عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2011   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (02:11 PM)
آبدآعاتي » 715,163
الاعجابات المتلقاة » 1167
الاعجابات المُرسلة » 472
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 5 )


الخامسة فجراً حينما استفقت ، نظرت حولي لأتعرف على المكان رأيت أشياء متداخلة لكني ركزت رؤيتي فعرفت بأنني في جناحي في الفندق الذي أقيم فيه

هناك شخص ما في الغرفة المجاورة فصوت التلفاز مرتفعاً

تحاملت على نفسي ونزلت من على سريري أزحت الستار الخفيف بين الغرفتين .. أوه إنه الدكتور وليم كان مستلقياً على إحدى الكنبات ويبدو بأنه نائم اقتربت منه فانتبه وهبّ سريعاً حينما رآني وقال - وهو يعانقني - حمداً لله على سلامتك سيد فارس لقد قلقت عليك كثيراً

شكرته على لطفه ثم تساءلت لكن كيف جئتُ إلى هنا ؟

- لقد حملتك أنا وبيل وساعدنا عاملين في الفندق وجئنا بك إلى هنا ، هل تشعر بتحسن الآن ؟

- نعم .. أنا بخير فأنا أستحق ذلك فما كان يجب عليّ أن أتناول تلك الكأس !

- لا عليك يا صديقي سوف تتعود على هذه الأمور ولن تتخلى عنها أبداً

- أتعوّد .. لا .. لا أريد

- حسناً أنت حر يا عزيزي ! والآن هل من خدمة أقدمها لك قبل انصرافي فأنا مجهد للغاية وأريد أن أخلد للنوم

- معذرة يا دكتور لكن إلى متى سأظلّ هنا في هذا الفندق ؟ أليس هناك سكن دائم لإقامتي ؟!

- نعم هناك سكن ، لكنه بحاجة لصيانة بسيطة وأعتقد بأنه في خلال ثلاثة أيام سيكون جاهزاً لإقامتك !

- أشكرك يا دكتور فقد أتعبتك كثيراً

- لا عليك يا فارس ، لكن هل أنت بصحة جيدة الآن ؟

- حمداً لله أشعر بتحسن كبير وبإمكانك الانصراف وأنت مطمئن

تمنى لي يوماً سعيداً ثم انصرف

عدت إلى غرفتي وارتميت على سريري

* ندم شديد بدأ ينتابني ... كم أنا حقير ! لماذا شربت تلك الكأس ؟

إنها محرمة ! كيف فقدت عقلي في تلك اللحظات الفاجرة ؟

ربّاه ... لم أكن أعلم بأني ضعيف لهذا الحد !

عاد إليّ النداء الشيطاني مرة أخرى !

- فارس ومهما حدث فقد كانت لحظات ممتعة ودقائق لذيذة ؟

- صحيح فهي لحظات مثيرة بحق ! خاصة على منصة الرقص ، ولكن ؟؟

- لكن ماذا يا رجل ؟! أنت هنا حر في تصرفاتك لا تعقد الأمور فأنت في بلد الحرية المطلقة

- حرية ؟!!

- نعم حرية ... لقد كانت تجربة رائعة وأنت الآن بصحة جيدة فلماذا لا تستمر ؟! أتريد أن تحرم نفسك من هذه المتع ؟ ثم إنك قادر على التحكم بنفسك فإذا لم تعجبك فبإمكانك التوقف عن تعاطيها مباشرة

- صحيح ، فأنا قادر على أن أتحكم بنفسي فتلك الكأس قد شربتها بمحض إرادتي ولم يستطيعوا أن يرغموني على شربها ولو أردت لم أتذوقها أبداً

- أرأيت لن يستطيع أحد أن يجبرك على شيء ! يجب عليك أن تأخذ الأمور ببساطة فلماذا تضخم الأمور ؟

- أعتقد بأنني وقعت في المصيدة !

- أية مصيدة ؟! لا تهوّل الأمور يا رجل .. كلها أشياء بسيطة وأنت ولله الحمد مازلت مسلماً وتصلي

- نعم - ولله الحمد - فأنا أؤدي كل الصلوات في جميع أوقاتها

- أرأيت ؟ أنت إنسان مستقيم فلا تحرم نفسك من التمتع قليلاً

- بالتأكيد ، فأنا إنسان خلوق وإيماني قوي ولن تضرني حفنات من شراب أتجرعها

بعد أن أديت صلاة الفجر طلبت إفطاري وعندما أحضره النادل سألته بصوت منخفض ... عفواً هل لديكم كحول أو مشروبات من هذا القبيل ؟

ابتسم النادل ابتسامة ماكرة وقال : نعم يا سيدي ... لقد أمرنا صاحبك بوضع بعضها هناك في ثلاجتك وقد دفع ثمنها

أوه يا صديقي وليم ... كم أنت كريم يا رجل ! قلتها بنشوة وفرح

توجهت إلى الثلاجة وقد أخذتني موجة ضحك هستيرية إنه لشيء جميل ! كم أنا ممتن لك حبيبي وليم

أخذت قارورة واحدة فتجرعتها قبل الإفطار وبعد أن تناولت إفطاري أتبعتها بثانية

سبحت في عوالم بعيدة وغبت عن وجودي

لا أدري كم مضى عليّ من وقت ؟!

أفقت ثم أخذت أجرجر قدميّ ثملاً واستلقيت على سريري وأنا في وضع غير طبيعي !

مرّت الثلاثة أيام عليّ سريعاً وقد قضيتها في متعة خرافية في كل ليلة يصحبني فيها الدكتور وليم إلى إحدى دور الرقص أو دور عرض السينما أو إلى أحد أصدقائه ...

غصت من خلالها في ألوان شتى من المتع والشهوات جعلتني أنسى كل شيء حتى هدفي الذي جئت من أجله

لقد نجح الدكتور وليم أن يكسب ثقتي فهو بحق صديق رائع

ومما زادني محبة له تضحياته الكبيرة من أجلي فهو لم يزل يتابع إجراءات قبولي في الجامعة بعد أن تعقدت قليلاً حتى أتت الموافقة أخيراً على انضمامي

وبرغم فرحتي بهذا الأمر إلا إنني لا أشعر بذلك الحماس الذي يدفعني لبدء الدراسة وإجراء الاختبارات وعمل البحوث

** لقد أعجبتني حياتي الجديدة ولا أريد أن يقطع عليّ أحد لذتي التي أعيشها بانغماس شديد
ومما زادني سروراً رسالة وصلتني على بريدي الالكتروني من والدي ووالدتي وإخوتي فهم يخبرونني بأنهم بخير حال ويسألون عن أخباري

رددت عليهم وذكرت لهم بأنني بصحة جيدة وقد تيسرت إجراءات قبولي وسوف أبدأ الدراسة عن قريب


* في بداية الأسبوع الثالث من قدومي دعاني الدكتور وليم لتناول طعام العشاء في منزله لكي يعرفني على زوجته وأبنائه

كان بيته أنيقاً وبسيطاً في ذات اللحظة وقد استقبلني هو وزوجته وأولاده استقبالاً رائعاً

قدمني الدكتور إلى زوجته السيدة ليندا كانت امرأة حديدية في منتصف عقدها الرابع تلمع خصلات بيضاء من شعرها الفاحم السواد

صافحتني بحرارة وهي ترحّب بي بتواضع ظاهر وتخبرني بأنها في شوق منذ زمن للقائي

انتابتني موجة حرج واضحة وقلت متلعثماً تشرفت بمقابلتكِ سيدتي

بعدها أخذ الدكتور يعرفني على أبنائه

هذه يا صديقي فارس جيانا وهي في الثامنة عشرة من عمرها وهي في سنتها الأخيرة من الثانوية ( فتاة لاتشبههم بل عليها ملامح عربية .... ووجهها يشع منه حزن دفين

انحنت جيانا مرحبة بي ... بادلتها بالترحيب وأنا أستمع للدكتور يكمل تعريفه وهذا هو ابني جيمس في الثانية عشرة من عمره وما زال في المرحلة الابتدائية

تبسمت إليه وقلت كيف حالك عزيزي جيمس ؟

أجابني وهو يبتسم : بخير سيدي لقد سررنا بزيارتك

وبحركة مفاجأة أخذ الدكتور يركض وسط ضحكات أبنائه ليمسك بالصغيرة فقد هربت حالما رأتني أقترب منها ... حملها والدها وأتى بها وهو يضحك إنها موفي في الثالثة من عمرها وهي تخشى الغرباء ثم تدارك وهو ينظر إليّ بحرج لكن السيد فارس يا صغيرتي ليس غريباً أبداً فهو صديق والدكِ الحميم !!

أخذني الدكتوروليم إلى صالون الاستقبال حيث تبادلنا الأحاديث الودية وقد تباسطت كثيراً مع جيمس فقد أخبرني بأنه يحب رياضة ركوب الخيل ومما زاده سروراً بأنني أبديت عشقي لهذه الهواية أيضاً ، بعد لحظات قفز جيمس وسط استغراب الجميع وراح يركض وهو يقول لقد نسيت أن ألقي على فرسي تحية المساء ضحكنا من تصرفه وقالت والدته : يا له من فتى مشاكس دائماً يحرجنا بحركاته الكثيرة أمام الضيوف !

هوّنت عليها الأمر وقلت هؤلاء هم الأطفال لا يتنبؤ أحد بتصرفاتهم الفجائية

أثناء ذلك استدعى أحد الخدم الدكتور وليم لورود اتصال هاتفي إليه بينما استأذنت السيدة ليندا لتلقي نظرة على طاولة الطعام لتتأكد من جاهزيتها

لم يكن في الصالون إلا أنا وجيانا هنا سألتها عن هواياتها فقالت : إنها تعشق قراءة القصص البوليسية بل ولها محاولات جادة في كتابة بعض القصص

تكلمنا بعدها عن فن القصة والرواية وأشهر الروائيين العالميين وقد أبدت إعجابها كثيراً عندما أبديت عدة ملاحظات على بعضهم ونقدت طرق كتاباتهم

تساءلت جيانا وقالت : يبدو بأنّ لك باعاً طويلاً في نقد الروايات يا سيد فارس ؟

شكرتها على إطرائها وقلت : ليس لديّ خبرة كبيرة لكن من كثرة اطلاعي ومتابعتي للكثير من الروايات أضحت لديّ ملكة بسيطة في النقد وتمييز العمل الجيد من غيره

هنا قامت جيانا بشكل مفاجئ وصعدت إلى الأعلى وما هي إلا لحظات حتى أتت بأوراق مطبوعة على شكل ملزمة وقدمتها لي وقالت : هذه آخر رواياتي التي كتبتها وأرجو منك قراءتها وإبداء ملاحظاتك عليها
شكرتها على ثقتها ووعدتها بفعل ذلك وقلت لها باسماً : لا شك بأنني سأستمتع كثيراً بقراءتها ...

نظرت إلى عنوانها كان عنواناً حزيناً ومبهماً في نفس الوقت أظنه يعكس ما أراه من نظرات جيانا الشاردة وصمتها الطويل في حضرة والديها وبرغم كل رغد العيش الذي تحياه هنا إلا أنني شعرت بأنها ليست سعيدة من داخلها !

لا أدري أحسست وقتها بهذا الأمر !

طرأ عليّ سؤال مفاجئ - كعادتي - ألقيته على جيانا دونما تفكير

عفواً جيانا ... هل أنتِ سعيدة وراضية بحياتكِ ؟

رمقتني بنظرة متعجبة وكأنها لم تتوقع سؤالاً كهذا !!

سكتت لبضع لحظات ثم قالت : لكن ما مناسبة هذا السؤال يا سيد فارس ؟

تلعثمتُ قليلاً وندمتُ على تهوري فلست أملك إجابة حاضرة لكنني تذكرت عنوان روايتها وتذرعت به سبباً لسؤالي فقلت :

إنّ عنوان روايتكِ فيه نوع من الحزن والقلق في ذات اللحظة ..

( المعذبون بصمت ) أليس عنواناً حزيناً عزيزتي ؟!!

صمتت هنيهة ثم نظرتْ إليّ نظرة طويلة تلاقت نظراتنا ولمحت بعينيها آلاف المعاني المبهمة والتي لا أجد لها تفسيراً !!

عندما أرادت التحدث إذا بصوت والدها وهو يقول : هيّا يا سيد فارس تفضل إلى العشاء ... مرحباً بك


انزعجت كثيراً لعدم سماعي لما تريد أن تقوله جيانا فأنا لا أعرف هل أجد فرصة أخرى للالتقاء بها أم لا ؟

بعد انتهائنا من تناول طعام العشاء - وقد كان عشاء لذيذاً بحق -

دعاني وليم وزوجته لاحتساء الشاي خارجاً في حديقة منزلهم فقد كانت حديقة كبيرة فيها العديد من الأشجار والحقول المتناثرة بالإضافة إلى اصطبل صغير فيه ثلاثة خيول كلها تخص جيمس الولد المدلل

ولم يفت الفتى أن يستعرض قليلاً أمامنا بفرسه الجميلة والتي كان يحبها كثيراً ... كنت أستغرق في الضحك أنا ووالديه من بعض حركاته البهلوانية وعندما حانت منّي التفاتة إلى جيانا رأيتها مطرقة برأسها إلى الأسفل وهي تعبث بخصلات شعرها الذهبية وتنكث بعود صغير معها الأرض

تمنيت حينها بأنني لم أقذف بذلك السؤال الغبي عليها لكني اكتشفت في ذات الوقت بأنّ سؤالي قد نبش جرحاً غائراً في صدرها .. لم أزل أتساءل عن قصته ؟!!


بعد تناولنا الشاي ... تمنيت لهم ليلة طيبة وشكرتهم على حسن ضيافتهم ولوّحت بورقات رواية جيانا من بعيد وقلت لها : سوف أبعث لكِ بملاحظاتي أيتها الكاتبة العظيمة حالما أنهي قراءتها ... ابتسمت جيانا ففرحت لذلك بعدما أحزنتها

وقبل أن أخرج من باب المنزل لحقتني الصغيرة موفي وبخطوات متثاقلة نزلتْ الدرجات الثلاث السفلية وهي تشير إلى كراس صغير في يدها

لم أفهم ما تريد .. أنقذ حيرتي صوت السيدة ليندا وهي تضحك وتقول : إنها تريد أن تخبرك بأنها تستطيع تهجي بعض الحروف الأبجدية

علّق الدكتور وليم : يبدو بأنها غارت من أخيها فأنت لم تعطها أي اهتمام !

انحنيت إليها وحملتها على كتفي وقلت : أوه يا صغيرتي أنا آسف جداً

هيّا أسمعيني ما تحفظينه ؟

قالت والدتها هي لا تحفظ جميع الحروف إنما فقط الأحرف الستة الأولى ففي كل يوم نعطيها حرفين تحفظهما وتتعلم على كتابتهما

نظرت إلى الصغيرة وهي تبتسم بخجل وقلت : حقاً إنه لشيء جميل

أردفت والدتها : ما هو الحرف الأول يا حبيبتي ؟
قالت الصغيرة : إنه a
وما هو الحرف الثاني ؟
إنه b
قالت جيانا وهي تبتسم : وما هو الحرف الثالث عزيزتي ؟
قالت موفي : إنه c
قفز جيمس واختبأ خلفي والصغيرة تبحث عنه .... أنا هنا موفي ... ما هو الحرف الرابع يا شقية ؟

أجابت موفي : إنه d

نظر إليّ الجميع وهم يبتسمون يبدو بأنه دوري في السؤال

التفتُّ إلى الصغيرة – ولم أزل أحملها – وما هو الحرف الخامس يا حلوة ؟

أجابت : إنه e

تحولت الأنظار إلى والدها لم يتبق إلا هو لم يسأل ضحك عالياً وبصوته الجهوري قال :

وما هو الحرف السادس أميرتي ؟

قالت موفي : إنه f يا بابا

أعادها مرة أخرى الحرف السادس ما هو ؟

إنه f

قوليها بصوت عالٍ حلوتي ؟
إنه f

تبسمت الأم وقالت : لقد أنهى والدكِ اللعبة

هيا عزيزتي انزلي فقد أتعبتِ السيد فارس

أنزلتُ الصغيرة وسط تمنعها ثم ودعتهم وانصرفت

كانت المسافة بين سكني الجديد وبين منزل الدكتور وليم حوالي عشر دقائق سيراً على الأقدام فرفضت أن يوصلني بيل بعد أن وجدته ينتظرني خارجاً وفضلت التمشي على قدميّ وفي ذهني يتردد سؤال وليم لابنته الصغيرة

وما هو الحرف السادس يا أميرتي ؟

إنه f يا بابا


كم أنا غبي للتوّ اكتشفت بأنّ الحرف السادس في الأبجدية الانجليزية هو حرف f ، لقد اتضحت الرموز !

الأرقام 666 تقابلها الحروف f f f

لكن ماذا يعني ذلك ؟ مجرد حروف وأرقام ليس لها أية معنى ؟!!

أحياناً يتوقع الإنسان بأنه اقترب من فهم الحقيقة فيظنها لا تبعد عنه سوى عدة خطوات بينما هو في الواقع يسير في الاتجاه المعاكس مئات الخطوات

إنها فكرة مؤلمة !!

لكن لماذا أنا أشغل نفسي وأقلق خاطري بهذه الترهات ؟

لم أفق من تخبطاتي إلا بعد أن تجاوزت سكني بعدة أمتار ...

كان سكني الجديد متواضعاً بعض الشيء لكنّ ترتيبه مريح وهادئ

هناك غرفتان ودورة مياه ومطبخ صغير

ويقع في الطابق الثالث في إحدى العمارات المبنية على الطراز الأمريكي القديم وقد قدّم الدكتور وليم اعتذاره لعدم توفر سكن آخر يكون قريباً منه ويكون مناسباً أكثر

الحقيقة فكرة القرب من منزل الدكتور وليم فكرة جيدة لأنني أحتاج إليه كثيراً خاصة عند رغبتي الذهاب إلى مكان بعيد فما عليّ إلا أن أتصل على بيل فيأتي سريعاً دونما تردد ، فقد نشأت بيني وبينه صداقة من نوع خاص فكان يزورني كثيراً ونخرج مع بعضنا البعض للتنزه في المدينة

حاولت أن أتعرف على حياة الدكتور وليم بطرح أسئلة على بيل لكنه يجيب إجابات مقتضبة ومختصرة وكأنّ الدكتور قد أوصاه بذلك !


*** لقد كنت إلى حد هذه اللحظة أحرص على عدم ترك الصلاة مهما كان لكنّ الشيطان بدأ يغويني بتأخيرها والتهاون بأدائها .. بدأت أشعر بكآبة مقيتة عند فرشي لسجادتي لكي أصلي

الشيطان !!

كم طرق مسمعي كثيراً هذه الأيام خاصة من الدكتور وليم فهو يتكلم بأشياء لا أكاد أفهمها ...

يتحدث عن : (الحرية وتمجيد القوة والانغماس في اللذة ويؤكد كثيراً على أهمية إتباع الأفكار الشيطانية فيقول : إنّ أفكار الشيطان محسوسة وملموسة ومشاهدة ولها مذاق , فهي تفعل في النفس والجسم فعل الترياق ، والعمل بها فيه الشفاء لكل أمراض النفس والوقاية منها )


لا أدري فكلماته تكاد تصمّ أذني ... إنني أتخبط كثيراً ، يبدو بأنّ أفكار الشيطان حقاً محسوسة وملموسة !!


كلها هلوسات لكن الشئ الوحيد الذي أعترف به الآن ويشغل كلّ بالي هي جيانا ...!

لقد خفق قلبي كثيراً عند رؤيتها لأول مرة ولا أكتمكم الحقيقة لمجرد أن أتذكرها حتى يبدأ قلبي بالخفقان بشدة إنه الحب الذي بدأ يضترم بجوانحي ....!


,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,


 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس