من رسالة يصف فيها قلعة حمص
والشيخ الفقيه قد شهد ما يشهد به من كونها نجماً في سحاب ، وعُقاباً في عُقلب ، وهامة لها الغمامة عمامة ، وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال منها قُلامه ، عاقدة حَبوة صالحها الدهر على أن لا يحلها بفرعه ، عاهدة عِصمةً ، صالحها الزمن على ألا يروعها بخلعه ، فاكتنفت بها عقارب منجنيقات لا تطبع طبع حمص في العقارب ، وضربت حجارة بها الحجارة فأظهرت فيها العداوة المعلومة بين الأقارب ، فلم يكن غير ثالثة من الحد إلا وقد أثرت فيها حُدرياً بضربها ، ولم تصل السابع إلا والحجران تنذر بنقبها ، واتسع الخرق على الراقع وسقط سعدها عن الطالع ، إلى موحد هو إليها الطالع ، وفتحت الأبراج فكانت أبواباً ، وسيرت الجبال فكانت سراباً ، فهنالك بدت نقوب يرى قائم دونها ما وراءها ، وخشيت فيها النار ، فلولا الشعاع من الشعاع أضاءها .
|