عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2011   #17


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (01:10 AM)
آبدآعاتي » 658,772
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 16 )


بقية الرواية بقلم جيانا سون


لن أستطيع أن أجاري فارس في طريقة كتابته ، فهو يكتب بأسلوب سلس وأفكار مرتبة ... ويبدو بأنّ ذلك أبعد ما يكون عني خاصة في هذه الأيام !

لم أكن لأكمل هذه الرواية لو أنه متواجد الآن

لا أدري كيف أبداً ؟! لكني سأواصل من حيث انتهى

بعد أسبوع من حادثة اقتحام القلعة واحتفائنا بنجاة والديّ ... زارنا السيد جونكل ومعه فارس في كوخ جدتي ومع أنّ والدي قد عرض علينا الانتقال إلى منزل آخر داخل أحياء واشنطن إلا أننا رفضنا بشدة وقلنا : إنّ هذا الكوخ متسع ويقع في هذه المنطقة الهادئة والأهم من ذلك في كونه بمنأى عن إزعاجات المدن وضوضائها

كنت سعيدة جداً بزيارة فارس وجونكل لنا فنحن لم نرهما منذ تلك الليلة فبدأنا نتذكر تلك اللحظات المرعبة التي قضيناها داخل القلعة المهجورة

وهل يعقل أن تنسى تلك اللحظات القاسية ؟!

لقد انتابتني في الأيام الماضية كوابيس مزعجة وقد كنت أستيقظ عدة مرات في الليلة الواحدة وأنا أصرخ لكن وجود أمي إلى جانبي خفف عني كثيراً حتى بدأت أعود إلى وضعي الطبيعي بعد ذلك

وقد أخبرنا السيد فارس في تلك الجلسة بأنه قد تم قبوله في الجامعة وذلك بعد جهود واسعة بذلها الرائد جونكل وعلى مدار ثلاثة أيام ، فقد اتصل بالعديد من أقاربه ليحاولوا تسهيل إجراءات قبول فارس من جديد وقد تمّ ذلك ولله الحمد


لقد بدأت ألحظ على فارس تغيرات عديدة أثناء زيارته لنا ، كان قليل الكلام وكثير السرحان ... كنت أشعر وقتها بأنه مشوش الأفكار فقد كنت ألقي عليه السؤال لأكثر من مرة ثم يجيبني إجابة بعيدة عن فحوى السؤال

أعتقد بأنه كان بحاجة لفترة راحة تعيد له تركيزه وهدوءه اللذين فقدهما من كثرة المصاعب التي حدثت له
فيما بعد كنت أتعرف على أخبار فارس عن طريق والدي فهما يتقابلان في المدينة وكان أبي يبلغني تحياته وسلامه

أعتقد بأنه قرر التركيز على دراسته فقلل من فترات خروجه بما فيها الزيارات التي كان يأتي بها إلى بلدتنا !

ظللت أتابع أخبار فارس عن طريق والدي وقد مضت سنة كاملة منذ ليلتنا القاسية تلك !!

عرضت عليّ أمي بإشارة من والدي البدء في دراستي الجامعية لكني في الحقيقة غير راغبة بالدراسة حالياً ..

فأنا أريد أن أمكث هنا في هذا الكوخ الجميل وأصحو باكراً وأتمشى إلى جوار هذا النهر الفاتن وأحلب مع جدتي غنيماتها الجميلات !

الدراسة تقيدني كثيراً بل وتزعجني هكذا أشعر

أنا في راحة نفسية ولا أريد أن أقلق نفسي بكثرة البحوث والاختبارات وهلّم جر من هذه المنغصات ، لقد فرحت كثيراً عندما أنهيت المرحلة الثانوية ولا أريد أن أعود لمقاعد التعقيد من جديد

رضخ والداي لرغبتي فشكرتهما على تفهم قراري

وفي مساء يوم هادئ كنت أرتب غرفتي بينما سمعت نداءات أبي من الأسفل

جيانا ... جيانا تعال بنيتي !

نزلت سريعاً إلى الأسفل وجدت أبي وأمي وجدتي يرتشفون قهوتهم المسائية وهم يتهامسون ويبتسمون
سحبت مقعداً وجلست ثم تساءلت : أظنك قد ناديتني يا أبي ؟!

- نعم يا جيانا ... هناك أمر هام نحن نتناقش فيه الآن ونريد أن نسمع رأيكِ فيه فهو يخصكِ بالدرجة الأولى !!

- بدت عليّ علامات التضجر فقد عرفت بأنهم يحاولون إقناعي مرة أخرى لدخول الجامعة

فقلت لهم وأنا أهمّ بالمغادرة : لقد أخبرتكم برأي قبل ذلك وأرجو ألا تجبروني على هذا الأمر !

ضحك والدي وقال : لكنّ هذا غير صحيح يا بنيتي فنحن لا نتحدث عن موضوع الجامعة الذي يدور في ذهنكِ بل هو موضوع آخر !!

تعجبت وأبديت حيرتي : موضوع آخر ؟! وما هو هذا الموضوع ؟!

سعلت جدتي وبشيء من الرزانة قالت : سوف أسألكِ يا حبيبتي سؤالاً وأرجو أن تجيبيني عليه

- تفضلي يا جدتي الغالية

- حسناً ما رأيكِ بالسيد فارس ؟!

- الحقيقة تفاجأت بسؤالها ثم نظرت إلى والديّ وهما يضحكان بدهاء فعرفت الأمر من نظراتهما

- سعلت جدتي مرة أخرى وقالت : هاه لم تجيبيني عن سؤالي يا جيانا ؟!

- ارتبكت وقلت لماذا لا تسألي والدي فالرجال يفهمون بعضهم البعض

- ضحك الجميع وسط ارتباكي وتخبطي في كلماتي

- قالت أمي : اسمعي يا جيانا سأخبركِ بالموضوع : لقد أخبر السيد جونكل والدكِ رغبة السيد فارس التقدم لخطبتكِ . هذا إن لم يكن لديكِ أية ممانعة طبعاً

- أطرقت رأسي خجلاً ثم سكتٌّ

- قال والدي : أفهم من صمتكِ بأنكِ موافقة

- نظرتُ باستحياء إلى الجانب الآخر ! فما أدري وقتها ماذا أفعل من شدة الخجل برغم جراءة مجتمعي وانفتاحه إلا أنه انتابتني مشاعر فياضة لم أستطع وقتها من السيطرة عليها ؟! فقررت المغادرة وسط ضحكاتهم المجللة

الحقيقة غمرتني سعادة من داخلي ... ففارس شاب خلوق وشجاع وقد خاطر بحياته من أجلي وأنا أعرف جيداً بأنه يحبني وأنا كذلك

مضت الأيام سريعاً وتمّت تجهيزات حفل زواجنا بسرعة هائلة

كانت تغمرني مشاعر لا أستطيع وصفها وأنا أرفل بفستان زفافي إلى جانب فارس

حضر العديد من الأصدقاء حفل زفافنا ... كانت أمي وجدتي تجلسان إلى جواري بينما يجلس والدي والسيد جونكل إلى جوار فارس

حضر جميع أهالي بلدتنا الريفية تقريباً ، فنادراً ما تحدث في بلدتنا أية مناسبات وقد كان لاشتهار قصتي مع فارس في القلعة المهجورة زيادة في حماستهم لحضور حفل زواجنا

مضت الأيام هانئة ومبهجة ..

استطاع فارس وبمساعدة والدي من بناء كوخ قريب من كوخ عائلتي فقد كانت لدى فارس رغبة كبيرة في أن نسكن في الريف لكننا اضطررنا أن نستأجر شقة صغيرة في داخل أحياء واشنطن وذلك بسبب بعد الريف عن مقر عمل فارس وعن جامعته فقد تمكن من أن يجد عملاً مناسباً في الفترة المسائية

وهو عبارة عن مندوب في إحدى شركات بيع الأجهزة الكهربائية بينما كان مستمراً في دراسته وقت الصباح ، كنا نقضي أيام الأسبوع في شقتنا ، وفي العطلة الأسبوعية نذهب إلى الريف حيث كوخنا في انتظارنا ،

كنا سعداء بحياتنا ومما زاد من سعادة فارس قرب مقر عمل الرائد جونكل فهو لا يبعد عن شقتنا سوى دقائق فقد كان يزورنا ... ويخرج هو وفارس للتنزه في بعض الأحيان

لقد كانت لدى فارس همة عالية في نيل درجة الماجستير في أقصر وقت ممكن فضاعف جهوده وبذل قصارى جهده وقد حقق الله له تلك الأمنية فحصل على درجة الماجستير في أقل من ثلاث سنوات .. ثم شرع في تسجيل الدكتوراه


وبرغم كل تلك المشاغل والصعوبات إلا أنّ فارس لم ينسَ الدعوة إلى دينه


فقد كان متعاوناً مع مكتب الجالية المسلمة الواقعة قريباً منا ...

وقد استطاع بفضل الله هداية الكثير من الناس إلى الإسلام أولهم أنا وكذلك جدتي ووالديّ وأيضاً الرائد جونكل


كان أسلوبه مؤثراً وطريقة عرضه للإسلام مقنعة واستطاع بدماثة أخلاقه أن يكسب الكثير من المسلمين الجدد


وقد كانت القصة التي حدثت لنا محلّ تعجب الكثيرين حتى وإن لم يكونوا مسلمين


،،،،،،،،،،،،،،،،



بعد حصول فارس على درجة الماجستير قررنا أنا وعائلتي زيارة بيت الله لأداء مناسك الحج وكذلك زيارة المدينة النبوية للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهي فرصة أيضاً للالتقاء بأهل فارس فقد كانوا ينوون الحج في تلك السنة أيضاً وقد فرح فارس بنبأ نيتهم على أداء مناسك الحج وذلك ليلتقي بهم فقد كانت الأسابيع الثلاثة غير كافية للقيام بالحج وزيارتهم في نفس الوقت


ومع أنّ فارس قد زارهم قبل شهر من الآن إلا أنه في شوق عظيم إليهم ، فكانت فرصة جميلة وسفرة ممتعة لا أستطيع أن أصف ما حدث لي عندما رأيت الكعبة لأول مرة في حياتي ...

لقد علا نشيجي أنا وجدتي ووالديّ ..

لقد كانت أجمل لحظات عمري بحق


وقد دعونا كثيراً لمن كان سبب هدايتنا زوجي الغالي فارس


لقد كنا نعيش حياة لا معنى لها !! حياة مظلمة ، تحركنا الماديات وتعبث برؤوسنا المغريات


إنّ المسلمين يملكون نعيم الدنيا والآخرة إن هم تمسكوا بدينهم حق التمسك


بعد أن أنهينا مناسكنا قمنا بزيارة المدينة المنورة وتشرفنا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد التقينا فيها بعائلة فارس لأننا لم نستطع أن نقابلهم في مكة


كانوا لطفاء وطيبين للغاية تعاملوا معي وكأنني ابنة لهم ، وقد كانوا على معرفة بخبر زواجنا فقد كان فارس حريصاً على موافقتهم فباركوا الزواج بعد أن أقنعهم فارس وبعد أن أفاض لهم بحسن أخلاقي وسلوكي


وأثناء إقامتنا في المدينة كان فارس يوصينا بعدم إخبار أهله بما حدث له من أحداث فهو لا يريد أن يقلقهم لأنّ ذلك ربما يمنعه من إكمال دراسته مكثنا في المدينة أسبوعين وقد كان حتماً علينا المغادرة ونحن في شوق كبير للمكث في ظل هذه المشاعر الإيمانية المتدفقة


عدنا إلى الولايات المتحدة وقد تزودنا بجرعات عالية من الهمة للدعوة للإسلام


لقد نسيت أن أخبركم بأنّ فارس قد فقد هذه المذكرات التي كان يكتبها كما كان يحب أن يسميها وذلك بعد أن انتقلنا إلى بيتنا داخل المدينة ، لقد بحثنا عنها كثيراً في كوخ جدتي وكذلك في كوخنا وفي كل مكان لكن لم نعثر عليها أبداً وقد كان فارس يتحسر بشدة على فقدانها


حتى وقعت عليها مصادفة مرمية في شنطة قديمة في مخزن البيت أعتقد بأنّ أحد العمال قد رماها هناك أثناء نقلنا لأغراضنا إلى بيتنا الجديد

لقد فرح فارس كثيراً عندما عثرنا عليها وأخذ يقلب صفحاتها ويقرأ بينما كنت أستمع إليه ... وبدأنا نستشعر تفصيلاتها

نضحك مرة ويدركنا الخوف في مرات أخرى وينتابنا القلق في أحايين ثانية وكأنّ أحداثها وقعت ليلة البارحة


عندما انتهى فارس من سرد روايته ... نظر إليّ وقال : سوف أكملها بإذن الله إن وجدت فرصة لذلك !! وإن لم أستطع - بسبب ضيق الوقت - فستكملينها أنتِ عزيزتي !


،،،،،،،،،،،،،،


لكنهم لم يدعوه يفعل ذلك ..! لقد قرروا وضع حدّ لحياة زوجي البطل الشهيد


نعم ، لقد قتلوه بدم بارد !! قتلوه لأنه كشف مخططاتهم !

قتلوه لأنه صدع بقول الحق !

قتلوه لأنه أصبح مصدر خطر عليهم ، وغدا غصة في حلوقهم

كنا نظنّ بأنهم قد محقوا واضمحلوا لكن كانت ظنونا خاطئة

كانوا يتكاثرون كتكاثر الجراد ! عادوا لنشاطاتهم الإرهابية من جديد

بدأوا بمضايقة فارس في كل فرصة سنحت لهم

هددوه ... لكنه لم يأبه لهم

كنت أناشد فارس بأن يحذر منهم لكنهم في نظره أصغر من نملة !

لقد كان يكرر عليّ دائماً عبارته التي لا أنساها ما حييت : ( إن كانوا هم عبّاد الشيطان فنحن عباد الرحمن وإن أراد الله شيئاً سيقع ولن ينفع الحذر وأخذ الاحتياطات )


كان كلما خرج من عندي أتوقع ألا يعود إليّ مجدداً

حتى أتت تلك الليلة المريرة والتي سقط فيها فارس شهيداً

كنت أنا وفارس نتمشى إلى جوار النهر الصغير خلف كوخنا وذلك في نهاية عطلة الأسبوع قبل الماضي


كان يحدثني عن طموحاته الدعوية ورغبته في إنشاء مكتب صغير هنا في هذه البلدة الريفية وكذلك بناء مسجد فقد استطاع أن يحصل على ترخيص رسمي لذلك

كان يحدثني وأنا أستمع له بكل مشاعري ..

ثم التفت إليّ وهو يبتسم وقال لي : ستكونين يا زوجتي الحبيبة عضدي الأيمن في هذا المركز خاصة في إدارة الشؤون النسائية ...

وافقت دون تردد فأنا كلي حماس للقيام بذلك واحتساب الأجر عند الله ، مرّت أكثر من نصف ساعة ونحن نرسم الخطط لهذا المشروع الواعد


وفجأة سمعت دوي رصاصات شقّ سكون الليل وهزّ المكان ..

كان فارس ممسكاً بيدي وقتها ونحن نتحدث

بدأتْ يده بالتراخي ثم سقط على وجهه على الأرض ... صعقت من الفاجعة وارتميت عليه

صرخت : فارس ... فارس

بالله أجبني .. أرجوك لا تمت

كانت يداي تصب من دمه وقد أسلم روحه الطاهرة لربه

سمع سكان الريف طلقات الرصاص فأتوا مهرولين ..

حاولوا فعل المستحيل لإنقاذه لكنّ إرادة الله تمت !

ومات فارس البطل الشهيد



أصبت بهستريا وموجة صراخ لا انقطاع لها

لم أشعر إلا ووالدتي تضمني من خلفي ..

استدرت إليها وأنا أتمتم لقد قتلوا فارس يا أميّ ... لقد قتله السفلة الأوغاد


كانت أمي تربت عليّ وتصبرني وهي تبكي وكلّ أهالي البلدة يبكون فقد فقدوا عزيزاً عليهم


لم أفق من صدمتي إلا عند مساء اليوم التالي وقد كان كوخنا يكتظ بعشرات الناس ممن قدموا للعزاء من أحباب فارس الذين أسلموا على يديه !!

لقد بدا على وجوههم التأثر البالغ من هذه الجريمة النكراء

لقد رحل فارس شهيداً بإذن الله

رحل بعد أن غرس النور في قلوب الكثيرين بتوفيق الله

رحل بعد أن أنقذ الله على يديه بيوتاً عديدة من براثن الشرك والضلال

فلتهنأ في قبرك أيها الرجل العظيم

ولتقرّ عينك لبذرتك التي زرعتها بإخلاص


وجمعني الله بك في فردوسه الأعلى من الجنة



،
،
،
،
،




زوجتك المخلصة والتي لن تنساك أبداً :

،،، جيانا سون


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس