الفصل السابع عشر
ســــــــــوان
لا اذكر كم بقيت عالقة بين وسائد الكنبة القديمة
أعاد رنين الهاتف الداخلي الحركة لأطرافي المتيبسة
لأرد على ميساء وهي تقول بخيال شاعري :
خلاص
كفاية عليكم اليوم كذا
تعالي نتعشى
ترا ماما بدأت تشيط
شغل حموات بئاا
أخذت حذائي المرمي على الأرض
أين أنت من حذاء السندريلا
عنوانها الخاص
قاد لها السعادة
وأنت جلبت وعيد أيمن وحقيقة فهد
لو لم يراك أيمن
لبقيت ليزا خليلة فهد حبيسة الخفاء
ما هو عقاب المتصنت
سماع ما لا يرضيه
إجابة خاطئة
رضوض في السمع
نزلت للدور السفلي
وأكملت السهرة
لم أرى فهد
وما وادعني
أحسن باختياري بائعة لجسدها درعا له عن نقد المجتمع
أين له بقنوعة مثلي
عدت لبيتنا في النسيم
بتماسك ظاهر
وداخل مشتعل بأتون من الأفكار
التي سلمت لها نفسي
وكان القرار
يجب أن ادرس
وانجح
شهادتي اصدق من خداع الرجال
ليرحل حتى الساري
لا أريده بقمر ولا حلم ولا خاطرة ولا تلك الرائحة النجوى
و أبي ساكن الصورة
سأغلق عليه دفتر المذكرات بمفتاحه الذهبي الصغير
اكتفيت من الذكور
سأنجح بتفوق
نمت
لأستيقظ
وارمي نفسي بين صفحات الكتب وجداول المذاكرة
عالم العليا محاصر بعيدا عن غرفتي
ليس لي منه إلا سيارة سوداء يقودها سعد كل صباح
ومكالمات متقاطعة من فهد
روتينية
كيف الحال
والحل بالامتحان
وإلحاح للقاء نادين و جيزيل
كنت أؤجل
حتى سأل أمي عن جدولي وعرف أيام الفراغ
ليكلمني بغضب ليقول :
ميثى
أنا ما افهم بدلع البنات
لازم تخلصي شغلك مع الموظفات اليوم
قلت بحيلتي السخيفة :
بس أنا امتحن
ما ني فاضيه
ليرد بإصرار :
وهم كمان
عندهم شغل
خلاص هذا أخر اجتماع معهم قبل الزواج
قلت بثورة رفض متأخرة :
بس أنا ما أبي أتزوج
ليقول بحزم وإقرار لواقع :
ميثى
حنا متزوجين خلاص
يا دلوعتي
لمن أجي أشوف حكايتك
ارق كلمة قالها لي فهد
كامرأته
كان الصدى ورائها مدويا
البدائية
حادثت نادين عبر أرقامها المكررة بجوالي بمكالمات لم يرد عليها لأخبرها أنني سأقابلها اليوم
نظرت لأوراق التقويم المثنية فيه الصفحة الخالدة
أخر يوم لي بجامعة الملك سعود
بعدها بيومين زفافي على فهد
لم يبقى عليها إلا ثلاثة أيام
اعتصرني ألم
كم سأشتاق لغرفتي
تذكرت أول يوم سكنا بيت النسيم وصارت لي غرفة
أنا وحدي
مملكة على أطلال العوز
قالت منيرة يومها :
يا حظك
صار لك غرفة من غير ما تعريسين
وذهابي بنفس اليوم الحار مع عبد العزيز لحراج الأثاث المستعمل
لأشتري ما يشبه غرفة ميساء
بعدد القطع فقط
عثرت بصعوبة على سرير ودولاب كجديدين
أما تسريحتي كانت بأدراج مفقودة
صنعت ستائرها من الشيفون والخرز ورتبت تذكاراتي وزينتي بأدراج عارية
احترت بكتبي
بقيت بكرتونها الورقي حتى جاء المكتب متأخر
أعرجا
بساق مكسورة
رغم إعاقته حمل كتب الجامعة وأخفى مهرباتي من كتب مزنه
أحبها
ويعز علي فراقها
لجناح فهد
كم سيستمر زواجنا
متى ينتهي هدف فهد منه
منذ الخطوبة ما ودعتها
قال ستعودين بعد أربعة شهور إليها
من رحلة محبة
رفقة
الآن اشك بكلمات الطيوب
جاء سعد عصرا على الموعد ومعه فطومه لتقول :
طيب أنت تضيعين دراستك
وبتعرسين
بس انا
وش ذنبي
قلت لها أو لنفسي :
لازم تدفعين ثمن الرفقة
لم يعجبها المبهم من كلامي
لأقول استجابة لقرصات أصابعها الحارقة :
أنت بعد بيكرمك ربي بابن الحلال
تستمر تحمسني بتوجيهات إشارات يدها لأنساق بمدحها :
أكيد مرضي والديه اللي يبي يأخذك
ليقول سعد بضيق من مسرحية مكشوفة :
ميثى
تبين شركة المعزب الحين
وتلطم فطومه على خديها بيأس
كانت نادين تحاول أن تكتم غضبها من تجاهلي لمكالماتها وتقول لي :
جيزيل عاملة إليك ليست بالمحلات التوب اللي بلندن
كل شي لازم تشوفيه هونيك
أنا أرسلتها لمكتبنا بلندن من شان يضيفوها لبرنامج الرحلة
لتقول فطومه متعجبة :
أنت رايحة رحلة كشافة
هذي هني مون
بالعربي
بالعافية يا ذا القمر
معاريس
صاكين عليكم غرفتكم وهات ياذا الروم سيرفس
أسعدني أن حديث فطومه طلاسم لنادين و جيزيل
شددتها من كم فستانها لأقول مؤدبة :
فطومه
استحي من ها الأغراب
لتقول باستهزاء :
من ها الأجواد
هذولا تسحتين لو استحيتي عندهم
أخذت فطومه تعبث بالطرود البريدية في المنتشرة في المكتب
لتبدأ جيزيل بعرضها علي
فقد وصلت الأشياء المطلوبة من أوربا
وكانت متوافقة بمعظمها مع المواصفات بقيت مجموعة من العلب الملونة لتقول جيزيل :
ازا بتريدي تشوفي إلي هدول
ظننت أن تعليق فطومه أخجلني
لكن الملابس التي كانت بهذه العلب تأثيرها عاصف
قلت لها بحرج :
معليش ممكن أقيسهم وحدي
قالت جيزيل بابتسامة هي الأولى منذ معرفتي بها :
متل ما بتريدي
لتسترسل بعدها بما يجب أن ملاحظته عند ارتدائها
وكيف اعرف مدى مناسبتها
بسلاسة
من لم يسمع كلمة عيب
ولم يهدد بجهنم إذا ارتفع طرف الفستان
وما استغرب من قبلات العيد التي توزع كحلوياته على الكل إلا بين الأزواج
جيزيل هل عشت قريبة من لا حدود ليزا
في دورة المياه الملحقة بالمكتب
تأملت جمال الملابس الحريرية المثقلة بالدانتيل والفرو الناعم
هل سألبسها يوما
لا أظن
أليس من شروط العقد أن جسدي يمتلكه ولا يريده
لماذا القياس
بعد غياب دقائق عدت وقلت لجيزيل كاذبة :
مناسبين
لتقول باعتزاز :
أنا عارفه هيك
بس كان بدي أتأكد
وكأي عرض ختامه فستان الزفاف
كان بصندوق خشبي
أشارت له جيزيل لتقول :
هيدا فستان الفرح بس الشيخ فهد مصر ما تشوفيه إلا يومتها
شيء غريب
بس رومانسي
راح نبعته على هونيك
كان أخر أعمال جيزيل أن نذهب لمحل المجوهرات
لشراء قطع متنوعة تتماشى مع ملابسي
والساعة
الساعة الماركة
هل كان تنازل يوسف ليمتلكها اقل مني
في السيارة كانت ثرثرتي أنا و فطومه مع سعد واختياراتنا للأغاني الشعبية مثار ضيق جيزيل
أخذت تنظر بتعجب
أوكأنها تقول
وان ألبستها كأميرة
تظل بدائيه
في المحل أعجبتني بعض اختياراتها ورفضت بعضها
حارت كيف يرفض الذهب ويتمرد على الألماس
لأنني لست بالرخص الذي تظنين
حتى الساعات التي طلبت
لم تعجبني
أحست أنها بورطة
لم نشتري الساعات بعد
أخذت تحاور البائع ليحضر تصاميم أخرى
كانت فرصتي
ذهبت للبائع السعودي الذي ينظر لي منذ دخولي وكأنه يتذكرني
كان بيننا وثاق غير مرئي
كلانا في يم يجهل السباحة فيه
إلى حيث لا ينتمي
تذكرت من عينيه الجريئة التي أغضبت فهد دبوس المجوهرات
في ذلك اليوم كان بقايا ماضي رجل حر
الآن
هو رجلي و معها قبل الزفاف بخمسة أيام
إما قال لي
حنا متزوجين خلاص
يا دلوعتي
قلت للبائع السعودي بهمس :
مساء الخير
ممكن خدمة
أسعده أن يقدم شيء
بنخوة الأصيل قال :
تأمرين
قلت وأنا أحاول أن اهرب من تصنت البائع اللبناني :
زوجي فهد القادر شرا من هنا لي بروش مفاجأة
عرفت صدفة من نديم المرة اللي فاتت
بس ما يبغاني أشوفه قبل عيد ميلادي
يا ريت لو له صورة أو سكيتش
عشان اعرف الملابس اللي تمشي معاه
كرر بحماس :
تأمرين
ودخل بسرعة إلى المكتب الداخلي
كانت جيزيل بحيرة من احتمال فشل المهمة الأخيرة
تفحص المعروضات بضيق
عروس دون ساعات
وتفكر
هل تحارب ميثى الوقت
أم تثور على كلمة النهاية
قالت فطومه بتعاطف مع جيزيل :
اتركي حركات الكبر
وساعدي ها المسكينة
أي وحده من ها الساعات كانت لك حلم
ها الحين تبطرين عليهن
قلت وان أتابع عودة البائع السعودي من المكتب الخلفي وبيده ملف كبير :
لا يمكن اشتري إلا شي عاجبني
بعدين فطومه
هذي أهم شيء بالصفقة الساعة الماركة
الماركة
تفهمين
قالت بملل :
افهم انك تبين تضيعين وقتنا
رأيت نفس التعبير بعيون جيزيل الحانقة
حجبها عني الملف الذي عرضه علي البائع السعودي كستار بيننا
وفيه صورة صغيرة على الجانب الأيسر لورقة مواصفات دبوس المجوهرات
كان بتصميم فراشة ذات أجنحة ملونة من الأحجار الكريمة على بتلات وردة من الياقوت الأحمر
ركزت نظري
وكأني سأري ليزا السرية فيه
ارتبك البائع من تفحصي للصورة بجنون وهو الذي يرغب بإعادتها بسرعة ليقول :
بعد إذنك
أتمنى أن الصورة واضحة
فكرت
هل لك أن تتخيل ضبابيتها
جاءت جيزيل لتقول بنفاذ صبر :
مادام ما في شيء عجبك
كفاية عليك هدولا الئطع
والساعات
شوفي محلات لندن
لتقول فطومه بتأثر ساخر :
تسذا تكسرين بخاطرها المسكينة
ما ينفع اشري بدالتس
لتنظر لها جيزيل نظرة حادة لتقول فطومه :
ادري بس امزح
جاء اليوم المنتظر
منذ الصباح الباكر كنا بالاستراحة
رحب بنا عم حسين
وفتح لنا الشاليه الرئيسي
غرفة فهد
حيث صندوق فستان الفرح
وضعت منيرة ملابسها هي وأمي على السرير وهي تقول :
الله يبارك لك يا ميثى
صدق
أحس ا ربي عوضني فيك
استجاب دعاي
كنت أنظر من الشرفة للحديقة الأمامية
العشب الأخضر الممتد أمام الليوان الكبير تحتله تدريجيا طاولات الحاضرات بمفارش أرجوانية
والمسرح الذي ينسق عليه المصمم كوشة الفرح بزنابق بيضاء ساحرة
وريكسي يلاعب عبد العزيز
تألف معه بسرعة
أما أمي فكانت تنظر لهما من بعيد
و بحركتها اللاواعية تلف طرحتها الطويلة حول جسمها وكأنها تحتمي بها من إعصار الفرح العنيف
كثير ما تراه صيته يحيط بأبناء عبد الله القادر
اعتادت أن نكون بآخر القائمة
اليوم كل نساء الأسرة التي أهانتها تتسابق على رقاع فرح ابنتها الصغرى
وبعد ساعات
ستقف بجوار الجوهرة
تلك المعززة بتاريخ أسرتها وأصولها العريقة
مساواة مخيفة
فتلف طرحتها بشكل أقوى
وتبتسم
الكل سعيد
وأنا تائهة
يستحيل أن افرح
ولا أريد أن احزن
من أجلك أمي
وإيمانك منيرة
لا مكان للندم
قلت بحماس استوحيته من أطفال منيرة المحيطين بي :
خل نشوف الفستان السر
فتحنا الصندوق
وكان الفستان الجميل
قطع متعددة
كل منها محاط بمخدات من الستان تحميه من التجعد
أجمل ما رأيت
كانت طبقات التل الداخلية تحمل جرس صغير
يرن بعذوبة ومنيرة تحرك الفستان مبهورة
وتقول بخجل :
ميثى
تسمحين أقيسه
صدقتي منيرة جمال الفستان يتسع لنا كلنا
لتقول بتردد :
بس أشوف وش لون يلبس
حتى لو ما صك علي
أخذته للحمام وأولادها يصرخون
ماما تبي تصير عروسة
نعم
ما كانت منيرة إلا ضحية
مثلي
العرائس
دمى شقراء قد تشبه ليزا
لماذا لم يتزوجها فهد وهي التي لا تقارن بي
استقبلت مكالمة من فهد
ليقول :
صباح الخير
قلت له بتأدب الواجب وأنا انزل للحديقة بعيدا عن صراخ منيرة و أولادها :
الحمد الله على السلامة
قال بصوته القريب بعد فراق :
ها شفتي الفستان
أنا خليته مفاجأة
عارفه ليش
رديت عليه بغيض :
سخافة
وألا هذا فستان الفرح ولازم كنت أنا اللي اختاره
كأنه أحس بانقلاب ليقول :
التصميم اسمه البالارينا
حلمك
اللي كان
أحب الدهشة بوجهك
وأبي الحق عليها الليلة
و ما تفوتني
وصلت للحديقة
يركض ريكسي لي بفرح فأقول بقسوة متعمدة إفساد جمال البوح :
تدري مين اللي شافها الحين
ريكسي
ليقول مصدوما :
أش فيك
يجاوبه نباح ريكسي ليقول بضيق :
وعدنا الليلة
لاعبت ريكسي المهمل بين شجيرات الغاردينيا
واختبأت منه خلف نخلات استراحة عرقه
الفاشلة
ما اطلعت رطبا
ولا أخفتني عن الزفاف
لكنها استدعت الساري بقدرة تحضير الأرواح
فنسمات الهواء بين سعفاتها
كانت توشوشني شعره
وطيفه لمحته بين جذوعها
وطاردته
وما التقيت به وان رأيته
بأم عيني
عثرت على فطومه لتقول :
حالة النكوص للطفولة
معناها الله يسلمتس انتس رافضة العرس
بس تو لايت بلحيل ائئوي
دانا وميس الكوافيرات فوق بدهن اياتس
يبون يشوفون شغلهن
أرهقت جسدي باللعب
فاستسلمت لأيدي مبدعة
مع الوقت
أضيئت الاستراحة بإبهار
و حضر الجميع
وتأخرت الجوهرة و ميساء
وأحيت خدوج بغنائها الصاعد بقوته الجميلة لغرفة فهد فرح عائلة القادر
بعربون من السكريت ليرة ذاتها
وعروس الليلة التي شاركت بحفل الرجال الماضي
ولكن حياتها علمتها دفن الأسرار خلف دقات الدفوف
وإلا يعلو صوت فوق السامري
فهنا الرياض
رغم أن هيله في الحداد على مصعب وأم محمد زوجة عمي عبد الرحمن غائبه
أصرت الجوهرة على وجود الطرب
وما كانت لتعاب
تصرف وقح دارته مكانتها ونفاق المجتمع
قالت ميس لتصرح للمصورة أن تبدأ بالتقاط الصور :
هيك خلصنا
بس خسارة
كل ها الجمال والفرح صغير
ليس للفرح مقاسات متعددة
الفرح الليلة غائب
يا ميس
أعطتني فطومه باقة العروس الرائعة
وسمعت الجرس بين طبقات التل بفستاني يرن مع نزولي درجات الاستراحة المزينة بأكاليل فاتنة
وكانت الزفة المهيبة
معبر مطوق بالشمعدانات الفواحة لتنافس عبير زهور الليل العبقة
خفتت الأضواء
لتركز علي بخطواتي المرتعشة في بداياتها
لتشجعني فطومه بقبلة وتقول :
خيال
كل شيء خيال يا ميثى
نعم
كل هذا وهم
زال الخوف
وانسقت وراء السراب
وأنا اسمع همسات الحاضرات وذكر الله من الخاشعات
وصلت الكوشة الرقيقة
البالارينا
تحركت لأعزف بالجرس وأحيي الجميع
قبلات كثيرة انهمرت من أقارب مر أزمان على رؤيتهم
افتقدت مزنه
تذكرت مكالمتها قبل أن تغيب عن دنياي
دمعت عيناي
أعادني للخيال الذي أحياه
خفوت الضوء مرة أخرى
جاء العريس
برفقة أخي عبد العزيز
وأبيه عمي عثمان
ببشته الأسود ووجه المحبوب
استوقفته نساء الأسرة المسنات بقبل غامرة وأحضان وفية
شعبيته كاسحة
تفوق عمي الذي وصل إلى الجوهرة قبله
وعبد العزيز الذي يصنف بفكره الغربي القرابة إلى درجات
وصل متأخرا إلي
قبل رأس أمي باحترام
ووجنتي أمه بخفة
وحضن ميساء
صافحته منيرة وهي تغطي يدها بطرف عباءتها السميكة
وقرص وجنتي
وهمس بإذني ليقول :
اشو اللي لحقت بقايا على الدهشة بوجهك
قلت له متجاهلة تعليقه :
وين يوسف ليش ما جاء معكم
تجاهلني بدوره
سؤالي
كررته الجوهرة عن أيمن
قال عمي عثمان لها :
كان معنا
بس تعلق فيه ريكسي راح يهديه ويجي
رقصت الجوهرة أمام ابنها
اليوم طالع قمر
بزهو
وغرور
وفرحة أم وان أنكرتها
لكن فهد ضاق بسعادتها
هل يؤذيه أن تحبه
أم فشل الانتقام
تغيرت ملامحه وعجل بانصرافنا
أمام قالب الحلوى وضع كفه على يدي الباردة ورفع السيف الذهبي معي بتناغم جميل
وقطعنا القالب بأدواره التسعة بسهولة وتناسق
قال لي :
يدك معايا يا ميثى
أبيك معايا
التسعة رقم غامض
أحبه
إذا إخترتيه بيوم
تذكريني
ما هذا
تعبت من هذا التلاعب
فهد من أنت
أيها القادم من ليزا لتسافر لها
أين أنا منك
صعدت للأعلى مع أمي ومنيرة
لأخذ عباءتي وحقيبتي وقبل الوداع
بطريقي لفهد
توقف غناء فرقة خدوج
تفضلوا على العشاء الله يحيكم
تردد بضيافة المدعي
يتبعها
صمت مفاجئ
سمعت موسيقى اللوف ستوري ونباح ريكسي بآخر الممر حيث غرفة أيمن
هل هو عالق هناك
فتحت باب الغرفة المظلمة
النور المتسلل معي أراني بشت أيمن الأبيض ملقيا بإهمال على مقعد كبير من القش
كان واقفا أمام الشباك يداعب ريكسي بيده وعينيه لم تعد من هناك بعد
حيث المراسيم التي غاب عنها وحضرها
والصندوق المكسور بعزفه يغري جرس فستاني الساذج ليرافقه بدندنة تعلن وجودي
التفت نظر بعينيه المتحجرة ووصفني بصوت يمزقه نكران :
سوان
بيوتفل سوان
أنها نبوءة ماري التي واستني بها بعد أن عذبتني بأمر الجوهرة الظالم
كأيمن
سوان
يا طائر البجع
كم عانيت لقاء اسمك الجميل
بكيت
لا ادري
لماذا
بكيت حب أضعناه
أنا وهو
أيمن غيبك عني حب عبد الله
وعاطفتك واريتها ثرى الطبقية وأبت إلا أن تبعث من جديد
بجانب الصندوق كانت العلبة الحمراء بإطار ذهبي أخذها ببطء
فتح العلبة
الساعة
الساعة الماركة
قال بقسوة أيمن التي لا يضعفها حب :
سألت نادين وش أهديك
زوجة اخو ي الكبير
بعد
قالت ما شرت ساعة
ليش
تبين تهربين من عداد الزمن
صرخ بقوة أمرة وهو يعطيني العلبة بصوت كصفعة أوقف دموعي من الخوف :
البسي
البسي
خليها
تحسب عليك
ثواني و دقايق وساعات وأيام وشهور سنينك الجايه
وأنت معلقة مع فهد
سوان
ملعونة
محبوسة ببحيرة راكدة
|