الفصل الخامس والعشرون
وبِجانب آخر
[ يعني ألحين مالقيت لي سالفة رحت أرسلت لِلبنت رسالة ..! شنو بتقول عني لو عرفت أن هذا أنا ، جد والله مالي سالفة
وهُدى لو عرفت أني حفظت رقم بنت عمي من جوالها أش بِتسوي ، جد أحس أن حركتي سخيفة وأنا أسخف بعد ، وضياء لو عرف أني مرسل لأخته بينتف ريشي
يوووه جد قمت أخربط أي ريش بعد ليه أنا ديك ..! ]
وقطع تفكيري صوت الرنين [ هذي هُدى لايكون قالت لها ضي شئ ] : هلا هدّاي
_ هلا بك بوحميد
_ خير
_ خير بوجهك رايحة لبيت عمي وأبيك تجيني هناك ضروري
_ ضياء مادق لي عزمني
_ أي عزومة بعد وربي رايق يبو حميد ، تراي باقي مادقيت لضي السالفة مو سالفة عزيمة حنا بنشل ويانا غذانا ، أقول ..!
_ قولي!
_ أش عندك الآن..!
_ ماشئ قاعد بِالمكتب بس
_ مرنِي وأحكي لك بِالسيّارة ومرة وحدة نآخذ غذاء دامنا ماخبرناهم
_ أوك أبرزي
المسافة مِن مكتبِي بِالعزيزية إلى بيتنا بِحيَ الشفاء قريبة لِذا وصلتُ بِسرعة لِهُدى التِي حالما وصلت خرجت
_ مساء الخير
_ مساء النور أش فيك كأنّ حد لاحقك..!
_ مُرّ كنتاكِي ترانِي طلبت وبِخبرك خلني بس آخذ نفس
_ طيب بس شنو طلبتي ..!
_ وجبتين سوبريم وثلاث وجبات زنجر
_ لمين السوبريم..!
_ لك ولِضي والباقي ضياء وأنا وشذى
[ ياسعدي ضي تحب السوبريم مثلي ، النشبّة هُدى لو سألتها مابتجاوب ولازم أسحب منها الحكي ] : أقول أش عرفك أن ضياء يحب الزنجر..!
_ هاه ، والله قد سمعت ضي تقول أنها تحب السوبريم وضياء الزنجر
_ خير ، جاهزين لِسفرة بكرة الفجر..!
_ أيه وتراي بنام ببيت عمي أنا وشذى وجهزت لي شنطة صغيرة بِالجناح حقي تلقاها هاتها وأنت جاي
_ والله ، مجهزة نفسك أشوف ، أخذتي الأذن..!
_ بدق لبوي بعدين وأمي بترفض عارفة
_ طيب قولي شنو عندك
_ أيه صح نسيتني ، [ بِصوت مخنوق ] أمي
_ ِأش فيها أمي ..!
_ تقول أن خالي وخالتي جايين الأسبوع الجاي
_ حلو ، زين اللي مو هالأسبوع لأننا بنسافر
_ أي زين يا أحمد أمي تقول أنهم بيجونّنا خُطّاب مب زيارة
_ شنو ، خُطّاب لمين ..!
_ حمد يا أحمد يبغاني حرمة له
بِصوت عالي وأنا أفكّر بِضياء : يهبى
_ أيه أحمد تكفى مابيه
وأحببتُ أن أجسُّ النبض : مابتآخذينه وأنا أشم الهوى ، بس ليه ماتبينه..!
_ آآ مابي أتغرّب ولا أبي أتزوج بهالطريقة يا أحمد أفهمني
_ فاهمك ، بس ببالك شئ..!
_ أحمد بتحقق معي يعني..!
_ لا مابحقق
وصمتنا إلى أن نطقتُ : يلا أنزل آخذ الطلب وأجيك
[ حسيّت بِراحة كبيرة لما حكيت لِأحمد وعجبتني ردّة فعله يهبى ، أيه يهبى حمد ، مابيه ، أنا أحب غيره مابيه ، حرام أظلمه معِي ]
وصوت رنين : هلا أحمد
_ بأسمي الطلب..!
_ أيه
_ أوك
وأتصلتُ بعدها عَلى ضي وبِسرعة ردّت : هلا ضي
_ هلا بِك
_ شلونك..!
_ أجنن
_ تنتظري مكالمة ..؟ أشوفك رديتي بسرعة
_ لا ، توّ كنت بدق لِضياء ومايرد عليّا
_ ليه خير وش فيه..!
_ مدري ماريا تبكِي حيل ممكن لو جاء ضياء تسكت ، صايرة ماتسكت إلا معه
_ طيب أنا جايتك الآن مادقت لك شذى..!
_ لا ، ليه!
_ عزمنا روحنا ع الغذاء عندكم ههه
_ مرحبا بكم أجل يلا أدق لضياء يجيب غذاء لأن طيّبة أنشغلت مع ماريا وماطبخت شئ
_ حنا أشترينا غذاء لنا والآن نمر نجيب لطيّبَة ولمرت عمِي
_ لا لاتكلفين ع عمرك ضياء بيجيب
_ أقول لاتتعبين ولد عمي وحنا جايين بِالدرب
_ ههه قولي كذا وأفهم عليك ، ربي يخليه لك ياهُدى
_ وش تقولين ياضي
_ فاهمتك أنا ياهُدى وأفهم نظرتك وقلقك وكل شئ بسرعة أحتريكم ممكن تسكت لو شافتك
_ طيب
_ ممممم ، هُدى تتكلمين تقولي نمر ونجي وشذى مو معك تقصدين منو..؟
_ أحمد أخوي
_ آها
جاء أحمد وهاتِفُه بِيده يبدو أن أحد ما أتصل بِه وفُوجئتُ بِه يقول بعد أن وصل وصعد بِجانبي : تسوي خير يا أخوي والله أن حرمتك بتنبسط معنا
أيه الفجر ، لا أنت تعال ونصلي هنا بِالمسجد القريب من بيت عمي وبعدها ننطلق مِن هناك
لا ، والله زين ، أنا بخذ سيارة أبوي الجيب ، أيه معنا حرمة عمِي حلو حلو خير ، خلاص أنا أخبّر ضياء ، يلا نلتقي بكرة
_ سامر..!
_ أيه يقول دق لضياء يسلّم عليه وخبره ضياء وناوي يروح معنا يبي حرمته تغير جو
_ أي والله بتبسط معنا منى وفرصة أنا أبيها تطلع مِن حالتها اللي اهيه فيها
_ حلو أجل
_ صح أحمد مُرّ مطعم المندي هات لِحرمة عمِي وطيّبة غذاء توّ حكيت مع ضي
_ فديتها
_ هاااه ، ماتستحي تتفدّى ضي..!
_ وش فيها أتفدى حرمتي
_ حرمتك..!
_ أيه حرمتي وتراني حكيت مع ضياء وناوي أخطبها قريب
_ والله ، شئ حلو ، وضياء وش قال..!
_ قال لِي أنه ناوي يعرس هو بعد
_ ......
_ وش فيك سكتي ..؟
_ مافيني شئ
_ أيه يعني فضولك ماخلاك تسأليني منو اللي بيبها ..؟
_ وليه اسأل ربي يوفقه ضياء ولد حلال ويستاهل
_ والله خبرني منو يبي وهالبنت محترمة وحلوة بعد
وأنا أكادُ أُجن وأحترق : الله يوفقه لو مين تكون حرمته
_ طيب ليه معصبة.؟
_ ماني معصبة أبد ، تشوفني معصبة؟
_ أيه والدخان يطلع من أذنك بعد هههههه
وأنا أتصنّع الهدوء والراحة : ههههه وليه يطلع الدخان مِن أذنِي يا أحمد أكيد بنسبط لولد عمّي
_ لاتستعجلين بِِالشرقيّة بِتعرفين كل شئ
وأستغربتُ آخر ماقال
أخذنا غذاء زوجة عمِي وأنطلقنا لِبيت عمِي وهُناك كانت شذى قد وصلت وكذا ضِياء
والصغيرة لم تهدأ و لم تنم إلا فِي حضن أحمد
وبعد الغذاء أخبرتُ شذى وضي عن حمد
وشهقت شذى التِي تعلم مابِداخلِي وتفاجأت ضي وقالت : تمنيّتك لِضياء بس ربك مو كاتب
دون أن أشعر : شنو يعني تتوقعين بوافق ..!
_ ولد خالك وش تعيبين فيه ..!
_ أجل وش تعيبين في أحمد..!
_ آآآ ، أحمد ماجاء وقلت ما بيه
وأستغربتُ قولها [ هذي اللي ماتدانِي أحمد ] وقالت شذى بِفرح : يعني لو جاء توافقين..!
وكأنها لم تسمع سؤال شذى : مدري لو ولد خالك رجال محترم لاترفضينه
أنا بِنفاذ صبر مِن ضي : شذى فهمِي هالخِبلة أني مابيه وأنا أفكر بِرمِي قُنبِلة بِوجه ضي وسأرى ردّة فعلها وقالت : أنا خبلة مشكورة ياهُدى
_ ضي مابي حمد ثم أن أحمد قال لي يهبى يآخذك
_ وش دخل أحمد بعد..!
_ دخله أنّه أخوي وفاهم أن البنت ماتنجبر على الزواج
_ ماشاء الله محاميك أجل طلع ماهو سهل
قالت شذى : لو ماهو شاطر ماصار محامِي قد الدنيا
قلتُ وأنا أنظر لِوجه ضي ورميتُ قنبلتِي لأجسُّ نبضها : هالمحامِي يابنات قرر يتزوج
صرخت شذى : وااااو ، أقسمي..!
_ قسم تو حكي لي
شعرتُ بِالذهول في عينيّ ضي ولكن كعادتها الصمت كان سيّد موقفها
.
الفصل السادس والعشرون
تونِي أعرف أكرهك يعنِي أحبك ..!
هل سَيرحل أحمد أيضًا ولأخرى..!
[ ليه ..! ، ليه يا أحمد ، ليه أنا غبيّة ..! ليه أنا بِسرعة أتعلّق وأتوه وليه أتعب وليه أموت..! ، ليه أكتشفت أنِ كرهِي لهالأنسان ماكان إلا حُب
ليه تونِي أعرف أنِي أحبّه وهالشئ لمسته مِن سرعة تماسكِي بعد تركِي وماطحت هذاك اليوم إلا مِن كثر ماضربت نفسِي
تركِي ماحبِنِي يا أحمد ، بس أنته تحبنِي ..! تحبني مو؟ ولا راح تبكينِي مثل غيرك..؟
أحمد رجييييتك لا ، لاتقتلنِي مابي أموت مرتين ]
ووسط الدموع وصلتنِي رِسالة مِن ذاتَ الرقم الغريب : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
[ معقول يكون أحمد..؟ وكيف عرف بِحالتي ، معقول وصله صوت دموعِي ..؟ معقول سمعنِي..؟ ]
لا ، لازم أتأكد ، تأكدتُ مِن أن هدى وشذى نائمتين أخذتُ جوال هُدى الذي وضعتهُ على طاوِلة قُرب سريري وخرجتُ لِصالتي وأتصلتُ بِذات الرقم مِن جوالها فظهر لِي [ بوحميد حبييبي ]
عدتُ وأنا أبتِسم ولأول مرّة بعد وفاة نور أشعر بِطعمها إبتِسامتِي وذُهلتُ وأنا أسمعنِي أقول : فديته
ولم أنم بل جلستُ أفكر بِي وبِالتغيير الذي طرأ عليّ وكيف كنتُ قاسِية مع مي التِي زراتنا عصر هَذا اليوم وعلِمتُ أنّها مُسافِرة بعد يومين وتمّت خطبة تركِي لِتمارا الخبر الذي أستغربتُ نفسي كيف أنه لم يُؤثر بِي ، سُبحان الله
وكأننِي لستُ بِضي ، وأستغربت مِي ضحكِي المتواصل مع بنات عمِي والتِي لم يمر عليها هذا الشئ مرور الكِرام فأستغلّت رحِيلهن مِن صالتِي الحمراء وسألتنِي : ضي وش فيك..!
_ مافيني شئ ، ليه!
_ مدري أحسّ أنّك جالسة تمثلِي الهدوء وبِداخلك عواصف ، مو هازك خبر زواج تركِي!
بِتماسك أقوى قُلت لها : اللِي هازنِي يامِي مرضك وبس وتركِي الله يسعده ودامه أختار يروح خلّه يروح ، ودامه راح يامي فهوه ما أستحق يكون هنا أو حتّى لي
وصدقيني بدعي له دوووم وبِكل صلاة أن ربي يسعده ويحميه
_ فديت صديقتي أنا ، اللي أبيك تعرفينه أن تركِي مُجبر وكأن أحد حادّه صدقيني تركِي رغم نفسيته السيئة إلا أنـ....
قاطعتُها : مِي تحبيني..!
_ أش هالسؤال الغبي ..! أكيد أحبّك وأموت فيك وو..
مرّة أخر قاطعتُها : إذا تحبيني لاتجيبين لي طاري أخوك مرّة ثانية
لاحظتُ الدهشة التِي غمرتها وإبتِسامتِي بعدها قتلت أي أمل بِداخلها أن يكون تركِي حيّ ينبض بِداخلِي ، الذي أستغربته أنا فِيّ أن إبتِسامتِي كانت صادِقة
ولم تكُن هُروبًا
[ أبي أنام عالأقل ساعتين ، أبي أرتاح شوي ، ورانا مشوار لزوم أغفي لو شوي ، أبعدي ياضي أبي أنوووووم ]
كنتُ أفكر بِها كمهووس وكأنِي لِلتوّ عرفتها أو كأنها بِقربي وأحسّ دفئها ، أتركيني ياملاكِي
مرّت ساعة ونصف ولازلتُ أتقلّب بِفراشي ، لا أعلم كيف أمسكتُ بِجهازي وكتبتُ رسالة قصيرة لها وأرسلتها مُحتواها : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
هي لاتعرف أنني صاحب الرقم ، المهم أن أُوصل لها ما أرغب بِقوله
وبعد أن أُسدلت أجفانِي سمعتُ صوت نغمة الرسائل ورِسالة جديدة فتحتها بِتململ وفتحتُ عيني على إتساعهما حين رأيت المُرسل كانت [ رُوُحِي المُصطفاة ] : يامسهر عيونِِي أبعد خل يحل الرقاد
[ كيف عرفت أن هذا أنا ..! ]
وأرسلتُ لها : [ ( منو أنا ..؟) أدري رسالتي هبلة بس أبي أشوف كيف عرفتني ، يووووه جد أنا مسبّه ألحين هُدى وشذى عندها نايمات وأنا أقول كيف عرفتنِي..؟ ]
وأرسلت لِي : [ أنت ملاكها ومليكها ومملكتها ]
[ لاحووول هذي تستهبل وإلا شنو ..؟ ] وأرسلتُ لها : أول حرف من أسمِي طيب..؟
وأرسلت لي مِن جديد : يامُؤرقِي يا أحمد النُّور أبِي أنوووم أبعد عن خاطري شوي
[ ويلي ، وهي مو معطيتني وجه أنا ما أعرف أنوم كيف لو أرسلت رسالة ، أي رسالة هذول ثلاث بحفظهم بقلبي ، ألحين بحاول أنام شوي أبي بسرعة أشوفها ]
نمتُ وأكادُ أشعر أن السعادة تخترقنِي لِتصل لِمن حولِي، أنظر لِهُدى وشذى أغبطهما
ضممتُ وسادتِي بعد أن أضبطتُ مُنبهِي ونمت ، كانَ نومًا أرِق لكنه لذيذ
أستيقظتُ قبلهن ونزلتُ لِغرفة طيّبة فوجدتها مستيقظة وذهبتُ لأمِي فكانت تُصلي الوتر
توجهتُ لِغرفة ماريا وسريعًا رتبتُ بقيّة ملابِسُها وأخذت لُعبتين وجهزتُ كُلّ أغراضها وبعد الأذان مُباشرة أيقظتُ هُدى وشذى
وتوجهتُ لِمجلس الرجال الذي نام فيه ضياء لأن بنات عمِي هُنا
وبعد أن صحا : صباحك ورد ياغالي ، تقول لك هُدى دق لسامر وأحمد
لا أعلم لِم تغيّر حاله ولكنه قال : ول ول كل هذي عجلة ..!
_ أيه وربك مستعجلة
وما أستدرتُ إلا وضياء يتصل وصمتتّ : بوحميد ، يلا قوم ، زين أنك صاحي يلا أحتريك مع السلامة ، أول دق لسامر فشلة أدق له أنا ، طيب ، سلام
بعد قليل
_ ياضي ، ياضي..!
_ هلا يا ضياء
_ حرمة سامر جاية أنزلي أنتي والبنات بسرعة جهزن الفطور والشاي
_ صار، يلاّ صلاة مقبولة ياربّ ، ولاتنسى الصدقة دربنا طويل يا غلاي
طُرِق الباب بعد خروج ضياء بِدقائق وكانت مُنى رحبّتُ بِها وحِينَ هممتُ بِغلق الباب أشارت لِي بِلا ونظرتُ ورأيت امرأة تُشبِه هُدى قليلاً وتأخذ مِن شذى الكثير
لم أتعرّف عليها بِسرعة وتذكرتُ ملامحها مُذ آخر مرّة زرتهم فيها مع أبِي [ رحمه الله ] فقُلتُ : مُرت عمِي ..! هلا ومرحب وحِي هلا بك تفضلِي ..!
بِخجل : يحييك ربي
_ يمّه يمّه تعالي ..!
جاءت أمِي والدهشة علت وجهها حِين رأت الزائِرة : أم سامر..!
_ شلونك أم ضياء ..!
_ هلا بك هلا تفضلِي ، ماقلتي يالغلا نفرش دربنا ورود
_ أش دعوة ياحافظ ترحيبكم يكفي
كنتُ أنظر لأمِي وفهمتُ مايعنيه تلفُتها لِهُنا وهُناك
تظن أمِي أن بيتنا سئ ، ورُغم أنّه يقع بِحي متواضع إلا أن بيتنا أفضل بِكثير مِن البيوت التِي فِي حيّنا والحمدُلله ، نظرة أمِي خجلى وكم كان حدسِي صادق إذ قالت : أسمحِي لنا يا أم سامر بيتنا ع قد الحال
_ لاتزعليني منّك يا أم ضياء وأنا جايّة لأهل البيت موب للبيت وبيتكم حلو يكفي دفاه يا أم ضياء
_ أصيلة يا بنت الأكرام
_ الأصل أصلك يا غالية
_ أن شاء الله ناوية تسيرين معنا للشرقيّة..!
_ أيه والله والسيرة معكم لحالها بركة
_ بننبسط دامك معنا يا أم سامر وصدقيني الطلعة لحالها مِن البيت تكفِي ، عيشي حياتك يا شمّه مايصير حابسة عمرك مِن زُمان
_ صح كلامك وكاني قررت أسير معكم وأن شاء الله خير
قالت مُنى : أيه قولي لها ياخالة عجزنا أنا وسامر لين أقنعناها تجي معنا
بعد أن جهزّنا الإفطار ووصل الشباب صعدنا السيارات وأخذ كُلّ مِنا موقعه أنا وضياء وماريا وأحمد وهُدى وشذى وطيّبة وسوماتِي فِي الجيب
وأمِي وأم سامر ومُنى فِي سيّارة سامر الصغيرة
أصرّت أم سامر على أمِي أن تصعد معها بِسيارة سامر
وبدأت رحلتنا فِي الخامِسة
نظرَ ضياء لأحمد ثم قال : مانمت يا أحمد..؟
_ هااه ، آآآ نمت بس ماشبعت نوم
_ عيونك حمراء
_ والله حسبتها بنفسجي هه
_ حتّى وأنت نعسان تنكّت ، أقول ريّح شوي وراك سواقة وإلا ناوي تخليني أسوق طول المشوار..؟
_ ولايهمك شويّات وأصحصح
_ لا ناااام أحسن
_ ياليت أقدر ياضياء شئ شاغلني وعجزت أنوم
وكنتُ أضحك عليه وبانَ مِن عينيّ سألتني هُدى بِصوت مسموع : أش عندك تضحكين ..؟
_ ولاشئ مبسوطة لأني بروح البحر
_ هالقد تحبينه..؟
_ أيه وربك ماتعرفين أش قد أفرح بِشوفته
قالت شذى التِي كانت تحمل ماريا : ياجماعة ماريا حرارتها مرتفعة
_ مِن جدك ياشذى ..!
_ أيه ألمسيها..!
_ يوووه نسيت ماشليت التحاميل ونسيت أن عمتّها بِتجي تآخذها بعد أش فيني اليوم ..! ، ضياء لو صادفتك صيدلية أوقف ، وصفّط ثواني أنزل أجيب شنطتها
ضحكَ أحمد ثم قال : أنا أنزل أجيبها
بِهمس قالت هُدى : نزل عنّك روميو ياجولييت
_ بلا هبال بس ، شذى صحيّها
_ طيب
.
.
الفصل السابع والعشرون
[ ياحلو قعدتكن ياهُدى وياشذى مع هالبنت ومع أمها ، أرواحهم ماشاء الله طيّبة ، ليتني من زمان عرفتهم وإلا هالصغيرة نظرتها جنان وتهبّل ، الله يرزقني بنت مثلها ، ياربّ ]
قطع تفكيري صوت أم ضياء وهِيَ تقول : أش فيهم وقفوا..!
_ مدري يامرت عمي أحمد يشيل شئ مِن الأغراض يظهر شنطة الصغيرة
_ ياويلي يسامر دق لِضياء وعطنِي
_ تآمرين
وأتصل سامر بِضياء : هلا ضياء الوالدة تبيك..
وأخذتْ الجِهاز بِسرعة : يمّه ضياء ليه وقفتوا..! يمّه ، كأن قلبي حاس مِن أمس وهيّة تزاعج هذي أكيد مشآن سنونها الباقين ، طيّب يمّه لو ماخفّت شالسوات ..! أن شاء الله يلا يمّه بحفظه ولاتسرع
_ أش فيه..؟
_ ماريا مرتفعة حرارتها مرّة وأعطوها دواء بس ما فيه تحاميل
قالت أم سامر: ياربّ تخفّ
وألتفتُ لِأم ضياء : ياخالة لو أتعبتهم قولي لهم يجيبونها عندنا أخليها عندي
لا أعلم لِمَ نظر لِي سامر وأبتسم إبتِسامة حانِية وكأنّه مُمتن لِماقلت أو فَرِحُ لأننِي كسرتُ الحاجِز الذي أرقه وأتعبه ولا ُأخفيكم أرقني وأسهدني
بعد ساعة ونصف توقفنا لِتناول وجبة الإفطار وأنتهينا وأخذتُ الصغيرة معِي التِي لازالت حرارتها مُرتفِعَة والغريب أنّها نامت بِسرعة في حُضنِي ، أنتبهتُ لِسامر الذي كُلّما سنحت له الفرصة نظر لِي وأبتسم
آخر مرّة تعالجتُ بِها وأخذت الكلوميد أخبرتنِي الدكتورة أن إمكانية الحمل الآن بِنسبة 80 % ولله الحمد وحجم البويضات مُساعد على الحمل وبِشكل كبير
بآخر الأيام أشعر بِتعب ولكن مُستبعد أن يكون تعب حمل فِالحامل لاتشعر بِالغثيان دومًا ولا بِوجع البطن فقد سمعتُ أن الحوامل يتألمن مِن ظهورهن فقط
والأكيد أننِي لا أرغب بأن أعيش على أمل فأسقط مِن سابِع سماء لِهوّة سحيِقة
الآن أشعر بِالغثيان أخذتُ علبة الحليب التِي جلبتها معِي بِحقيبتِي وشربتُ قليلاً ولم يخف أبدًا فألتفتُ لِسامر : سامر البرّاد فيه علب سفن آب..!
_ أيه ، تبين..!
_ ماعليك أمر هات لي علبة
_ يابنتي يامُنى هاتِي ماريا الصغيرة عندي
_ لا يا مُرت عمِي خليها
_ هاتيها شوي ثم أعطيك هيه
وممدتُها لأم سامر التِي أستغربتُ رغبتها بِحمل الطفلة : طيب
نزل سامر وجلب علبة سفن آب ثم صعد وفتحها لي أيضًا فشربتُ منها إلى أن شعرتُ بِزوال الغثيان
فجأة شعرتُ برغبة فِي النوم وأسندتُ رٍأسي وغبتُ عن الواقع
وصلنا بِحمد المولى في مايُقارب الساعة الحادية عشر ،تأخرنا نوعًا ما لأننا لم نكُن نُسرع ولأننِي نمت فلم أشعر بِشئ
قالت هُدى بعد أن وصلنا : خبلات وش ذا ليه تناموا ..!
_ ليه!
_ أحمد نام وكان شبه ميّت وأنتن بعد مانمتن بالليل
_ أنا عن نفسي مانمت أبد وشذى مالها حق تنام وبعدين شنو تقولين شبه ميّت ، [ طلعت لها لساني ] خِبلة
_ هههه ، ضي تدافع عن أحمد وي غريبة
قالت شذى : والله أنا أمس مداومة ومانمت العصر وأنتي عارفة متى نمنا بِالليل وعادتي أفرّ الساعة فرّ
_ صار موقفي بايخ أنا وضياء بس اللي صاحيين وأنا خايفة أنام وولد عمي يظل لحاله
_ خخخخخ قولي كذا
_ شذوووه بلا دفاشة تخيلي أنام ؟ أنا قلت لو تطلّب الوضع بفتح موضوع نحكي فيه بس ماحسيت أنه نعس هع
قلتُ لها : زين اللي ماحكيتي
_ ليه!
_ كنتوا بتزعجونا وبنصحى ههاهاااي
_ سخيفة
رتبنّا أمورنا بِشاليه بِمدينة الدمام وكان مُكون مِن 3 غُرف غرفة لِي ولِشذى وهُدى ومُنى
وغرفة لأمي ولِزوجة عمِي
وغرفة لِطيّبة وسوماتِي
أمّا الرّجال فقد كانت لهم غرفة لها مدخل آخر
كانت غُرفتنا تطلُّ على البحر وفِي الشاليه ذاته مسبح كبير ومطبخ صغير نوعًا ما مفتوح على الصالة وصالتين صالة صغيرة وأُخرى كبيرة
صرخت شذى حين رأت [ الدبابات ] وهُدى فرِحت بِالمسبح وأنا بِالبحر والبحر فقط ووجوده بِالقرب منِي أسعدنِي
نام الجميع إلا أنا أمّا ضياء فقد أتصل بِصديق لُه هُنا وذهب إليه ولم ينم رُغم تعبه
ذهبتُ لِماريا وأخذتها من طيّبه التِي نامت مِن تعبها ولم ألمسها إلا وحرارتها عالية وأخذتُ مقياس الحرارة الخاص بها وقستُ حرارتها فوجدتها 39 ونصف
بِسرعة أتصلتُ لِضياء الذي وجدتُ موبايلهُ مُغلقًا ولم أشأ إيقاظ أهلي فهم نِيام
بِذات الوقت سمعتُ صوت فِي الخارج ونظرتُ مِن الزجاج فوجدتُ أحمد جالس على كُرسي قِبالة البحر وينظر لِلبحر
بِدون تفكير أرسلتُ لُه رِسالة : ماريا مريضة مرّة وضياء جواله مُغلق
ووصلتني فورًا رسالة منه : ألبسي وأحتريك بسيّارة سامر لأن ضياء خذا الجيب
كُلّ هذا وأنا أرى تحركاته مِن الزجاج العاكِس وبِسرعة بدلت ملابِس ماريا وخرجت فورًا بِها
[ هذا ولد عمي ومافي مجال لِلتفكير وماريا تعبانة ]
حينَ وصلتُ لِلسيارة أحترتُ أين أصعد ..!
فصعدتُ فِي المقعد الخلفِي وبِحضنِي ماريا
_ أي مستشفى يابنت عمِي..!
_ رح المواساة
.
.
الفصل الثامن والعشرون
هَذا أنت ..!
هَذهِ رُوُحك وهذا قلبِي الصغير الذي بدأ ينبض لك ومِن أجلك
وصمتُ ملأ المكان إلى أن وصلنا ، حملها أحمد سريعًا وتوّجه بِها وسجّل أسمها ورأيته يدفع رسوم فتح الملف وتوّجه لِلعيادة
وهُناك قاسوا حرارتها وبِسرعة وجدتُ المُمرضة تحمل بادِية كبيرة نوعًا ما وتتوجه لِلثلاجة التِي أخرجت منها ثلج
ربّاه ستبكي الآن و..
_ بنت عمي تعالي شيلي ملابسها
أقتربتُ منها وهِي تبكِي و أبعدتُ ملابِسُها
كان يقفُ بِالقرب منها ويضع أصبعهُ بِراحة يدها ، ليست المرّة الأولى التِي يفعل معها هكذا
أقتربتُ أكثر فسمعتهُ يقول لها بعد أن جلسَ جلسة وكأنه على ركبتيه : خلاص بابا ، خلاص شوفي البابا هِنا ياعيوني أسكتي خلاص
وعاد يقول وهُو يُشيِرُ إليّ : مروّي دحين تجي ماما شوفي ماما شوفي ، يلا ماما تعالي لماريا الحلوة
[ هذا يبي يقتلني ، وش هالحنان اللي فيه..! معقوول أحمد يناديها بابا يعني بباله أنه بيكون أب لها وينادي أمها يعني أنا ، ياويلي منك ]
فرغنا ولازالت الصغيرة تبكِي ، كتبت الدكتورة الدواء وأردتُ أخذ الوصفة غير أن أحمد سحبها بِسرعة وهُو ينظر لِي نظرة أخافتنِي نوعًا ما
ولأول مرّة أنتبه لِملامِحُه أحمد جميل عينيه الواسِعة ورموشهُ الكثيِفة وحواجبه المُرتبه وأنفه الطويل كحِد السيّف وشعرهُ الذي ينتبه لُه القريب منه كاد أن يصل لِكتفيه غير أن الشّماغ الأحمر يُخفيه
أنتبه لِنظراتِي المُتفحِصة وبِسرعة أسدلتُ عينيّ [ ياربي وش هالخبال ياضي ؟]
الصوت الذي بِداخلِي مُرهِق والرغبّة بِإمتِلاك الملاك طافِحة [ لزوم أحكِي مع ضياء اليوم مافيني ]
وأبتسمتُ لِفكرة سأنفذها الآن..؟
وبعد أن صرفتُ الدواء صعدنا السيّارة وبعد أن نامت ماريا بِحضني أعطيتها لِخالتها
وبعد صمت ظننتهُ طويل تمتمت : بنت عمي..!
_ ....
_ تسمعيني..!
_ تفضل ..؟
_ لاتفهميني غلط يابنت عمِي بس بي أسألك سؤال..؟
_ ....
_ أنا نويت أطلبك مِن ضياء اليوم ، لو طلبت توافقين..؟
_ ....
_ أفهم مِن صمتك أنّك معترضة أو موافقة..؟
بعد ثواني حمحمت ثم قالت : أحمد ياولد عمِي أنا مابلقى أحسن منك ، توكل على الله
دون أن أشعر : وربك..؟
_ ......
صحوتُ بِسرعة وتوجهتُ لِلحمام وتعثرتُ بِطريقي فأستيقظت شذى التِي قالت : وي بسم الله عليك يامُنى ، أنتبهِي
تركتها وتوجهتُ لِلمغاسِل التِي تقع قِبالة غُرفنا جميعًا وكادت أن تخرج روحِي وحين عُدت
_ وش فيك ، لايكون بتمرضين..؟
_ لي كم يوم ياشذى على هالحال
_ والله..؟
_ أيه ومليّت من هالحال
_ طيب أش رأيك نروح المستشفى إذا صحى سامر ممكن فيك شئ
_ أعرف بِشنو تفكري ياشذى ما أتوقع أن اللي ببالك
_ إرادة ربك فوق كل شئ يا مُنى وطيب ، بسألك كم سؤال وجاوبي عليّ زين؟
_ هاتي يا ممرضتي العزيزة هه
_ هه عندك غثيان دايم..؟
_ يس
_ عندك وجع بأسفل البطن..؟
_ يس
_ أحيان أول ماتوقفين تجيك لفّة رأس ..؟
_ يس
_ وي وي صدقيني يامُنى أنتي حامل
_ ....
_ ليه كذا أفرحي وتفاءلي وأنتبهي على عمرك زين
_ شذى اللي يسمعك يقول أن خلاص تأكدنا وصحيح كلامك
_ منى وش لي لو طلع الخبر أكيد؟
بِفرح قلت وتفاؤل : اللي تبي
_ وعد..!
_ وعدين مو بس وعد
وضحكنا والأمل يرفرف
.
.
|