من كتاب الصاحبي
ان بعض علمائنا ذكر ما للعرب من الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن فقال : ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نُقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشة والرومية ، وترجمت التوارة والزبور وسائر كتب الله عز وجل بالعربية ، لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب . ألا ترى أنك لو أردت أن تنقل قوله جل ثناؤه : {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } لم تستطع أن تأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي أودعته حتى تبسط مجموعها وتصل مفطوعها وتظهر مستورها فتقول : إن كان بينك وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة ونقصاً فأعلمهم أنك قد نقصت ما شرطته لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقص على استواء ......
|