مشاعري مازالت مجروحة .. كان هذا الخبر بمثابة صاعقة لي حاولت أن أبدو متماسكة أمامه لكنني فشلت .. اشد ما يؤلمـ أن أنصدم مثل هذه الصدمة ..امرأة أخرى في حياته ..بل ويحبها ..
أنا لا ألومه هو مثلي كان ضحية لهذه الوصية ..لكنني حقا لا استطيع أن أتخيل أن أعيش مع امراة أخرى تقاسمني إياه ..يبادلها نفس المشاعر والاهتمام الذي يبادلني اياه .. رباه اشعر بالغيرة تحرقني مجرد تخيلاتي هذه تستفزني كيف لو صارت حقيقة ..وحدثا واقعا ..
بدأ النعاس يداعب أجفاني .. اف أمامنا طريق طويل .. ليتني قبلت باقتراحه أن تأجل الرحلة إلى العصر كي يكون هناك متسع من الوقت للنوم .. لكنني رفضت لإحراجي أن نكون في بيت واحد ..
......................
بعد مضي ساعة أيقظني خالد من نومي الذي لم اشعر به لتعبي وإرهاقي فوجدت أننا أمام منزله ..
- هيا يا رباب انهضي كي تصلي الفجر هناك رحلة تنتظرنا.. لم يبق شئ عليها ..
- حسنــــا ...
( شعرت بالحزن عليه حينما رأيت وجهه الذي يبدو التعب والإنهاك واضحا عليه )
- امم خالد ما رأيك لو نأجل الرحلة إلى العصر كي نأخذ قسطا من الراحة ..
- حقا .. رأي سديد .. فأنا لا أرى ما أمامي من شدة نعاسي ..
- تبسمت حسنا .. نوما سعيدا ..
- غمز لي حجرتي تسعك فان كنت ترغبين في النوم معي ... فمرحبا ..
- احمرت خدودي خجلا ...
- بينما هو اخذ يقهقه بشدة .. كأنما يستمتع بإحراجي
توجهت إلى الداخل .. فكان البيت يوحي بالهدوء .. يبدو أن الكل نيام .. كنت اشعر بأني لا أقوى على السير لتعبي ..
( لا اعرف أين أنام أحسست بالغربة وأنا في منزلي .... كنت محرجة من الصعود إلى الأعلى لكنني عزمت وصعدت )
توضأت لصلاة الفجر .. وبعد أن انتهيت من الصلاة .. استلقيت على السرير أغمضت عيني استسلاما للنوم ..
بعدما أخذ له حمام دافئ واستعد للنوم جال برأسه ما دار بينه وبين رباب .. وابتسمـ حينما تذكر دموعها .. هو بنفسه مستغرب لا يعلم لماذا هذه الدموع ؟
حقا إن دموعهن سهله ..
مازال إلى الآن متخبط في مشاعره يشعر بالحيرة ,, رباب من منظوره ابنه عم وزوجة عزيزة وغالية ..
أما سحر فهي الحبيبة والعشيقة .. التي صدها بتجاهله ..
شعر برغبة قوية أن يحادث سحر .. ضغط على اسمها في محموله ( ملهمتي )
اتصل مرة فلم تجيب وأتبعها بأخرى وأيضا لم ترد ..
( غريبة لا أظنها الآن نائمة لماذا لا ترد علي يبدو حقا أنها غاضبه )
فلتغضب ولترضى غدا ..
ولم يستطع أن يقاوم النووووم ..
( لوت فمها بسخرية أخيرا تكرم الأستاذ واتصل علي .. سأذيقك مثل ما أذقتني طيلة هذا الشهر )
شعرت بالغثيان والدوار يعود إليها فاضطجعت على سريرها وهي تئن .. وبعد أن خف مابها نهضت إلى مراءاتها وتفاجأت من شكلها ..
وجهها مصفرا وهالات سوداء تحيط بعينيها والتعب واضح فيها .. ويلاه ... سأذهب اليوم إلى الطبيب .. فحالتي زادت سواء ..
استيقظت على صوت آذان الظهر ..
ترى هل هذا آذان الظهر أو العصر ؟!
نظرت في ساعة محمولها وتنهدت بارتياح ...
(الحمدالله آذان الظهر يبدو أني لم آخذ كفايتي من النوووم ... عبست ملامحها اليوم الساعة الحادية عشر مساء لدي دوااااام .. )
بعد أن أنهت صلاتها توجهت للأسفل وصلت إلى انفها رائحة الغداء وشعرت بالجوع
(امممم رائحة شهيه)
دلفت إلى المطبخ لتجد الخالة لطيفه تباشر الغداء ..
_ أهلا بعروستنا ...
- كيف حالك خالتي ؟
- بخير .. يا ابنتي
- - امممممم أشم رائحة شهية ..
- نعم هذا الغذاء ستأكلون اليوم من طبخي ..
- شكرا يا خالتي أبقاك الله لنا ..
طلبت من الخادمة أن تعد لها كوبا من القهوة ..
فاتجهت إلى غرفة الجلوس وفتحت التلفاز .. أخذت تقلب في القنوات بملل .. وزفر .. كانت تشعر بالغليان والقهر كلما تتذكر موضوعه الذي أخبرها به .. لكن مايطمأنها انه لم يتزوج بها زواجاً فعلياَ
وثوان إذا بالخادمة .. تحضر كوب القهوة .. مع شطيرة من الجبن ..
- ما بال الجميلة تتململ ؟
فزعت من صوته ..
- خالد .. متى استيقظت ..
- للتو ..
- يبدو انكِ مثلي لم تأخذ قسطك من النوم ..
- ليس تماما ...
نظر إلى كوب القهوة .. المتبقي نصفه ,, فأخذه وقضى عليه ..
خجلت وابتسمت بالعافية ..
- عافاك الله ..
- الا تعلمين إنني لأول مرة أذوق مثل هذه القهوة في لذتها .. ثم غمز لها .. لأنك بالتأكيد شربتها قبلي ..
- .............
احم احم .. هههههه خالد .. ارحم الفتاة لقد غدت مثل الطماطم .. ترفق بها .. قليلا ..
- أنا يا خالتي حرام عليك .. لم أفعل شيئا .. هي ناولتني كوبها وقالت لي اشربه يسعدني ذلك ..
- ( فتحت عيناها على وسعها ) أنااااااااا ..
- ههههههههه لا عليكِ أعرف حركاته .. لقد خبزته وعجنته ..
في منزل نورة كانوا الأسرة مجتمعه يشربون الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء المعتادة ..
نوة : ما شاء الله تبارك الله ُرزق احمد ابن جارتنا الليلة بـمولود ..
سمر : ما شاء الله هو في سن مؤيد تقريبا ..
مؤيد: سبحان الله الأيام تركض من يصدق أن أحمد يصبح أبا ..
نورة : العقبى لك يا ولدي ..
مؤيد : إن شاء الله سأدع الأمر لك ,,
سمر: حقا مؤيد تريد أن تتزوج ؟
مؤيد : نعم وما المشكلة ؟
نورة : بارك الله بك ..منذ زمن وأنا أنتظرك بابني ..
مؤيد : من كنت ارقبها تزوجت ومضت في شأن آخر وأنا أيضا سأذهب في شأن آخر ..
سمر : هنااااء بنت عمي أنها جميلة جدا وخلوقة ما رأيك ؟
نورة : نعم هناء منذ زمن أتمناها لك ..
مؤيد : أنا لا اذكرها كثيرا .. لكن من تعجبكم نخطبها ..
سمر : ( انطلقت تزغرد بفرحة ) أخيرا سيصبح لدينا عرس ..
مؤيد : ههههههههههه نسيتِ أنك ستتزوجين قبلي ..
سمر : أووووووه دعني أفرح يا أخي ...
- هل ألغيتَ الحجز وحجزت آخرا ؟
- لا ..
- لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- لأننا سنذهب بالسيارة ..
- حقا لكن المسافة بعيدة ..
- والمانع ..
- اشعر برغبة قوية .. لأن نسافر بالسيارة ..
- حسنا .. ما يريحك افعله .. لكن لا تنسى إنني في الحادية عشر يبدأ دوامي ..
- لا لم أنسى .. سنسير بعد صلاة العصر مباشرة وفي الثامنة إن شاء الله نكون قد وصلنا ..
- جيد ..
والآن هيا سأريك حجرتنا .. وتعطيني رأيك فيها ؟
- حسنا ...
( كنت خجله منه ..لكنني أخفيت حرجي وجعلت الأمر طبيعي ..حتى لا يقول هذه مريضة بالخجل ههههه)
- رااااااائع تبدو مذهلة يا خالد .. سلمت على حسن الاختيار.. وهو نفسه اللون المفضل عندي ..
- ابتسمـ أكيد ستكون مذهله طالما أن من اختارها أنا ..
- ههههه واثق لدرجة كبيرة
- الا يحق لي زوجك أن يثق بنفسه ؟
- بلى يحق وبجدارة ..حسنا .. سأذهب لأنام القيلولة .. فلم يتبقى سوى ساعة على الآذان .. وأنت أيضا نام حتى تتمكن من التركيز أثناء الطريق ..
- ههههه حسنا يا سيدة رباب ..أي أوامر أخرى ..
- لا..
وانصرفت بسرعة .. أعرفه جرئ وتخشى أن يتمادى معها ..ههههههه ..
( انك رائعة يا رباب .. إلى حد كبير ... يعجبني حياءكِ وعفويتك.. حينما أكون معك اشعر بـ شئ يشدني لك .. يجذبني إليك لست أعرف ماهو ربما هذا الانجذاب لا أجده حتى مع سحر .. يبدو أنه تآلف الأرواح .. كما كان والدي يردد .. الحديث النبوي ( الأرواح جنود مجندة ..... )
أمسكت بهاتفي وهاهي مرة أخرى لا تجيب ماذا يعني .. هل تأخذ الأمر عناداً ..
بعد إغفاءة نصف ساعة نهضت فوجدت أن العصر قد قارب .. نزلت بالأسفل ... وصنعت ثلاجة من القهوة وأخرى من الشاي .. وفطائر خفيفة .. جهزت الأغراض .. وأمرت الخادمة أن تضعها في السيارة .وإذا بالعصر يأذن ... توضأت وصليت ..وجمعت حاجياتي .. نزلت بالأسفل .. سألت عن خالد .. لم أجده ..علمت انه مازال نائما ..
صعدت إلى الأعلى طرقت الباب لم يجب .. فتحته ودخلت فإذا هو يغط في نوم عميق .. هتفت :
- خالد .. خالد ..
- همممم نعم يا سحر ..
- سحر ..اها يبدو أنها تلك ..اغتظت ..
هيا انهض فقد أذن العصر .. وأنا رباب وليست بسحر ..
ثم خرجت من الغرفة .. وبودي لو أن اسحقهما هذين ..
استوى جالسا على السرير وأخذ يفرك عينيه ..
ما بالها هذه .. ماذا تقول..اها ..يبدو أني نطقت باسم سحر وأنا نااااائم ... هههههه أعانني الله عليها .. لابد أنها غاضبة الآن ..لا أريد دموعا مثل الأمس ..
أخذ يتمتم بينه وبين نفسه ... بـ استغفر الله العظيمـ ..
بعد أن أنهى وضوؤه نزل بالأسفل وهو يحمل أغراضه وجدها جالسة ..وعلم أنها قد غضبت حينما لم تلتفت إليه ..
هيا يا رباب .. هل أنت مستعدة ..
بصوت خفيض : نعم كما ترى ...
- هيا إذن ..
- ودعوا الخالة لطيفة .. ثم انصرفا .. مصحوبين بدعواتها لهما أن يحفظهما الله من كل شر ...
أما سحر فكانت مذهولة إلى حد كبير .. وسط نظرات والدتها المتعجبة .. وابتسامة الطبيبة ومباركتها ..
كيف .. كيف .. يا أمي ..أنا أحمل جنينا في أحشائي لا أصـــدق !!
وذرفت دموعها بصمت ..
شكرت جميلة الطبيبة وأخذت بيد ابنتها ... وهي تشد عليها بقوة ..
وفي السيارة ..
لماذا تخبريني عن تطور علاقتكم إلى هذا الحد ها .. أرأيت ماقد جنيتيه .. ستكون فضيحتنا على الملا أن لم يبااااااادر زوجك بالزواج مبكرا ..
أما هي فكانت صامته .. الصدمة ألجمتها وأخرستها ...
عصرت بيديها على بطنها
( أنا الآن أحمل ابن خالد في أحشائي .. شعرت بشعور غريب يغزوها ربما الحنين إليه وفرحتها بالأمومة )
|