في الحقيقية يجهل الكثير ماهي الصين في السابق نعرف جميعاً انها كانت دولة شيوعية في هذا التقرير احداث جما حصلت ولابد ان نكون ادرى بها دعنا نركب آلة الابحار عبر الزمان والمكان لنعود حوالي مائة وخمسون عام للوراء والمكان هو قطعا الصين ، في هذا الوقت بدأ الضعف يدب في جسد الدولة مترامية الاطراف ، وكانت الصين محتلة من جيوش ستة دول اوربية وامريكا واليابان ، وهذه الصين الكبيرة مترامية الاطراف صاحبة واحد من أكبر سواحل العالم ، وقد اصطلح على تسمية البحر الملاصق لها باسمها (بحر الصين) أقول هذه الدولة لم يكن لها ميناء واحد على البحر وكأنها دولة حبيسة فإذا أرادت الصين شحن أي بضاعة بالبحر عليها استأذان احدى الدول المحتله وفي الغالب يرفض الطلب أو يقبل بشروط تعسفية كان الامبراطور طفلا صغيرا والمتحكمة الرئيسية في الامبراطورية الصينية أمه (سي تشي) وكانت امرأة قوية مؤثرة وقد ظهر في هذه الفترة الأب الحقيقي للصين والمحرك الأول للثورة (زون زونج شان) ،مؤسس الحزب الوطني (الكومنتانغ)-الذي يحكم تايون الان- هذا الرجل تعلم في أمريكا وتدين بالديانة المسيحية (المذهب البروتستانتي) وبعد أن أقام فترة في أمريكا عاد إلي الصين وبدأ الثورة من جنوب الصين (جواندونج) وكان يراهن على مساعدة أمريكا والمانيا له وكلتا البلدين كانتا تحتل جزء من الصين مع ستة آخرين من الدول الاستعمارية ، واليابان المهم انه استطاع ان يحقق بعض الانتصارات حتى وصل إلي (نان جين) وأحتلها في انتظار المعركة الفاصلة ، وكانت الاغلبية في (نان جين) وقتها من المسلمين ، وطبعا لكون زونج شان مسيحيا فهو أقرب عقائديا لهم من الأمبراطور ، فقرروا مساعدته وأنخرطوا عشرات الألاف منهم في جيش زون زونج شان ، وكان يتوقع مساعدة ومناصرة من الأمريكان والألمان ، ودارت رحى معركة قاسية انتهت بهزيمة جيش زونج شان بعد أن قدم الامريكان والالمان بل والانجليز والفرنسيين كل العون للإمبراطورة ضد حليفهم وأبن دينهم ، وأضطر للهرب إلي الجنوب مرة أخرى وتغيير ديانته للبوذية ، وعاد وحارب مرة أخرى حتى وصل ل (نان جين) مرة أخرى ومات فيها وأصبح بيته ومدفنه مزارا حتى اليوم. حمل الراية بعده (صن يات صن) وأنتهى الأمر بإنتهاء الامبراطورية الصينية العظمى (اسرة تشين) ذات الأصول المنغولية وذلك سنة 1911 وعزل آخر امبراطور صيني (بو يى) حكم حزب الكومنتانغ الصين في ظل ظروف حساسة واحتلال ياباني أوروبي أمريكي ، وظهور الحزب الشيوعي الصيني ، والذي بدأ ظهورة سنة 1925 بألف عضو وفي خلال عام واحد جمع 30000 عضو كل ذلك في الجنوب في مقاطعة (كواندونج) والغريب أن ثورة زون زونج شان بدأت من نفس المقاطعة وكذلك الحزب الشيوعي الصيني بدأ من نفس المقاطعة ، المهم أن الصراعات التي دبت بين الحزب الشيوعي ، والكومنتانغ لفترة طويلة ، وهزيمة الحزب الشيوعي لأكثر من مرة ، وتدخل لينين ومن بعده ستالين في كل كبيرة وصغيرة ، كل ذلك شكل تاريخا مريرا لماو تسي تونج ورفاقه. ماو تسي تونج المحطة الأهم في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني كانت سنة 1927 ، عندما ثارت وحدات من الجيش الرابع بقيادة شوان لاي ضد القيادة العامة ونشأة ما يعرف بالجيش الأحمر ، في نفس العام كتب ماو تسي تونج تقريرة عن حركة الفلاحين في (هونان)، والذي حمل العديد من أفكاره التي ضمها كتابة الأحمر ، وانحاز في نفس العام إلي جبل (شين جاي شان) في مقاطعة (شيان سي) إحدى مقاطعات الجنوب الملتهب. واستمر الحال حتى تمكن ماو تسي تونج من إعلان جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 ، ثم أعلن ثورته الثقافية في 16 مايو سنة 1966 والتي استمرت عشر سنوات ، والعجيب ان هذه الثورة التي سميت ثقافية كانت هي أعدى أعداء المثقفين ، والذين قتل منهم آلاف بل ملايين خلال الثورة ، وتم تشريد ملايين بالدعوة التى نادى بها ماو (أذهبوا للريف وتعلموا من الفلاحين) ولكن يرى البعض وأنا منهم أن الثورة الثقافية الصينية وكتاب ماو لأحمر المأخوذ معظمة من التعاليم الكونفشيوسيه هي المقدمة الطبيعية للتقدم الصيني الآن ، فالبداية الحقيقية للثورة الثقافية هي الأن في هذا الزمن ، فقد قال ماو (دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة تتبارى) وترك الزمام في يد الطليعة الشبابية الحمراء ، والتي انفكت من عقالها ورتكبت أبشع المذابح ضد المثقفين ، وأحط الجرائم ضد الثقافة نفسها ، ولكنها كانت بداية للفوضى الخلاقة. الكتاب الأحمر ولم يكن من الغريب أن يستخدم (دن شياو بينج) خليفة ماو كلمات ماو للقضاء على عصابة الاربعة بقيادة عشيقته أو زوجته السيدة القوية(جيانج كينغ) والزج بهم في السجن ، فقد قال ( ابحثوا عن الحقيقة انطلاقا من الواقع) ، وهي من كلمات ماو تسي تونج ، وبهذه الكلمات فعل ثلاث خدمات جليلة للصين ، أولها القضاء على عصابة الاربعة بما يعني القضاء نهائيا على الجناح المتشدد في الحزب ، وثانيها سحق انتفاضة الطلبة عام 89 في ميدان السلام السماوي بما يعني الحفاظ على وحدة الصين وعدم انهيارها كما حدث مع الاتحاد السوفيتي ، وثالثها قيادة ثورة تحديث الصين وفتح أبوابها المغلقة أمام العالم لمدة خمسين سنة مما فجر طاقات العمل والابداع لدي المواطن الصيني. قال نابوليون (الصين مارد نائم اتركوه نائما ولا يوقظه أحد) والحقيقة أن ماو تسي تونج أعد للتنين الصيني وهيأ له الظروف الملائمة للإستيقاظ ، وجاء دن شياو بينج ليوقظه بتعاليم ماو وهنا جاء الدور لنضع بعض الاسئلة وإجاباتها السؤال الأول: ما الفرق بين الشيوعية الصينية (الماوية) والشيوعية الروسية الشيوعية فكرة ظهرت في كتابات كارل ماركس ، وايجلز وتقوم اساسا على فكرة سيطرة العمال على وسائل الانتاج ، والقضاء التام على طبقة الملاك ، وببساطة فإن مصالح طبقة الملاك والطبقة البرجوازية تختلف عن مصالح طبقة العمال (البلوروتاريا) وبما ان طبقة العمال هي الاغلبية ، فإن طبقة الملاك يقومون بإستغلالهم لمصلحتهم الشخصية ، فيجب ازاحتهم وشيوعية ملكية وسائل وأدوات الانتاج ، كما تصور واضع الفكر الشيوعي وجود علاقة مصلحة مشتركة بين الحكومة وطبقة الملاك في علاقة طردية لا يستغنى أحدهما عن الآخر ، لذلك يجب أن تكون الثورة مرحلة وسطى ، حتى تضع القواعد الكفيلة بقيام الجماهير بحكم نفسها بنفسها بدون حكومة تمثلها من خلال لجان منتخبة من القواعد العمالية. يتضح من ذلك أن أي تنظيم شيوعي أو ثورة شيوعية تقوم أساسا على العامل ، ولا يجوز أن يقوم على الفلاح أو يثق به لأن الفلاح برجوازي بطبعة ، فمهما كان معدما أو محروما أو حتى مكبل من قبل الحكومة المركزية بنظام (الجيتو) وهو نظام شبيه بنظام الإلزام الذي ابتدعه محمد علي في مصر ، أقول مهما كان ذلك فإنه لا يصلح أن يكون شيوعيا أو نواة لثورة شيوعية ، لأنه اقطاعي بطبعة ، يقوم على ملكيته لوسائل انتاجه وأهمها الارض. ولكن ماو تسي تونج كان له رأي آخر ، فقد أعتبر فشل الثورة الشيوعية الأولى في الصين 1911 ، والثورة الثانية 1927 لعدم إعتمادها على الفلاح ، وقطعا في بلد أكثر من 80% من أهله فلاحين يجب على الحزب الشيوعي أن يكيف نظرياته لتتلائم مع الفلاحين وإلا فلا يمكن أن يكتب له النجاح أو حتى الحصول على أي قاعدة جماهيرية ، فقد أعتبر ماو الفلاح مرادفا للعامل في عضوية الحزب ، وقال يجب النظر إلي النتائج لا إلي النظريات المجردة ، فالفلاح في ظل نظام راسمالي فاشي يعاني نفس المعاناه التي يعانيها العامل بل أكثر ، فالعامل قد ينخرط في نقابة لتبحث عن حقوقة أو حتى لترشد ثورته على الاوضاع الخطاء وهذا ما لا يتوافر لدى الفلاح فهو كم مهمل ورقم خارج المعادلة ، وجعله ماو تسي تونج هو المعادلة نفسها. السؤال الثاني: ماذا عن الدين في الصين؟ الصين 56 قومية مختلفة ثمانية عشر قومية منهم مسلمة تبدأ من أكبر ثاني قومية وهي قومية (الخويزو) ، ولكن دعنا نتكلم عن الدين بالترتيب. أولا الدين الأرضي (البوذية) قبل الحديث عن البوذية يجب أن نقر حقيقة أن أكثر من 60% من أهل الصين ليس لهم دين ، وأنهم يولدون ويحيون ويموتون بمعرفة الطبيعة في اعتقادهم ، ويؤمنون بنظرية دارون وأن الانسان من أصل قرد ، ويوجد حوالي 10% من أهل الصين بوذيين على مذهب (الماهيانا) والبوذية في الصين متأثرة تماما بالتعاليم الكونفوشيوسيه ، ولكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أنه رغم عدم اعتناق الصينيون البوذية إلا انها الديانة رقم واحد من حيث التأثير ، فجميع أعيادهم بوذية الطابع والمعابد البوذية منتشرة بكثرة غريبة تبعث على الشك في العدد الحقيقي للبوذيين في الصين ، ويكاد لا يخلوا منزل أو مصنع من تمثال لبوذا أو لشيفا أو للمعلم الأول (أوبالي) ويقربون له كل أنواع طعامهم ، حتى أنني زرت يوما ما بيت لمسلم من الخويزو ، ووجدته يحتفظ بهذا التمثال في بيته ويقرب له ، ولما سألته قال هي عادة صينية لا أكثر ولكنني مسلم ، وسبحان الله. بوذا شيفا ثانيا: اليهودية قطعا الصين ليس بها يهود ، لأن الديانة اليهودية تقوم أساسا على النسب لكي يكون الانسان يهوديا يجب أن يعود نسبه لأمه لأحد أبناء يعقوب ، وهذا ما يستحيل في الحالة الصينية ، ولكن هناك علاقات قوية وحميمة بين اليهود وبين الصين فالحقيقة التاريخية التي لا يمكن إنكارها أن الصين مدت يد العون لليهود خلال محنتهم مع النازي وكانت شانغهاي إحدى محطات وصول اليهود وحمايتهم قبل أن ينتقلوا إلي عالمهم الجديد. ثالثا: المسيحيون أيضا الديانة المسيحية ليست لها جذور عميقة في الصين ، فقد جائت هذه الديانة للصين مع المحتل الأجنبي ، والأن لا يزيد عدد أتباعها عن المليون بكثير ، وذلك وفقا لأكثر الاحصائيات تفائلا ، ومعظمهم بروتستانت ، وبعضهم كاثوليك ولا يوجد بين الصينيين من يحمل الديانة المسيحية وفقا للمعتقد الارثوزوكسي. والحقيقة أن المبشرين الان ينشطون بشكل كبير خاصة بين أوساط الطلبة المغتربين ، ويحاولون بكل الوسائل إغرائهم بالدخول في الدين المسيحي ، فإذا فشلوا يطلبوا منهم فقط لبس الصليب كحلية أو زينة مقابل الكثير من الاغراءات وأهمها السفر للخارج وأوربا تحديدا ، وقد أثبتت هذه الوسيلة فاعليتها مع الكثير فقد ترى من تلبس أو يلبس الصليب للتزين وهو لايعرف عن المعتقد المسيحي أي شيء ، ومن الجدير بالذكر وجود كنائس كبيرة في العديد من المدن الرئيسية في الصين رابعا: المسلمون يعتبر الاسلام هو الديانة الأولى في الصين مع الوضع في الاعتبار أن أكبر القوميات وهي قومية الهان لا يدينون بأي دين ، التعداد الرسمي للمسلمين في الصين 56 مليون نسمة ، وهم مجموع قومية الأيغور فقط والمتمركزين في إقليم (شين شيانج) الشمالي الغربي ، وعاصمته (قورمتشي) ، وهذا ما فعلته الحكومة الصينية ربطت الديانة الاسلامية بقومية الايغور ، والكثير من الايغور يتصورون أن قوميتهم الاسلام فيخلطون عن جهل بين الاسلام كديانة وبين القومية ، وحتى الكثير من الصينيين يقعون في هذا الخلط عن جهل وقلة علم. وقد فرض على هذه القومية عدم التعلم أو دخول المدارس لسنين طويلة طوال مدة الثورة الثقافية ، كما تم تحصينهم ببعض الامتيازات بإعتبارهم أقلية ، كعدم إمكانية تطبيق حكم الاعدام عليهم ، فنشأ. منهم جيل جاهل وصاحب إمتياز والحقيقة أنهم ينفرون أي إنسان من الاقتراب منهم ، فمعظم تجارتهم محرمة ، فلو كنت محظوظ وتمكنت من اللص الذي يسرقك في الشارع فلن تحتاج لعناء لتعرف أنه مسلم ، ولو بحثت عن المخدرات فالمكان المناسب هو مكان تجمع المسلمين ، فالذنب حقيقة ليس ذنبهم وحدهم ولكنه تراكم العديد من العوامل حتى أصبحوا الان يقدمون صورة لا يرغب أحد في تكرارها ومثال لا يحتذى ، ولكن مازال فيهم خيرا ويحتاجون لمن يساعدهم على التعلم والتكيف بوجود فرص العمل المناسبة ، وهم على كل حال جزء من نسيج المجتمع الصيني الذي يقوم أساسا على التسامح بين مختلف قومياته. ولكن الجمعية الاسلامية في بكين ورئيسها الذي يشغل وظيفة مفتي الصين وهو عضو في الحزب الحاكم وهو الذي يقرر مواعيد الصيام ومطالع الشهور العربية ، له رأي آخر فعدد المسلمين وفقا لتقدير الجمعية يمتد ليشمل 18 قومية ضمنها الايغور وأهمها الخويزو وهم نتاج تزاوج قديم بين الفاتح العربي وأهل البلد ، المهم أنه وفقا لتقديرات الجمعية فإن عدد المسلمين يزيد عن 135 مليون مسلم وهم سنة معظمهم على المذهب الشافعي ، وينتشر المذهب الحنفي بين قومية الايغور ، وأخيرا تقديرات مسلمي التتر وهم شيعة غير محسوبين في تقديرات الجمعية الاسلامية تصل بالعدد إلي حوالي 200 مليون ، ولكن المجتمع الدولي يعترف فقط بالتقديرات الرسمية حتى الحكومة السعودية توفر لمسلمي الصين 56 ألف فرصة حج وفقا لتعداد المسلمين على الاعلان الرسمي فقط. المعروف عن الاسلام في الصين حتى بين بعض المسلمين أنه قومية لاتأكل لحم الخنزير ، ويمكن للرجل التزوج بأربعة ، وقد تراكمت عوامل كثيرة جعلت المسلمين يفقدون تأثيرهم في الحياة الصينية أهمها جهل المسلمين أنفسهم ، ومحاولتهم تميز أنفسهم عن باقي المجتمع ، وظروف المجتمع الدولي الراهنة ، كل ذلك يلقي بظلالة على علاقة الاسلام بالمجتمع الصيني ، هذا إضافة لسوء الحظ الشديد الذي لازم المسلمين في الصين في آخر قرنين من الزمان على التفصيل التالي في حرب زون زونج شان ضد الامبراطورية أخذوا جانبه ضد الامبراطور ، لعامل الدين حيث كان مسيحيا وهو ما يجعله أقرب للمسلمين من الامبراطور ، ولكن خسارة زونج شان الحرب أدت إلي تشريدهم وقتل منهم أكثر من مليون وتم تهجير الباقي من مدينة نان جين فأصبحوا قلة بعد كثرة ، ثم أخذا جانب حزب الكومنتانغ ضد ماو الثورة الشيوعية ، فأنتصر ماو وأصبحوا أعداءه فتم قتل وتشريد الكثير منهم يجب أن يتفاعلوا مع المجتمع الصيني ويفتخروا بإنضمامهم لهذا المارد العملاق والتنين العظيم ، ويكونوا عناصر إيجابية في المجتمع يؤثروا فيه ويتأثروا منه ، والمجتمع الصيني مجتمع متسامح يقبل الآخر. السؤال الثالث: ماذا عن الاجنبي في الصين؟ حتى هذه اللحظة فإن أكثر من 60% من الشعب الصيني لم يشاهد أجنبي ، والحقيقة خيرا فعل ماو بغلق الصين في وجه الاجانب ما يقرب من أربعين عاما أو يزيد ، فآخر قرنين من عمر الصين كانت فبهما تجارب مريرة للصيني مع الاجنبي ، فقد أحتلت الجيوش الاجنبية كل شواطئة ، كما وقفت عقبة ضد تحقيق أحلامة في غد أفضل بالثورة على الامبراطورية التي كانت الجيوش الاجنبية تدعمها ، وفي انتفاضات العمال والحزب الشيوعي في شنغهاي أعوام 1927 وحتى 1935 تحديدا كانت الجيوش الانجليزية والفرنسية تقمعها بلا رحمة ويقتل العشرات برصاص هذه الجيوش ، حتى أن لفظ الاجنبي في اللغة الصينية (واجوا) أو (لاواي) وهي تعني الجن الابيض. ولكن رغم ذلك فإن الشعب الصيني متسامح جدا ومجامل جدا للإجنبي ، الذي يحظى بإحترام كبير ومودة ، ويرجع ذلك لطبيعة الشعب الصيني ، كما يرجع للقرار الحكيم الذي اتخذه ماو بغلق الصين حتى يتم تضميد جراح الماضي فلا تلقي بظلالها على الحاضر أو المستقبل الثورة الجزائرية :- اندلعت الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر1954 ضد المستعمر الفرنسي ودامت 7 سنوات ونصف. استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري. الثورة الجزائرية دارت من 1954 إلى 1962 وانتهت باستقلال الجزائر من الجزائر المستعمرة الفرنسية بين 1832 إلى 1848 ثم جزء من أراضي الجمهورية الفرنسية هذه المواجهة دارت بين الجيش الفرنسي والمجاهدين الثوار الجزائريين الذين فرضوا حرب عصابات الوسيلة الأكثر ملاءمة لمحاربة قوة كبيرة مجهزة أكبر تجهيز خصوصا وأن الجانب الجزائري لم يكن يتوفر على تسليح معادل، استخدم الثوار الجزائريون الحرب البسيكولوجية بصفة متكاملة مع العمليات العسكرية، الجيش الفرنسي المتكون من قوات الكوموندوس والمضليين والمرتزقة المتعددة الجنسيات، قوات حفظ الأمن، قوات الاحتياط والقوات الإضافية من السكان الأصليين (حركيينن ومخازنيين) قوات جيش التحرير الوطني الفرع العسكري لجبهة التحرير الوطني وتأييد تام من طرف الشعب الجزائري تحت تأطير سياسي وإداري (المؤتمر الوطني للثورة). تضاعفت بشكل من الحرب الأهلية وإيديولوجية داخل الجاليتين الفرنسية والجزائرية ترتبت عنها أعمال عنف مختلفة على شاطئي المتوسط (في فرنسا والجزائر) في الجزائر تنتج عنها صراع الحكم بين جبهة التحرير المنتصرة والحركة الوطنية الجزائرية بحملة ضد الحركة المساندين لربط الجزائر بالجمهورية الفرنسية، ثم أن الجالية الفرنسية والأقدام السوداء تحت شعار (الجزائر فرنسية) تكونت عصابات تقتيل وعمليات ترهيبية بالتفجير والاغتيالات ضد الشعب الجزائري ومرافق البلاد. انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962 نفس التاريخ الذي أعلن فيه احتلال الجزائر في 1830 أعلن عنه الجنرال ديغول في التلفزيون للشعب الفرنسي. جاء نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح جويلية المنصوص علية في اتفاقيات ايفيان 18مارس 1962 وإعلان ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 من سبتمبر ومغادرة مليون من الفرنسيين المعمرين بالجزائر منذ 1830 مقدمه تاريخيه بدأت المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال مع نزول أرض الجزائر، وكان أقوى حركاتها حركة الجهاد التي أعلنها الأمير عبد القادر الجزائري في [1848هـ=1832م]، واستمرت خمسة عشر عامًا، استخدم فيها الماريشال الفرنسي "بيجو"، وقواته التي وصل عددها (120) ألف جندي، حرب إبادة ضد الجزائريين، والحيوانات، والمزارع، فوقع الذعر في قلوب الناس، واضطر الأمير عبد القادر إلى الاستسلام في [161هـ=1847م]. لم تهدأ مقاومة الجزائريين بعد عبد القادر، فما تنطفئ ثورة حتى تشتعل أخرى، غير أنها كانت ثورات قبلية أو في جهة معينة، ولم تكن ثورة شاملة؛ لذا كانت فرنسا تقضي عليها، وضعفت المقاومة الجزائرية بعد ثورة أحمد بومرزاق سنة [1288هـ=1872م]، وقلت الثورات بسبب وحشية الفرنسيين، واتباعهم سياسة الإبادة التامة لتصفية المقاومة، وفقدان الشعب لقياداته التي استشهدت أو نفيت إلى الخارج، وسياسة الإفقار والإذلال التي اتبعت مع بقية الشعب. السياسة الفرنسية في الجزائر لقد أحدث المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر جروحًا عميقة في بناء المجتمع الجزائري، حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية، وتصفية الأسس المادية والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية، واتباع سياسة تبشيرية تهدف إلى القضاء على دينه ومعتقده الإسلامي، وإحياء كنيسة إفريقيا الرومانية التي أخذت بمقولة "إن العرب لا يطيعون فرنسا إلا إذا أصبحوا فرنسيين، ولن يصبحوا فرنسيين إلا إذا أصبحوا مسيحيين". وكان التوجه الفرنسي يعتمد على معاداة العروبة والإسلام، فعملت على محو اللغة العربية، وطمس الثقافة العربية والإسلامية، وبدأ ذلك بإغلاق المدارس والمعاهد، ثم تدرج مع بداية القرن العشرين إلى منع تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة أجنبية، وعدم السماح لأي شخص أن يمارس تعليمها إلا بعد الحصول على ترخيص خاص وفي حالات استثنائية، ومن ناحية أخرى عملت على نشر الثقافة واللغة الفرنسية، واشترطوا في كل ترقية اجتماعية ضرورة تعلم اللغة الفرنسية، كذلك عملوا على الفصل بين اللغة العربية والإسلام، والترويج لفكرة أن الجزائريين مسلمون فرنسيون. واهتم الفرنسيون بالترويج للهجات المحلية واللسان العامي على حساب اللغة العربية، فشجعوا اللهجةالجزائرية ، واتبعوا كل سبيل لمحاربة اللسان العربي، واعتبروا اللغة العربية الفصحى في الجزائر لغة ميتة. وقد سعى الفرنسيون إلى ضرب الوحدة الوطنية الجزائرية بين العرب والبربر، فأوجدوا تفسيرات مغرضة وأحكاما متحيزة لأحداث التاريخ الجزائري، ومنها أن البربر كان من الممكن أن يكون لهم مصير أوروبي لولا الإسلام، واعتبروا العنصر البربري من أصل أوروبي، وحكموا عليه بأنه معاد بطبعه للعرب، وسعوا لإثبات ذلك من خلال أبحاث ودراسات تدعي العلمية، وخلصوا من هذه الأبحاث الاستعمارية في حقيقتها إلى ضرورة المحافظة على خصوصية ولغة منطقة القبائل البربرية بعيدًا عن التطور العام في الجزائر. واتبع الفرنسيون سياسة تبشيرية لتنصير المسلمين خاصة في منطقة القبائل، فتعرض رجال الإصلاح وشيوخ الزوايا للتضييق والمراقبة والنفي والقمع، وفتحت كثير من المدارس التبشيرية وبنيت الكنائس ووجه نشاطها للأعمال الخيرية والخدمات الاجتماعية لربطها بواقع السكان هناك، وقام الرهبان والقساوسة بالتدريس في الكثير من المدارس. وحسب الإحصائيات الفرنسية بالجزائر فإن منطقة القبائل كان بها مدرسة لكل (2100) طفل، في حين كانت هناك مدرسة لكل أربعين ألف طفل في بعض المناطق الأخرى بالجزائر. وسعى الفرنسيون إلى عزل بعض المناطق بالجزائر والحيلولة دون اتصالها أو تفاعلها مع باقي المناطق الأخرى، وكان تركيزهم على منطقة القبائل، ورعوا نزعاتها الإقليمية التي تتنافى مع وحدة الشعب الجزائري، وذلك بالاهتمام بالأعراف والتقاليد واللهجات والفولكلور على حساب الثقافة العربية الإسلامية، وصدرت تعليمات واضحة لموظفي الإدارة الاستعمارية الجزائرية تتلخص في ضرورة حماية القبائل وتفضيلهم في كل الظروف على العرب، ولولا المواقف الشجاعة والتضحيات التي قدمها أبناء القبائل لأمكن للمخطط الاستعماري تدمير البنية الاجتماعية للشعب الجزائري في تلك المناطق موقف الشعب الجزائري تجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء، لا سيما في المناطق التي عرفت ضغطًا فرنسيًا مكثفًا لتحويل اتجاهها الوطني، فلم يكن للإعانات ولا المساعدات التي تقدمها الإرساليات التبشيرية ولا للتعليم الذي وفرته المدرسة الفرنسية، ولا للمستوطنين الفرنسيين، ولا للمهاجرين الجزائريين الذين تنقلهم السلطات للعمل في فرنسا ـ أثر في فرنسة الشعب الجزائري ، وهو ما دفع مخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ. وحارب الشعب سياسة التفرقة الطائفية برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس، ورأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة، أن العمل يجب أن يقوم –في البداية- على التربية الإسلامية لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام [1350هـ=1931م] بزعامة ابن باديس، التي افتتحت مدارس لتعليم ناشئة المسلمين، وهاجم ابن باديس الفرنسيين وظلمهم، وشنع على عملية التجنس بالفرنسية وعدها ذوبانًا للشخصية الجزائرية المسلمة، وطالب بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وأثمرت هذه الجهود عن تكوين نواة قوية من الشباب المسلم يمكن الاعتماد عليها في تربية جيل قادم. وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومة من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدان بأفكار متعددة، فمنهم من يرى أن الغاية هي المساواة بالفرنسيين، ومنهم الشيوعيون، والوطنيون المتعصبون، وظهرت عدة تنظيمات سياسية منها: حزب الجزائر الفتاة، وجمعية نجم شمالي إفريقيا بزعامة مصالي الحاج الذي عرف بعد ذلك بحزب الشعب الجزائري، وتعرض زعيمه إلى الاعتقال والنفي مرات كثيرة. مذابح [1364هـ=1945م] اشتعلت الحرب العالمية الثانية ولم تمض شهور قليلة حتى انهارت فرنسا أمام ألمانيا، وبدا للشعوب المستعمرة أن قوة فرنسا لم تكن إلا عليهم فقط، وأن هيبتها لم تكن إلا في هذه القلوب المستضعفة، وأدى ذلك إلى تعاون كثير من المستوطنين الموجودين في الجزائر مع حكومة فيشي الموالية للألمان في فرنسا، وظهرت أصوات المستوطنين الفرنسيين تعلو بأن فرنسا ارتكبت أخطاء، وأن عليها أن تدفع الثمن وحدها، أما الجزائريون فذهب كثير منهم إلى الحرب للدفاع عن فرنسا، فدُمر الإنتاج في الجزائر وزادت صعوبات الحياة؛ لذلك تقدموا ببيان إلى السلطات الفرنسية يطالبون فيه بحق تقرير المصير، تقدم به فرحات عباس –زعيم حزب اتحاد الشعب الجزائري-، ورفضت فرنسا قبول البيان كأساس للمحادثات، فأحدث ذلك رد فعل عنيفا عند الجزائريين الذين أصروا على تمسكهم بالبيان والتزامهم به، ففرض الجنرال كاترو الحاكم العام في الجزائر الإقامة الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء الجزائريين. أسس فرحات عباس حركة أصدقاء البيان والحرية في [ربيع أول 1363هـ=مارس 1944] وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيًا ومتحدة مع فرنسا، وهو ما سبب خلافًا بينه وبين مصالي الحاج الذي نصحه بقوله: "إن فرنسا لن تعطيك شيئًا، وهي لن ترضخ إلا للقوة، ولن تعطي إلا ما نستطيع انتزاعه منها". ولم يمض وقت طويل حتى استغلت فرنسا قيام بعض المظاهرات في عدد من المدن الجزائرية وإحراقها للعلم الفرنسي حتى ارتكبت مذبحة رهيبة سقط فيها (45) ألف شهيد جزائري، وكان ذلك تحولاً في كفاح الجزائريين من أجل الحرية والاستقلال، إذ أدركوا أنه لا سبيل لتحقيق أهدافهم سوى العمل المسلح والثورة الشاملة، فانصرف الجهد إلى جمع الأسلحة وإعداد الخلايا السرية الثورية بتوجيه وتمويل ودعم عربي حتى يحين الوقت المناسب لتفجير الصراع المسلح. اندلاع الحرب لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالقاهرة من طرف لجنة الستة ومجلس قيادة الثورة المصرى . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي : إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة. تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر. كل هذا بعد أن عرف الشعب الجزائري ان المستعمر الفرنسي لا يهمه المقاومة السياسية بل استعمال القوة وأن تحرير الجزائر ليس بالامر المستحيل خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954 المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة القادة الستة لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1954 الاندلاع كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة، بينما كانت سيدي علي وزهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة (خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).وباعتراف السلطات الاستعمارية، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختار وديدوش مراد وغيرهم، فكانوا ابطال الجزائر وأسيادها الذين حققوا الانتصار