09-21-2011
|
#5
|


مواجهة لا بد منها
بعد مرور ساعة تقريبا اقتيدت اندريا الى غرفة مظلمة بالقصر خيل اليه انها لوحدها الا انها اجفلت عندما سمعت صوتا أجش يامرها قائلا : اقتربي .
كانت جدران الغرفة مغطاة برفوف خشبية كدست عليها كتبمن شتى الأنواع و بالوسك مكتب عريض يجلس خلفه رجل عجوز .
راحت تتقدم نحوه و هي تجول بعينيها انحاء الغرفة و كان امره لا يهمها لم تتنازل لترمقه بنظرة واحدة الا بعدما وقفت امامه مباشرة لتاسرها عيناه الغائرتان قال يورغوس لحفيدته التي يراها لاول مرة : حسنا انت اذن ابنة تلك العاهرة لا باس بك ..ارى انك تفين بالغرض .
احست اندريا بان الامل بكسب ود العجوز قد تبخر بالهواء و هي تسمعه ينعت امها بالعاهرة لكنها ضبطت اعصابها حتى لا تخسر و تعود الى لندن فارغة اليدين .
- استديري .
اذعنت لاوامره .
- تعجبني مشيتك .
تمالكت اندريا نفسها كي لا تعلق على كلماته اللاذعه لكن يبدو ان صبر العجوز قد نفد فسألها : هل قطعوا لسانك ؟
- لم طلبت رؤيتي ؟
جاء سؤالها عفويا لكنها ادركت انها احسنت باطلاق الرصاصة الأولى اذ رات عيناه تتطاير شررا و هو يقول : لا تتكلمي معي بهذه اللهجة .
- قطعت آلاف الأميال تلبية لدعوتك و يحق لي ان اعرف السبب .
ضحك العجوز هازئا و قال : لا يحق لك مطالبتي بشئ ابدا لانني اعرف جيدا سبب حضورك فمنذ ادركت حجم المبلغ الذي خصصته لك تغيرت لهجتك الم يخطر ببالك بانني فتحت لك حساب بالمتجر بلندن لانصب لك فخا ؟ عليك ان تفهمي جيدا ما اقوله لك ...ان لم تنفذي ما اطلبه منك حرفيا ستعودين في الحال الى لندن مفهوم ؟
التقت عيناهما لحظات لم يخطئ طوني الظن العجوز يريد شيئا منها .
- ما الذي تريده منها ؟
- سأخبرك في الوقت المناسب .
ثم رفع يده ايمنعها من الكلام و أضاف : اصعدي الى غرفتك و استعدي للعشاء ارجو ان تحسني التصرف امام ضيفي لان نساء بلدي يتميزن بلباقتهن و اتمنى الا تلحقي العار في عقر داري و الآن يمكنك الانصراف .
خرجت اندريا من غرفة المكتب و قلبها يخفق بسرعة جنونية صعدت الى غرفتها ثم جلست على السرير علها تهدئ روعها هذه هو جدها لقد وقع ابنه بغرام والدتها لكن هذا الرجل طردها من اليونان غير آبه بحملها بل تركها للفقر فيما هو يعيش بالنعيم
دخلت اندريا الى الحمام و عند خروجها منه وجدت الخادمة منهمكة بتعليق ثيابها فابلغتها انها ستساعدها للاستعداد للعشاء .
أجابتها بحدة : لا احتاج لمساعدة أحد .
و لكنها ما لبثت ان ندمت على انفعالها و قد رات الذهول باديا على الفتاة فقالت تخفف عليها : ارجوك لا داعي لذلك .
توجهت الى الخزانة الا انها وقفت مذهولة امام الرفوف المكدسة بملابس مغلفة بأكياس بلاستيك .
- ما هذا ؟
- أمر السيد بشرائها لك . أي فستان تفضلين يا آنسة ؟
- لا اريد .
- لكنه عشاء رسمي و السيد قد ينفجر غاضبا ان ظهرت بمظهر غير لائق .
لاحظت اندريا الذعر على وجه الخادمة ذعر جعلها ترضخ لمشيئتها و تعدل عن تحدي جدها .
- حسنا اختاري لي واحدا .
و جلست على حافة السرير تتأمل الفتاة و هي تستعرض الملابس ثم تنتقي لها اثنين وقعت اندريا بحيرة لانهما كانا بمنتهى الروعة لكنها اختارت الثوب الزمردي اللون و هو ذو فتحة عنق واسعة و تنورة طويلة تصل الى الكاحلين .
قالت لها الخادمة : انه جميل جدا .
- نعم ما اسمك ؟
- زوي يا آنسة .
- و انا اندريا
وقفت اندريا مذهولة امام المرآه تتأمل انعكاس صورتها بدت رائعة الجمال في ثوبها الأنيق و شعرها المرفوع و لمسة التبرج الخفيفة على وجهها .
توجهت نحو الباب مستعدة لمواجهة جدها كان الخادم ينتظرها ليبلغها ان العشاء جاهز رغم انه لم يتفرس بها الا انها لاحظت نظرات الاعجاب التي رماها بها .
فاستعادت بذهنها بصورة الرجل الذي قابلته بعد الظهر على الشرفة .
صعد نيكوس سيارته الفيراري و ادار المحرك انطلق و التوتر باد عليه فللمرة الثانية خلال يوم واحد يستدعيع العجوز كوستاكيس على وجه السرعة لكنه لم يكن ينوي تناول العشاء معه لأنه اتفق مع اكزانتي على الخروج سويا و كان يحترق شوقا للقائها من جديد و الهر معها حتى الصباح .
صحيح ان ايسم تفوقها فتنة لكن كزانتي تحسن التعامل مع الرجل و تسعى جاهدة لتوفير كل ما يحتاجه اليه غير انه لموافاتها الا بعد عودته من كوستاكيس اجتماعهما بعد الظهر لمناقشة ضم الشركتين لم يكن ضروريا ابدا لكن العجوز يجد متعته برؤيته يقطع الطريق اليه كلما لوح باصبعه و تراءت له عشيقة كوستاكيس صاحبة الشعر المتوهج فتملكه الغضب و هو يتذكر وقاحتها و محاولتها اغوائه بنظراته المثيرة محاولة حركت فيه مشاعر غريبة ما اضطره لبذل جهد حثيث لمقاومتها حتى لا يقع بحبائل امرأة تربطها بالعجوز علاقة مشبوهة .
زاد نيكوس سرعة السيارة محاولا طرد صورة المرأة من راسه أليس حري به ان يفكر بعروسه لا شك ان العجوز اخبرها لتستعد لزفاف صاخب حتما .
لكنه لن يمانع أبدا طالما ان هدفه احكام قبضته على شركة كوستاكيس .
في المطلق سيدللها و يحسن معاملتها شرط ان لا تتدخل في اموره الشخصية لانه لا ينوي تغيير نمط حياته من أجلها .
توقف امام بوابة القصر منتظر ان يفتحها الحراس ثم انطلق بسرعة البرق كانه يريد ان تنتهي السهرة بسرعة .
|
|
|
|