضحاً من الوعد الذي جعلني أقطعه له، من الطريقة التي طرح بها هذا الوعد، من وقع خطاه على قرميد الغرفة، أن هذا الرجل يحتضر منذ زمن طويل. رغم أنه مرَّت ثلاث سنوات قبل أن يقدّر لذلك الموت الناقص والمؤجل أن يتحقق.

وكان ذلك اليوم هو اليوم، وفي اعتقادي إنه لم يكن بحاجة حتى إلى تلك الانشوطة. كان يكفي أن تهبّ نسمة هواء عابرة لتطفئ فيه ذبالة الحياة الباقية في عينيه الصفراوين القاسيتين. وكنت أتوقع ذلك منذ تلك الليلة التي تحدثت فيها إليه في الحجرة الصغيرة، قبل أن ينتقل إلى هذا المكان ليعيش فيه مع "ممه". لذلك السبب لم أشعر بالضيق لأنه حملني على أن أقطع ذلك الوعد له. قلت له ببساطة: < لا حاجة بك أن تطلب ذلك مني يا دكتور. فأنت تعرفني حق المعرفة وتعرف بالتأكيد بأنني سأقوم بدفنك على رؤوس الأشهاد حتى وإن لم أكن مديناً لك بحياتي >.
فأجابني وهو يبتسم، وقد رانت الطمأنينة للمرة الأولى على عينيه الصفراوين، القاسيتين: < هذا صحيح كله يا كولونيل، ولكن لا تنسَ أنك لو متّ فلن يمكنك أن تسهر على دفني >. ))


 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس