12-02-2011
|
#10
|


●°°
عادت " وِضاح " تبعثر أسئلتها أمام " خالد " وتنتظر أيّة إجابة منه .. .
: ( هل لي أن أسأل ؟ )
( تفضلّي .. بالطبع )
: ( ماذا الذي تحبّه في المرأة .. ؟
وما الذي يجعلك تقول أنّ هذه هي حبيبتك ؟
وما الذي لا تحبّه فيها لِ تنكر علاقتك بها ؟ )
( أممم شروق .. .
وما أهمية هذه الأسئلة ؟ )
: ( تهمّني كثيرًا إجابتك .. )
( حسنًا ..
أحب بساطتها .. .
عاطفتها و أنوثتها فقط .. لا أحب صفات أخرى فيها ،
لا أحب من تثرثر ..
أيضًا أكره من تجبرني على شيئ لا أحبّه ..
أنكر تمامًا من لا تبادلني هذا الحب ولا تشعرني به .. )
: ( وهل هناك من أنكرت علاقتك بها أمامي ؟ )
( ما الأمر يا شروق ؟ )
: ( خالد أريد أن أعرف كل أمر يخصّك )
( حسنًا لم أنكر أمامك أي علاقة .. .
هيّا إتّصلي بي أريد أن أحدّثكِ يا شروق )
: ( اليوم في الساعة العاشرة سـ أتّصل بك ) ..
إبتعدت " وِضاح " عن أسرتها كثيرًا حين قرّرت أن تهاتف " خالد " ..
كانت تبادله كلمات الحب .. والشوق دون أن تشعرها معه ،
وكان هو في المقابل يصرّ على اللقاء .. لِ يجد أعذارها المتكرّرة ..
مرّ شهر بِ أكمله على هذه المكالمات .. حاولت من خلال حديثها معه أن تغيّر نبرة صوتها ..
حفظت طباعه وردود أفعاله .. كانت تعرف جيّدًا ما الذي أحبّه فيها وزاد من تعلّقه .. .
أخبرها عن كلّ الأمور التي تخصّه ..
كان يقول لها كلّ ما يحدث له في يومه وساعاته .. .
لم يخبّئ عنها أي أمر حتّى وإن كان لا يستحق الذكر ،
حدّثها عن أصدقائه .. وطبيعة عمله ..
أيضًا تحدّث عن أفراد أسرته كلّها ،
ولكن بعد إصراره على اللقاء لِ يراها لم تجد " وِضاح " سوى الهرب من هذه العلاقة .. .
أغلقت تلك الصفحة .. وإستغنت عن جهاز الهاتف الذي حدّثته من خلاله .. .
كانت كلّما تتصّفح الإيميل تجد رسائل منه وكلّها تطلب تفسيرًا لهذا البعد .. .
ثلاثة رسائل فقط .. . ولم يرسل بعدها أيّة كلمات أخرى لها ،
ولكنها كانت متأكّدة أنّه لازال ينتظرها .. .
لا زال يتذكّر طريقتها في الحديث .. وحبّها المجنون ،
وشوقها .. . وكلّ تفاصيلها المختلفة .. .
شهر فقط ولكنّه أغناها عن سنين كثيرة من الحب .. والإنتظار ،
كانت تتمنّاه لها .. ولكنّها منذ البدء جعلته أمرًا مستحيل ،
نعم هي أيضًا لا زالت تحنّ إليه ..
وتشتاق إلى صوته وعمق نبرته .. .
كانت تعشق أحاديثه تلك ،
أحبّت إختلافه ووضوحه .. .
و عادت تحدّث أختها " سعاد " عنه وعن شوق الأخيرة له .. .
: ( سعاد ..
كيف كنتِ تتحدّثين إليه ؟
كيف قرّرتِ أن ( الحب ) هو إسم هذه العلاقة ..
أخبريني كيف هي طباعه ؟
وما الشيئ الذي أحبّه فيكِ ؟ )
( وِضاح !
لقد أخبرتك ..
نعم كان حب هو يعشقني !
لم يحبّني فقط .. كنت أخته وصديقته ،
تريدين أن تعرفين طباعه ؟
حسنًا خالد كتوم جدًا .. .
لا يتحدّث عن شيئ أبدًا ،
تخيّلي ..؟
يغار علي من الحديث عن أصدقائه وأفراد أسرته ..
هو هكذا ..
لا يتحدّث كثيرًا .. .
حتّى مشاعره لا يصرّح بها إلاّ نادرًا ،
كنّا الأقرب من بعض .. .
حبّنا لم يكن مجرّد حب .. .
كنّا أكثر من ذلك
لقد قلت لكِ كدنا نصل إلى الزواج ! )
صرخت " وِضاح " في داخلها دون صوت ... .
: ( مخدوووعة !!!!!!!
تخدعين نفسكِ بِ نفسك !!
أي حب هذا ؟
كلّ طباعه لا تعرفينها !!
أبسط تفاصيله لا تعرفينها !
لا يتحدّث !!!
كان لا يصمت معي !!
أخبرني عن أدق أدق تفاصيله !!
لم تكوني حبيبة أبدًا !
كنتِ مجرّد علاقة كما قال هو !
أي زواج هذا الذي كنتِ تتحدّثين عنه !! )
( وضاح ؟
أينكِ ؟
بماذا تفكّرين أختي ؟
لقد شغلت تفكيرك بحبّي هذا )
: ( لا عليكِ .. .
ما رأيكِ يا سعاد أن أعيده إليكِ ؟
ولكن يجب أن تستمعي إلي جيّدًا ..
ما رأيك ؟
أو ..
ما رأيك أن أحدّثه ؟
لأعرف سبب فراقكم هذا ؟ )
كانت تقصد أن تحدّثه على الإنترنت .. . ولكن " سعاد " أهدتها تلك المفاجأة .. .
( حقًا ؟
حسنًا هاكِ رقمه وإتّصلي به ..
ربّما تكونين السبب في عودتي إليه ..
سـ أدعو كثيرًا يا وضاح )
أرادت " وِضاح " أن تصرخ : لااااا!!!
لم أقصد رقم هاتفه !!
ولكنها حين نظرت إلى الرقم الذي دوّنته " سعاد " إستغربت كثيرًا ..
كان رقم مختلف عن ذاك الذي أعطاه لها .. .
: ( هل هذا هو رقمه ؟ )
( نعم لا يملك غيره )
هه !!
: ( حسنًا سـ أحدّثه بعد قليل )
( سـ أنتظركِ يا وضاح ! )
إنشغلت " وِضاح " في كيفية حديثها إليه مجدّدًا ولكن هذه المرّة دون أن يعرف من تكون ..
دون أن يعرف أنّها هي من قضت معه ذلك الشهر على الهاتف .. .
دون أن يعرف أنّها حبيبته !
كيف لها أن تغيّر نبرتها من جديد .. .
حسنًا على الأقل هي لم تكن تحدّثه بِ نبرتها الطبيعيّة ،
سـ تتحدّث بِ صوت عال ، لكي لا يستوعب أنّها شخصًا واحد .. .
مرّ شهر آخر على آخر حديث لها معه .. .
لن يعرفها بالطبع .. . !
+ 
تردّدت " وِضاح " كثيرًا قبل أن تتصل بِ خالد وتحدّثه عن أختها " سعاد " وسبب فراقهم .. .
كيف لها أن تكون السبب في عودته لها ، كيف ! وهي التي أهدته حبًا لم يكن ينتظره .. . !
كيف لها أن تسأله وتبادله أطراف الحديث وهي التي كانت تبادله كلمات الحب والإشتياق !
ردّدت كثيرًا في داخلها :
: ( سـ أتحدّث معه بنبرتي الطبيعية وبصوتٍ عالٍ .. لن يلاحظ أبدًا أنّني تلك الْ شروق ..
تلك العابرة التي أخذت منه الكثير في وقت قصير جدًا !
تلك التي حدّثته وعرفت كل تفاصيله ..
تلك التي تمنّى قربها أكثر من أيّ شيئ .... . ! )
ودون أن تفكّر بالمزيد .. تناولت هاتفها وإتّصلت به ..
: ( ألو ؟ من ؟ خالد ؟ )
( من أنتِ ؟؟ ! )
: ( لا تعرفني !!
أريد التحدّث معك في موضوع يخصّ إنسانة تعرفها )
( من هي ؟؟؟
من أنتِ !!
هل سـ تتحدّثين أم أنني سـ أنهي المكالمة ؟ )
: ( مهلاً !
سعاد !
أنا أخت سعاد وأريد التحدث معك عنها )
( تفضّلي )
: ( لن أتحدّث إن كنت لا تريد ذلك )
( قلت تفضّلي !! )
: ( أتحدّث ؟؟ )
وبِ صرخة لم تتوقّعها منه قال ..
( تحـــدثــي ! )
: ( أممممم
لمَ إبتعدت هكذا عنها ؟
ولماذا تصر على إبتعادك ؟
هي تحبّك ! )
( حسنًا ؟ )
: ( ما ملّت من الحديث عنك .. .
تحدّثني عنك وتبكي !
تخيّل ؟
كنت أناقشها بأمر علاقتكم اليوم فـ بكت !
قالت أنّك تريد هذا الفراق !
لماذا !
أتعلم ؟
لقد أخبرتها أنّه مستحيل على الرجل أن يجعل المشاكل العائلية سببًا في فراقه عن إمرأة يحبّها ،
قلت لها أنّ الرجل بِ إستطاعته فعل ذلك المستحيل حين يحب !
قلت أنّ تلك التفاهات لن تكون سبب في فراقكم
تخيّل ؟
قلت لها أن ليس بالضرورة أن ينتهي هذا الحب بالزواج ! )
( حسنًا
أتعلمين السبب أنتِ ؟
هل أخبرتكِ هي بالأمر ؟ )
: ( نعم قالت أنّ هناك مشاكل مع والدتك و إبن عم والدي
هل ترى أن هذا سبب مقنع في الفراق ؟ )
( أمّي !!
أتعلمين ماذا تعني هذه الكلمة ؟
السبب أمي !
ومشاكل مسّتها هي !
جرحتها ..
نعم كان هذا الأمر قبل عشرين سنة ..
ولكن زواجي منها سـ يعيد كل العلاقات مجدّدا ويعيد معه تلك المشاكل ..
وعن نفسي لن أفكّر بالإستمرار في علاقة حب دون أن تنتهي بالزواج ..
لذا إنهيت علاقتي بِ أختكِ قبل أن تبدأ
ربّما لا تعلمين أنّني الولد الوحيد لِ أمي وليس لها سواي بعد وفاة أبي
لذا من المستحيلات أن أرتبط بِ إنسانة أقربائها على علاقة سيّئة مع والدتي
أتعلمين ؟
تناقشت مع والدتي ذات يوم عن هذا الأمر فقالت لي بالحرف الواحد :
لن تكون إبني حين ترتبط بها !
لذا هذا الموضوع منتهي منذ زمن عندي )
: ( مهلاً خالد !
اليوم هو يوم ميلاد سعاد ..
وهي لازالت تنتظر منك رسالة مباركة ..
حتّى وإن كان هذا الحب بلا أمل ..
لا أظن أنّك سـ تستطيع نسيان علاقتك بها ..
رسالة فقط منك سـ تغيّر الكثير من حزنها وتبدّله )
( حسنًا وبعد هذه الرسالة ؟
ما الذي سيحدث ؟
هل سنعود ؟
لا !
إذن لماذا أرسل لها ذلك الأمل ؟ )
: ( أممم أعتذر عن إزعاجك خالد ..
ولكنّني أردت أن أتحدّث وأعرف سر هذا الأمر منك )
( أهلا بكِ في أي وقت )
وإنتهت المكالمة .... . !
+
|
|
|
|