عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2011   #2

زائر

الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي »
 جيت فيذا »
 آخر حضور » 01-01-1970 (05:00 AM)
آبدآعاتي » n/a
الاعجابات المتلقاة »
الاعجابات المُرسلة »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم »
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي



رسالة أحمد بن طولون إلى العباس

من أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين إلى الظالم لنفسه ، العاصي لربه ، الملم لذنبه ، المفسد لكسبه ، العادي لطوره ، الجاهل لقدره ، الناكص على عقبه ، المركوس في فتنته ، المبخوس من حظ دنياه وآخرته ، سلامٌ على كل منيب ومستجيب ، تائب من قريب ، قبل الآخذ بالكظم ، وحلول الفوت والندم .... أما بعد فإن مثلك مثل البقرة تثير تثير المدية بقرنها ، والنحلة يكون حتفها في جناحيها ، وستعلم هبلتك الهوابل – أيها الأحمق الجاهل ، الذي ثنى على الغي عِطفه ، واغتر بضجاج المواكب خلفه – أي مورد هلكه بإذن الله توردت إذ على الله عز وجل تمردت وشردت ، فإنه تبارك وتعالى قد ضرب لك في كتابه مثلاً ( قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) وإنا كنا نقربك إلينا ، وننسبك إلى بيوتنا ، طمعاً في إنابتك ، وتأميلاً لفيئتك ، فلما طال في الغي انهماكك ، وفي غمرة الجهل ارتباكك ، ولم نرى الموعظة تُلين كبدك ولا التذكير يقيم أودك ، ولم تكن لهذه النسبة أهلاً ، ولا لإضافتك إلينا موضعاً ومحلاً .... وأعلم أن البلاء – بإذن الله – قد أظلك ، والمكروه – إن شاء الله – قد أحاط بك ، والعساكر – بحمد الله – قد أتتك كالسيل في الليل ، تؤذنك بحرب وويل ، فإنا نقسم ، ونرجو ألا نجور ونظلم ، ألا نثني عنك عنانا ، ولا نؤثر على شأنك شاناً ، فلا تتوقل ذروة جبل ولا تلج بطن واد إلا تبعناك بحول الله وقوته فيهما ، وطلبناك حيث أممت منهما ، منفقين فيك كل مال خطير ، ومستصغرين بسببك كل خطب جليل ، حتى تستمر من طعم العيش ما استحليت ، وتستدفع من البلايا ما استدعيت ، حين لا دافع بحول الله عنك ، ولا مزحزح لنا عن ساحتك ، وتعرف من قدر الرخاء ما جهلت ، وتود أنك هُبلت ، ولم تكن بالمعصية عجلت ، ولا أرى من أضلك من غُاتك قبلت ، فحينئذ يتفرى لك الليل عن صبحه ، ويسفر لك الحق عن محضه ، فتنظر بعينين لا غشاوة عليهما ، وتسمع بأذنين لا وقر فيهما ، وتعلم أنك كنت متمسك بحبائل غرور ، متمادياً في مقابح أمور ، من عقوق لا ينام طالبه ، وبغى لا ينجو هاربه وغدر لا ينتعش صريعه ، وكفران لا يودي قتيله ، وتقف على سوء رويتك ، وعظم جريرتك ، في ترك قبول الأمان إذ هو لك مبذول ، وأنت عليه محمول ، وإن السيف عنك مغمود ، وباب التوبة إليك مفتوح ، وتتلهف والتلهف غير نافعك إلا أن تكون أجبت إليه مسرعاً ، وانقدت إليه منتصحاً .