قال : زين قومي يالله نروح وراهم ..
حركت راسها بعنف ووجهها مدفون بين كفيها يحتضن مدامعها الغزيره ...
اردف بحزم : مافي لا.. يا تسكتين يا تقومين الحين معاي ...
ازدادت شهقاتها...ليقترب جاثيا منها وامتدت يديه الى كفيها مبعدا اياهم عن صفحة وجهها الدامع ..
انتفضت خوفا وخجلا منه ... وحدق بها خوفا عليها.....
رفع ذقنها هامسا بنبره موجعه : تسكتين .. والا تمشين قدامي... قلبي ماعاد يتحمل ..
ابعدت يديه وتراجعت تثبت شالها على شعرها ...
قالت من بين شهقاتها المرتجفه : وصقر ؟
رد بثقه وهو يمسح دمعها : انا اتفاهم معاه ... قومي بس اجهزي ............
حركت راسها بخوف وعادت دموعها التي لم تتوقف : لا ..
امسك بكتفيها فـتراجعت بجسدها للوراء .. قربها منه هامسا وهو يضع عباءتها بحجرها
: خمس دقايق يا دلول ان ماطلعتي لي برا دخلت لج داخل ...
نهض مصطنعا الحزم لاجلها ... وتحرك نحو الباب باصرار..
همست بذعر : خااالد
التفت اليها ....محاولا السيطره على مشاعرة ...
فهمست بخوف : ماقدر ... صـ
اغمض عينيه ثم تنهد ممسكا بقبضة الباب : صقر خليه علي ... حتى هو بيواجه مشكله
شلون يطلع معاها بروحه ..خلينا نلحقهم ونسكر ع الموضوع قبل لا ينفتح ومحد يقدر يسكره..
اقنعتها كلماته .... ليكمل هو بثقه رافعا حاجبه ...
" وبعدين لا تنسين .... انج زوجتي ...."
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
رات كل ما حدث...
لم يسعفها الوقت للمساعده ... شهقت وهي تشاهد صقر يقيد من الامن محاولين ابعاده عن الموظف طريح الارض
اسرعت بخطواتها اليه .. لكنها بترتها في المنتصف .. لن تستطيع فعل شي .. انتهى الامر هنا..ازدادت ضربات قلبها .
.حتى توزعت نبضاته اللاذعه في جسدها المرتجف ....كتمت شهقاتها بيدها ....حتى اشرقت فكره تبث الامل في روحها ...
تراجعت للخلف ..
لم ترد على صيحات زميلتها المتعجبه : ميشو .. ميشو ...
تجاهلتها ..و اسرعت الى حيث حقيبتها في المكتب...
دفعت الباب بقوه ..والقت بجسدها على الكرسي ...
اخرجت الهاتف بعجل وارتجاف : رنه اثنان ثلاث ........و ..... الو نايف ... الحق يا نايف الحق ......
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
اغلقت الهاتف بتوتر هامسه بضيق : مغلق !!...اكيد صار فيها شي
غدير بتوتر مماثل : لا تفاولين ... يمكن نايمه يمكن مو يمه يمكن ...
عقدت عبير حاجبيها بضيق : ودي اصدق ودي ..... ثم التفتت الى غدير بحده وانتي ليش تقولين لها ليش ..
مافكرتي فيها ما فكرتي شنو راح يصير لها ..
غدير تنفجر غاضبه : يعني لو انتي اللي خاطبج زيد بتسكتين ؟؟
عبير : مو مهم انا والا انتي ... المهم صمود فهمتي ... تتوقعين بعد اللي سمعته تكون نايمه والا تسولف ...
هوت غدير بجسدها على سريرها وهي تبكي
فاقتربت منها عبير تحتضنها : بس يا قلبي خلاص ... خليه الحقير ما يستاهلها ...خليه يدور على اللي تستاهله ..
غدير من بين دموعها : ليش يسوي فيها جذي ... ليش ....الحقير النذل ...ليش . ومن حقارته يخطبني انا ... انا ......
عبير تحتضنها بقوه وتمسح على شعرها بحنان: ششش خلاص غدوره خلاص.... انتي سمعتي رد امي على ابوي ... خلاص انتهى .....
: خايفه .. خايفه يا عبير
: بسم الله عليج من شنو فديتج ... ما لا داعي الخوف ..
: خايفه ... من كل شي... ابوي .. زيد ... صمود ... من كل شي
: تعوذي من ابليس ... هذي كلها وساوس ... خلينا نطمن على دودي بالاول
ابتعدت غدير عن حضنها وهي تمسح دموعها : عطيني انا احاول يمكن ترد .....
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
.
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
طرقات ضعيفه على الباب قطعت خلوته الاجباريه
رفع راسه حيث الطارق ... ثم اشاح بنظره الى الارض ..
كانتا ممرضتان اتشحتا بالبياض من راسهما الى قدميهما ...
تقدمت احدامهما بخطوات متردده بينما بقيت الاخرى على بعد مسافه ما ...
الممرضه بصوت مرتجف : السلام عليكم
رد دون ان يرفع راسه : وعليكم السلام
ثواني صمت تبعها صوتها المرتجف وهي تعبث باصابعها توترا : محتاج شي اخوي ؟؟
رفع راسه وحاجبه مرتفعا باستغراب : نعم ؟
فاردفت بسرعه .. مستمده القوه من تفكيرها انه لا يستطيع اكتشاف توترها لان وجهها مخفي خلف ذلك الستار
: محتاج شي ... تبي نساعدك بشي ؟
رد بسرعه مماثله مطرقا راسه : لا شكرا ..
التفتت الممرضه الى الاخرى التي حركت يديها بمعنى فلنغادر ... لكن الممرضه الاولى اصرت على هدفها
قالت بتوجس: ممم المريضه اللي كانت معاك...
نهض بفزع كمن لدغته افعى يكاد ان يلتهمها بنظراته : شفيها .. صار لها شي
ازدردت ريقها وتراجعت خطوات للخلف وهي تحرك راسها نفياً
: لا.... واكملت وهي تشد قبضتها قلقا : بس حبيت اسال عنها .. اذا اقدر اساعدها او تطمن عليها
حرك راسه بلهفه : أي اذا ممكن ... حالتها حرجه وكانت تنزف ....
حركت راسها بصمت واخيرا اطلقت زفرات الراحه
فانتظر جوابها بصمت مملوء بالقلق ...
لم تنطق بشي ..
فقال يستدرجها : ايه ؟؟
لترد بابتسامه مخفيه خلف ذلك النقاب : الاسم ..ماعطيتيني اياه ؟؟؟
اغمض عينيه بتعب ... ثم مسح على وجهه بارهاق وهمس بعد الاستغفار : صمود الـ .....
لا تعلم هل ازداد الجو برودة فجأه ؟؟ ام انها امسكت بسلك كهربائي مكشوف فوصلها تياره ؟
كانت تتوقع انها شقيقته دلال ... من طريقة حمله اياها .. وكونه لوحده معها ... دون مرافق ثالث
وقلقه الشديد ... وارتكابه لتلك المجزره ...
لكن لم تتوقع ابدا انها صمود ؟
هل ممكن ان تكون شقيقته ايضا ؟
لا هي تذكر جيدا كلمة دلال انها ابنة عمها ....
هل يمكن ان تكون زوجته ؟
او ممكن خطيبته ؟
لا ليس ذلك ...
ربما هي شقيقته من الرضاع ....
قطع صمتها صوته : وبعد ؟؟
فحركت راسها باضطراب ...وانسحبت للخلف ...
: راح اطمن عليها ......
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
انتهى من نسف قترته .. سحب محفظته .. ثم مفاتيح سيارته
خطى بخطوات واسعه صامته باتجاه الباب ليصله صوت مشعل الساخر
: على وين ؟!
فاشار له خالد فزعا بيده ليصمت : اششش
مشعل يصطنع الصدمه : افا ..يا ولد عمي ما هقيتها منك .. ما يمديك امس مالج واليوم تطلع مواعد
: قطب خالد جبينه ثم حرك راسه غاضبا ...وخرج على ضحكات مشعل
تاكد من خلو المكان ... ومن حسن الحظ ان احدا لم يستقيظ او لم يخرج بعد ...
سحب نفسا وهو يهمس : لاحول ولا قوة الا بالله ...
اخرج هاتفه من جيبه وفكرة الاتصال بصقر تلوح براسه ... تردد لحظه ونظراته
بين الممر الموصل للمطبخ يرتقب قدومها وبين الهاتف يقلبه بيده اعاد التفكير
ثم عزم وضغط زر الاتصال ...
وصله الصوت من الطرف الاخر ...: هلا خالد
خالد : هلا صقر... ها بشر شلونها صمود ؟
صقر بنبرة بضيق واضحه : مادري يا خالد بس شوي واسمع عنها ....
: ماتدري ؟ شلون ؟؟ وينها فيه .... شنو صار ؟؟؟ صقر صاير شي ؟؟ صمود ..............
|