نايف : تترك ارضك ؟ ديرتك ... هذي الكويت ...الكويت ياصقر ..
صقر : محد يساومني على غلاتها..وانت ادرى !! ارخصت لها الروح من قبل .. وما اغليها عليها لو تآمر ...
نايف بالم : كلها وظيفه خسرتها تفداك وبدالها الف.. من باجر الا من اليوم اشوفلك غيرهـــ....
قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوته : .. الوظيفه بدالها الف ... بس الذل مايطيقه حر يا نايف..
" ركبا السياره .. وادار صقر المحرك ... عليه ان يسرع لياخذ شقيقته من بيت خالته ..."
نايف محاولا ان يثنيه باي طريقه : انت احسن من غيرك يا صقر... وابناء الشهداء املهم كبير بالتجنيس؟
همس صقر بالم : الدم اللي ماعترف فيه وهو رطب... ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف ...السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخه اخذنا جرعه ... وراح نظل على هالوضع الى يوم الدين ...
نايف : تفاءل يا صقر ما عهدتك سوداوي ... حتى بايام الغزو
: يا نايف لما تكون تحارب غريب اعتدى واستولى على ارضك ... مهما غدر وقتل واعتدى...غير لما تكون الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ... / صمت .. ثم قال / .. الوضع اصعب من انه ينشرح يا نايف ...
نايف بحشرجه لم يستطع اخفاءها : معزم ؟
همس : ان شاءالله ... بس خله بيني وبينك... للحين في امور وحسابات اصفيها .... والتفت اليه محذرا .. مايعرف بهالشي غيرك وفهد ..
صرخ نايف غاضبا : انت مستوعب اللي تسويه ... بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك
: مايجبر على المر.. الا الامر منه ، لو كان الامر راجع لي ما تحركت شبر برا الكويت .. بس ضاقت يا نايف واخوك ما يتحمل الذل والقهر ...
ازدرد ريقه يستوعب الامر : كم سنه !!
: الله العالم ... لكنها مو اكثر من اللي ضاع من عمري ...
صمتـــــــــا ... كل منهم ينهشه الوجــع ... وتحرقه الحســـره ...
: صقر
: سم
نظر لعينيه برهه .... ثم همس : لو انعادت سنه الغزو ...... بيكون موقفك نفسه والا يتغير ؟!!
صمتٌ....وتاملٌ....وجعٌ ... وتالـمٌ .....وتلااااشت النظرات بالنظرات ...
وضاعت الاجابــــــه .. بأعماق الصمــــــــت ...
انتهى وقت الدرس وحان وقت الانصراف ... وانطلق الجرس معلنا عنه..
امتلت الساحه بالطالبات .. بين ضحكاتهن .. وصرخاتهن ......وتوديع بعضهن لحين الالتقاء بعد عطلة سعيده
وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من المديره ... خرجت بشموخ كما دخلت .. لم تنكسر امام نظرات التهديد والوعيد
ببساطه لم تعد تخشى شيئا ...
رقت لفصلها بخطوات عنيده ونظرات غرور ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها المنحطه ...
دخلت الفصل الفارغ .. وارتفعت صدى خطواتها فيه .. جمعت دفاترها في حقيبتها ...والتقطت من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ....
فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ...
" صمود صقر راح يمرج مع دلال .. لا تتاخرين بالطلعه .. بسلم عليج قبل مانروح .."
المرسل : الغاليه
تبغض لحظات الوداع ... وهذا سبب اصرارها اليوم على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الواضح
بدروسها لكنه هروب من المواجهه او خشية من لحظات الانكسار والضعف ...
: صمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــود ؟!
التفتت لعائشـه التي انتشلتها من مرارة الواقع والحقيقة المؤلمة ...
اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري : شنو سوت لج الناظره ؟ ... لا تقولين فصلتج ؟؟ والا استدعت ولي امرج ؟؟
هزت صمود راسها نافيه ... : لا هذا ولا ذاك...الكلمات المعتاده... اعتذار مصطنع .. وتاسف غبي... تعهد وانصراف... و....
: و... شنو فوق كل هذا ...
عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الاهم : هــه تبي تعويض .... عشرين دينار...
ابتسمت عايشه تخفف عليها : تفداج ..ماعليـــــــه تتدبر ...اذا مو من اهلج انا وياج ندبرها ...
" لم تكن معها ... سريعا ما يخطفها السرحان لعالمه... كثيره هي الافكار التي تدور في ذاك العقـل المثقل ... والاكثر هي الذكريات الاليمه "
حملت صمود حقيبتها وجارتها عائشه بخطواتها للخارج ...بصمت ..
سارا بضع خطوات في الساحه ... وعندما تذكرت صمود من ينتظرها خارجا ... كشت ملامحها
بضيق .. وفضلت الجلوس هنا حيث الانتظار... ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ...
عائشه بقلب قلق وهمس محبه: صمود .. ترى الابله تحبج.. وكلنا نحبج ... ونتامل فيج خير ..
وخايفين على مستقبلج .. لاتزعلين من ابله حصه .. تراها وربي تحبج ..
سألتها بتنهيده : كلمتــــــــــج ؟
هزت راسها نافيه : بدون لا تكلمني انا اعرفها ابله حصه تهمها الطالبه قبل الماده .. وماتخلط الاوراق ...
وانتي مو مثل أي طالبه .. انتي متميزه ... وشاطره ... حرام تضعيين مستقبلج بدينج
.. الشهادة مهمه بهالزمن يا صمود ....واللي ما عنده شهاده يضيع
" ماتخلط الاوراق ؟؟
ماتخلط الاوراق ؟؟
ماتخلط الاوراق ؟؟
تعلم انها المقصوده بهذه الجملـه برافواا اجدتِ التلميح يا عائشه ...." حصة المعلمه وحصة ابنة الخاله المعارضه لزواج عهود وناصر "...
نعم خلطت الاوراق... لكن رغما عني..
لا استطيع مقاومة شعوري نحوها لا استطيع السيطره عليـه... اكرهها نعم اكرهها...لانها تقف امام حلم شقيقتي...وربما حلمي
عائشه انتبهت لسرحانها : سمعتيني صمـــود اثبتي وجودج بشهادتج ... اللي ماعنده شهاده بهالزمن يضيع ....
مال حلقها بابتسامه : هـه ... اللي ماعنده شهاده يضيع مستقبله؟!!
واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل.... بشهاده وبدون شهاده ؟
عائشه : صمـــــــــــــود ...
قاطعتها صمود : صح هالزمن زمن شهادات غبيه واوراق معفنه.. بس مو الشهادة اللي راح تكون مع امثالي ؟
.... قولي بالله بشنو تنفعني شهادتي اذا تخرجت ؟ درست والا لا ...
جبت نسبه والا لا .... شهادة ثانوي مقابل شهادات جامعيه ؟ ما تسوى فلس ...
فلس واحد ما تسوى لا نجذب على روحنا ...
: ما تدرين يا صمود يمكن الدنيا تتغير وتتحسن الاوضاع وتنفتح الابواب بوجهكم..و............
: قديمه قديمه يا عايشه .. قالوها من خمسين سنه ...
: لا تياسين من رحمة الله
: مو ياس... لكن واقع .... هذي حالنا ولو بعد مليون سنه...( .سكتت .... وبهمس ) اشباه اموات...... ويمكن الاموات ارحم....
( نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الارض حملت حقيبتها على كتفها متجه للبوابه .. وقد اشتعلت فيها نار الحسره والالم التي لم تهدأ قط )
رحلت .. تشيعها نظرات وعبرات عائشه الحزينــــه ...
________________________________________
" خارج اسوار المدرســــــــــه "
دلال : تأخرت .. انزل أشوفها ؟
صقر :لا خليها ...زين سوت انا ابي اختلي فيج ....
هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه .. تتمنى الارض تبتلعها خجلا وحياء تعلم ما يريد قوله
وما يريد ان يصارحها به او بالاحرى يتاكد من رايها فيه....
.
: دلال تدرين دام اني معاج مافي قوة بالارض تقدر تغصبج على شي ...
: الله لا يحرمني منك يا خوي
: عمي كلمني عن الملجه يبيها اخر الاسبوع الجاي ...بس تاكدي لو الامر وصل لخطة قلم
القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج
: صقر انت مو راضي عليه؟ .. اذا مو راضي وربي ما اوافق ولا ابيه ...
اتسعت ابتسامته الحنونه وامتدت يده تشد على يدها : لا يالغاليه... مو قصة مو راضي
.. بس ابي اتاكد لاخر لحظه انج راضيه... وابيج تتاكدين
اني معاج باي قرار تاخذينه ...دلال الزواج اكبر من عقد يربط اثنين ... خاصه لمثل
حالتنا... حياة صعبه قدامكم .. مابي اخوفج بس ابيج تكونين بالصوره ... زواجج من
خالد... يعني صورة لامي وخالتي وام خالد .....
: : اللي كاتبه ربك يصير ...والارزاق بيد الله
: ونعم بالله ... بس تحمليني بظل اسالج واتاكد لين ينكتب العقد ...
اتسعت ابتسامتها ... مع خليط المشاعر الذي يجترفها ... سعاده برهبه بخجل ... تحمد الله انها ترتدي غطاء يستر وجهها والا فضحتها ملامح
السعاده التي لونت وجنتيها ورسمت ابتسامه عذبه على شفتيها ... خالد وحلم الطفوله ... كيف تنهيه وهي تحلم بذلك اليوم الذي يبتدا فيه..
.
كانت مميزه بين الطالبات ..تكاد تكون الوحيده بين القلة اللاتي لا يرتدين العباءة والغطاء ..
زفر ككل مره يراها فيه .. : مادري متى تعقل هالبنت وتتستر مثل خلق الله ...
التفتت اليه دلال بعد ان قرأت ملامح تلك القادمه : تكفى صقر لا تكلمها .. شوف
وجهها معفوس تقول قنبله على وشك الانفجار...وربي شكلها نار مشتعله
ومتى انطفأت حتى لا تكون نار مشتعله ؟ .. قلما رايت هذه الهرة بملامح الأُلفة ...
|