بعد اقل من عشرة ايام
كان ناصر جالساً في الدرجة الاولى في الطائرة القادمة من لندن وينظر من خلال الجو
الى الاراضي الخضراء الشاسعة التي زرعت معظمها واصبحت حقول مختلفة..
وسرح يتذكر الايام التي مضت عندما دخلوا مستشفى القلب والذي لايبعد كثيراً عن
بيكر ستريت في وسط لندن وكيف التقوا بجراحة القلب المعروفة ديانا هولدرايت
والتي بدت كأمرأة في الستين من عمرها وشرحت لهم وببساطة شديدة كيف انه عند
حصول الازمة القلبية كان بحاجة لأنعاش قلبه بالصدمة الكهربائية ولكنهم
المسعفين اكتفوا بالادوية فقط مما اضعف حالته...وبينت كيف أنها ستأخذ وريد من
ساق ابوجاسم لتغير به الشريان التاجي لتلفه ... وانها قامت بمثل تلك العملية مئات
المرات ...مما طمئنهم على كفاءتها والتي وبعكسهم شكك فيها ابوجاسم وفي قدارتها
لمجرد أنها امرأة واخذ يضع الاعذار ليغيرها ولم ينجح بذلك...
كانوا قد سكنوا فندق مارليبورن لقربه الشديد من المستشفى مما امكنهم من الذهاب
له مشياً على الاقدام ...وكان المستشفى في مبنى قديم من القرن الثامن عشر ذو
خمسة ادوار ذا واجهه مليئة بالنوافذ الكبيرة وعمودين ضخمين في مدخله وضع
على كل منها لافته ذهبية تحمل اسم مستشفى القلب...كانت غرفة ابوجاسم في الدور
الثالث ...وكانت ممرضته المسؤولة عنه امرأة عجوز ولكنها في منتهى اللطف
معه ...تحملت غضبه وصراخه عليها ...
تذكر فرع مطعم سفرا التركي في سانت جونزوود والذي كان يتناول عشائه فيه مع
جاسم كل الليالي بعد أن يمشوا مسافة شارعين فقط..
انتبه ناصر على صوت المضيفة تسأله عما اذا كان يرغب بشرب شيء قبل وجبة
الغداء فهز رأسه رافضاً.. وفكر في العنود وتذكر اتصالاتها اليومية له تسأله عن
اباها مع انها كانت تتصل في جاسم وامها ايضاً..كان يحس بصوتها العذب يدخل
ويتغلغل الى عقله والى كيانه كله ...وكان يتمنى لو أن احساسه ينتقل لها عبر الاثير
حتى تبادله مشاعره لكن هيهات ...لقد ظلت كما هي ...تعامله مثلما تعودت ان
تعامله ...ولكنه سيصبر ...لينال مراده يجب أن يصبر...تعود أن لا يتناول الفاكهة الا
اذا نضجت ...حتى عندما قرر أن يهرب من اباه وهو طفل أخذ يخطط
ويحسب ...وصبر حتى أحس أنه يقدر على الرحلة الصعبه عندما لجأ الى عمومته
ولم يساعدونه لخوفهم من بطش ابيه ولعدم رغبتهم في دخول معارك ليسوا بحاجة
لها ...عندها لجأ الى اوراق امه يرحمها الله التي كانت العون الوحيد له ...كان ينتظر
اباه الى ان يخرج من البيت ...ليلحقه اخوه ماجد واخته هدى فيدخل الغرفة ويبحث
في الادراج والدولاب حتى استطاع أن يجد ورقة قديمة بها اسم ابوجاسم ورقمه كان
قد اعطاها له خاله فأخذها ورتب المكان حتى لا يعرف اباه شيئاً ثم وضعها في حقيبة
صغيرة كان يخبأها خلف خزان الماء في سطح المنزل كان يضع فيها الاغراض
الاساسية التي احس أنها ممكن ان تساعده عندما يفر من هذا المنزل النتن ككشاف
نور صغير اشتراه من البقالة وجواز سفره وشهاداته المدرسية والنقود التي كان
يحتفظ بها من عمله بعد الظهر في البقالة المجاورة مع عم عبدالوهاب وجاكيت
وغيار داخلي وحلوى واضاف في تلك الليلة قنينة ماء متوسطة وخبزه وعاد لغرفته
ينتظر الساعة الملائمة وسمع صوت سيارة فطل من النافذة ورأى اخته وهي تنزل
من سيارة رجل في منتصف عمره يراه لأول مرة في حياته وهي تضحك وتدخل
البيت.. ثم سمع صوت اباه وهو يدخل ويشغل التلفاز وعرف أنه احضر زجاجة الخمر
ليسهر أمام التلفاز ومر بعض الوقت وعاد ماجد وهو يترنح ودخل الصالة وسمع اباه
وهو يتشاجر معه ثم تصنع النوم عندما دخل ماجد الغرفة وصرخ عليه وعندما لم يرد
عليه اقترب منه وضربه وافرغ غضبه عليه وناصر يحاول الدفاع عن نفسه بدون
فائدة لضخامة جسم ماجد مقارنة بجسمه ...حتى سقط ماجد على الارض فجذب ناصر
اللحاف على نفسه ونزلت دموع غضب وهو يفكر أنها اخر مرة يُضرب فيها طالما هو
حي...
انتظر الى أن احس أنهم ناموا وصعد للسطح واخذ حقيبته ونزل للخارج وركب
دراجته وانطلق في الطريق المظلم الى أن وصل للشارع الرئيسي بالطريقة التي
خطط لها كثيراً عندما جمع كل المعلومات اللازمة ليصل للطريق الرئيسي الذي
سيأخذه الى قطر الى اخر حل فكر فيه الى بيت خاله توقف قليلاً اثناء الطريق ليريح
قدمه وليشرب القليل من الماء كان عزمه اقوى من رعبه وهو يقوم بهذه المغامرة
ولأول مرة في حياته ..مغامرة قد يعيش بعدها بسعاده أو يموت بعدها من الضرب..
كان الطريق وفي تلك الساعات خفيفاً نوعا ما ... ولم يتدخل احد ويوفقه حتى وصل
الى الحدود وحمد الله أن مدينته قربها..كان هناك بعض المسافرين من البدو وضع
جواز سفره على طرف النافذه المفتوحة مع جوازاتهم امام الضابط وانتظر معهم
وفي دقائق اعاد له جوازه فقد اعتاد البدو على التنقل مع اقربائهم ووجد رجل يركب
سيارته البيك اب لوحده فاقترب منه وحدثه واقنعه بأن يقله لقطر وأن اباه سيحضر
ليقله ...وصدقه فوضع الدراجة في الخلف وركب هو بجانب الرجل والتصق بالباب
وعبروا الحدود وعندما دخلوا الاراضي القطري وبقرب مزرعة على الشارع العام
توقف الرجل وانزله ...
نظر للأمام فوجد شاطيء البحر والشمس تشرق من خلفه فاسرع وسحب دراجته
عبر الشارع الاسفلتي القديم ومشى على الرمل الناعم وتوضأ بسرعة من ماء البحر
واحتار في القبلة ولكنه تذكر جملة قالها مرة مدرس الشريعة أن المسلم لو جا وقت
الصلاة لازم يصلي حتى لو كان في صحراء وماعرف القبلة... كبر ثم صلى الفجر
والتصق الرمل على جبهته ازاله بعد أن سلم وفتح شنطته واخرج زجاجة الماء
والخبزه وتناول القليل منها ...وروى عطشه وجلس لدقائق ثم قرر مواصلة سفره قبل
أن تحمى الشمس فركب دراجته ثانية حتى وصل لبقالة على الشارع بقرب محطة
بترول فأوقف الدراجة عند الباب ودخل وسأل البائع أن كان لديه هاتف فهز رأسه
موافقاً عندها اخرج الورقة التي كتب فيها رقم خاله وطلب منه أن يتصل بالرقم
وتناول السماعة الثقيلة من يده وسمع صوت رجل على الطرف الاخر فسلم وسأله
عما اذا كان خاله واعطاه اسمه فسأله الرجل عدة اسئلة ثم طلب منه اعطاء السماعة
للعامل ليسأله عن المكان ليأتي ليصحبه...
وفعلاً جاء خاله في سيارة امريكية كبيرة ونزل منها ثم اقترب من باب البقالة
ونادى : ناصر
اطل ناصر من الباب وشاهد ابوجاسم وشاهد الطيبة التي بانت على وجه فسأل: خالي
؟؟؟
هز له رأسه بالايجاب وفتح له ذراعيه..فجرى له ناصر ووضع رأسه على بطنة ولف
ذراعيه حول ظهره وبكى ...بكى بشده كأنه فقد امه في تلك اللحظة ...بكى سنوات
الضياع بدونها مع اب قاسي وسكير واخت فاسدة واخ مدمن ...بكى لأنه احس ان
وصل لبر الامان بعد الساعات التي سافر بها بمفرده ولأول مرة وهو في هذا السن
الصغيرة....وانتظره ابوجاسم الى ان افرغ مافي جعبته من البكاء وهو يمسح على
شعره ثم سحبه من يده ليدخله السيارة فتذكر دراجته القديمة العزيزة عليه والتي
اشتراها له جاره بعد ان اعطته امه ثمنها فساعده خاله ووضعها في المؤخرة ثم
ركب بجواره في السيارة ....واخذ يتجاذب معه الحديث...
ابوجاسم: كبرت ياولدي ...ماشاءالله عليك ..يوم اشوفك اخر مرة كنت هالطول .. يوم
عزا امك الله يرحمها وكنت قاعد في الحوش تصيح بروحك...
ناصر: وانت اللي قلتلي اني اقدر اتصل فيك كل مابغيت وعطيتني رقمك...وانا خشيته
مع اغراض امي عشان مايشقه مجود مثل كل اغراضي...
ابوجاسم: بس كيف سافرت في هالطريق بروحك ياولدي ؟؟؟ ليش ما اتصلت فيني؟؟
ماخفت تاكلك الذيابه والا يبوقونك الحرامية؟؟؟ والا يلحقك ابوك ويضربك؟؟
ناصر : الله كان معاي ياخالي...
ابوجاسم : ونعم بالله ...
ناصر: ماقدرت استحمل وخفت اتصل واقولك تخاف من ابوي مثل ماخاف منه
عمامي وعماتي...حتى جارنا ما رضى يعَيشني عنده مع ولده مع انه يحبني..عشان
يخاف منه...
ابوجاسم: بس ليش الحين...؟؟
ناصر: تذكر يوم اتصل فيك من بيت جارنا اشتكيلك ابوي انه يسكر ويضربني لأني ا
الوحيد اللي قدامه...
ابوجاسم: نعم...
ناصر: من يومين ومجود يحاول معاي عشان اخذ مخدرات منه واوزعها على
الشباب اللي بيجون عنده ...يبغيني اشترك معاه في الحرام...ما كفاه انه غايص فيه
ومايسمع نصيحتي ...يبغي يجرني معاه ...ويوم رفضت ضربني ضرب كسرني وقالي
لك يومين تفكر ومالقيت الا هالحل ...خلني عندك ياخال...خلني عندك وانا مهب
مغربلك ...والله بتلقاني عند يديك ...اللي تبغيه يصير ...بس لا ترجعني له...بشتغل
وبكد على عمري بس ما ارجع... تكفى ياخال....
ابتسم خاله وقال : خلاص ...منت براجع ...دام راسي يشم الهوا منت براجع..
لاتخاف...
وبعدها كان له الاب والام ولهذا كانت منزلته في قلب ناصر كبيرة...
وتذكر عندما رأى العنود لأول مره وعندما ارتطم رأسها وبكت امامه ولم يحتمل
بكاءها ولازال لا يحتمله.... وعند خروج اباها من غرفة العمليات كانت قلقه عليه ولم
تصدق الا عندما افاق من المخدر وسمعت صوته في هاتف ناصر فبكت وعندما
وضعه على اذنه سمع بكاءها وأحس بأن قلبه يتقطع...خرج للممر وأخذ يهدئها الى
أن تماسكت ووعدها بأنه لن يطيل البقاء هناك وسوف يعود حالما يتحسن اباها
ويتمكن من ممارسة حياته ..وهاهو حجز في اول رحلة مغادرة للبلاد على أن يلحقوه
في حال سمحت الطبيبة لأبوجاسم بالسفر ...
كانت العنود قد جهزت لناصر منزله وامرت للخادمة بطبخ له مجبوس الهامور الذي
يحبه وقررت أن تعد له سلطة الفتوش بنفسها قبل الغداء واخذت تتصل كل خمس
دقائق بهاتفه النقال حتى رن اخيراً وعندما رد وسلم سألت : ليش تأخرتوا؟؟
ناصر : الطيارة تأخرت ...لين ذوبوا الثلج من على المحركات ...تأخرنا ساعتين..
وتوها نازله حتى للحين مابطلت الحزام...
العنود: الحمدلله على السلامة ...اصلاً انا شفت في الاخبار اليوم ان عاصفة ثلجية
ضاربه لندن ..كلمت جاسم وتطمنت عليهم وبقيت انت...
ناصر وهو يبتسم: وتطمنتي علي ؟؟ خلاص اقدر اسكر عشان اخذ اغراضي وانزل؟؟
العنود: خلاص ...بسكر...يالله مع السلامة...
وضع هاتفه في جيب جاكيته وهو يفكر ( هذي متى بتتغير؟؟ للحين تعاملني بنفس
الطريقة ...متى بتفهم؟؟؟ الظاهر لازم ازيد الجرعة...الحين بتفرغ لها عدل )
في نفس الوقت في جامعة جورج تاون
كان الطلبه قد انتهوا من اخر اجتماع تحضيري لأن كولن باول سيكون في الدوحة بعد
يومين وحضر الاجتماع موظف من مراسم الخارجية القطرية وموظف من العلاقات
العامة في السفارة الامريكية ودون كل شي وسأل عن كل شي واخبرهم أنه سيتركهم
ليستقبلوه في الفندق فلن يسمح لهم باستقباله في المطار لأسباب امنية..
طلبت عائشة أن تكون في الجامعة لتتابع ترتيبات الاضاءة والصوت...فسألها العميد:
Why don't you go with us?
...: ليش ما تروحين معانا؟؟
:I can't just go to hotels and appear in the press ?
...: ماقدر اروح الفندق واطلع في الجرايد..
:Why not ?
..: وليش لا؟؟؟
: my family wouldn't allow it.
...: عائلتي ماترضى..
: Your family will let you study here in this university but not
going to hotels !!!such hypocrite's.
...: عائلتج بتخليج تدرسين هنيه في هالجامعة لكن ماتخليج تروحين فنادق..يالا
النفاق..
تدخل فهد:
:I wouldn't allow my wife too. there are differences .in the
campus she`s for studying , but in hotel she`ll do anything else
but study and our community wouldn't approve it. we don’t
live alone.
..: حتى أنا مهب راضي على مرتي .فيه فرق .في حرم الجامعة بتدرس بس فالفندق
بتسوي اي شي الا الدراسة..ومجتمعنا مايرضى ..احنا مهب عايشين بروحنا...
: I can`t understand your mentality nor your thinking.
..: انا مش قادر افهم لا عقليتكم ولا تفكيركم..
: We don`t understand yours either…I guess we are even
dean…
..: ولا احنا نفهمكم بعد...اعتقد ان احنا متعادلين...
: what the hick..stay here Aisha with Fahad..and lets hope that
nothing goes wrong..
...:ماعلينا ...اقعدي هنيه مع فهد ياعايشة ونتمنى ان مايصير شي غلط..
: don't worry ..everything is under control inshallah.
لا تقلق كل شي تحت السيطرة ان شاء الله ..
خرجت عائشة من الغرفة وهي غاضبه وصفقت الباب خلفها ليعرف العميد انها
مستاءه وفكرت ( هالغبي مافي منه فايده..حاط دوبه ودوبي ولايعجبه شي اقوله ...
عنصري ...نازي ...يبغي لي قال شي اقول ان شاء الله ...ونغيب عقلنا ونمشي وراه
مثل الغنم حسبي الله عليه كانه كله مضيق علي )
كانت تمشي بسرعة ولم تسمع فهد وهو يناديها حتى فؤجئت به يقف امامها فتوقفت
في ثانية وقبل أن تصتدم به وقالت: استخفيت؟؟؟ وش هالحركة؟؟؟
فهد : اناديج وماتسمعيني..قلت يمكن صرتي صمخه بس مايصير تعمين بعد... كفانا
جاسم... بعدين بيصير فلم هندي بطولة شاروخان...
وضعت يدها على خاصرتها ورفعت حاجبها الايسر وسألته: لو سمحت ..انا مهب
ناقصه...اللي فيني كافيني...وخر خلني اروح...
فهد : الحين انا اللي ادافع عنج هناك تقولين لي وخر عني!!!!هذا جزاي؟؟
عائشة بتردد : مهب قصدي...بس انا معصبه الحين ...
فهد: افهم من هذا انه اعتذار؟؟؟
عائشة: اوهو علينا ... تبغي شي؟؟ انا مشغوله...
فهد: اكيد...ممكن تأجلين موعدج مع وزير الخارجية ساعة ...نبغي نروح المسرح
نجيك على كل شي قبل الevent بكرة ...خصوصاً وان الفنيين هناك...
عضت عائشة على طرف شفتها وهي ترفع عيناها للأعلى وتأخذ نفساً ثم نظرت
لساعة يدها وقالت: ok نص ساعة بس...
فهد: الا بشريني عن الوالد؟؟؟ أن شاء الله اشوا من عقب العملية؟؟ قدر يقعد على
الكرسي ولا عاده؟؟
عائشة بأستغراب: الحمدلله ...بس انت شدراك أن ابوي سوا العملية؟؟ انا ماعلمت
حد!!!!
فهد: ماقلتلج انا اعرف كل شي ...يالله ...بنطرج بعد شوي فالمسرح...
فكرت ( وبعد يعرف ان جاسم كان كفيف !!!! شالسالفة ؟؟؟ صج يعرف كل شي؟؟)
في المسرح
كان الفنيين يعملون على قدم وساق منهم من يوصل اسلاك الكهرباء ببعضها ومن ثم
بالمايكروفون ومنهم من يركّب اضاءات جانبية كان فهد معهم وعائشة على المسرح
واقفة بجانب بوديوم خشبي مرتفع به مايكروفون دقيق ليقف خلفه المحاضر عندما
ناداها فهد من بعيد وطلب منها تجربة المايك...
اشارت له بكيف؟؟
فأشار لها بأن تقول شي ...
هزت رأسها بالرفض فصرخ فيها غاضباً : خلصينا ...لا تنزليني من الدرج ...
ترددت قليلاً ثم أمسكت المايك وقالت فيه: 1 2 3 4 ...
اشار لها بأن تغّير...فكرت قليلاً ثم فقالت بصوت قوي: أن الغزو الامريكي للعراق
أثبت أن العالم قد اضحى بدون ضمير وأن العرب تحديداً اصبحوا في تخاذل لسماحهم
بهذه الجريمة النكراء بالحصول في بلد شقيقة وتناسوا أن دورهم قادم ...
كان فهد واقف على سلم ضخم مندهش لما سمعه فتركه فصفق لها ثم رفع لها ابهامه
مؤيداً وكاد أن يسقط فأمسك فيه ثانية وهو ينظر لها وقد خجلت وابتعدت عن
البوديوم ثم نزلت عن المسرح ومشت حتى وصلت اسفل الدرج وسألته : خلاص؟؟
كل شي مثل ماتبغي؟؟ انا استأذن ..
رد وهو يراها تخرج من الباب الخشبي الجانبي : لا والله ...مهب كل شي مثل ما
ابغي.. بس شسوي ؟؟ مهب بيدي..
في الطريق الى البيت
كانت عائشة تفكر في المنحنى الخطير الذي اتجهت له علاقتها مع فهد ( انا اللي
عمري ماسمحت لرجال انه يكلمني بهالطريقة يجيني هذا ويطلّع كلام مني ومادري
شلون؟؟؟ هو اللي متغير...وايد...ياخي يدافع عني عند العميد ...صاير رجال ... احسه
صاير ...مادري ...صاير ..شهم ...صاير حقاني ...بس اكيد لو وحده غيري بيسوي
معاها نفس الشي..
دخلت عائشة للبيت ووجدت العنود في الصالة مع محمد وناصر وقالت: ابغي غدا..
ميته من الجوع..
محمد: ماخبرنا ميته تكلم وتمشي!!!!
عائشة: مهب وقته كلش استعباطك ...بعدين ...الحين مهب وقته..
نظرت له واكتشفت أن ناصر معهم ...اقتربت وسلمت عليه وسألته عن اهلها: شخبار
ابوي ؟؟ فديت ابوي؟؟
محمد وهو يضع اصبعه على شفاته ثم يصر صوت ويقول:خرطي ...كله خرطي.. يوم
صار الصج قلتي عندي جامعة..
لم ترد عليه عائشة بل التفت للعنود وسألت: تغديتوا؟؟
العنود وهي تبتسم: الحين بنحطه ..روحي غسلي ايديج..
محمد: الا روحي صلي ...ماتفكر الا بالبطن...
عائشة: ناصر ...شوفه والله ان فيني الصيحه ...مستفرد فينا من راحوا ابوي وامي...
ناصر: يضحك معاج يدري انج مصلية ...معليج منه ...روحي اغسلي ايديج وتغدي
معانا...
نادتهم العنود الى الغداء وجلسوا حول طاولة الطعام وعندما شاهد ناصر مكبوس
الهامور ابتسم وقال: حي الحياة ...هذا الاكل الزين ...بطني نشف من المشاوي
التركية...
غرف لنفسه حتى امتلأ صحنه فقال ناصر: خل لنا شوي يبه ...احنا بعد خاطرنا ناكل
هامور مهب انت بس...
ناصر: كيفي ...هذا غداي ...انت اكل المشخول...
ضحكت العنود وقالت لهما: الصحن مليان ...شفيكم ؟؟؟ يكفيكم انتوا الاثنين .. اكلوا
فيه العافية...
نظر لها ناصر بأمتنان ورد: في جسدج...
عائشة:نسيت ناصر... الحمدلله على السلامة...
ناصر: الله يسلمج...
|