12-02-2011
|
#8
|


+
عادت الألوان إلى حياة " وِضاح " وإستطاعت أن تتجاوز السواد الذي خلّفه " علي " فيها ،
عادت تلك الطفلة من جديد .. وعاد معها قلب الأنثى .. . و جنون العاشقة ،
بعثرت المزيد من الأوراق أمامها ، أهمّ ما دوّنته فيها كان :
( لن تتوقّف حياتي عليك ) .. .
ومضت تجرّ أيامها ، راكضة خلف الحلم من جديد .. . راحت تحصي ما تبقّى لها من قدرة على الحب ،
إرتسمت على وجهها ملامح لـِ إبتسامة مختلفة ، ونظرات أخرى لمحتها في عينيها وهي تنظر إلى وجهها في المرآة ..
ضحكت و هي تمسك بِـ خصلات شعرها القصير .. تلك الخصلات الملوّنة ،
إلتفتت إلى الخلف لـِ تجد أنّ أختها " سعاد " كانت تراقب جنونها .. . صرخت " وِضاح " :
: ( سعااااد !
أخفتيني .. ! ألم تستطيعي التحدّث أو إصدار أي صوت ! )
إبتسمت " سعاد " وراحت تنظر إلى أختها ..
( وِضاح أتعلمين ؟
الشعر القصير أجمل بكثير من ذاك الطويل وبشاعته .. ! )
: ( نعم بالطبع .. التغيير دائمًا جميل )
تنهّدت " سعاد " وقبل أن تخرج من غرفة " وِضاح " .. نادتها الأخيرة .. .
: ( سعاد ؟
لم تقولي لي من هو ؟ )
( من؟؟ )
: ( ذاك الذي إستطاع أن يحصل على قلب أختي )
( وما المهم في الموضوع الآن ؟
لقد رحل .. . ! )
: ( أين رحل ؟
من هو أوّلاً . ..
أخبريني ! )
( تريدين إسمه ؟ أم ماذا ؟
وهل يهم الآن إن علمت من هو ؟ )
: ( نعم يهم !
يهمّني .. ! قولي ! )
( خالد حسنًا ؟؟ !!
خالد .. هذا أسمه ولن أجيب على أسئلة أخرى منكِ )
قالت إسمه بسرعة حتّى شكّت " وِضاح " أنّها سمعته .. خرجت " سعاد " ..
وظلّ هذا الأمر عالقًا في بال " وِضاح " .. كانت تريد أن تعرف المزيد عن هذا الْ خالد .. .
كانت تريد أن تعرف كلّ شيئ عنه !
وما الذي حدث بينه وبين أختها لـِ يرحل عنها .. . ويخلّف وراء ظهره تلك الغصّة ،
أتراه فعل ما قام به " علي " ؟
مستحيــــل !
لن تترك الأمر هكذا سـ تذهب عند أختها " سعاد " وتعرف كلّ شيئ عمّن كان حبيبها !
+
إختلف حياة " وِضاح " وباتت كل الأمور حولها مزدهرة و تزهو بآلاف الألوان .. .
ومع ذلك علق إسم " خالد " في ذاكرتها وما ملّت ترديده .. حتّى صار لها هاجسًا ،
أصرّت على الحديث مع أختها " سعاد " عنه وعن سبب رحيله عنها ،
بعثرت ما يعتريها من إحساس على الورق .. . وكتبت :
( هو من رحل .. .
أعذر قلبكِ .. . لا يتحدّث عنه ،
هو من عزف وترك بقايا موسيقاه فيكِ .. .
هانت عليكِ خصلات شعرك .. . ولم تهن عليكِ ذكراه ،
كيف له أن يترك زهرة مثلكِ .. .
هو من مضى ،
و هل يحق له الرحيل دونكِ .. .
إستطعتِ أن ترتشفي قهوتك .. . وحيدة ،
و باتت لكِ القدرة على الرقص والغناء .. . والكلام دون صوت ،
كلّ ذلك وأنتِ وحيدة .. . . ..
أفتقده معكِ !
أتعلمين ؟
أريد أن أعرف كل الأمور عنه .. .. .
كيف هي عينيه .. وماهو لونها ،
وكيف هو صوته .. .. .
ولِـ أيّ درجة أحبّكِ .. .
خ ! )
أعادت أوراقها في الأدراج ومضت تبحث عن أختها " سعاد " .. .
: ( سعاد .. . )
( أهلاً وضّوح ..
ما الأمر ؟ )
: ( أريد أن أعرف !! )
( لمَ تصرّين على الحديث عنه ؟
ما الذي تريدين معرفته بِـ ربّكِ !!
لن أتحدّث عنه بأي أمر من الأمور !
لستُ أنا من تذكر سوء حظّها وسيّئات حبيبها أمام أحد !
نعم هو إختار أن يرحل .. . ورضيت أنا بالأمر
ولكنّه كان و لازال في داخلي .. .
كلّ ما في الأمر أن ما حدث لم يكن بيدينا ! )
: ( مهلاً ومن قال لكِ أن تذكري لي عيوبه !
أريد أن أعرفه .. فقط ،
كيف دخل إلى حياتكِ وكيف حدث هذا الحب .. .
ولا أريد أن أعرف سبب الفراق أبدًا ! )
بكت " سعاد " وتركت أختها خلفها دون أن تشعر .. . تناولت كأس ماء كان بالقرب منها ،
وعادت للجلوس مع " وِضاح " .. .
( حسنًا إن بكيت وأنا أحدّثكِ فـ إتركيني !!
لا تفعلي شيئًا ولا تسألي عن شيئ .. .
أنا من ستتحدّث ، وفي المقابل إصمتي أنتِ ! )
ولم تجيبها " وِضاح " بأي كلمة .. . كانت تنتظر هذه اللحظات لذا سـ تصمت كما أمرتها أختها ،
وبعد تنهيدة طويلة أشاحت " سعاد " بوجهها و إسترسلت بالحديث .. . .. .
( هو من إختار أن ننتهي .. . لستُ أنا
هو قال أن الحل هو الفراق .. . هو قال ذلك !
حاولت بكل الطرق أن أعود وأجدّد علاقتنا .. . ورفض كل محاولاتي تلك !
لم أفكّر بـِ كرامتي وعزّة نفسي و كبريائي .. ولا أي شيئ ولا أي شيئ .. .
و مع ذلك كلّه .. . لم يرضى أن نعود !
أحبّه .. . !
قسمًا بالله العظيم أحبّه !
ربّي هو الشاهد عمّا أحمله من حب له في قلبي ،
عامين لنا معًا .. .
ومازلت أحبّه كأنّني في أوّل أيّامي معه !
مازلت أراه في عيني .. .
مازال صوته في حنجرتي !
مازال عطره في أنفي .. .
مازلت أتذكّر كل مواعيدنا ولقاءاتنا بتفاصيلها وكلماتنا وأغانينا .. .
مرّ الآن عام على فراقنا .. .
ولا زال هو .. .. . كما هو !
ولكنّي للأسف لا أعرف مكانتي ومكاني عنده .. ... .
آآآهٍ أحبّه .. . .. . . ! )
بكت " سعاد " ودفنت رأسها في وسادتها .. ... . .. . !
+ 
ظلّت " وِضاح " تكتب كلّ الأمور التي أثّرت بها بعد حكاية أختها " سعاد " و " خالد " ،
تلك الحكاية التي لم تكن تعرف تفاصيلها بعد .. .
( ما سبب فراقك ؟ .. .
ليتني أعلم ،
ليتني .. . أعرف لمَ أعلنت نهاية الحكاية .. .
لن تغفر لك .. .
ما دامت الخيانة ليست من أسبابك ،
كيف لكَ أن تقوى على الفراق إذن .. .
لم تخنها أنت .. . ولن تخونك هي أبدًا .. .
لمَ .. . الفراق !
ومالي أفكّر بكَ هكذا !!
أتراني تعلّقت بـِ إختلافك .. .
أتراني عشقت ..
لا !
أتراني إنشغلت بـِ أوّل إنسان أراه يعلن الفراق دون خيانة .. .
أيّ قوّة هذه التي تجعلني لا أفكّر إلاّ فيك .. )
أعادت " وِضاح " أوراقها وقرّرت الحديث مجدّدًا مع " سعاد " علّها تعرف أمور أخرى .. .
: ( سعاد .. .
أعذريني .. .
ولكنّني أريد أن أعرف المزيد عنه ! )
( وِضاح ؟
ما سر هذا الإصرار ! )
: ( لا أعلم أختي !
ولكنّني أرى أن أهم أسباب أو بالأحرى كلّ أسباب الفراق ،
هي الخيانة .. فقط !
ربّما أكون أنا فقط من يرى ذلك .. .
وفي حكايتكِ لم أشمّ رائحة الخيانة أبدًا ،
لذا أريد أن أعرف ما هو الأمر الآخر الذي يجعلنا نعلن النهاية .. .
ونقرّر الفراق ! )
( وأنا أريد أنه أعرف إن عرفت أنت كل شيئ ..
ما الذي سيحدث ؟؟
أتراه سيعود لي ؟ )
: ( سعاد !
أخبريني فقط ..
ما أدراكِ ؟
ربّما يعود ! )
أجابتها " سعاد " بـِ إبتسامة باهتة فقط .. .
: ( سعاد سعاد !
أين تعرّفتِ عليه ؟ )
( كان معي في الصفحة الخاصة بي ..
في أحد مواقع الإنترنت .. .
وما زال متواجد هناك .. . ! )
: ( وهل تقابلتما ؟ )
( نعم .. . رأيته ،
كان قريبًا جدًا منّي .. .
شاركني في كلّ أموري .. . ومناسباتي ،
تقاسمت معه كلّ شيئ .. . حتّى حزني !
تخيّلي ؟ )
: ( حسنًا .. .
ولمَ الفراق إذن ؟ )
صرخت " سعاد " .. .
( هـــو أراااااد ذلك !!!!
ألم أقل لكِ !!!!!!!!!!
هو قرّر هذا الفراق !
وإفترقنا !! )
: ( سعاد إهدئي !
بربّكِ أختاه !
أي موقع هذا الذي تقولين أنّه مازال متواجد فيه .. . ؟ )
حفظت " وِضاح " ذلك الموقع .. . وقبّلت رأس أختها ،
و عاد إلى غرفتها .. .
كان أوّل ما فكّرت به .. . هو إنشاء صفحة تخصّها أيضًا ،
لـِ تعرف المزيد عنه .. .
ذلك الْ " خالد " !!
+
|
|
|
|