صَبَـا
كالبرق في بصري وفي سمعي كما الرعدِ
تهوي بوابلها علـى أشلائِـيَ الجُـرْدِ
فيقولُ طقـسٌ حاضـرٌ: "هـا أنـذا
في جانبيكَ أسَـوِّي حفلـةَ الـوَردِ"
يروحُ، يأتـي، مَوْجَـةً فـي مَوْجَـةٍ
يقومُ، يقعـدُ، لا يُعمـي ولا يَهْـدي
وتقـولُ هادئـةَ الفـؤادِ: "ألا تعـي
ما كنتَ فيهِ وما قد كان فـي نَجـدِ
أمْ هالَـكَ الألـقُ البعيـدُ فُجَـاءَةً
فأقَمْتَ ترجو أن تحُطّ إلـى البُعـدِ؟"
: لا يا ربيعَ الوقـتِ، إنّـي مُتعَـبٌ
والوقتُ يتلو علـيّ قصيـدةَ الفقْـدِ
وَتروحُ في وَجَعِ الحـروفِ سحائبـي
ويَسِيلُ ماطرُها نحـو الـذي أُبْـدِي
أَهَـبُ الشـوارعَ ساعـةً فتسوقنـي
صوباً يمزِّقُ مـا أُريـدُ ومـا عنـدي
للناسِ حفلتهم ولـي مـا أصطفـي
ولبوحِ سيدتي ما اشتبّ فـي الوعـدِ
ولمـا يقاسمنـي الطريـقَ حـدائـقٌ
ودبيبُ ذكرى الماثليـنَ إلـى الوجـدِ
يا أهلَ روحي لا يـروحُ بـي النَّـوى
عنكـمْ، فمـا أنتـم بـه بعـدي؟
إذا استـدارَ الكـونُ صوبـاً آخـراً
يمَّمْتُ وجهـي شطركـمْ وحـدي
يا أيهـا الوطـنُ الجميـلُ قصائـدي
تلتمُّ فيكَ كمـا ألتـمّ فـي جِلْـدِي
صَبَاكَ بـردي فـي لهيـبِ مواجعـي
وبِدِفءِ شمسِكَ مُتّقـايَ مـن البَـرْدِ
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الولايات المتحدة، 1993
|