:
:
فتح الباب لتخرج مشاعل مع ثلاث اخريات .. وخرجت اخيرا من غرفة العمليات الصغرى
رافقتها مشاعل وانضمت لهن دلال مسرعه لنقلها الى الجناح ..
اتجهوا اليها ..
فتقدمت احداهن من صقر وخالد ونايف ..
: منو معاها ؟
خالد وصقر : انا
نظرت اليهم .. فتراجع خالد ليقول صقر : انا ...
لكن صقر بنفس الوقت اهملها عندما شاهد الدكتور واقترب منه يساله
صقر : شلونها دكتور ؟
الدكتور: الحمدلله .. خيطنا الجرح .. ونزفت كمية من الدم ... لكن يتعوض ان شاءالله حالتها الجسديه مستقره .. بس بتقعد تحت الملاحظه ..
شكره صقر .. وكذلك خالد ونايف ..
لتذكره الممرضه بالاوراق : ممكن توقع ؟!
حرك صقر راسه بالايجاب واخذ الاوراق.. ثم التفت لخالد : خالد خلك قريب منهم.. وانا بروح اغير ثيابي وابلغ عمامي ..
خالد : لا خلك هنيه انا اروح ابلغهم ..
لم يعارض صقر واقترب من الطاوله مخرجا قلمه ليوقع الاوراق .....
حدق مليا بذاك الاسم الذي حفر الاوراق ... عقد جبينه .. ثم التفت لنايف رافعا حاجبه
نايف مستندا على طاولة الاستقبال : عجبك ؟
مازال صقر ينظر اليه يحاول ان يربط اطراف الموضوع ... ويتذكر الاحداث بالصوره ..
فوصله صوت نايف يؤكد ما استنتجه: أي صح .. بس لا تسال اكثر تراني مقسم على المصحف ما تكلم
رفع صقر حاجبه مسترغب : اختك ؟
حرك نايف راسه مبتعد عن الطاوله : استغفر الله قلنا لا تسال .(واشار للورقه )..عندك الاسم يافالح واربط ...
واردف قائلا والله ودي اروح الحين بس اخاف العضلات تطلع مره ثانيه
قطب صقر جبينه وهو يدفعه من كتفه : هوينا بس ..
نايف يصطنع الدهشه : افا...
يقاطعهم رنين هاتف صقر ..نظر الى الرقم ...ثم الى نايف الذي لاحظ ملامحه المتغيره فساله
: خير ؟
فهمس صقر متوترا : خالتي ...
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
وصلها صوته الاشبه بفحيح الافعى : خطبتها
توسعت عيناها وشدة قبضتها على هاتفها : منو ؟... وكانها استدركت فقالت بفرح ... احلف .؟؟.
وصلتها ضحكاته المؤكده للخبر
ففزت من سريرها .. وشبرت الغرفه بخطواتها فرحا... اضطرابا .. توترا
قالت مستفسره : أي وحده فيهم ؟... عبير ؟
زيد : لا غدور
حصه : ليش ؟ اقصد عبير اكبر ...
زيد بنبره غريبه : مو قلتي انها تشبهها ..ونسخه منها ...
ابتلعت حصه ريقها .. ولا تعلم سبب الغصه التي شعرت بها ...
: أي بس,,,,,
انتقلت لقرب النافذه وفتحتها لعل مزيدا من الهواء ينعش رئتيها التي ضاقت
زيد يستفسر : بس شنو ؟
ابتلعت ريقها : يعني .. احسه اهون لو خطبت عبير يعني ...ثم غيرت الموضوع لـ...ممم تعتقد عمي يوافق
زيد بثقه : ليش لا ؟... يحب ايده وجه وظهر.... ولو اني اتمنى انه ما يوافق
: ليش؟؟!!
: تدرين ليش ؟ جتني فكره جهنمية متاخره بس تنفع .. عصفورين بحجر ... احسن من افكارج المعفنه
شهقت : زيد !!
فانهى المكالمه : يالله سلام
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
بصعوبة شديدة كانت قد اقنعت من استيقظ منهم ان هناك عمالا ينقلون بعض الاغراض بقرب المطبخ
وان صقر قد حذرهم من الاقتراب او فتح الباب
وكل من سال عن صمود ودلال
قالت بانهما محجوزتان بداخل المطبخ حتى حين...
لكن الوقت قد طال اكثر ... والكذبه انكشفت ... وتوضحت بقدوم خالد من لحظات ...
جلست في الزاوية تحتضن قدميها بذراعيها وتدفن راسها بحجرها ...
فما راته اصعب من ان تتحمله ..
لا تعلم كيف جرت الامور بسرعه كتلك
كيف تحول الضحك الى صراخ
كيف سقطت صمود فارتطم راسها بالزاوية المعدنيه ...
وكيف تناثرت الدماء لتملأ الارض البيضاء حمارا ... وظل جسد المنهاره ينتفض كما العصفور ينازع ..
صرخاات دلال المتواصله باسم صقر ..افزعتها فصرخت بها تذكرها انهما دون غطاء ...
لكن دلال لم تتوقف عن الصراخ ...
فهرعت هي لتجلب غطاء لها ولدلال وصمود ...
فلا تعلم من سينطلق منهن الى المستشفى ومن سيدخل مع صقر ..
وما ان عادت بسرعه لم تحسب لها وقت لدوامة الافكار التي تعصف براسها ...
وجدت خالد يقف بالخارج فزعا استفسر منها .. فلم ترد عليه لفزعها الذي كان اشد منه ...
دخلت بسرعه المطبخ لكنها توقفت عند الباب ... وعينيها تلتقط صورة صقر جاثيا بقرب صمود ....
راقبته وهي تنتفض خوفا ذعرا ... و "غيرةً " ... راقبته وقد انزل قترته بعجل ولف راس صمود بها ..
وشهيق دلال التي تحتضن صمود يرتفع شيئا فشيئا ...
طالبها صقر بالصمت وبحده فكتمت دلال شهقاتها ...كان يسالهما طوال الوقت عما حدث فترد دلال بالبكاء وترد هي بلا اعلم ...
وعندما انتهى من مهمته القى تحذيراته لهن ... بصرامه ..
ثم نهض بعد ذلك ..
حاملا صمود بين ذراعيه وخطى مسرعا نحو الباب
اوقفته وهي ترتجف من الموقف ...... همست بلعثمه : هذي عباتها ...
فاردف بعجل : غطيها ..
مجرد منظرها بين ذراعيه وقربه هو منها اصابها بالشلل ... والبعثره ... والشتات
غرقت في تيار مشاعرها المضطربه ..الغريبه ...
لكن صوته الحاد ايقضها : ميثا غطيهااااااا
القت عليها العباة بارتباك وكل خليه فيها ترتجف ...وزعت العباة على جسدها وهي تكتم انفاسها لئلا تختلط بانفاسه الغاضبه
انتهت اخيرا ...
فابتعد " بها " عنها ....
تاركا اياها في اعصار من المشاعر والاحاسيس
" كم هو صعب تمرد ذلك القلب ... كم هو مؤلم ذلك الاحساس القاتل "
:
ايقضتها صرخات عهود من عمق ذكرياتها : ميثا ....
رفعت ميثا راسها لعهود وهي لم تستوعب ما قالت .....
فجث عهود بقربها باكيه : شنو صار لها ... شنو صار لاختي يا ميثا شنو صار لصمود
.
.
لم تجبها ميثا ... الا بدمعه ساخنه تشق وجنتها الناعمه ...
المعزوفه العاشره
________________________________________
عزف المحاجر
ماهي شجاعه تطعن القلب و تروح
اطعـــــــــــــــــــــــن ولا كن حط عينك بعيني
عندما نشاهد اصحاب الاسرة البيضاء ...كم يجب ان نحمدالله على الصحه والعافيه..
فلا يشعر بقيمة تلك النعمه الا من فقدها وحرم منها ...
نسـأل الله السـلامه ولهم الشفاء والمعافاة ..
.
اقتربت دلال منها بحذر ... تاملتها بهدوء .... ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينه ....
تبدوا كطفله صغيره تغفو باحلامها على صدر والدتها الحنون ....
تعلم انه لولا الله ثم ذلك المخدر الذي انتشر في خلاياها المستنفره فاخمدها .. لم تهدأ طرفة عين ....
فبعد الهيجان الذي اصابها قبل لحظات ... باتت تتوقع منها الاسوأ ...
مرت في ذاكرتها تلك السنوات التي جمعتهما سويا ... سنوات مضت لكن عبق شذاها باق ...
وجرس ذكراها يدق بين حين وحين
صمود لم تكن كالاخريات كانت مميزه بكل شي ... وصعبة المراس ... تحصل على ما تريد ...
صاحبة افكار شيقه ومتجدده ....لا تكاد تحلو الجلسه من دونها ...
وكم كانت دلال تعتبر نفسها محظوظه لانها حظيت بثقتها وقربها ...
رغم مزاجها المتقلب وطباعها الحاده ...
توفي والد صمود وهي لم ترا النور بعد ... وتزوجت والدتها وصمود بعمر السنه ..
انتقلت فيهن للعيش معها الى عمر الثالثه ..
لتعود بعدها الى احضان شقيقها فيصل وشقيقتها واعمامها ...
لا تنسى غضب صمود الطفله من شقيقها الشاب فيصل الذي لم يكن يناديها الا بالاسم الذي اختاره لها وصنعها له ...
" صمود "
|