الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت كلارا : بما أن السهرة فنية ..
سأقدم رقصة هدية مني للجميع ..
وابتسمت .. وكانت لا تدري أن ابتساماتها كانت خناجر تخترق صدر نانسي بعنف ..
وقامت كلارا .. وبدأت الفرقة الموسيقية بالعزف الشرقي ..
ورقصت كلارا..
وهنا أحست نانسي بالفرق بالفعل ..
لقد تجمهر الناس كلهم .. وأخذوا ينظروا .. بل كانوا يقتطعون من جسد كلارا الجزء تلو الآخر ..
كان الكل متحمساً ..على عكس ما كان الكل في أغنية نانسي ..
وإن حقيقة ما أثر في نانسي فعلاً ليس هذا .. وإنما باتريك ..
باتريك الذي طار عقله .. وحلت في نظراته تلك اللمعة التي لا تمت للبراءة بصلة ..
أحست نانسي أنها تختنق في ذلك الجو المشحون بالمشاعر الحيوانية الخالصة ..
أحست بالدموع الحارة تتجمع في عينيها.. أحست أنها تود أن تبكي .. عندما رأت نظرات الإعجاب الكبيرة في عيني باتريك ..
إنها لن تستطيع أبداً أن تحتل ولو حتى مكاناً قصياً في قلب باتريك ..
أحست بالهزيمة الساحقة ..
أحست أن طيبتها وبراءتها ورقتها لم يمكناها من الفور بأهم شيء لها في حياتها ..
قلب الشاب التي تحب ..
وهنا خرجت نانسي وهي تجري .. والدموع فرت من عينيها ..
ولأول مرة تحس نانسي أنها وحيدة جداً ..
لم تدري كم ظلت تجري حتى تعبت ..
ولم تدري كم أخذ بها التفكير حتى وصلت إلى بيتها .. وهي تمشي كما يمشي الموتى الأحياء ..
طرقت باب بيتها بيد منهكة ..
فتحت والدتها الباب .. وعندما نظرت فيها نانسي .. لم تتمالك نفسها .. رمت نفسها في حضنها وأخذت تبكي ..
كانت والدتها قلقة عليها جداً .. لأن ماريا قد اتصلت بها .. وأخبرتها أن نانسي خرجت وهي تبكي ..
لم تحاول أم نانسي أن تتحدث معها لأنه كان من الواضح أن بطلتنا قد خاضت وقتاً عصيباً للغاية ..
وإنما وضعتها في الفراش وغطتها .. وأغلقت لها النور ..
فتحت نانسي عيناها .. لتجد نفسها في غرفتها .. وكانت الساعة اقتربت من الحادبة عشرة ..
ودار كل ما حدث أمامها البارحة في ثواني ..
نهضت متثاقلة من غرفتها .. وخرجت .. لتجد والدها ووالدتها يجلسان ..
كان واضحاً على محياهم القلق الواضح ..على الرغم من محاولتهم لإخفاء ذلك ..
فقال لها والدها بابتسامة : صباح الخير ..
وكذلك ابتسمت والدتها التي كانت تلبس متهيئة للخروج .. ونهضت وقالت : ما رأيكم أن نذهب في رحلة بحرية .. لي زمن طويل .. لم أخرج في رحلة مماثلة ..
فقال أبو نانسي : ما رأيك يا نانسي ؟
كانت نانسي طوال هذا الوقت جامدة .. ثم قالت : اذهبوا أنتم .. أنا سأبقى في المنزل ..
ودخلت غرفتها ..وأغلقت على نفسها ..
ونستطيع هنا أن نتوقف .. وأن نقول ببساطة أن نانسي بدأت تتغير تماماً ..
نستطيع أن نقول أن هذه الفترة في حياة نانسي كانت بداية لطريق جديد .. ما كانت نانسي تتخيل في يوم من الأيام تتوقع أن تسلكه ..
إن هذا الحدث في حياة فتاة عاشت في كنف الرومانسية .. والأحلام الوردية ..
قد نقلها دفعة واحدة على فتاة أكثر نضجاً ..
جعلها تدرك معنى الألم في حياتها ..
صحيح أنه حدثٌ بسيط في حياة الكثير ..
بل أصبح من العادة أن تستمع إلى قصص من هذا النوع كل يوم ..
لكنها الصدمة الأولى لمراهقة من نوع أفلاطوني خالص ..
هنا بدأت مرة أخرى نانسي تعيد كل حساباتها في كل مبادئ حياتها ..
وكل أفكارها عن الدنيا ..
بدأت تلك النظرة الوردية تتغير وتحل محلها نظرة واقعية مائلة إلى التشاؤم ..
ووصلت إلى قناعة بأنها بمثل هذه الطريقة في الحياة لن تستطع يوماً أن تصل إلى ما تريد أبداً ..
ولأول مرة تواجه الحقيقة المرة ..
أنها مطربة أقل من العادي ..
أقل حتى من أن يشتري لها شخص شريطاً ..
بل هي مجرد مغنية تظهر في التلفاز يشاهدها شخص يتابع مسلسلاً في وقت فاصله الإعلاني ..
سخرت من نفسها ومن أغانيها .. وسخرت من كل حياتها ..
وقررت أن تتغير ..
ولكنها لم تعرف كيف تتغير ..
مضى عليها يومين وهي في هذا الحال ..
ثم اتصلت عليها ماريا التي قالت : كيف حالك ؟
قالت نانسي : هل عندك مانع لو تقابلنا ؟
قالت ماريا وهي تضحك : بالطبع لا .. سأمر عليك بعد نصف ساعة ..
خرجت نانسي مع ماريا في سيارتها الميني كوبر الحمراء ..
وكانت نانسي صامتة طوال الطريق ..
أحست ماريا أن نانسي قد تغيرت .. فنانسي عادة تتكلم .. وتبدأ حديثها بسرعة وعفوية ..
ولكنها هذه غير عن كل المرات ..
صمتوا حتى وصلوا إلى مقهى ..
طلبت ماريا عصيراً ..
وهنا قالت نانسي : ماريا .. أصحيح .. أني مغنية أقل من عادية ؟
ارتبكت ماريا وقالت : لم تقولين ذلك ؟
قالت نانسي : لا زلت لم أنسى يا ماريا أن الكل استمع إلى أغنيتي التي غنيتها بكل إحساس .. كما يستمع أحد إلى شريط مسجل .. أما كلارا ..
صمتت ماريا .. ثم قالت : نانسي .. أنت لازلت في بدايتك لا تستعجلي يا نانسي ..
فقالت نانسي : هذا غير صحيح ..
يجب أن أتغير يا ماريا ..
يجب أن أتغير ..
نظرت ماريا في عينيها برهة ثم قالت : إني أرى يا نانسي فيك شخصاً آخر ..
قالت نانسي : يجب أن أكون أقوى يا ماريا..
ويجب أن أثبت للدنيا ولنفسي أنني لست فاشلة ..
شعرت ماريا بحرقة نانسي ..
بحرقة فتاة مراهقة تحاول أن تثبت وجودها ..
فقالت لها: حسنا يا نانسي سأساعدك يا نانسي ..
ولكن ..
قالت نانسي : لكن ماذا ؟
قالت مارياً : هل أنت مستعدة لأن تفعلي أي شيء حتى تحققي ما تريدين ؟
قالت نانسي : ماذا تقصدين ؟
قالت ماريا: فكري جيداً في هذه الكلمات ولا تسألي ..
ثم نهضت .. وقالت لها : سأوصلك إلى المنزل ..
وبعد أن وصلت نانسي إلى منزلها .. حاولت أن تفهم ما الذي يمكن أن تخسره ..
إن ليس هناك أصلاً ما تملك حتى تخسر شيئاً ..
ولكن من المؤكد أن ماريا تعني أمراً معيناً ..
لكنها أحست أنها خائفة من المجهول .. من طريقة كلام ماريا ..
فلم تتخذ قرارها .. وانتظرت ما تحمله لها الأيام ..
كانت هناك فتاة اسمها نيكول .. تدرس في نفس مدرسة نانسي ..
ونيكول هذه فتاة شقراء .. لها جمال من النوع الحارق ..
الذي يجعلك لا تستطيع أن تبعد نظراتك عنها .. بتلك العيون الخضراء .. والحواجب المرسومة ..
والطول الفارع .. والابتسامة الخبيثة في ركن شفاهها ..
يكفي أن نقول أنها فاتنة بحق ..
كان حولها يلتف كثير من الطالبات .. مما جعلها زعيمة ذات شعبية جيدة ..
وكانت تكره نانسي جداً ..
ولعل السبب أن نانسي قد اشتهرت بعد ألبومها الأول في المدرسة ..
فصارت تنافس على شعبيتها ..
ولعل السبب أن نانسي كان فيها جمال من نوع بريء لا تمتلكه هي صاحبة الجمال المتوحش ..
وبعد يوم واحد من حديث ماريا .. تقابلت نانسي _ التي كانت تتحاشى ذلك _ نيكول يعد دوام المدرسة..
وكانت نيكول قد وصلها خبر نانسي مع باتريك ..
فقالت بذلك الأسلوب الغبي الذي يعيش تحت المقولة إياك أعني واسمعي يا جارة ..
صدقت أم كلثوم .. أهل الحب صحيح مساكين ..
ثم أخذت تضحك .. ثم قالت : على الأقل كانت مغنية تستحق السماع
لا مغنية خرقاء حاولت أن تظهر فاختفت ..
نانسي للأسف لا تعرف كيف تتصرف في مثل هذه المواقف ..
أحست بغصة في صدرها ..
وراحت تبتعد ..
فقالت نيكول : هيه .. أنت .. لا تتصوري أبداً أن تكون أفضل مني ..
ما أنت إلا مجرد واحدة أتيحت لها الفرصة بالغناء خطأً ..
فلا تحسبي أنك قد غيرت في الكون شيئاً ..
وهنا انفجرت نانسي .. ولم تستحمل كل هذا ..
صارت تجري وهي تبكي .. وصلت إلى منزلها .. وصعدت الدرج بسرعة ..
واتصلت بماريا .. وقالت :
ماريا .. نعم مستعدة أن أفعل أي شيء ..
فقالت ماريا : نانسي ما بك .. اهدئي قليلاً ..
سوف آتيك بعد قليل .. وجاءت ماريا .. وأخذت نانسي تتحدث وهي تكاد تنفجر من القهر .. والدموع قد سال منها ما سال ..
توقفت ماريا وقالت : لا تقلقي يا نانسي .. كال شيء سيتغير .. ولكنه سيأخذ وقتاً ..
قالت نانسي : لا مشكلة ..
قالت ماريا: سأقابلك بعد يومين .. وسترين أن كل شيء يتغير ..
وبالفعل بعد يومين .. جاءت ماريا وأخذت نانسي بعد أن طلبت منها تلبس أفضل ما لديها ..
( الجزء الرابــع )
لبست نانسي ثوبها الأزرق الذي لبسته في المرة الماضية لأنها تحس به الأجمل ..
وخرجت مع ماريا .. ولم تكن نانسي تدري إلى أين تذهب ..
ولكنها كانت مستعدة لأن تذهب إلى الجحيم ..
حين يحس الإنسان منا أن لا شيء في هذه الدنيا يستحق أن يعيش من أجله ..
أن يحس أن أجمل ما لديه .. لا يعني لأي أحد شيئاً ..
حين يحس أن إبداعه مجرد كلام فارغ .. وهراء تافه .. لا يستحق حتى نظره ..
حين يحس أحدنا أن الإنسان الوحيد الذي عنى له شيئاً في هذه الدنيا .. لا يهتم حتى لأمره ..
حينها فقط يتملكه الشعور أنه إن مات .. فلن يحزن على موته أحد ..
يحس أحدنا وقتها .. أن حتى أباه وأمه سيبكيان .. لأنه ابنهما فقط ..
وحين وصلت نانسي هنا .. سالت دموعها ..
وأحست أنها تختنق .. وودت لو تصرخ بأعلى صوتها ..
لاحظت ذلك ماريا وقالت وهي تقود السيارة :
هكذا هي الدنيا يا نانسي يوم حلو ويوم مر ..
فقالت نانسي بأسى : وكيف يمكن أن يأتي يوم حلو ..
قالت ماريا : أعدك يا نانسي بأن كل شيء سيتغير ..فقط اعتمدي علي ..
وصلت ماريا إلى المكان المطلوب .. كانت بناية فارعة الطول ..
تظهر اللوحات على واجهتها .. كمكاتب لأمور لا يوجد بينها رابط حتى ..
محامي .. ومهندس معماري ..الفرع الرئيسي لوكالة سيارات ..
عيادة جراح مخ وأعصاب .. وأخرى غيرها ..
دخلت ماريا ونانسي البناية.. وصعدا إلى الطابق الثالث .. وخرجت من المصعد الواسع ..
ولاقاهما ممر طويل .. يزين الأرض بساط منقوش برسوم لطاووس مغرور .. وعلى الجانبين .. أصيص ممتلئة بزهور الزينة ..
كان مكاناً فخماً رائعاً .. يجعلك حين تتحدث تهمس همساً ..
توجهت ماريا إلى آخر باب على اليسار في نهاية الممر .. ودخلت مكتبا أنيقاً ..
فيه شخص يجلس على مكتب كبير .. وفي نهاية الغرفة باب كبير ..
التفت الرجل إلى ماريا بكل تهذيب وقال : هل من خدمة ..
قالت ماريا : أريد أن أقابل الأستاذ جيجي ..
فقال لها : هل من موعد سابق ؟
قالت له : نعم .. أنا ماريا ..
التفت إلى شاشة الحاسب .. ثم قال : لحظة من فضلك .. واتصل بالهاتف ..
ثم تكلم بضع كلمات وهز رأسه قليلاً .. وثم قال لهما : تفضلا ..
دخلت ماريا .. وورائها نانسي .. وهي لا تفهم شيئاً ..
ودخلت إلى مكان يختلف قليلاً عن النظام الفخم في الخارج ..
كانت غرفة واسعة .. على جداها .. آلاف الصور لفنانين وفنانات ..
ويوجد دولاب كبير ممتلئ بتحف فنية وجوائز لم تعرف ما معناها ..
وفي الوسط مكتب بني كبير .. ممتلئ بالأوراق المبعثرة ..
أما الشخص الذي كان يجلس فيه .. كان قصيراً .. شعره طويلاً مربوط ..
يلبس قميصاً مزركشاً كأنه يجلس في هاواي ..
ويدخن سيجاراً كوبياً ضخماً .. وتظهر يديه المشعرتين .. فيها إسوارة فضية ..
كانت ملامحه تدل على الدلع .. أكثر من ملامح الرجولة ..
السلسة .. والوجه البيضاوي الخالي من شعيرات الذقن والشارب بعد حلاقة متقنة ..
وحاجباه المنتظمان مما لا يدع مجالاً للشك أنه قد جعله هكذا بالنتف ..
تقدمت نانسي خلف ماريا التي قالت : كيف حالك أستاذ جيجي ..
فقال لها : وهو يسلم بأطراف يديه بصوت ناعم : أهلا .. أهلا .. كيف حالك أنت يا ماريا ..
منذ زمن لم أرك .. ثم أخذ يضحك كالبنات ..
لم يكن هناك ما يدعو للضحك ..
مما جعل نانسي تحس بالاشمئزاز في نفسها ..
ثم التفت إلى نانسي .. وقال : بالتأكيد أنت نانسي ..
سلمت نانسي عليه .. فكان سلامه قاسياً .. حتى أن نسي تألمت قليلاً ..
ونظرت في عينيه .. فكانت عينيه تلمع في قوة .. مما لا يجعل مجالاً للشك ..
أن خلف هذه التصرفات الأنثوية .. قوة شخصية فظيعة ..
وتأثيراً يجعلك لا تجادل ..
لم تكن نانسي تعرف من هو هذا جيجي ..
فقالت ماريا بابتسامة : نانسي هذا هو الأستاذ جيجي ..
مدير أعمال المطربة المشهورة ألين ..
عرفت نانسي عندما من هو جيجي .. إنه شخص مشهور جداً في الساحة الفنية ..
إنه يدير أعمال فنانته ببراعة ..
فقالت : أهلا يا أستاذ ..
فقال لها : بلا كلفة قولي لي جيجي ..
ثم ضحك ضحكته المعتادة ..
وقال لها تفضلي ..
جلست نانسي وماريا ..
فقال لها : لقد استمعت إلى ألبومك .. إنه جيد .. ولكن ..
نظرت فيه نانسي .. فتابع: نحتاج إلى كثير من العمل سوياً حتى نغير كل هذا ..
وأنا على استعداد أن أفعل هذا ..
فقالت نانسي : كيف هذا يكون ..
قال : أولاً يجب أن نتفق أن تفعلي كل ما أطلبه منك بدون تفكير ..
هذا هو شرطي الأول .. لأني لا أحب الجدال الكثير ..
فقالت نانسي : طبعاً ..
فقال : ستكون هنالك أشياء صعبة كثيراً ..هل أنت مستعدة لأن تتخطيها ..
قالت بتنهيدة : لا أعتقد أن هنالك شيء أصعب مما مر بي ..
فقال لها بابتسامة : بلى هناك ..
فنظرت مستفهمة .. فتجاهلها وقال : تعالي إلى بعد يومين .. الساعة العاشرة صباحاً ..
ثم أخرج من درجه كرتاً أحمراً .. وقال لها ..
هذا الكرت فيه أرقامي الخاصة المباشرة ..
ثم التفت إلى ماريا وقال : هذا كله من أجلك يا عزيزتي ..
فابتسمت ماريا .. وقالت : لن أنسى لك هذا الفضل ..
فقال : من يدري ربما أشكرك أنا يوماً ما .. بلغي سلامي لوالدك ..
وقولي له أني لم أره من فترة طويلة ..
فقالت ماريا : بالتأكيد ..
وخرجا ..
وهنا وضع جيجي يديه خلف رأسه .. وتمطى في مقعده وأخرج دخان سيجارته الكوبية بقوة ..
ولمعت عيناه ببريق حمل الكثير والكثير ..
بعد يومين كانت نانسي في مكتب جيجي ..
وعندما دخلت مكتبه .. وجدته منكباً على أوراقه الكثيرة .. وهو يتكلم في الهاتف ويصيح .. وزجر ..
وعندما رآها .. أقل سماعته بسرعة وتوجه لها وبكل دلع .. وسلام من أطراف الأصابع حياها ..
إن مثل هذا الرجل عار على الرجولة حقاً ..
أحست نانسي فعلاً بالخوف منه ..
هذا الرجل صاحب وجهين ..
جلس معها .. وقال : أولا ً يجب أن نكتب عقداً أن أكون مديراً لأعمالك لمدة خمس سنوات ..
تفاجأت نانسي .. وقالت أنا ..
قال ببساطة : ألا تريدين أن أكون مديراً لأعمالك ..
ارتبكت .. وقالت : بلى ..
ولكني لم أتصور هذا .. تصورت أنك فقط ستساعدني ببعض اتصالاتك ..
لم أتوقع حقيقة أن تفعل كل هذا ..
فقال لها وهو ينظر لها : نانسي ..
ألا تريدين أن تصلي إلى القمة ؟ .. فقط ضعي يديك في يدي ..
وسأوصلك وأصل معك إلى قمة المجد..
أنت يا نانسي خامة فريدة .. كنت أنتظر من زمن أن أجد مثلك ..
لم تعرف عما يتكلم هذا الرجل ..
فقال جيجي : لقد أعددت لك خطة محكمة ..
ثم أخذ يضحك ..
ثم قال : أعتقد أن والدك يجب أن يكون موجوداً .. هيا بنا نذهب إليه ..
لم تستطع نانسي أن تدرك كل هذه الأحداث السريعة ولكنها ذهبت معه ..
وصلاً إلى منزلها ..
ودخلا عند الظهر ..
وعندما كان العصر .. كان جيجي يودع نانسي .. وهو يطلب منها أن تأتي سيأتي ليصطحبها غداً ..
ودخلت نانسي المنزل .. كان والدها فرحين بأن شخصاً مشهوراً مثل الأستاذ جيجي سيستلم أعمالها ..
أما نانسي فأحست أن الدنيا قد فتحت أبوابها من جديد لها .. أحست أنها ستحدث تغيراً ..
ولم تدرك أنها ستفجر الدنيا كلها ..
|