10-28-2011
|
#4
|


...
.
.
اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد...
يحملن العصير والحلا الذي اوصين والدهن به من الصباح الباكر ولم يعد به الا الآن ...
بينما سبقتهن شقيقتهن عهود ووالدتهن الى الخيمه منذ وقت ..
صمود بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه : بسرعه يالله الحين يوصلون ...
اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير
: دربالكم بس لا يطيح العصير او ينكت ...
ترد غدير مطمئنه : لا ماسكته عدل ... صمود دربالج على الحلا ...
صمود : أي لااا....... وتباطأت خطواتها بخيبه.... : يوه شوفوهم وصلوا ...
وتوقفت خطواتهن ايضا في المنتصف ...يراقبن المشهد ..
توقفت السيارة عند الخيمه ... وترجل منها مشعل مع فهد وخالد.. وكذلك صقر يميزه طوله وشماغه الذي لفه ع الطريقه الاماراتيه
خرجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوق وحنين وكذلك شقيقته ميثا ......
بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ...تتلقفهم اسئلة العمات عن الاحداث وعن ما جرى...
وفي الطريق الاخر..
اصوات ابواق السيارات تنطلق متواصله معبره عن السعاده والفرحه ...سياره
بها ثامر ......واخرى بها زيد ...
وما ان دخلن النساء ... بقين الفتيات يسترقن النظر من باب الخيمه على الحركات الاستعراضيه التي يقوم بها الشباب
وترتفع ضحكاتهن تاره.. وتنخفض لهمسات تاره لصراخ امهاتهن عليهن
.
توقف بسيارته عندما لمحها وسطهن ...وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب...فالقت بالحلا ع الارض لتعلو صرخات
شقيقاتها : صموووووود ..لالالا
لم تهتم لصرخاتهن بل اخذت ترتب هندامها بارتباك وتثبت غطاء شعرها ....
توقف قريبا وانزل النافذه : مســـــاء الخيـر ..
رددن بصوت واحد : مســــاء النور .. اهلا زيد ...
: مبروك رجعت مشعل
رددن : الله يبارك فيك
توجه بنظراته اليها ليخصها الان بالحديث : مو قلت لج راح يطلع ... هذا احنا طلعناه ورجعناه ...
ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لترد.... لكن صوت اجش قاطعها وقبض ملامحها المنبسطه لتنكمش فرفعت عنقها اليه
: صمـــــــــود داااخـــــــــــــــــــــل ياللــــــه
ابتلعت ريقها ..وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد وصقر الذي يقف خلفها ..
ضرب بيده السياره : زيــــد اسبقنا ع مخيم الرجـال ...
لم تعجب زيد نبرته الآمره.... فتامله بغيض ليرفع الاخر حاجبيه : سمعت ؟!
حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من خلفه الذي تصاعد كما الدخان من نظرات وانفاس صقر
صرخ بهن : شموقفكم هنيه ها ؟
اكتفت بنظرات حاده ارسلتها له.... بينما تحدثت غدير : نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها .. كنا ننطركم تبعدون عشان نقرب..
عبير بقلق : انا رايحه الخيمـــه ... وانطلقت بخطواتها المترجفه مسرعه نحوها غير آبهه بشقيقاتها خلفها...
رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه : مو عاجبج كلامي اشوف ؟
كان يشعر بزفيرها المشتعل.... لكنه اكثر اشتعالا منها ... الا يكفي ذاك الوجه المكشوف لتقف مع ذاك في منتصف الطريق ..
: يالله روحوا داخــل .. هالمره بعديها لكم ... بس ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلومون الا نفسكم
هزت غدير راسها وسحبت صمود من يدها : ان شاء الله
لتنطق الاخرى بهمس : حلال عليه حرام على غيره ؟
رفع حاجبه ولما استوعب كلماتها صرخ بها: صمــــــــــــــــود ...
التفتت اليه فهمس بغضب: ان ما تعدلتي وربي لاعدلج انا .....ترا ما تعجزني وحده مثلج .... ما يكفي هالوجه اللي كاشفته للرايح والجاي ....
: مالك حق تكلمي... امي راضيه .. وهم عمامي ما كلموني... انت تكلمي ليش ...
: اكلمج واذا بغيت اشق الارض وادفنج فيها ومحد يتكلم فاهمه ؟؟؟
اغرورقت عينا غدير بالدموع خوفا... بينما بقيت نظرات تلك حاده صعبه...
غدير تشد يد شقيقتها وبهمس: يالله صمـــود تكفين يالله
غادرت تنفث دخانا وتزفر نارا
كم ودد لو يدفنها حيـــه .. هنا في هذه الارض...
....
استقبلهن دلال وعهود عند باب الخيمه
دلال: اشصار ؟ ليش تاخرتوا.... كان لديهن خبر من عبير... لكن اردن صورة اوضح ..
دفعتهن صمود لتشق صفهن للداخل وتمتمت بغضب : اخوج الله ياخذه
شهقت دلال ويدها على صدرها : بسم الله عليه
التفتت لها صمود بوجه محتقن ورفعت حاجبها
: ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس شره ...(ورفعت اصبعها مهدده ) ترا للحين ساكته عنه..
وربي ان انفجرت ماخاف ولا من اللي اكبر منه ...
لم تسمع منهن رد لكنها شعرت بيد تسحبها بقوه لخارج الخيمه ..التفتت نحوها.. لتوجه اليها والدتها انتقادها
: صمود شهالكلام اللي سمعته مو عيب ؟
مسحت على ذراعها بالم : شنو سمعتي ؟
: كلامج مع دلال ...مو عيب يا صمود .. عيب ..صقر مو بس اخو دلال... تراه ولد عمج واخوج وولدي قبلج انتي قبل ما
تشوفين الدنيا .. تقولين خليه باهله ؟ لو كان همه بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خالد وثامر...
ولا جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى عهود لاني اوصيه عليكم ..ناسيه اشكثر يتعنى لكم ..
وماخلا شي قاصركم ... حتى لو كان لكم اخو مني ومن ابوكم ما سوى اللي سواه صقر الحين تنكرينه يا صمود؟!
هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ..التي بدت معاتبه .. ومتضايقه من تصرفها..
: وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخواتج كـ اخو واكثر ... يعني لو شنو يسوي انا سامحتله
توسعت عيناها صدمه ...بينما حركت والدتها راسها بالايجاب
: مثل ما قلت لج ...
.
.
هناك بقرب النــار المتضرمه ... جلس قوم حولها... يتسامرون ..
وآخرين فضلـوا الوقوف قريبـــــا ..
استند ثامرعلى السياره : أي يامشيعل الدنيا ماتسوى بدونك
ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره : كثر منها ... راح تتعب وانت تقولها ..
ناصر : زين الحين تقول مسكوك على الاجازه لانها منتهيه .. ليش ما تجددها ؟ لمتى تنطر ؟
مشعـل : تدري انها ما تتجدد...
ناصر باستغراب : شلون يعنـي .. ما تجدد ... وليش يمسكونكم ؟
ثامر : هذا اللي صاير .. الاجازه الجديده ما تطلع .. والقديمه ما تجدد ... وان امسكوك عاقبوك؟
ناصـر : احلف بس
تحدث صقر القادم للتو : لا في قانون جديد ..صارت تتجدد .. والجديده تطلع
مشعل : ليش ما قلتوا ؟ شنو ناطرين اجل..
صقر : أي ماسمعت الشروط الباقيــــه
مشعل : أي نسيت كلمة بشرط... من كثر ما تعودنا عليها نسيناها ...
ثامر بحماس : بشرط شنو ؟
صقر : توقع على مستند انه لك اصل من الدوله الفلانيه ...
ثامر : واذا ما عندي اصل ولا فصل من الدوله الفلانيه ولا العلانيه
مال فم صقر بابتسامة : توقع انك مقيم هنيه بصورة غير قانونيه ....
توسعت محاجرهم ونطقوا كلهم بصوت واحد : يااا سلالالالام ....
اوقف سيارته بقوه وعجل حتى احدثت صوتا ... واتاه مندفعـا وصوته الثائر يسبقه
: هيه انت... شهالاسلوب اللي كلمتني فيه... تراني مو اصغر عيالك ...و..
نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر بالحديث مع ابناء عمومته..
لكن زيد اقترب ودفعه من كتفه :هيه انت ما اكلمــــــ
لم يكمل جملته ... لانه اصبح معلق بين السما والارض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ...
ابقاه لثواني ...
ثم انزله ومازال يشد على اعلا ثوبه بقبضته ... وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث لايسمعه الا هو ...
شوف يا زيـد انت رجال منت صغير وعارف علوم الرجال
وبيوت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخل.... اما سوالف الدرايش والسطوح فهذي مو عندنا هذي لغيرنا احنا آل ..الـ...
اذا عندك شي... وناوي عليــه .. طق الباب.....
فاهم ؟!!
لم يجب الاخر اللي ضاع بنظراته.....
ناصر وفهد وخالد يتدخلون : اذكروا الله شنو صاير ...
افلت صقر قبضته .. فانطلق زيد يتوعده ويتهدد ...
راح تندم ياصقـــر وربي راح تندم
... المعزوفة الثالثة
اولاد ابوفيصل (الجد)
1- ابوصقر اولاده ( صقر – دلال )..
2- ابوفيصل ( فيصل – عهود – صمود )
3- ابوخالد ( خالد – ثامر )
4- ابوفهد ( فهد – مشعل – ميثا )
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اولاد ابوفايز ( الجد )
1- ابـولافــي متزوج من ام لافي زوجته الاولى ) اولاده منها ( جواهر – فجر )
(وزوجته الثانيه ام فيصل) اولاده منها ( غدير – عبير )
2- ابـوناصـــر (متزوج اخت ام فيصل – وام صقر )
واولاده ( ناصر – حصه – زيد - مريم )
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ام فيصل + ام صقر + ام ناصر = شقيقات ..
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
بقايا آثار وأطلال كذلك بدا هذا المكان الذي انتعش منذ أيام مضت ليعود إلى بياته وصمته متطلع بشوق إلى اللقاء القادم...
اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات .. وترتيبها ثم نقلها للسيارات .. وانشغلت الأمهات والفتيات في تجميع باقي الحاجيات ...
انطلق صوتها المتعب من خلف الحاجيات ومن بين ضجيج النقل والتنقل ...
: يالله غدور هذا اخر صندوق وديه السياره
اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا : ان شاءالله ...
سالتها عاقده جبينها : وين خواتج ... صمود وعهود و...
انحنت غدير تلتقط الصندق : صمود وعبير يجمعون اغراض خيمتنا .. وعهود بخيمة المطبخ ..
قالت برضى : يالله يمه خفوا ادينكم شوي الناس تحركت وابوج شوي وراجع ...
ردت وهي خارجه : ان شاءالله يمه ان شاءالله ...
لكن توقفت عندما وصلها صوته من خارج الخيمه ثم رات صورته... فعادت ادراجها بحذر وهي تلتفت
لوالدتها : ولد خالتي صقر وعيال عمه ؟
نهضت والدتها بصعوبه بعد ان ابعدت عنها الحاجيات .. ثم تقدمت بخطواتها وهي تثبت غطاء شعرها ووجهها ..
: هلا يمه صقير
رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه يحبه منها .. خاصه ان صوتها يحمل تلك النبره
ذاتها من صوت ذاك الراحل ..
لايعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او ذلك الالم الدفين في اعماق القلب ... لكن ما يعلمه انها تعيد
اليه ذكراه .. كما تعيدها تلك المتمرده التي تمثل لوحه منسوخه منه بشكل انثى
: هلا يمه صقير
: بالمهلي .. (قبل راسها ) شلونج يا خاله عساج ماتعبتي بس
: الحمدلله ياولدي دامك بخير انا بخير ...رمقت بني عمومته يقفون بعيدا فاشارت بيدها للخيمه
: ادخل ياصقر والا تستحي مني ؟
ابتسم ممسك يدها بحنيه : ان استحيت من امي بستحي منج ... بس جايين انا والشباب نشيل الخيام
اذا خلصتوا منهم
قالت بخجل : لا يمه ليش اتعب عمرك ... ابولافي موجود .. والبنــ
قاطعها : افا بس... واحنا وين رحنا ؟ ابولافي راح يودي الاغرض .. واحنا بنطيح الخيام ونلفها على
مايوصل لاجل ما تتاخرون ...بس سويلنا درب يام فيصل ...
: الله يعطيكم العافيه ياولدي... ثواني بس ...
ابتعد صقر عن المخيم لابناء عمه تاركا المجال للفتيات حتى يخرجن من الخيام ...
وماهي الا دقايق حتى خرجن متسترات تسبقهن والدتهن ...
اشار لابناء عمه باتجاه المخيم ... وتوجه هو لـ خالته : خلينا اوصلج للمخيم
: لا مايحتاج يمه .. هذا هو مخيم ام ناصر
تحركت نظراته لذاك المخيم .. فلمحه يقف امام سيارته ..
تحدث : الا الوالده تسال عنج ووصتني اقولج...ما بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟
التفتت لبناتها ولمحت ملامح صمود الغاضبه وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ..فردت
: أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل ..خليني اسلم على ام ناصر لانهم بيمشون الحين ...
وبعدها اروح عند امك
لم تخفى عليه تلك الابتسامه الخبيثه التي ارتسمت على تلك الشفاه..فرد متمثل الثقه: حياج الله ...
.
اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها : السلام عليكم
ام صقر ودلال : وعليكم السلام
ميثا : يالله عمتي القهوه عندنا هناك ع الفرشه على ما يخلصون الشباب
همست دلال وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق : يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصناديق اسكرها وخلاص...
: مو تعبانه يمه ... خلينا نخلص منهم ونرتاح
|
|
|
|