// 16 مـــن رمضــــــــان //
محمد نزل لدور الأرضي شاف سارا و أمه يتابعن برنامج الجواب الكافي .. سأل أمه _ يمه أبوي وينه ؟!
أم محمد تأشر على الغرفه _ نايم يمي يقول قعدوني عالآذان ما صارله نصف ساعه راقد .. ليش شتبي منه ..؟ خل يرتاح شوي ..
طالع محمد ساعته ما باقـــي على آذان الإفطار إلا 6 دقايق ..
جا و قعد يتابع البرنامج .. مع أهله ..
مرت دقايق قالت أم محمد _ سارا قومي قعدي أبوج .. باقي دقيقه و يأذن المأذن .. تدخل محمد و هو قايم _ لا خليــــــج سارونا بمكانج .. انا بروحلـــه ..
بس جيبي تمره و لبن ..
قامت سارا تجيب لأخوها التمر و اللبـــن ..
أم محمد _ شعندك يا محمد ؟!
محمد _ الله يسلمج حجزت تذكرتين لـــ لندن .. و بعد باجر السفره ..
أم محمد بشبه أمل أن زوجها يوافق _ تهقى أبوك يوافق و يروح يتعالج ؟
محمد _ إن شاء الله بيروح أعرف أبوي إن حطيتيه في أمر الواقع بيطخ ألي فراسه و يروح ..
أم محمد _ آميـــــــــن ..
جات سارا و عطت التمر و اللبن أخوها .. الي راح سيده لأبوه ..
أم محمد تلتفت لـــ سارا _ روحي نادي بدور .. خل تفطر ..
سارا قامت بكسل و بتحلطم تقول _ انا بعرف شفايدة الخدم يومنكم كل شوي تقولون سارا جيبي سارا روحي سارا تعالي سارا أفعلي سارا سوي سارا طفي سارا سارا سارا .. ها أبعرف شنو فايدتهم شنو زودهم عني يوم ياخذون شهريا معاش و انا لا ؟
أم محمد _ أقول وانا امج كملي صيامج .. و نادي بنت خالتج ..
دش محمد غرفة أبوه .. و شافه راقد بهدوء .. مسك يده و حبها .. و حط يده الثانيه على راس أبوه و بهمس _ يبا يبا ...
حرك بو محمد راسه ببطء و بصعوبه أنفاسه تطلع .. قال _ محمــــــد ..
محمد _ هلا .. يبا ..
بو محمد _ آذن المذن يا محمد ..؟
محمد يمسح على راس أبوه _ ألحين بيأذن .. يلى يبا تبيني أساعدك .. و هاذي التمره و اللبن ..
بو محمد ببطء _ يا مال الصلاح و الفلاح بس دق لي على بندر .
محمد عقد حواجبه بإستغراب _ بندر !!
بو محمد _ دق على بنـــدر ..
ما قدر محمد إلا أنه يسوي إلي أبوه طلبه منه .. كان مستغرب شنو يبي من بندر هالحزه .. نغزه قلبه .. بس تعوذ من الشيطان الرجيم ..
دق على بندر .. و هو قاعد بـــ غرفة أبوه ..
بندر قاعد مع أبوه و جاسم بالديوانيه ينطرون الآذان ..
بندر _ هلا ..
محمد _ شخبارك بو عذبي ..؟
بندر _ الحمدلله .. ( الله أكبر الله أكبر .... ) أخذ بندر تمره و لبن و قال ( ذهب الظمأ و أبتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله )
محمد بخوف _ الوالد يبيك ألحين ..
بندر مستغرب _ ألحيـــــــــن !
محمد العرق غطى وجهه _ إيه ألحين ..
قام بندر من على السفره و قال _ كاني جاي يا بو عمر ..
و سد التلفون .. قال بو بندر بتعجب _ شفيه بو عمر صار شي ؟!
بندر يمشي لـ ناحية الباب _ لا عمي يبيني ..
بو بندر بإستغراب _ ألحيـــن ..
بندر _ إيه .. أكيد يبا عن شغل الشركه ..
قالها بندر عشان يطمن أبوه .. لأن صوت محمد يوحي بشي ثاني و بعيد عن الشركه ..
أم محمد و سارا و بدور قاعدين في الدور الثاني .. صعدهم محمد عشان يدش البيت و يدخل غرفه ابوه ..
أم محمد التوتر لابسها قالت لسارا _ دقي على أخوج شوفيه ولد عمج وصل ..
سارا بتوتر لا يقل عن أمها _ أنزين يمه ..
دقت على موبايله لكن الجهاز مغلـــق ..
سارا بخوف _ يمه جهازه مغلق
أم محمد تحاول تنزل ..
مسكتها بدور _ خاله لا .. ما صعدونا إلا عندهم شي مايبونا
نعرفه ...
أم محمد العبره خانقتها _ ما أقدر يا بدور قلبي ينغزني .. ما أقدر ..
سارا وقفت على رجولها و قالت بخوف و رجفه _ يمه شسالفه .. شفيكم جذي خايفين أبوي فيه شي ؟!
حظنت أم محمد بنتها .. و قعدت تستغفر الله و تتعوذ من الشيطان الرجيم ..
( لا يــــــــــبــــــــا دخيــــلـــــك لا )
بعد صرخة محمد تركت أم محمد سارا و ركضت لدرج بتروح لرفيق العمر .. شريك حياتها .. أبو عيالها .. سندها ذخرها .. وذخر أعيالها .. يروح عنها فجأة بدون وداع .. دعت الله ان صرخه محمد تكون خيال و لا وسواس .. أفتحت باب الغرفه بقوه شافت بندر حاضن محمد و محمد يحاول يفك نفسه من بندر .. ألتفتت لزوجها أبو عيالها .. قالت بصدمه و الصوت يتهدج _ لااااااااااااااا يمه يا محمد أبوك ليش لاق وجهه عنا ..
ترك بندر محمد و راح لخالتها _ خاله تعوذي من الشيطان .. و إنا لله و إنا إليه راجعـــون .. الموت حق .. و كلنا راجعين له ..
أم محمد تحاول تسكت بندر _ لا لا تقول جذي .. علي حي مو ميت .. ثم طالعت بمحمد الي حاضن أبوه و يشم ريحه أبوه ..
راحت لولدها .. و قعدت عنده ..
مسكت كتوفه و قعدت تهزه .. أم محمد ببكا_ محمد رد علي ..
رد على أمك ..
ماكان محمد حاس بوجود امه أو شعر فيها .. كان حاضن أبوه بقوة و كأنه يبي يدش داخل هالجسد .. الي ياما عزه و ياما حسسه بحنان الأبوه .. كان بو محمد مثال للأبوة الصادقه .. أب يضعف قدام طلبات أبناءه ..
قدام دموع و رجاء أبناءه ..
أحيانا يحاول يقسي قلبه .. إذا شاف هالشي في مصلحة عياله كـــ إجبار جنان على بندر .
بندر ما تحمل منظر أحتضان محمد لعمه .. و ذل و ضعف خالته .. كان كابت البجيه .. إلا يوم لمح وجهه عمه .. أطلق لـ دموع العنان .. كان صوت بجيته كصوت طفل بلغوه عن وفاة أبوه . مو صوت رجال كبير ..
بعدها مسح دموعه و قال بهمس _ الله يرحمك يا عم ..
عطاهم ظهره و طلع ...
الـــجـــــــــزء التـــاســـع
عــــــــــشـــــــــــر ..
بدور أركضت لشقتها تنادي الخدامه حتى تشوف شنو صاير و بندر موجود و لا لأ ..؟
سارا كانت تدور بين الكراسي و تصدر صوت حزين .. تبي أتجذب سبب صرخه أخوها .. و نزلت أمها .. تبي أطمن نفسها و تعطيها بــصيص من الأمل ..
كانت بدور واقفه عند الدرج تنطر الخدامه و تدعي ربها ان عمها بخير .. و تعوذ من الشيطان و وسواسه .. جات الخدامه تركض من على الدرج و الدموع مغطيه عيونها _ ماما ما في رجال بس بابا محمد و ماما كبير في يبجي و بابا كبير في مـــوت .. غطت بدور حلجها بيدها تكتم صرخه و هزت راسها بـ لا ثم ركضت تنزل لغرفه عمها ..
سارا سمعت كلام الخدامه و هي تقول بابا كبير في موت .. تربعت على الأرض .. و أسندت ظهرها على الجدار .. بألم قالت بصوت مكبوت _
يايبه شلون نصبر كيف نرجع بإرتياح *********************وأنت من دنيا عيالك مأخذك مر الرحيل
) الشاعر : جزا البقمي : (
صور كثيره مرت قدام ناظري عيونها .. ضحكته .. أبتسامته الحنونه .. فرحته قبل شهرين بنجاحها .. مرضه الأخير ألي هده و لفت نظرها .. هواشه معاها .. دلعه لها .. غشمرته معاها .. فجأة سمعت صوت بندر يقول لأمها _ يا خاله الرياجيل بيدشون و الأسعاف برى .. تعالي داخل ..
تحاملت على عمرها و الصداع ذابحها .. صرخت بأعلى صوتها ..
بتشوفه قبل لا ياخذونه ..
/ بـــــــــنـــــــــــــــدر /
قلبي مو مطمن من طلب محمد
عمي شنو يبي ؟! و الي زاده التوتر كان واضح بصوت محمد .. يا رب سترك ..
دقيت على موبايل بو عمر و جا عشان يدخلني البيت ..
و أخذني لغرفه العم علي .. كل ما أقرب من الغرفه أطلب من الله يخفف نبض قلبي المتزايد ..
دشينا الغرفه و شفت عمي منسدح على فراشه .. ياااه يا عم .. الجسد أكله المرض .. أعظام الوجه بارزه .. أول ما طاحت عيني بعينه .. أشر بإيده لي عشان أجي .. تصنمت و تيبست بمكاني .. و ما مشيت من مكاني إلا بصوت محمد _ بندر اقرب الوالد يبيـــك ..
رحت له و عيني بعين عمي .. لي قعدت على السرير جنبه .. حسيت أن لساني أربط .. و لا كلمه طلعت و لا حرف و لا همس مغير نظرات متسائله وجهتها له .
مسك يديني و ضغط عليها بقوه و رفع راسه لفوق و قال لـ محمد بتعب _ محمد أبي بندر بكلمة راس ...
ثواني ألتفت لورى و لا محمد يسكر باب الغرفه وراه ..
قلت لعمي _ ســـم يا عـــم ..
قالي بصوت تعبان _ سم الله عدوك .. بندر ..
قاطعته بسرعه _ نعم ..
بو محمد بأنفاس متقطعه _ يا مال الغنيمه يا بو عذبي .. أنا و انا عمك يا ما أمـــاني تمنيت انها تتحقق .. لكن الله ما كتـــب .. أنا و أبوك كنا محجرين بنتي جنان لك .. و كنت أرفض الرياجيل من عمرها 14 سنة و انا أرفض ليش و شنو السبب .. عشانك أنت يا بندر أنت ...
و سبحان الله بعد كل الرفض ما كتب الله نصيب بينكم ..
...
سكت عمي ثواني .. أستغربت من كلامه .. شنو الهدف من هاالكلام ..؟ هل عمي يبيني أحس بالندم .. أفكاري متشتته ما أدري شنو الزبده .. كلامه مو مهم بالوقت الحالي .. البنت خلاص تزوجت و شافت نصيبها و أنا إن الله بيكتب لي نصيبي في الزواج بتزوج ..
أنتبهت لضغطة يده رفعت راسي له .. قال بعد كحه موجعه _ ســـــــــــــــــــــارا
يا بندر ..
سارا ! شنو سارا !! شدخلها بيني و بين جنان بالموضوع ؟! شيقصد عمي بذكر طاريها !! لا لا مستحيل لا إلا سارا !
قلت و وجهي كأن الدم مصبوب عليه و عشان أستفسر و أقطع الشك بـ اليقين _ شنو فيها سارا
؟
بو محمد بصوت خفيف _ ماراح اطمن إلا إذا تزوجتها يا بندر ..
ثم سكت و انا أنعقد لساني من كلام عمي ليش يا عمي الله يسامحك الله يهديك الله يصلحك و يشفيك..انا وين و بنتك وين ..!!
وين لساني ؟ بقول لا و ألف لا ..
و أسمح لي يا عمي أنت و بنتك على العين و الراس بس هالشي لا يمكن يصير .. يعني أنا أصبر أصبر و بعدها أتزوج سارا و أعيش بقية حياتي بعذاب .. يا الله يا الله أنك تفرجها .. قطع تفكيري صوته مرة ثانيه و هو يقول _ تم يا بندر ..
لساني نطق بغير ما يوحي له قلبي و عقلي .. مادري ليش قلتها بسرعه .. هل لحالته المرضيه تأثير على رأيي ..؟! و لا لا شعوريا قلتها ..
بندر بجمود _ تـــــــــم ..
قال و هو يطالع بالباب _ أجل مبروك مقدما و الله يوفقكم و يبارك فيكم .. و ألحين ناد محمد يا بندر ..
قمت و انا مو حاس بشي ..
خلاص يا بندر خلاص .. سارا لك و أنت لها .. سارا سارا ما غيرها أم لسان .. سارا ..
قبضت على يدي بقوة .. و ضغطت على شفاتي السفلى .. لهدرجه قدرت تضعف يا بندر .. بس ليش يا عم انا بالذات أخترتني ؟! آخ يا بنات علي ..
طلعت من الغرفة شفته واقف و مسند راسه على الطوفه .. قلت بهم _ بو عمر يبيك عمي ..
بسرعه تحرك و دخلنا عنده ..
مسك محمد يد أبوه و قعد يقبلها بحب و حنان .. قال بخضوع لأبوه _ يبا أمش أوديك المستشفى .. ما يصير تمنع نفسك من العلاج ..
ملامح عمي سببت خوف و قلق فقلبي .. و قال بجهد جهيد و العرق يتصبب من كل جهة _
يامحمد هاك علمي واحفظه قبل المراح ***************انتبه لأخوانك وبالك عليهم لاتعيل
والله الله فالصلاة وفالصيام وفالصلاح *******************والله الله بأمكم والله لكم بعدي وكيل
( جزا البقمي )
و فاضت الروح إلى باريها .. محمد قعد فتره ينطر أبوه يتكلم لكن النفس راحت و غرغرت الروح ..
هز محمد كتف أبوه كذا مره .. و قعد يقول بخوف _ يبا يبا يبا ..
و كل مال الصوت يعلى و يحد ..
أسرعت لعمي و تأكدت انه توفى .. ألتفت لمحمد المنهار كليا و هو يبجي .. أول مره بحياتي أشوف محمد يبجي .. و كأنه ولد عشر سنين .. ضميته بمواساة و حزن على فقد أبوه الغالي .. و أواسي نفسي بعد على فقد عمي الحنون .. ( لا يبا دخيلك لا ) كلمة محمد هزت مشاعر بداخلي .. و هو يقولها برجا و ذل ..فقد الوالد صعب صعب .. حاولت أضغط عليه وانا أضمه ..أحس ان عقله بيطير من صدمته بوفاة أبوه .. فجأه و لا الباب ينفتح ووصوت خالتي قريب منا.. شفت حالتهم المؤسفه حاولت اهدي خالتي إلا إنها بعد منصدمه من وفاته .. حاولت أظهر قدامهم بالرجل الصلب إلي ما يهتز بالمواقف الشديده و العصيبه إلا بعد ما طاحت عيني بوجهه عمي كابرت و كابرت لكن بالنهاية .. أنفجرت مثل طفل صغير .. عمي مثل أبوي تماما ..
علاقتي فيه أكبر بكبير مما تتصورونه .. طلعت أدق على الإسعاف عشان ياخذونه للمستشفى .. و وقفت عند باب البيت و انا ماسك عمري ..
جنان سارا فاطمه عذاري شلون بيتلقون الخبر و محمد الرجال بغى ينهبل و هن البنات .. أبوي أبوي شلون أقوله الخبر .. !! مرت دقايق و لا الإسعاف قدام البيت .. كانوا بيدخلون بس قلتلهم ينطرون دقيقه أشوف الأهل إذا كانوا موجودين ..
و انا متجه لداخل البيت قلت بصوت عالي و انا واقف عند الدرج و الغرفه على يميني _ يا خاله الرياجيل بيدشون و الأسعاف برى .. تعالي داخل .. و لا على صراخ سارا و تقول بصوت حاد _ لاااا ما ياخذونه .. لا لا ..
رجعت ورى بحيث ما أشوفها و لا صوت بنت ثانيه عرفت انها أم عمر .. تهديها و الثنتين يتباجن ..
و لا أصوات أرجلن تتراكض من الدرج و تتجه لغرفه عمي .. لفيت وجهي عن الغرفه .. و قعدت أنصت للأصوات ..
سارا بصوت مبحوح متقطع _ بس بحبه .. آخر مره محمد .. تكفى .. ( بصوت متقطع ) يبا ولي يعافيك رد علي انا سارونه .. انا حبيبتك .. يبا تكفى تكفى ..
غمضت عيوني بقوة و نزلت منها دمعه حاره ..
////////////////
.. بعـــد ســـتــــــة شهــــــــــــور ..
الكل مجتمع بـ بيت بو محمد أحتفالا بتخرج سارا من الثانويه العامه بتقدير جيد ..
كانت النسبه جيده بالنسبه لأهل بو محمد .. بعد وفاة علي النفوس هي مثل ماهي بس صارت أكثر عزله .. سارا أنطوت على نفسها .. و قل شغبها و مرحها . حتى انها قررت ترك الدراسه بسبة نفسيتها التعبانه .. إلا ان أخوها محمد ضغط عليها بعد محاولات أمه و أخواته الفاشله لها ..
جنان بآواخر حملها كانت واقفه مع أمها و خالتها ام بندر قدام الدريشه المطله على حديقتهم .حاولت جنان إخراج سارا من عزلتها و من الكبت القاتل .. إلا أن سارا تسكر نقاشهم بــ صرخه موجعه من أحبالها الصوتيه الصادره من قلب متألم لفقدان أحب و أحن شخص لفؤادها ..
جنان بحسره _ يمه ..
أم محمد تمسح دمعه _ هلا يا يمه ..
جنان _ ليش سارا تسوي بعمرها جذي ؟ ما يصير يمه ..
أم محمد تراقب بنتها الي كأن اليوم مو حفلتها .. كانت سارا نادرا ما تضحك أو تبتسم .. قالت _ ادري انه ما يصير .. بس انا شسوي حاولت فيها و اخوج حاول بعد ..
جنان تبتعد عن أمها و متجهه لسارا الي قاعده مع عبير و بدور و فاطمه ..
عبير بتحرش قالت _ صاد عين صاد .. صاد عليوي سمجه ..
جنان بتمثيل الضحك _ خخخ سخيفه .. و تمد أصابع يدها و قالت لعبير _ أختاري أصبع ..
الكل ضحك على تقليد جنان لحركة سارا في استفزاز عبير ..
لمحت جنان شبه أبتسامه من طرف فم سارا قالت بتصفيقه _ و أخيــــــــــــــــــرا ..
الكل طالع في جنان بوجوه متسائـــله ..
قالت بمرح لسارا و هي تقعد جنبها _ ياخي فرفش أضحك أستانس خو اليوم فرحتج ..
سارا أبتسمت إبتسامه حزينه و قالت بنبره تأكد شعورها المؤلم _ كان ممكن يكون اليوم معانا جنان .. !! صح جنان صح ؟! ( أنترست عيونها دموع )
جنان تكافح دموعها بعدم نزولها _ سارا كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام .. انا بموت و أنتي بتموتين و أهلنا الناس العالم الحيوانات النباتات .. كل شي كل شي .. لكن في شي واحد . الإنسان يبيه منا إذا مات و هو يا سارا الي أبوي يبيه منج و مني و من امي و من محمد و من كل له صله .. الدعاء .. أبوي محتاج دعائج يا سارا مو محتاج دموعج .. صح ما أنكر انا بلحظات ضعف نبجي .. لكن ابوي يبي دعا يبي صدقه .. ما تحملت أتشوف ضعف بنات عمها .. كيف يواسن نفسهن بوفاه أبوهن .. قامت عبير بسرعه لـ مطبخ خالتها اقرب مكان تقدر تفرغ المكبوت الي كدسته بصدرها من ست شهور ..
البنات أنتبهوا لحركة عبير .. سارا ببجي و تغطي وجهها بيديها _ مشتاقه له مشتاقه يا جنان ..
أحضنتها جنان و دمعه خانتها و نزلت قالت _ الله يرحمه الله يرحمه كلنا مشتاقين له..
عبير بصوت مسموع تبجي تبجي فراق العم الحبيب و الحنون .. أشتاقت لمداعباته الخفيفه .. مر قدام عيونها موقف يجمعها مع عمها في بيته .. كان يوم تخرجها بتقدير جيد جدا مرتفع ..
عبير و تفتح الهديه قالت بفرحه _ واااااو .. و حبت جبهة عمها _ يعطيك العافيه عمي و ماتقصر ..
بو محمد و السعاده واضحه على وجهه _ الله يعافيج و لو..
يا عبير لو تطلبين عيني ماهي بغالية عليج ..
عبير بسعاده حبت راسه ..
( عــــبــــــــــيـــــــر )
أنتبهت لـ فاطمه و هي واقفه عند الباب و تحاول تجي يمي .. مسحت دموعي بسرعه و رحت عند الثلاجه أمثل أني أدور على شي .. سمعتها تقول _ طالعني يا عبير ..
أووه يا فطوم مو وقتج .. دشيت الثلاجه بس لأني ما حب أحد يشوف دموعي .. قلتلها و أحاول أكون طبيعيه و كأني منشغله بشي _ لحظه فطوم خل أطلع التونـــه ..
فاطمه تسحبها من كتفها _ آووهووو أشوف عاد ..
عبير تحاول تفك نفسها من فاطمه _ آي خوزي عني شوي ..
شفتها اطالعني فــ شتت نظراتي لباب المطبخ و على داخل المطبخ .. قالت لي بحزم _ كنتي تبجيـــن يا عبير مو ؟!
قلت وأحاول أبتسم _ لا ..
فاطمه حبت تلطف الجو ضغطت على خشم عبير بأصابعها و قعدت تجره قالت _ و هذا شنـــو يقــــــول ..!!!
عبير تحاول تتماسك _ مو قاعده أبجــ .. ماكملت كلمتها صوتها ما أسعفها في هاللحظه و حطت راسها على نحر فاطمه
الي قدرت تتماسك في ظروف كان من المفترض أهي فحاله نفسيه تعبانه .. غطت فاطمه راس عبير بيديها و قالت بحـــزن _ أبجي عشان ترتاحين
طلعي طلعي المكبوت ..
***********************
جاســـم يلاعب ولده الصغير محمـــد ذو الشهرين .. و فاطمه تاخذ ولدها منه _ جيبه بغيت تمصع يدينه ..
جاسم متنح و يطالعها و هي تشيل الولد و متجهه تطلع برى الشقه .. فاطمه أول ما وصلت عند الباب لفت عليه و قالت بدلع _ روح يا حبيب حور روح لها ..
جاسم بقهر قال _ شكو حور ؟ انا أبي ولدي ..
فاطمه بحاجب مرفوع _ فيك شده لعب روح لها بغرفتها اما حمودي لا ..
ثم جات لعنده و هو يشوفها كأنها غيرت رايها و بتقعد عنده . قالت بفضول _ جسوم .. بندر ما فكرتوا ها مني و لا مني تخطبوله بنت ..!!
جاسم أبتسمت بخبث و قال _ شوفي الشيطان كيده ضعيف بس سبحان الله أنتن كيدكن عظيم .. شفتي شلون ؟! و أنتي أوله ذالتني بولدي و ألحين من حبج للسوالف و العلوم جايتني و تقولين جسوم جسوم ..
و قال بجديه _ و الله يا فاطمه باشا أخوي رجال و هو حـــر .. يبي يظل عزوبي للأبد كيفه هو حر .. يبي يتزوج كيفه هو حر .. انا و أبوي شايلين يدنا من هالموضوع ..
فاطمه لوت حلجها الصوب الثاني و قالت _ هالمره بطوفها لك بمزاجي يا جويسم ..
قامت و طلعت من شقتها لــ الدور الأرضي تقعد مع خالتها ..
تذكر جاسم بنته حور الي تلعب بغرفتها مع الخدامه .. قام بيروح عندها .. فتح الباب و لا حور صاعده على سريرها و تناقز بمرح و فرح .. أول ما شافت أبوها نزلت بسرعه و هي تلهث _ بابا بابا بابا ..
تحرك جاسم من مكانه و أتجه لها قال بحب _ يا روح بابا ..
و شالها بين يدينه و أخذ يدور فيها .. و حور تصارخ بسعاده ..
بعد نصف دقيقه وقف دواره و قال لها _ ننزل عند أمي ظبيه ..
قالت بفرح _ أيـــه بابا ..
محمد يلعب مع عياله play station حرب الشوارع ..
أم محمد بضجر _ محمد شهاللعبه الي اللهم يا حافظ تذبح خلق الله ! ترى مو زين تعودهم على هالمناظر وانا أمك ؟!
محمد و مندمج باللعبه _ ليش يمه .. مو عاجبج الشريط ؟!
أم محمد بضيق _ لا و الله مو عاجبنـــي ..
محمد يتحرك مع player إذا راح يمين راح مثله و إذا يسار راح مثله .. و لا منتبه لأمه .. أنقهرت ام محمد من لامبالاة ولدها قالت لبدور بقهر _ رجالج شفيه رايح يمين و يسار ؟!
أبتسمت بدور و هزت كتفها و قالت _ يلـــــعــــب يا خاله ..
أم محمد و طالع بولدها ثم ضحكت يوم شافته يطـــق عثمـــان بخفه على راسه و يسوي حركات طفوليه مع عياله
قالت و هي تضحك مع بدور _ الـلــه يــخليهـــم لبـــعـــض ..
بدور بلهجه حب و حنان _ آميـن .
سارا و تمشي بكسل قالت _ سوو دوري بغسل و أجي .. و انا البرازيـــل سجل عندك حمود ..
و مشت بهدوء للحمام " أكرمكم الله " بدور أبتسمت لخالتها و قالت بفرح _ تطورات يا خاله ..
أم محمد بسعاده _ الحمد لله
من أسبوعين و جنان تحاول فيها
الدنيا يابنتي ما توقف على موتة أنسان .. بعد ثلاثه أشهر و بمر سنه على وفاة عمج .. و هي حابسه عمرها بغرفتنا ..
صدر من بدور ضحكه و قالت _ ما بيتنام بغرفتها و لا .. للحين تحاشرج ؟!
أم محمد _ لا للحيــن يا بدور .. بس ما علي منها .. من باجر تشيل قشها و ترد لغرفتها ..
و أطالع ببنتها و هي جايه تقعد بين عمر و أخوها محمد الي منسجمين مع اللعبه ..
صبت جاي بـ نعناع لبنت خالتها و مدته لها .. أخذت سارا البياله .
و صرخت بصوت مقهور _ محمــــــآآد ..
محمد بسرعه لف عليها و قال بإستغراب _ نعــــــآآم ..
سارا بقهر _ قلتلك انا البرازيل مو تحطني الأرجنتين ..
محمد يحاول يغير رايها _ يا بنت الحلال الأرجنتين عندهم ميسي شتبين بالبرازيل ؟!
سارا بعناد _ انا قلتلك البرازيل يعني البرازيل .. و انت أخذ هالميسي ..
محمد بخيبه أمل _ خلاص سجلتج البرازيل .. و أنت عمور شنو تبي ؟
عمر _ البوتغــــال ..
محمد بحنان يمسح على راسه و ألتفت لعثمان و قال _ وانت عثومي شنو تشجع ؟
عثمان _ إيتاليــا ..
محمد _ أبشروا .. و انا الأرجنتين.
تموا يلعبون و صوت سارا مالي البيت بصراخها المزعج و محمد يستفزها باللعب ..
سارا بدفاشه _ آوريــك آوريك إن ماجبت قول ماكون بنت علي
محمد بإستفزاز _ يلى إن جانج سارا بس أهجمي .. هذا إن شفتي حارسي ياااااا كاكا ..
سارا بقهر و حسره _ آوووف شهالحكم !! غشاش هذا .. محمد و الله قهر الحكم غشاش ..
محمد عيونها بتطلع من محاجرها قال _ طاع هاذي شنو الحكم غشاش .. أنتي من صجج .. يبا هذا كمبيوتر قال غش قال ..
سارا أكتمت صرخه مقهوره من هجمه كادت تهز شباك فريقها ..
قامت بدور تشوف التلفون الي يرن بشكل متواصل .. قالت بعد مارفعت السماعه .. _ نعــم .. يا هلا .. إي هذا بيت علي بو محمد .. الحمدلله بخير لا مو بنتها .. إيه موجوده .. لحظه خاله ثواني و تكون معاج ..
نزلت السماعه على الطاوله و أتجهت لخالتها الي مندمجه مع اللعبه .. قالت بدور _ خاله ..
أم محمد تزيح وجهها عن التلفزيون و اطالع ببدور قالت _ هلا ..
بدور و تقعد _ وحده تبيج عالتلفون ..
أم محمد بإستغراب _ ماقالتلج أسمها ؟!
بدور _ لا و ما سألتها يا خاله ..
قامت أم محمد بثقل و هي تقول _ لا إله إلا الله ..
بعد ما وصلت يدها لسماعه قالت _ نــعــم .. يا هلا فيج .. بخير .. انتي شخبارج ؟! ( بعد صمت شبه دقيقه قالت بتردد _ حياكم الله يا ام ياسر .. سلامتج يلى فمان اللــه ..
بعد ما أنتهت من المكالمة زفرت أم محمد بهم .. ما تدري ليش هالمكالمه ضيقت صدرها
وهالناس ما نعرفهم لا من قريب و لا من بعيد و فوق هذا من قبيله ثانيه .. و سارا توها على تحمل المسؤوليه .. بنتي و أعرفها عدل .. دلوعه و رفله .. وين هي ووين الزواج ..!!
رحت لبدور و قعدت أتقهوى معاها .. سألتني بإستفهام _ طلعت منو خاله ؟!
أم محمد اطالع بسارا الي مندمجه مع أخوها قالت _ ناس جاين لسارا ..
بدورتعقد حواجبها _ و منو هذيل !!
أم محمد تهز كتفها _ و الله لا نعرفهن و لا هم منا ..!
بدور _ و شنو قلتيلهم يا خاله ؟
أم محمد _ قلت حياكم الله و انا للحين مادري ليش رحبت فيهم كان من المفروض أرفضهم ..
و بنتي توهــ ..
قاطعتها بدور _ ليش تتحسفين يا خاله .. صح سارا صغيره على الزواج .. بس ما تدرين يمكن تكون خيره لها .. و يكون هالرجال أخير من رياجيل قبيلتنا
أهم شي نشوفهم و نعرفهم عدل و يروح محمد يسأل عنهم .
بعد هالأمور هاذي ذيج الحزه نحكم يا إيه يا لا .. بس متى بيجون ؟!
أم محمد _ بعد بــاجــر الحريم و بيشوفونها بعد ..
بدور ترفع حاجبها _ يلى حياهم بنتها ما شاء الله عليها ما عليها قصور ..
أم محمد _ مير الي شاغل بالي ألحين شلون أقولها عنهم ..
بدور بإستغراب _ ليش يا خاله مهمومه لهدرجه بجنان كان الوضع عندج عادي و كنتي تتمنين تشوفينها بنفنوفها الأبيض أما سارونا أحس أنج غير . ؟
أم محمد ما ردت على بدور إلا بعد ما حست بدور بالإنحراج .. قالت بإنحراج _ خاله انا اسفه إذا تدخلت بشي من الأساس ما يحق لي أن أتدخل ..
ألتفتت لها أم محمد و قالت بإبتسامه حنونه لبنت أختها و زوج ولدها _ لا يا بدور .. شهالكلام أنتي بنتي و عادتج مثل سارا و جنان و كل بناتي ..
بس انا مو مضايقني غير نفسية سارا .. تهقين يا بدور سارا بهالظروف الي هي حابسه نفسها فيها .. بتوافق بكل سهوله
بنتي انا عارفتها و عارفه شقاعده تفكر .. لكن إن شاء الله تخيب ظني و توافق .. لأن قعدتها ألحين مع أخوها و عياله تبشر بالخير ..
بدور _ الله يرزقها الزوج الصالح
/////////////////////////
جنان تصفط الملابس و تحطهم
بــ الهاند باق .. قالت بدلع _ يعني بتجي و بتشوف جومانه .. بارده أمبرده ..
قهقهه يوسف و قال و هو يساعدها بتصفيط الملابس _ يعني الله يهداج تبيني شسوي ..!
لازم هالدوره أخذها .. و كلها شهر و جايكــم .. بس أدعيلي يا جنان .. محتاج دعاويكم ..
جنان ترفع يدها و بشوق لزوجها و أبو بنتها عن قريب قالت _ الله يوصلك بالسلامه و يوفقك يا يوسف ..
يوسف و يحب جبتها قال بحب _ و الله يقومج بالسلامه و يقر عيني بوجيهكم يا رب ..
جنان و عيونها تغرقت بالدموع نزلت راسها تبي تخفي شوقها و حبها عن زوجها .. رفع يوسف راسها بيده و قال بحنان _ أبي أبتسامه قبل لا أسافر ..
جنان غطت وجهها بيديها و انخرطت بالبكا .. أبتسم يوسف و مسك يديها يثنيها عن وجهها.. لي نزلهم عن وجهها الأحمر من البجي و قال _ أبتسمي جنان أبتسمي ..
أبتسمت جنان أبتسامه صغيره .. و سمعوا رنة موبايل لجهاز يوسف ..
سكر يوسف الهاند باق و شالها بيده .. ثم ألتفت لجنان ألي قاعده على السرير و عيونها معلقه بعيون زوجها .. ما قدرت تقوم و تودعه .. رجولها خابتها بهالوقت .. شافته أبتسم و وقف قدامها ثم أنحنى لمستواها و طبع قبله على خدها و قال بهدوء _ أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. ديري بالج على نفسج و على جومانه .. يلى شي في خاطرج ؟
الأحبال الصوتية أسعفتها بهاللحظه و قالت بحزن _ سلامتــــك يا الغالــي ..
ظلت عيونها تراقبه ليـــ أختفى أثره ..
|