08-14-2011
|
#2
|


من رسالة لابن الشخباء يهنئ بهزيمة أتسز

من رسالة يهنئ فيه بهزيمة أتسز ابن أوق الغزي الذي خرج في الشام
قد ارتفع الخلاف بين الكافة أن الله ذخر للدولة الفاطمية – ثبت الله أركانها - من الحضرة العلية المنصورة الجيوشة – خلد الله سلطانها – من حمى سوادها ونصر أعلامها ، وضم نشرها ، وحفظ سريرها ومنبرها ، بعد أم كان الأعداء - الذين إرتضعوا دار إنعامها ، وتوسموا بشرف أيامها ، فطردت يد الاصطناع إملاقهم ، وأثقلت قلائد الإحسان أعناقهم – خفروا ذمم الولاء ، وكفروا سوابغ الآلاء ، ففاجأتهم الحوادث ، من كل طريق ، ونعب بهم غراب الشتات والتفريق واستباحتهم يد الشدائد ، وأتى الله بنيانهم من القواعد ، ولم نتزل النفوس منذ طرق " أتسز " اللعين هذه البلاد ، وأنجم فيها أنجم الفساد ، وتعدى حدود الله وكلماته ، وتعرض لمساخطته ونقماته ، عالمة بأن إملاء الحضرة العلية – مد الله ظلها على الكافة – لم يكن عن استعمال رخصة في هذه الحال ، ولا سكون إلى عوارض من الإغفال والإهمال ، بل هو أمر ركب فيه متن التدبير ، وجرت بمثله المقادير ، واتبع فيه قول الله تعالى : ( فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان نكير ) ، في حين خدعته المطامع المردية ، إلى الأعمال القاهرة ، مؤملاً انفصام عروة الله المتينة ، وأفول ما توقد من شجرة مباركة زيتونة ... والله المحمود على ما منح من هذه النعمة والمسئول أن يشد ببقاء الحضرة العلية قواعد الإسلام ، ويسم بمحامدها أغفال الأيام ، ويستخدم لها السيوف والأقلام ، حتى لا يبقى على وجه الأرض مفحص قطاة إلا وقد دوخها سنابك خيولها ، ولا مسقط نواة إلا وقد ركزت فيه صدور رماحها ونصولها ، فقد دفعت .. خطباً جسيماً ، واستلحقت من السياسة أمراً عقيماً ، وأعادت شمل الأمة ملموماً نظيماً ، ذلك فضل الله يأتيه من يشاء وكان فضل الله عظيماً .
|
|
|
|