من رسالةفي النيل
نعم الله سبحانه وتعالى من أضوئها بزوغاً ، وأضفاها سبوغاً ، وأصفاها ينبوعاً ، وأسناها منقوعاً ، وأمدها بحر مواهب ، وأضمنها حسن عواقب ، النعمة بالنيل المصري الذي يبسط الآمال ويقبضها مده وجزره .
ويربي النبات حجره ، ويحيي مطلقه الحيوان ، ويجنى ثمرات الأرض ، صنوان وغير صنوان ، وينشر مطوي حريرها ، وينشر موتاها ، ويوضح معنى قوله عز وجل : ( وبارك فيها وقد أقواتها ) .
وكان وفاء النيل المبارك تاريخ كذا فأسفر وجه الأرض وإن كانت تنقب ، وأمَّن يوم بشراه ، من كان خائفاً يترقب ، ورأينا الإبانة عن لطائف الله التي حققت الظنون ووفت بالرزق المضمون ، إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون .
|