الموضوع
:
الجندي الأبيض اجمل قصة قراتها في حياتي | رومانسية | خيال | مغامرات لن تندموا
عرض مشاركة واحدة
08-05-2011
#
6
♛
عضويتي
»
752
♛
جيت فيذا
»
Feb 2010
♛
آخر حضور
»
منذ 6 ساعات (11:35 AM)
♛
آبدآعاتي
»
3,303,889
♛
الاعجابات المتلقاة
»
7604
♛
الاعجابات المُرسلة
»
3797
♛
حاليآ في
»
» 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الترفيهي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
لا
أخشى عليك
..................من نسآء الكون
بــل أخشى عليك
من #
طفلة
تشبهني
مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ،
وتحبكَ
كثيراً كثيراً
♛
мч ммѕ
~
عندها لم يتمكن جيرودا إلا أن يدافع عن نفسه.. لأن جاميان لم يعطه أي فرصة للكلام ..
كان جيرودا قويا جدا ولم يسمح لجاميان بأن ينال منه .. وعندها تعثر جاميان في حجر وسقط وبسرعة فأخذ جيرودا سيفه ورماه بعيدا ..
وصاح قائلا :
- إنه أنا أخوك ، أنا جيرودا ..
نظر جاميان حوله وكأنه أفاق فجأة من حلم غريب وعندما نظر إلى شقيقه احتشدت الدموع في عينيه وقال وصوته يرتعش :
- لقد قتلوه ... قتلوا والدنا يا جيرودا ..
اعتلت الصدمة جيرودا الذي آمل أن يرى والده ويعيش معه كان يتمنى أن يشعر أن له أب أخيرا يضمه ويفتخر به بعد ان تربى يتيما ..
انعقد لسان جيرودا وفقط نزل إلى أخيه المنهار وضمه بقوة محاولا منع دموعه من النزول ...
*******
قالت آيريس تخاطبني بعد أن قصت لي تلك القصة المحزنة :
- بموت ملك تيمالاسيا بعد الحرب الأخيرة انتهت الحرب تماما وعادت الحياة
كما كانت ، ليس تماما ولكنها صبحت أفضل بكثير بعد حلول السلام .. انضم جيرودا باسم " تالتن ماكنزي " إلى صفوف جيش بانشيبرا ليبقى إلى جواري وإلى جوار جاميان .. وهكذا ظلا يتنافسان ويحثان بعضهما بدون أن يكتشف أي شخص أنهما شقيقان وقد ساعد على ذلك اختلافهما فجيرودا يشبهني وجاميان يشبه والده .. بذلا أقصا قوتهما خلال العام الأخير وحصلا على أفضل جنديين على الإطلاق في مملكة بانشيبرا ، وهذا بالطبع بفضل روسو والدهما البديل ..
كانت دموعي على وشك النزول فالقصة كانت مؤثرة جدا وقلت باستغراب :
- لكن لماذا قالوا لي ان جاميان حنط والدته ؟؟
ضحكت والدة جاميان كثيرا .. ضحكت من قلبها ثم قالت:
- بالطبع أنت تعلمين أن بعد حادثة جسر الجماجم تلك ظهرت الكثير من القصص حول جاميان وإشاعات تقول أنه قتل والدته وحنطها .. وأن هناك ساحرة وضعت له لعنة وما إلى ذلك .. انتشرت لأن جاميان لم ينفيها ..
قلت بحماس :
- نعم هذا غير صحيح .. لقد قلت من البداية أن جاميان ليس من هذا النوع ..
ابتسمت والده جاميان وقالت:
- إن جاميان شاب رقيق المشاعر ولكنه يحاول أن يبدو صلبا دائما .. إنني الآن السيدة ماكنزي والدة الجندي تالتن لذلك فجاميان لا يتصل بي ابدا ولكن جيرودا يفعل ذلك ويطمئنني على آخر أخباره ..
قلت باهتمام :
- هذا سر كبير جدا ..
- لا أحد يعرف أن جاميان وجيرودا شقيقان، سوى جارتي العجوز الطيبة " لويبا " ..
ابتسمت آيريس والدة جاميان وهي تقول ذلك ..
تذكرت جاميان عندما قال جارتك العجوز الشمطاء فابتسمت ..
ثم نظرت إلي وقالت :
- وأنت ؟؟ أنت لم تحكي لي أي شيء عنك .. مثلا كيف هو كوكب الأرض .. قيل لي أن في الليل يظهر قمر أبيض في السماء هل هذا صحيح ؟؟
- نعم صحيح .. كوكبكم لا يتبعه أقمار أليس كذلك ..
- نعم إنه مظلم جدا في الليل لولا بعض النجوم القريبة ..
هكذا مضى الليل ونحن نتحدث وحكيت لها عن أمي وأبي وعندما ماتا بحادث الطائرة الخاصة، وكيف أنني لم أذهب معهم في اللحظة الأخيرة ..
قصصت لها ما يفعله أعمامي بي وبورث والدي، وحكيت لها عن صديقتاي إيميلي وميرندا ..
كان الحديث معها ممتعا جدا وشعرت بأنني كنت اتحدث مع أمي كما في الماضي ..
وبينما نحكي بعض الحكايات طرق الباب بقوة شخص ما ..
وضعت يدي على صدري بفزع ووقفت آيريس لتفتح الباب ..
وعندها وقفت بسرعة ونظرت من النافذه ..
وفي الخارج رأيت سبعة أو ثمانية من الجنود البانشيريون ..
وسقط قلبي في يدي وكأن جسدي يرتجف من الخوف ، كيف عرفوا مكاني؟؟
المفاجأة الأكبر هي عندما سمحت لهم آيريس بالدخول ونظرت من خلف الباب بدون أن يروني ورأيت أنهم منهكون ومصابون وقال أحدهم :
- سيدة ماكنزي ، ألم تشاهدي فتاة غريبة بالقرب من هنا ؟
وتابع آخر وآيريس تناوله كوبا من الماء:
- هناك شخص مجهول يرتدي زيا غريبا ويحاربنا ، إنه يدافع عن الفتاة ونحن لا نعرف من هو.. لقد قتل أربعة من حراس بوابة القصر حتى تهرب ..
صمتت آيريس كأنها لن تجيب ولكنا قالت بعد وقت قصير :
- أممم ربما هو شخص من كوكبها ..
- مستحيل!ّ
- يا سيدتي ذلك مستحيل كما قال فريز .. لأن الجندي الأبيض قد أحضر الفتاة وحدها ..
قبل أن يتكلم أي شخص آخر طرق الباب ثانية ودخل تالتن – جيرودا – ثم قال بحزم :
- هيا ايها الجنود لم أتوقع أنكم هنا ..
قال أحد الجنود :
- سيدي ماكنزي فكرنا أن نسلم على والدتك فهي كما تعلم أمنا جميعا ..
ابتسم جيرودا ونظر حوله بارتياح ثم قال :
- إذن هيا بنا علينا ان نعثر على الفتاة ...
خرج الجنود بصحبة الجندي الأسود وقالت والدة جاميان وهي تنظر إلي بعد أن وجدتني :
- لا تخافي يا عزيزتي لقد اعتاد الجنود على المرور هنا حيث السيدة ماكنزي .. والدة كل الجنود ..
أنا أقدم لهم المساعدة في كثير من الأحيان ، وهم الآن هنا ليسألوا عنك لا أعرف هل هم مجانين ليعتقدوا انك قد وصلت إلى هنا بالفعل ؟؟ أم انهم يشكون في ذلك الشخص الذي يدافع عنك؟؟
قلت باستغراب :
- هل تعتقدين أنه جاميان؟؟
- بكل تأكيد .. إنه الآن يقوم بدورين البحث عنك ومساعدتك في نفس الوقت.
قلت باندهاش :
- ياله من شاب! كيف يستطيع فعل ذلك ..
- كان يعرف أنك ستأتين إلى هنا منذ فترة، وقبل حفل تتويج الملك أخبرني أن علي تجهيز غرفة لفتاة في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمرها ..
تأملت في غرفتي للحظة ثم قلت :
- يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت ..
- هذا الأمر يسعدني جدا ..
قالت ذلك آيريس والدة جاميان وهي تمسح على شعري بلطف .. وتبتسم ..
وعدنا معا إلى غرفة الجلوس، كان الأثاث على ذلك الكوكب يتسم بطابع الابتكار والرفاهة .. فهذه أريكة مثلثة رائعة لم أر مثلها على الأرض وهي معلقة بثلاث حبال وتهتز كلما هبت نسمة هواء ، إنها تعجبني جدا ..
وعندها قلت وانا أجلس جوار آيريس :
- هل تسمون كوكبكم الأرض ؟؟ أيضا ؟
- لا .. إنه الكوكب الأخضر..
- ولماذا الأخضر ...
- لأن مساحات الغابات تمثل ستين بالمائة من مساحة الكوكب ككل .. ليس لدينا بحار شاسعة ورائعة مثل التي في كوكبكم ...
كنت متعجبة ووقفت والدة جاميان وتوجهت إلى غرفة أخرى وهي تقول :
- انتظريني لحظة واحدة ..
بعد دقائق عادت والدة جاميان " آيريس" وبيدها كتاب كبير وكان مكتوبا بلغة لا أعرفها وقالت :
- هذا الكتاب النادر كان بحوزة جدي ، ولكنني أخذته من والدي واسمه ( الكواكب الثلاثة ، النظام المثلثي الكوني )
نظرت إلى الكتاب باندهاش وعندما فتحته رأيت فيه خرائط ومناظر كثيرة ومدهشة .. وأمسكت آيريس الكتاب وفتحت لي صفحات في منتصف الكتاب فرأيت فيها خريطة العالم .. عالمي آسيا ، أمريكا ، أفريقيا ..
شعرت بانشراح كبير وقلت بسعادة :
- أرجوك ما قصة هذا الكتاب ؟
- أنظري إلى خريطة الأرض الخضراء ..
كانت خريطة كوكب جاميان غريبة فهي عبارة عن قارتين كبيرتين يفصل بينهما بحر واحد يشبه البحر الأحمر ولكنه طويل جدا ولم تكن توجد بحار أخرى فقلت باندهاش :
- ماهذا هل هاتان بانشيبرا وتيمالاسيا ؟ ألا توجد دول أخرى غيركم ؟؟
- نعم هذا صحيح والحرب هنا كانت طاحنة ..
- حتى على كوكبي، هناك الكثير من الحروب الغريبة ..
- انتم لديكم الكثير من الدول واللغات والديانات والاختلافات أما نحن فلا كوكبنا يزيد عن كوكبكم في المساحة وليس لدينا بحار ومع ذلك ننقسم إلى شعبين وحسب تيماليون وبانشيريون ونقتل أنفسنا من أجل قلادة سحرية تدعى ايموكيا ..
تذكرت فجأة الأميرة لوليانا عندما حكت لي تلك الحكاية وتسائلت :
- وماهو الكوكب الثالث ؟؟
- إنه كوكب متطور جدا وهو رأس المثلث الفضائي ولم نستطع الوصول إليه فلا أملك عنه أي معلومات عنه سوى من الكتاب .. لأن الكثير من المجازفات قد حدثت ..
- لم أفهم .. أي مجازفات ..
- لقد صنعت مركبتان على أساس هذا الكتاب .. ومن خلال الثقب الأسود الفضائي المحدد، استطعنا الوصول إلى الأرض الزرقاء أرضكم ، بينما المركبة التي ذهبت إلى كوكب (بلامنيت الفضي ) لم ترجع حتى الآن ..
ظللت صامتة باندهاش وتمتمت ..
- ياله من عالم كبير ! ولكن .. ماذا عن بقية الكواكب ؟؟ النظام الشمسي؟؟
- هذا الكتاب يصور الكواكب الحية فقط .. ربما هناك المزيد من الكواكب ..
نظرت إلى الأريكة المثلثة وقلت :
- ربما هذه الأريكة نظام مصغر ..
ضحكت والدة جاميان وضحكت أنا أيضا ..
و في تلك اللحظة سمعنا طرقا آخر على الباب وركضت بسرعة متوجة إلى الغرفة .. ونظرت بسرعة من النافذة وأنا مختفية ..
فتحت آيريس ورأيت حرس الملك الخاص وقال أحدهم بصرامة:
- لا داعي لإخفائها يا سيدة ماكنزي ... سلمي الفتاة فورا .. لقد راقبنا المنزل ونعلم أنها هنا !!!
شعرت بالهلع وأنا أسمع تلك الكلمات ..
وبسرعة حاولت الهرب فتحت النافذة الخلفية وقفزت على الأرض وركضت بأقوى سرعتي في الحديقة الخلفية لم يرني أي حارس من حراس الملك .. ولكن ..
فجأة خرج أحدهم من وسط الأشجار وأمسك بي بقوة وسحبني ..
صرخت ولكنه وضع يده على فمي وسمعت صوته :
- أهدأي يا لندا .. إنه انا تالتن ..
هدأت قليلا وكففت عن الرفص والعض والضرب ونظرت إليه .. وقلت بوجل:
- ماذا ستفعل الآن ..
نظر لي جيرودا وهز رأسه قائلا بتوتر ملحوظ :
- لا فائدة، لقد كشف أمري والآن علي أن أساعد أمي وإلا أخذوها رهينة حتى أعيدك .. ابقي هنا وإياك أن تصدري أي صوت ...
أغلقت فمي وبقيت مكاني بلا حراك وأنا أفكر في الذي حصل ؟؟
أنا متعجبة مما حصل !!
لقد كان الجنود عند آيريس من فترة قصيرة ولم يشكوا بأي شيء ، كيف انقلبت الموازين بتلك السرعة ..
تذكرت جيرودا وجاميان .. لقد دمرت مستقبلهما على أرضهما ...
كان علي أن أكون الآن ميته من فوق قمة الجبل ولكن جيرودا أوقفني .. الآن ماذا سأفعل ؟؟
بقيت مكاني مثل ما امرني جيرودا ..
وبعد وقت قصير عاد جيرودا وجلس إلى جانبي وهو يتنفس بسرعة.. كان حائرا وسألته :
- جيرودا .. مالذي حصل لوالدتك ؟؟ ألم تستطع انقاذها؟؟
نظر لي جيرودا باستغراب وقال:
- انت تعرفين اسمي الحقيقي؟؟
- لقد حكت لي أمي قصتك أنت وجاميان ..
ابتسم جيرودا وقال :
- يجب أن أجد جاميان الآن .. ذلك الغبي لا أعرف أين هو ... لقد أخذوا أمي وسوف يهددونني بها لكي أسلمك لكن لا بأس جاميان خارج الصورة ..
نظرت بصمت وحزن إلى جيرودا ثم قلت :
- اتركني يا جيرودا وانقذ والدتك .. سلمني وقل أنه لا علاقة لك فيما حصل ، أرجوك لا تضيع مستقبلك أنت وجاميان .. أرجوك
عاد جيرودا ينظر إلي وقال بعصبية :
- ماذا تقولين ، أسلمك ؟؟ هل أنت مجنونة .. لك الحق فالمجانين يعرفون بعضهم، ذلك الجاميان مجنون أيضا ..
بعد تلك الكلمات أخرج جيرودا رأسه ونظر بخفة في الخارج ثم عاد وقال :
- لقد أخذوا مركبتي وهم يبحثون عنا ..
ثم وقف منخفضا وأمسك بيدي وهو يقول :
- علينا أن نصل إلى مخبأ جاميان بسرعة ..
وقفت أنا أيضا منحنية وركضنا بسرعة وسط الأشجار الكثيفة، كان الجو باردا
ولم نتكلم ..
ركضنا كثيرا وشعرت بالتعب ولم يعطيني جيرودا أي فرصة للراحة .. وهو يركض لم يتعب ، ولذلك تركت يده وبطأت حركتي ثم قلت بتعب :
- لقد ركضنا كثيرا .. أرجوك دعنا نرتاح ولو لثوان ٍ ..
قال جيرودا باستسلام :
- حسننا دقائق فقط .. لا يمكننا البقاء أكثر ..
ظل جيرودا واقفا يراقب المكان بحذر وتطلعت إلى زيه الأسود ودرعه الرمادي بحزن!! وعندما ارتحت قليلا بدأنا في الركض ثانية ..
وفي النهاية وصلنا إلى منزل صغير ومرعب .. قبل أن نصل إلي الباب فتح جيرودا بوابة في الأرض كانت الرمال والأشجار تغطيها وقال بحزم :
- هيا انزلي ..
نظرت للظلام الحالك بالداخل وشعرت بخوف شديد ..
قلت :
- ألن تأتي معي ؟؟
- لا .. سوف يأتي جاميان بعد قليل ..
- متى؟؟
- لا أعلم ..
سلمت بالأمر الواقع ووضعت رجلي داخل الحجرة المظلمة ثم نزلت على سلم معلق مخيف وعندما وصلت للأرض لم تكن عيناي قد اعتادت على النور بعد ..
وسمعت صوت جيرودا يقول :
- ابقي هنا ولا تصدري أي صوت سيعود جاميان لأخذك حالما يتدبر الأمر ..
أغلق جيرودا البوابة علي ..
وسمعته يضع بعض الحشائش والأتربة فوقها..
ثم صوت خطواته تبتعد من المكان ..
بقيت في المكان بعض الوقت حتى اعتادت عيناي على الرؤية في الظلام، كان المكان عبارة عن سرداب تحت البيت .. هناك الكثير من الأتربة ويبدو المكان مهجورا والكثير من الصناديق والحقائب الملقاة بإهمال ..
كان هناك ضوء أزرق خافت يأتي من أعلى سلم معلق .. توجهت نحوه ونظرت للأعلى ..
كانت هناك فتحة ربما تقود للخارج ولكنني لم أقم بأية مغامرات وعدت إلى المكان ثانية وبدأت بتنظيف موقع للجلوس فيه .. فكرت في تسليم نفسي للملك حتى أضع جاميان وجيرودا في الأمر الواقع لكنني خفت من غضب جاميان ..
لقد فعلا كل ذلك وانا في النهاية لم أقدر ذلك ورميت بنفسي في النار من جديد . . عدت إلى العمل وأزحت بعض الصناديق ثم رتبتها ..
عندما انتهيت من ترتيب مكان صغير جلست فيه وأنا أحاول التأقلم مع المكان الجديد، بعد قليل وضعت يدي تحت رأسي وذهبت في نوم قلق مليء بالكوابيس ..
********
استيقظت فجأة على صوت أقدام كثيرة تسير بسرعة فوق المخبأ، وسمعت أصوات الجند .. كانوا يبحثون عني ..
تسمرت في مكاني وانا أشعر بخوف شديد ، وركضت بهدوء واختبأت خلف صندوق كبير، ومن خلف الصندوق نظرت إلى الفتحة الأخرى وكانت المفاجأه عندما كسر الجنود الفتحة ونزل أحدهم وصاح قائلا :
- أنظروا .. لقد وجدت سردابا ..
نزل جنود آخرون وسمعت آخر يقول بصوت خشن:
- لا أظن أن أي شخص دخل ذلك المنزل إنه مليء بالغبار..
- دعنا نبحث هناك ..
- صحيح انه يصلح أن يكون مخبأ جيداً ...
اقترب الجندي كثيرا من الصندوق وقال آخر :
- دعونا نبحث داخل الصناديق ... وخلفها ..
ارتج قلبي بين ضلوعي وعرفت أنه سيكشف أمري ..
مضت دقائق وهم يحومون حولي وأنا أغمض عيني وادعي الله أن يخرجني من هذا المأزق ..
وبدون وعي مني صرخت وأنا أشعر بيدين تمسك بي بقوة .. فتحت عيني ونظرت في وجهه ، كان جنديا بانشيريا قويا وابتسم بانتصار قائلا :
- وجدتها .. لقد وجدتها .....
كان مذهولا لأنه وجدني وكنت مرتعبة وآلمتني معدتي من هول المفاجأة ..
نظر قائد الجند إلى .. كان هو روسو بعينيه الحمراوين وقال بصرامة:
- هيا نأخذها إلى الملك بسرعة .. أنا متعجب كيف وصلت بسرعة إلى هنا!!
أمسك الجنود بي بقسوة وسحبوني خلف روسو ..
تعجبت من قوتي الشديدة فقد كنت صامدة ولم أبكي أو أصرخ وسرت مع الجنود إلى مصيري الجديد ...
ترى كيف ستكون الأيام القادمة؟؟
ركبت في عربة الجنود وقاموا بوضع سلاسل في قدماي حتى لا أستطيع الهرب .. وجلس روسو أمامي وقال :
- من أحضرك إلى هنا .. أجيبي ؟؟ هل هو تالتن ؟؟
نظرت له ولم أرد ..
اقترب روسو مني ثم جلس إلى جواري وقال بصوت الهمس :
- لندا .. ارجوكي ... لا تخافي، كوني شجاعة كما قال عنك جامي .. لكن والدة جاميان وجيرودا ستقتل إن لم أسلمك إلى الملك.. هل سمعتي ؟؟
امتلأت عيناي بالدموع وقلت بدهشة وانا اخفض صوتي :
- لماذا يقتلها .. إنها امرأة طيبة القلب ولم تفعل شيئا ..
- لقد عرف انها تولت حمايتك وعرف أن تالتن هو الذي هربك .. أمر جاميان لم يكشف بعد .. لكنه حصل على اللقب الذهبي بسبب غياب تالتن عن المنافسة نهائيا ..
قلت باندهاش :
- وأين تالتن أقصد جيرودا .. أين هو الآن ؟؟
- لا أحد يعلم ..
ظللت صامتة طوال الطريق وأنا أنظر إلى ضوء النهار حتى اقتربنا من طائرة كبيرة ، علمت اننا سنعود للعاصمة ..
وبعد أن جلست بداخل الطائرة لم يتسن للجنود الدخول وخرجوا مرة ثانية وحصلت ضوضاء شديدة ثم سمعت صوت البنادق والمسدسات ..
لم اكن اعلم مالذي يجري لكنه لم يبق في الطائرة سواي انا والطيار الذي نظر إلى وقال مبتسما :
- مرحبا يا آنسة لندا .. تشرفت برؤيتك أدعى " سبيرسو" وأنا طيار مملكة بانشيبرا الأول ..
حاولت ان ابتسم وقلت أحاول التذكر:
- أشعر كأني سمعت اسمك من قبل ؟؟
ابتسم الطيار وتركني ثم توجه إلى قمرة القيادة وأغلق أبواب الطائرة وانتظر دقيقة أخرى ثم أقلع بالطاائرة وهي خالية ...
تعجبت كثيرا ولكنني ظللت صامته ولم أرى سوى كتف الطيار طوال الوقت حتى قال :
- أنا رجل مخلص لجاميان .. ولذلك فلن أسمح لهم بأن يأخذوك ..
قلت بانفعال:
- ولكن .. ماذا عن والدة تالتن ؟؟ ماذا سيحل بها ..؟؟
قال الطيار سبيرسو بعد فترة صمت :
- لم يعد هناك فائدة .. لقد قتلت .. قتلها الملك ..
فتحت فمي مندهشة وقلت غير مصدقة :
- لا يمكن ... لقد كنت معها بالامس .. ارجوك لا تكذب علي ..
- أنا لا أكذب يا آنسة ..
نزل الخبر علي كالصاعقة ولم أشعر إلا ودموعي تحرق جفوني ،، شعرت أنني فقدت أمي مرتين ..
فكرت في جاميان وجيرودا ... ماذا سيفعلان الآن .. لقد فقدا كل شيء!!
رغبة شديدة دفعتني لبكاء مرير .. ذكرني بذلك اليوم الذي نزل خبر موت والداي علي كالصاعقة ، هكذا بكيت .. بكاء مرا لم أذق مثيلا لمرارته وكأنه كأس من العلقم ..
خفق قلبي لأنني خذلت جيرودا وجاميان، أشعر بأنني قاتلة والدتهما ، حاولا إنقاذي فدفعا ثمن ذلك غاليا ... وغاليا جدا ...
ذرفت دموعي ولم أشعر بما حولي حتى ناولني أحدهم منديلا، رفعت رأسي رأيت الطيار سبيرسو .. الذي قال بابتسامة مغتالة :
- لا بأس ، لقد وصلنا ... سيكون جاميان بانتظارنا هنا..
- لا..
صرخت هكذا وأنا أمسح دموعي وقلت :
- لا يمكنني مقابلته .. أرجوك .. أنا حزينة ومستاءة ولا أحتمل النظر إلى أي شخص ..
مد سبيرسو يده إلي وقال بلطف:
- هيا يا آنسة لقد فعل ذلك من أجلك .. أنت لن تخذليه، صحيح؟؟ ولن تخذلي صديقه تالتن ؟؟ أليس كذلك ؟
حرك كلامه مشاعري وعلمت أن سبيرسو لا يعلم أن جاميان وتالتن \ جيرودا شقيقان فقمت مع سبيرسو ونزلت من الطائرة .. في تلك اللحظة رأيت مبناً ضخماً فضي اللون يرسخ بين الأشجار الكثيفة وقال سبيرسو:
- هذه أول منطقة دخلت فيها إلى بانشيبرا عندما حملك جاميان من الأرض وكنت في غيبوبة صناعية .. هنا تقطن المركبة البارعة " هينوا" ..
نظرت إلى المكان بفضول .. كانت عيناي مشوشتان بسبب الدموع التي لا تريد التوقف .. ونظرت إلى سببيرسو ..
كان شابا طويل القامة له شعر أخضر داكن قصير وعينان بنيتان ضيقتان .. وكان يرتدي زيا مميزا يذكرني بزي ضباط الجيش على الأرض ، كما أن وجهه غير مألوف ولكن صوته كان هادئا ومميزا ..
كان لطيفا جدا معي، وسرت بصحبته وسط الحشائش والأشجار حتى وصلنا إلى البوابة .. رقم سري وضعه سبيرسو وقمنا بالدخول ..
سرت خلف سبيرسو بهدوء وصعدنا درجا حديديا بسيطا ، شعرت كأنني أسير في محطة فضائية أو أي شيء من هذا القبيل!
وعندما وصلنا للدور العلوي، شاهدت جاميان.. كان يعطينا ظهره ويصلح شيئا ما .. واخذت نفسا عميقا قبل أن أواجهه ..
قال سبيرسو بعد أن تتنحنح لافتا نظر جاميان إلينا :
- هييه يا صديقي ، لقد وصلنا ..
التفت جاميان ينظر إلينا وعلى وجهه ابتسامة كبيرة واقترب قائلا ..:
- هذا رائع ، لقد كنت انتظر تالتن لم يكلمني منذ يومين .. لكنكم سبقتموه..
تأكدت من أن جاميان لم يعرف خبر موت والدته،، لأنه يبدو على طبيعته .. وقال سبيرسو :
- لا تعرف ماذا حصل للمسكين تالتن ، لقد قتل الملك والدته!!
شهقت ونظرت إلى سبيرسو بغضب لأنه أخبر جاميان.. وتحول وجه جاميان للون للأصفر وهو يقول باندهاش:
- ماذا تقول ؟؟ قتل من؟؟
قال سبيرسو بحزن :
- لقد قتل الملك والدة تالتن .. ورغم ذلك هاجم الجنود عندما ركبنا الطائرة .. إنه شاب قوي ..
وقف جاميان مبهوتا وتجمعت الدموع في عينيه .. لكنه كان صلبا جدا ولم تنزل من تلك الدموع ولا حتى قطره ونظر إلي بحزن،، دموعي عادت إلى الجريان من تلقاء نفسها ولم أستطع منع نفسي من البكاء فقال جاميان بخفوت :
- وأين هو ؟؟ أين تالتن الآن؟
- لا أعلم ..
رد سبيرسو بهدوء فاندفع جاميان ونزل إلى الأسفل وعندما نظرت إلى المركبة انعكست صورتي على المنيوم عاكس فرأيت أنفي وقد صار أحمرا ..
وتساءل سبيرسو :
- إلى أين ستذهب ؟؟ .. انتظرني
ثم ذهب خلفه، وبقيت في المكان بمفردي ... أتأمل المركبة ولكنني أفكر بعيدا .. بعيدا جدا .. ذلك الملك أمرجيز الخائن المتوحش، من يرى شفافية عيونه ورقة كلامه لا يصدق أبدا أنه بتلك الوحشية!!
كنت أتسائل دائما عن خبث الناس ومكرهم ،، ولكن ذلك العالم الجديد غريب جدا، فهو مليء بالألغاز ..
سمعت صوت أقدام خلفي فرأيت أن جاميان قد عاد مرة أخرى وكان صامتا، تبادلنا نظرة أخرى فقال جاميان :
- سننطلق حالما يصل تالتن، إنه في الطريق إلينا ..
اقتربت من جاميان، شعرت بأنفاسه المتسارعة .. دقات قلبه الحزين كأنها تنبض داخل قلبي أنا .. حاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع ووضعت يدي على كتفه فقط ونظرت إليه ..
ظل ينظر لي طويلا وفي عينيه ألف دمعه محبوسه .. فقلت أخيرا :
- جامي .. أنا آسفة من أجلك، كل هذا حصل بسببي .. فقدت والدتك لأنك حاولت مساعدتي أنت وشقيقك .. أرجوك سامحني .. أرجوك..
نزلت دمعات متتالية من عيني شعرت بحرارتها فقال جاميان برقة وهو يمسح دمعاتي بأصابعه :
- لقد علمت بقصتنا إذا ، حسنا لا بأس .. لا أريدك أن تزعجي نفسك أبدا، وذلك القاتل أمرجيز .. أعدك أنني لن أتركه حيا ..
بكيت بمرارة فضمني جاميان برقة ..
شعرت بأمان شديد و أغمضت عيني .. لكم أنت رائع يا جاميان .. ولكم شككت بك في الماضي وقلت أنك متوحش ،، لكن شعوري الحقيقي كان مختلفا عنك ..
قال قلبي لك .. صدقني يا جاميان .. انا لم أكرهك وكل الذي حام حولك كان بسبب ذكاؤك وروعتك .. وتلك الروح الشفافة التي خلقت بداخلك ..
قلت وأنا أذرف المزيد من الدموع جعلت صوتي مرتعشا :
- جاميان ... أنت قوي جدا، أنا لست مثلك .. عندما مات والداي بقيت فترة طويلة جدا أبكي حتى استوعبت الأمر .. بقيت سنينا لا أصدق ..
- لا لندا ... أنت قوية ، لقد كبرتي الآن عن السابق ولم تعودي طفله .. أم ماذا؟؟
أفلتني جاميان لينظر إلى وجهي فشعرت بارتباكه الشديد وحزنه وتساءلت بخوف :
- جيرودا ... أين هو .. أخشى أن يصيبه مكروه ..
لم تمض دقائق سمعنا صوت سبيرسو يصيح برعب:
- لقد وصل تالتن ... آآآ يا إلهي
أسرعت أنا وجاميان ونزلنا بسرعه لنفاجيء ..
أخطر صدمة على الأطلاق ..
لم أصدق ما راته عيناي وشهق جاميان بفزع ..
كان جيرودا يمشي مترنحا .. الدماء تغطي وجهه وشعره وملابسه ..
كان هناك خطان نظيفان غسلتهما الدموع على وجهه ..
لم يقل شيئا وظل يسير ببطء وهو يجر قدميه حتى وقف أمامي وأعطاني كتابا كبيرا غطته الدماء وقال بصوت مرتجف قتله التعب :
- خذيه .. لقد كانت أمي حريصة على وصوله إلى يديك قبل رحيلها ، إنها ... إنها وصيتها .. الـ ... الأخيرااا ه ..
أمسكت الكتاب بسرعة منه فسقط على الأرض وركض جاميان وسبيرسو نحوه بسرعه ..
نظرت إلى الكتاب .. كان ذلك هو بعينه الكتاب الذي تكلمنا عنه قبل أن نفترق، "الكواكب الثلاثة : النظام المثلثي الكوني" وأمسكت بالكتاب المغطى بالدماء جيدا وبكيت وانا أنظر إلى جيرودا ، صرخ جاميان بفزع وهو يضم أخيه :
- جيرودا .. أجبني يا أخي .. أرجوك لا ترحل ..
وقف سبيرسو مندهشا أمام هول المفاجآت التي يسمعها فهو لا يعرف ان تالتن وجاميان شقيقين ، واقتربت من جيرودا وجسست نبضه وقلت بسرعة وأنا خائفة:
- مازال قلبه ينبض، أسرع يا جاميان علينا أن نقدم له مساعدة طبية ..
نظر إليّ جاميان فرأيت دموعه اللؤلؤيه أخيرا وصاح بخوف :
- ماذا أفعل ؟؟؟
- هيا .. يجب أن نوقف النزيف .. شاش ضمادات .. أي شيء..
ركض سبيرسو بسرعة وأسرع جاميان باتجاه مختلف .. وفتح جيرودا عينيه لينظر إلى وقال بخفوت :
- لندا .. لا فائدة .. يجب ان ألحق بأمي ، نحن لم نفترق أبدا .. والقلادة التي أضعها هنا ..
نظر باتجاه صدره بصعوبه وقال بألم :
- فـ .. في جيبي ..
فتحت جيب سترته وأخرجت قلادة ذهبيه كبيره فقال :
- نعم .. أعطيها لجاميان ..أنـ ... آآآآه
تألم جيرودا فقلت بخوف :
- جيرودا .. أصمد أرجوك أنت بطل ..
ابتسم جيرودا بمراره وقال بتعب وصوته يتقطع:
- ليس هناك أبطال في الموت .. لندا ..آه .. جاميان لا تتخلي عنـ .. عنه .. إنه لم يحب في حياته سواك ..
صدمت وأنا أسمعه يقول ذلك وقلت بصرامة وأنا أدفع عبره في عيني :
- كف عن الكلام سوف تجهد نفسك ..
رأيت جاميان يجري بسرعه مقتربا وصحت بوجهه :
- لقد تأخرت ...
نظر جاميان بخوف كان العرق يبلل جبينه من الإجهاد والفزع وقد التصقت خصلات شعره بوجهه وبدأ يوقف معي نزيف جيرودا بسرعه .. قال جيرودا شيئا ولكننا لم نسمعه فاقترب جاميان بسرعه منه وقال بخوف :
- ماذا كنت تقول يا أخي ؟؟ جيرودا ...
حرك جاميان شقيقه بقوة وقد اتسعت عيناه بفزع وصرخ:
- جيروداااااا ..
كان يبدو جيرودا ساكنا جدا ... وتحسست نبضه ثم نظرت إلى جاميان بألم ..
قلت بخوف :
- نبضه ضعيف جدا .. إنه يحتاج إلى رعاية طبيه وإلا سنفقده ..
اقترب سبيرسو وهو يحمل أدوات طبية وقال بسرعة :
- لم لا نأخذه للمشفى ..
قال جاميان بعصبيه :
- هل نسيت أنه مطارد!!
لم يقل سبيرسو شيئا وقلت بسرعة :
- ألا تعرفان طبيبا .. سوف يموت ..
تركنا جاميان وخرج مسرعا من البوابة الكبيرة ، ونظرت إلى سبيرسو وقلت :
- هيا احمله معي يجب أن نضعه في مكان مريح ..
حملناه بصعوبة فقد كانت الجروح تملأ جسده وسقطت مني القلادة محدثة رنينا على الأرضية فنظر سبيرسو وقال ونحن نصعد الدرج :
- لا أصدق عيني أهذه ايموكيا الحقيقية أم انها قلادة تشبهها ..
قلت باستغراب وانا اتنفس بسرعة :
- ماذا .. تقصد بايموكيا .. أليست ملكا للدولة ؟؟
وضعنا جيرودا على أريكة مريحة ونزل سبيرسو بسرعة ليحضر الأدوات الطبية وطبعا القلادة والكتاب..
ونظرت إلى جيرودا بعد أن احضرت القليل من المياه والقطن وبدأت أمسح الدماء عن وجهه بعناية، طوال عمري وأنا أحب التمريض ..
عندما عاد سبيرسو قال مندهشا وهو يتفحص القلادة بعناية :
- لا أصدق أن تالتن قد حصل على إيموكيا.. الملك نفسه لا يحق له لمسها .. انه ليستطيع ان يهدد بها الكوكب بكامله ..
ضحكت ضحكة قصيرة وقلت بإعجاب :
- إنه قوي جدا ..
كانت القلادة ذهبيه ودائريه متوسطة الحجم في وسطها لؤلؤه شفافه رائعه بحجم حبة الزيتون ومفحور تحتها حروف غريبه، كانت القلادة قمة في الروعه والجمال رغم بساطتها .
ومضت فترة قصيرة من الصمت وسبيرسو يتأمل القلادة بعيني خبير ..
فقلت باستغراب وأنا أضمد جراح جيرودا :
- لكن من العجيب ألا يوجد حرس هنا حول مركبة مهمة كـ "هينوا" ؟؟
ابتسم سبيرسو قائلا :
- لن تصدقي ما فعله جاميان مع عشرين جنديا كانوا هنا .. لقد اختفوا من على وجه الكوكب بكل عتادهم .. لكم أنا معجب به .!!
صمت سبيرسو ويبدو أنه يتذكر شيئا جيدا فلم أرد أن أقطع سكونه واستمريت بتضميد جراح جيرودا ..
توقف النزيف أخيرا بعد أن ضمدت جروحه كلها بعناية وساعدني سبيرسو .. تساءلت بقلق :
- أين جاميان؟؟ لقد تأخر ..
لم يجبني سبيرسو ولكنه وقف ونزل إلى الأسفل مجددا ..
كانت حالة جيرودا حرجة جدا وخشيت أن يكون مكروها قد حصل لجاميان .. شعرت بالقلق وكنت اتحسس نبض جيرودا في كل دقيقة ،، كانت حرارته مرتفعة جدا وقمت بوضع ضمادات قطنية مبلله بالماء على راسه..
تساءلت أين ذهب سبيرسو هو الآخر ؟؟
خرجت آهه قصيرة من حلق جيرودا فالتفت اليه بقلق وقلت وانا ابلل الضماد بالماء من جديد :
- جيرودا اصمد ارجوك .. لا تترك جاميان لوحده .. إنه يحبك وسوف تتدمر حياته اذا ابتعدت عنه ..
كنت اعرف ان جيرودا يسمعني رغم آلامه وتابعت أحاول بث الأمل في نفسه:
- أنت كل شيء بالنسبة لنا .. هيا جيرودا انا احترمك واحبك ، انت مثالا يحتذى به وقدوة للجميع .. أرجوك جيرودا لا تستسلم ..
فتح جيرودا عينيه بصعوبه .. فتحهما قليلا كان بالكاد يراني وحاول أن يتحدث ولكنه لم يستطع ..
شددت على يده وقلت :
- هيا كف عن اجهاد نفسك ، سيأتي جاميان قريبا ..
ظل ينظر جيرودا نحوي بتعب واستطاع ان ينطق أخيرا :
- أين .. جاميان.. اريد ان أراه قبل أن .. أ .. أموت ..
قلت بغضب جارف :
- لا .. لا تقل ذلك أرجوك ..
صمت جيرودا وعاد للنوم ، كنت أتحسس نبضه كل دقيقة بفزع ..
وضعت رأسي قليلا على الأريكة وكأنني غفوت ...
ولكنني فزعت في اللحظة عندما سمعت صوت أقدام خطوات خلفي .. فنظرت بسرعة ولكنني لم أر جاميان ..
ولم أر سبيرسو ...
لقد كان آخر شخص توقعت رؤيته في حياتي !!!!
نظرت باندهاش وأنا أرى الملك يقف أمامي وخلفه بعض الجنود ومعهم روسو..
لم أقل أي كلمة .. ولكنني تمسكت بإيموكيا جيدا والقيت نظرة على جيرودا النائم.. وظل الملك ينظر إلي وعلى وجهه ابتسامة غريبة ..
ثم قال فجأة:
- لندا .. انا لا أريد أذيتك .. هيا سلميني القلادة فورا ..
دخل المزيد من الجنود وامتلأ المكان بهم فقلت وانا أمسك القلاد جيدا :
- مستحيل!
ذهل الملك من ردة فعلي واقترب روسو مني فصحت:
- لا .. لاتقترب أكثر ..
رد روسو وهو يتابع الاقتراب ببطء:
- لا يمكنك استخدامها ضدنا .. أنت لا تعلمين كيف تعمل ..
- بلى أعرف .. لا تجعلني أتهور ..
أجبت بقوة وقلبي يرتجف من الخوف وتوقف روسو عن الاقتراب وهو مصاب بحالة من الذهول ..
ضحك الملك ضحكة شريرة وقال :
- أنت لا تفهمين أي شيء فأنت تعرضين حياته للخطر!
تساءلت بخوف:
- حياة من ؟؟ أنت قاتل .. لقد قتلت والدة تالتن..
نظر الملك باسما وقال:
- انا لم أقتلها .. إنها إشاعة، ولم أقتل راجوي ..
نظرت بذهول فتابع الملك مبتسما وهو يقول ببطء :
- ولم أقتل .. لوليانا ... ولم .... أقتل اوليسى ..
لم أصدق حديثه وقلت :
- أنت ملك ****************************** ** . .. و !
وفي الحال رأيت راجوي تصعد الدرج وخلفها لوليانا ..
شهقت بدهشه وسقطت ايموكيا من يدي محدثة رنينا على الأرض..
ثم ظهرت أوليسي خلفهما بعد لحظات .. لم أصدق ماتراه عيناي ثم صعدت والدة جاميان وجيرودا أيضا ..
كان الملك يراقب ردة فعلي وأشار خلفي فالتفت بسرعة لأرى جيرودا يقوم واقفا وهو ينظر الى بابتسامة ثم قال بقوة غريبه وهو يفتح عينيه جيدا:
- أنا .. لم أكن مصابا حقا .. أنا آسف،، لقد كانت مؤثرات جيدة ..
أحتبست الدماء في عروقي ونظرت إليهم بعدم فهم .. وألم ..
ماذا يحصل من حولي ..
لم أستطع ان أقول شيئا وعادت الدموع تشق طريقها فقال الملك وهو يقترب :
- لقد كنا نحاول اسعادك فحسب .. كانت مجرد دعابة كبيرة .. في الحقيقة أنا لست ملكا ...
هززت رأسي رافضة لما يحصل وقلت بصوت مرتعش :
- كل الخوف الذي عشت فيه ... كان دعابة .. سمجة و***************************** ***ة ..
رأيت جاميان يصعد الدرج ونظر إلي ثم قال:
- أنا آسف لأنني اشتركت في هذا .. آسف لندا .. لقد كانت قصة جيدة،،
ثم أشار إلى جيرودا وتابع :
- إنه ليس أخي حقا .. يدعى كريس ...
قلت وأنا اشعر بالإهانه وتحول حزني إلى غضب شديد :
- كيف .. كيف تجرؤون على خداعي بتلك الطريقة ... أنا لن أسامحكم أبدا ..
اقترب جيرودا من خلفي وقال :
- لقد كنا نحاول مداعبتك فحسب .. لما لا تمتلكين روحا مرحه!
نظرت إلى الضمادات التي وضعتها لاوقف جروحه المزيفه ولم أستطع تمالك نفسي فصفعته ..
ثم استدرت ونظرت إلى لوليانا وراجوي .. وأوليسي ..
نظرت إلى جاميان والألم يعتصر قلبي وصرخت بوجهه:
- ممثل ****************************** ** .. أريد العودة إلى وطني ..
ابتسم جاميان ببرود وقال أمرجيز :
- في الحقيقة لقد ابتعدت بضعة كيلوات عن منزلك لا أكثر وإنما كانت هذه دعابة قويه من جيمس .. فقد كان ذلك استوديو مجهزا ..
شعرت بخطوات فنظرت خلفي ورأيت جيمس يقترب وعلى وجهه ابتسامه كبيره ..
وتمتمت :
- مجرد ****************************** ** يمتلك المال ويخدع الآخرين ... أقسم أنني سأريك ..
- لندا ... هل أنت بخير .. لندا .. استيقظي أرجوكِ ..
فتحت عيني بتعب ورأيت وجه جاميان ينظر إلي بقلق فأفقت بسرعه وانا أنظر إليه بعدوانيه .. كنت مستلقيه على أريكه ..
ولكنني في اللحظة التاليه اكتشفت أنه كان مجرد كابوس مرعب .. وقلت وانا التقط أنفاسي :
- لقد كنت أحلم حلما سيئا جدا ..
قال جاميان برقه :
- كان يبدو ذلك واضحا ،، لذلك أيقظتك ..
ثم نظرت إلى الأريكة الأخرى، كانت بعيدة وكان هناك رجلان يقفان على راس جيرودا وقد خلعا عن نصفه العلوي الملابس السوداء والدرع الفضي وظهر جسده المليء بالجراح فقال جاميان :
- لقد أحضرت أطباء من أجل جيرودا .. يقولون أن حالته خطيرة جدا ..
تساءلت :
- كم مر من الوقت .. وأين سبيرسو ؟؟
- عندما عدت وجدتك نائمة على الأرض بجانب أريكة جيرودا وبيدك ضماده مبللة فحملتك إلى هنا وتولى الأطباء علاج جيرودا .. لم تكملي العشر دقائق منذ عودتي ،، وسبيرسو داخل هينوا .. إنه يعدها للرحلة ..
كنت مازلت مستاءة من الكابوس فتسائل جاميان :
- هل كنت موجودا في الحلم السيء؟؟
نظرت إلى جاميان وحاولت أن ابتسم وقلت :
- لماذا تسأل..؟؟
- تنظرين إلي بشك وغضب .. وعندما فتحتي عينيك شعرت أنك تريدين قتلي..
- (ضحكت) .. لا تشغل بالك إنه مجرد حلم غبي لا يمكن أن يكون حقيقيا!
- هذا جيد ، المهم أنك لا تبغضينني بسببه!
ابتسم جاميان بلطف وبادلت ابتسامته بأخرى ، ثم وقف واتجه ناحيه الأطباء ولكنه توقف في منتصف الطريق وقال بامتنان :
- اشكرك على العناية بأخي ...
قلت بجديه :
- إنه أخي أيضا يا جامي .. أرجو أن لا تنس ذلك أبدا ..
ابتسم جاميان وهو يهز رأسه موافقا لكلامي ثم أكمل طريقه،، كانوا يجرون الخياطة للجروح ولم أحب المنظر كثيرا ففضلت الابتعاد ووقفت عند السور الحديدي المطل على المركبة هينوا، كانت مركبة كبيرة ورائعة وقد كتب عليها هـ يـ نـ و ا بحروف كبيرة وبعيدة عن بعضها مما أثارإعجابي ..
كنت لا أريد لجاميان أن يحزن ثانية، يكفي أنه فقد والدته بسببي ..
ودعوت الله في قلبي أن يحمي جيرودا .. كنت خائفة جدا من أن نفقده ..
سيسبب ذلك أزمة كبيرة لجاميان .. ولي أيضا فأنا أقدر ذلك الشاب كثيرا، لكنني غضبت لأنني صفعته في الحلم !
ذلك الحلم اللعين يجعلني مضطربة جدا ولكنه سيزول تأثيره قريبا مثل كل الكوابيس، ونظرت إلى الأريكة فوجدت الكتاب الكبير والقلادة موضوعة إلى جانبه بعناية ..
تذكرت والدة جاميان الرائعة .. لقد هربت أنا مثل الحمقاء الجبانه وتركتها تواجه الموت بسببي .. أعتقد أنها لم تسامحني قبل موتها ..
اقترب جاميان من خلفي وقال بالهمس:
- لقد أوصت بالكتاب لكي .. وهذا معناه أنها تحبك كثيرا ، ذلك الكتاب كان غال على قلبها ...
التفت مندهشة وقلت باستغراب :
- أنت تعرف ؟؟ كيف ..
نظر لي جاميان وقال :
- وجهك معبر.. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنني أشعر بما تفكرين فيه أحيانا ..
تذكرت ما سمعته عنه وعن رهافة الحس وقلت :
- أنا حقا معجبة بذلك ..
اقترب ووقف إلى جواري ثم قال:
- معجبة بماذا .. بي؟؟
- هيا .. كف عن هذا.. لا تحاول سحب الكلام مني أيها المتحاذق ...
- هل أنت معجبة بقرآتي لأفكارك ..
- أنا التي سمحت لك بقرآتها .. لا تكن مغرورا ..
ضحكت و ضحك جاميان أخيرا وصمت للحظة وهو ينظر باتجاه جيرودا الذي كان نائما وتسائلت :
- أين ذهب الأطباء ؟؟
- لقد عادوا من حيث أتوا .. إنهم أصدقائي .. وهم لن يخبروا أحدا بذلك ..
- هذا جيد .. أتمنى أن تتحسن صحة جيرودا..
تنحنح سبيرسو لينبهنا إلى قدومه ثم تسائل :
- كيف هي حالة تالتن الآن ؟؟ هيا جاميان عليك أن تخبرني كيف أصبح تالتن أخوك فجأة .. وكيف تحول اسمه إلى جيرودا؟؟
ابتسم جاميان بلؤم وقال :
- كنت أقصد أنه أخي في الدم والوطن ..
نظر سبيرسو بشك وقال مازحا وهو يلوح بسبابته مشيرا إلى جاميان :
- أعرفك عندما تكذب .. يمكنك أن تخدع الكل عداي ..
ابتسمت وشاهدت الموقف بصمت .. اعترف جاميان أن جيرودا هو شقيقه قال لسبيرسو قصة فراقهما بإيجاز ، ظلا يتحدثان لبعض الوقت، بينما توجهت أنا إلى الاريكة التي تحمل جيرودا ونظرت إلى وجهه المتعب ، شعرت أنه فقد بعض الوزن لكن عضلاته كانت مفتوله وأدهشتني لأنها كانت غير واضحة عندما كان يرتدي الزي العسكري ..
فجأه شعرت أنه لا يتنفس ..
تحسست نبضه ..
التقطت انفاسي براحة ..
كان يبدو لي نبضه منتظما واسعدني ذلك جدا .. لقد توهمت أنه لا يتنفس فعلا ..
وبعد قليل جلست على الأريكة أتصفح وأشاهد خريطة الأرض .. عندما أحسست بجاميان يجلس بقربي نظرلي للحظة ثم نظر في الكتاب وقال :
- إنها الأرض .. هذه هي بلدك إنها هنا ..
أشار جاميان إلى الموقع الصحيح تماما فابتسمت ثم نظرت إليه وقلت :
- أنت تعرف الخريطة جيدا ..
نظر لي بلطف وقال :
- كان علي ان أحضر أجمل وأروع وأذكى فتاه .. ولكن ..
قلت باستغراب :
- ماذا ؟ ..
ضحك جاميان وهو يقول برومانسية :
- لقد أحضرتها بالفعل .. وذلك جعل حياتي مرهونة بها ..
نظرت حولي وقلت لكي أغير الموضوع :
- صحيح أين سبيرسو؟؟
- أنت مهتمة به وكأنه ولدك التائه .. ولكن لا بأس .. لقد ذهب ليحضر بعض الطعام فنحن لم نأكل شيئا ..
أغلقت الكتاب ورجعت للخلف مريحةً ظهري على الأريكة ، بينما وقف جاميان وتوجه أمام بعض الأجهزة يفعل شيئا ما لا أدري كنهه ..
وعاد سبيرسو بعد وقت قصير محملا بأكياس الطعام وهو يقول بسرعة فزعا:
- يبدو أنهم سيأتون إلى هنا .. أظن أن علينا الرحيل بأسرع وقت ممكن ..
قال جاميان باهتمام :
- أين سمعت ذلك؟؟
- سمعت بعضهم يتحدث في المتجر عن سرقة ايموكيا ،، الجميع يتهمك بذلك ويتحدثون عن هروب لندا وأن الملك سيرسل جيش بانشيبرا للتفتيش عنكم في منطقة سلاو- هينوا ..
قال جاميان باكتئاب :
- الجيش ؟؟ لقد أصبح موقفنا صعبا ياصديقي .. هيا سبيرسو عد إلى منزلك، لقد ساعدتنا بما فيه الكفاية إنهم لا يعلمون بأمرك ويمكنني قيادة هينوا ..
ثم نظر تجاهي وقال باسما :
- سوف تعتني لندا بي وبجيرودا ، أنا أعرف ذلك ..
نظر سبيرسو بقلق وقال معترضا :
- لا .. لن أذهب إلى أي مكان .. سأذهب معك ..
اقترب جاميان ووضع يده على كتف سبيرسو وقال بصرامه :
- لا مجال للنقاش ، هل تريد والدتك أن تموت إذا فقدتك .. هيا وخطيبتك أيضا، إنها فتاة طيبة وبحاجة إليك ..
فترة صمت وتبادل نظرات ثم قال جاميان بحزم :
- سبيرسو .. أنا آمرك بالعودة ..
نظر سبيرسو بحزن إلى جاميان ثم قال بعينين دامعتين :
- سأشتاق إليك .. يا صديقي ..
ثم عانق سبيرسو جاميان بقوة وجاميان يقول :
- لن أنساك أبدا ، ولا تنس أن توصل سلامي إلى بيكا ووالدتك ..
هز رأسه موافقا ثم توجه ناحية جيرودا ونظر إليه نظرة أخيره حزينه وانصرف بسرعه نازلا السلم الحديدي ..
صاح جاميان :
- شكرا على الطعام ..
ووقف جاميان متأثرا للحظة ولكنه انتبه في اللحظه الأخيره وقال:
- هيا علينا أن نسرع بقدر الإمكان ..
ثم اتجه فورا ناحية جيرودا وحمله بعد بعض المعاناه لأن الجروح كانت تملأ جسده، واتجه به ناحية المركبة .. وقال بصوت محبوس :
- أحضري أكياس الطعام واصعدي خلفي ..
بسرعة تحركت وحملت الأكياس ثم أخذت الكتاب والقلاده و صعدت خلف جاميان الذي وضع جيرودا على أقرب سرير وصل إليه .. قام جاميان بربط جيرودا جيدا ببعض الشرائط و الأحزمة الموضوعة في السرير ..
وضعت الأكياس على الأرض واقترب جاميان مني ثم قال :
- الآن ستتحررين يا مالكة قلبي!
نظرت بعيدا لكي أخبيء خجلي .. وقلت وقد احتبست أنفاسي :
- شكرا .. لك ..
ثم أمسكت بكف جاميان ووضعت فيه قلادة ايموكيا وقلت :
- لقد كاد جيرودا أن يضحي بنفسه من أجل ايصالها إليك ..
ابتسم جاميان ثم أخذها وعلقها حول رقبتي وقال :
- انا سأخبئها هنا ... فهو مكان جميل وآمن ..
ابتسمت فأمسك جاميان بيدي وسحبني نحو قمرة القيادة ..
ثم أجلسني إلى جانبه وقال :
- ستكونين مساعدتي عند الانطلاق ..
- نعم .. هذا يشرفني أيها الجندي الأبيض ..
قام جاميان بتشغيل المركبة الكبيرة ولكن سرعان ماسمعنا صفاره داخل المركبه، ثم تحولت الإضاءه للون الأحمر ونظر جاميان بقلق إلى عداد موضوع داخل المقود ..
اتسعت حدقتا جاميان في رعب وصاح :
- لقد وضع أحدهم مفجرا ...
كان أمامنا بالفعل عشر دقائق فقط ...
وقفت وأنا بغاية الذهول وعاد جاميان وصاح برعب :
- أسرعي ليس لدينا متسع من الوقت ! علينا أن نركض ... سوف تنفجر هينوا ...
ركضت أنا وجاميان بسرعه نحو سرير جيرودا وبدأنا بفك الأربطة بتوتر وخوف جعلتنا نتأخر ثوان إضافيه وصاح جاميان وهو يحمل جيرودا بصعوبة :
- لا أصدق أن سبيرسو يفعل شيئا كهذا .. لماذا؟؟ لقد خدعني ببساطه بعد ان اعتمدت عليه !! هو الوحيد الذي دخل إلى هينوا .. لقد كان عميلا ...
وصلنا في خلال دقيقة إلى بوابة المركبه وحاولت فتحها لكنها كانت مغلقه اوتوماتيكيا ..
أجلس جاميان جيرودا وأسند ظهره على الجدار وحاول فتح الباب أو كسره فلم يستطع ضرب الباب بكل قوته ،، كان جاميان حائرا جدا .. وتذكرت أنني لم احضر الكتاب فاندفعت إلى الداخل وصاح جاميان :
- إلى أين ؟؟
- الكتاب ...
قلت ذلك بسرعه وأنا أركض في الممر الصغير فتعثرت في أكياس الطعام وسقطت رأيت الكتاب أمامي فحملته بسرعه وعدت إلى البوابه فلم أجد جاميان ، كان جيرودا فاقدا لوعيه وركضت بحثا عن جاميان ولكنه عاد ورأيته واقفا ينظر إلى بهدوء ..
لم أقل شيئا ونظرت للبوابه الكبيره فقال بخفوت وقد استحال وجهه إلى لون أحمر:
- لن يمكنني فتحها أبدا، تفقدت مخرج الطوارئ الوحيد .... لقد قتلونا، وقعنا في فخهم !!
ظللت أنظر له بإشفاق كبير وقلت:
- لا بأس يا جاميان .. هل أنت خائف من الموت؟
جلس جاميان إلى جوار شقيقه النائم على الأرض وقال بيأس :
- لا .. فلقد تمنيت ذلك عند سماع خبر موت أمي ... لكن ..
أخفى جاميان وجهه بين ذراعيه واقتربت منه وجلست بقربه فعاد يقول بصوت مبحوح :
- لقد خذلتك ... لم أكن قويا كفايه لأحمي الأشخاص الذين أحببتهم فعلا .. لم أحم أبي ولا أمي ... ولم أحم جيرودا ... والآن ، أنت ...
ثم رفع رأسه وانحدرت دمعة لؤلؤيه من عينيه وتابع وهو يمسك بكتفي :
- أرجوك سامحيني .. لندا .. أنا أحبك كثيرا .. لم أكن أتمنى أن يحصل ذلك ..
وضعت يدي على فمه ليسكت وقلت :
- لا .. يا جاميان .. أنت بطلي الوحيد وانت لم تخذلني أبدا، يكفي أنك ضحيت بحياتك من أجلي ، لقد فقدت أمك من أجلي وأنا لا أستحق كل هذا ..
شعرت بدموعي تذرف رغما عني فمسحها جاميان بيديه وهو يفعل ذلك للمره الثانيه وقال بهمس :
- أرجوك لا تبكي ... أريد أن أراك آخر مره وانت تبتسمين ..
شعرت بخوف حقيقي لأن االموت كان يقترب مع كل دقيقة تذهب ..
ونظر جاميان إلى عنقي وتحولت نظرته اليائسه إلى اندهاش وقال :
- ايموكيا ..
نظرت إلى القلادة الدائرية في رقبتي وكانت اللؤلؤه الشفافة قد شعت بنور أرزق قوي وجميل ، وسمعنا صوت جيرودا يقول بتعب :
- إن ايموكيا تعمل ... مستحيل!!
التفت جاميان نحو جيرودا بفرحة وقال :
- جيرودا أنت بخير .. إنك تتكلم !!
حاول جيرودا الجلوس وساعده جاميان وفجأة توقفت صفارة الإنذار وعاد الضوء الأبيض الطبيعي إلى المركبه ..
قلت باندهاش كبير:
- لقد توقفت القنبله ..
نظر جاميان حوله بسعادة ولكن جيرودا قال بإرهاق وهو يمسكني ويمسك جاميان ويغمض عينيه :
- القنبلة لم تتوقف ...
بسرعة نظرنا نحو جيرودا مندهشين من كلامه لكننا لم نجد الفرصة للكلام مرة أخرى وسمعت فجأه صوت انفجار رهيب جزء من الثانيه تحطمت الجدران حولي واشتعلت النيران وطار جسدي من قوة الانفجار بعيدا .. لم أر أي شيء ولكنني تأكدت أنها نهايه حياتي ...
نيران اندلعت في كل مكان وضاع الكتاب من يدي ثم ارتطمت بالدرج الحديدي الذي كان في المدخل خارج المركبه ,, سقطت بقوة وشاهدت النيران حولي .. حدث ذلك بسرعة الرمش بالعين ...
و ......
ظلام تام ..
فقد أغمي علي ولم أعد أشعر بأي شيء ..
فتحت عيني بصعوبه وأنا متأكده أنني ميته الآن وسوف أحاسب على أعمالي ..
وعندها فزعت وانا أرى شخصا يحدق بي .. كانت عيونه غريبه جدا وواسعة وتشبه القطط ..
جلست بسرعه وقال ذلك القط شيئا بسرعة وباندهاش بلغة لم أفهمها ثم خرج خارج المكان ..
تعجبت كثيرا كان لون شعره أصفر فاتحا جدا،، تشوبه خصلات بنيه ، وكان يشبه الإنسان العادي عدا عينيه ..
الغرفة التي كنت فيها كانت غايه في الإبهار .. ألواح من الزجاج في كل مكان، وانا أرى نور الصباح يشق طريقه في كل مكان، كنت ارتدي ثيابا بيضاء حريريه وكان شعري مرتبا ومربوطا خلف رأسي بشريطة بيضاء أيضا ..
وقفت وخرجت إلى الخارج وشاهدت شاطئا رائعا تركوازيا .. المدينه بيوتها بيضاء نظيفه وجميله وكان الهواء عليلا جدا ....
تساءلت :
- أين أنا ؟؟ هذا غريب جدا .. ويرعبني ..
ولكنني رأيت أناسا يقتربون من بعيد مع صاحب الشعر الأصفر الفاتح ..
كانت هناك فتاه لها شعر وردي وعينان تشبهان القطط يضا .. لقد كان البؤبؤ طويلا وليس دائريا وتكلمت معي ..
لم أفهم ولا كلمه ...
قلت وانا ألوح بيدي :
- أنا لم أفهم شيئا ..
تقارب حاجبيها واستدارت تكلم الجماعة القطط الذين جاؤوا معها ونظر لي صاحب الشعر الأصفر الفاتح بتأمل غريب ..
عادت الفتاة وأشارت إلى صدرها وقالت :
- بيدوريدا ...
ثم أشارت نحوي ففهمت أنها تطلب معرفة أسمي فقلت :
- لندا ..
ابتسمت الفتاة بسعادة بالغة ثم أشارت ناحية الشاب صاحب الشعر الأصفر وقالت :
- لوريس ..
ابتسمت له وبادلني الابتسامة ملوحا بيده ..
كنت مستغربة جدا وانا لا أعرف كيف جئت إلى هنا؟؟ أسئلة كثيرة تدور برأسي
.. أين جاميان وجيرودا ؟؟؟ اين قلادتي ؟؟ هل مت؟؟ هل هذا هو العالم الآخر ؟؟
شتتت الفتاه انتباهي وهي تقدم لي شابا آخر له شعر كحلي وتقول :
- راي ..
ابتسمت فقال صاحب الشعر الكحلي :
- أعروف لغتك.... انتا اسمكا لندا؟؟
ضحكت بقوة وقلت :
- نعم .. اسمي لندا لكن لهجتك غريبة ولكن لا بأس يمكنني فهمها ..
رد صاحب راي بابتسامه:
- هدا جيد ... هل يمكنوكا أن تأتي معنا؟؟
قلت :
- لحظة يا راي .. يجب أن تجيب على أسألتي أولا ..
- موافق ..
- أين أنا ؟؟
- ستعرفون ذلك لا هقا ..
نظرت وقلت بغضب :
- لا ليس لاحقا .. الآن ..
سالته الفتاه عن شيء فرد عليها وتكلم مع صاحب الشعر الأصفر المدعو لوريس ثم التفت إلي وقال :
- كونتو اترجم لهم .. أنت في عصر أيموكيا ..
لم أفهم شيئا وقلت :
- كيف جئت إلى هنا؟؟ أرجوك أنا متحيره ..
حك راي رأسه وقال مستغربا :
- ما المعنى ؟؟ أنا لم يفهم الكلمه الأخيرة ..
زفرت بضيق ولم أقل شيئا وتكلمت الفتاه معه مرة ثانيه فقال :
- المديرين سيخبرك عن كل شيء ، هو سيتكلم معكا جيدا جدا ..
لم يكن لدي خيار آخر .. وتوجهت معهم إلى مكان المديرين الذي قال عنه ذلك الشاب الذي لا يتقن لغتي جيدا .. ركبنا شيئا طائرا يشبه عربات الملاهي الملونه وعندما وصلنا شاهدته ...
كان قصرا مهولا ويرتفع عن الأرض ..
قلت في نفسي " لا ليس ملكا آخر ,, رجاء!! "
تأملت المكان المركبات كانت زجاجية وملونة وتطير في السماء ... تلك المدينه غريبة جدا وتشعرني بأنني في حلم فضائي ..
تسائلت في نفسي ... أين جاميان وجيرودا ؟؟ هل أصابهما مكروه ؟
وعندما وصلنا إلى مستوى البوابة امتد جسر زجاجي والتصق ببوابة المركبة نزل راي أولا وتبعته وسار البقية خلفنا وتوقف عند باب القصر ثم قال :
- هنا بيت المديرين ... مديرين كل ايموكيا وهو لطيف و غدور جدا ...
لم يعطني فرصة لأسأل عن معنى كلمة غدور هذه ؟؟؟ لقد أمسكت نفسي عن الضحك بصعوبة كبيرة ..
وسرت خلفه حتى دخلنا في ممر كبير مليء باالأعمده الرخاميه ومفروش أرضيته بفرو أبيض ناعم جدا ورائع ، سرنا على الفرو الأبيض حتى وصلنا إلى بوابه زجاجية كبيرة وعندما فتحها الحراس الذين يشبهون القطط دلفنا إلى الداخل ..
وعندها شاهدت القط الكبير ...أقصد شاب يجلس على أريكة فخمه وحوله فتيات وحرس وخدم ... له شعر أحمر وعينان خضراوان طبعا .. تشبه القطط ..
توقفت أمامه و تراجع الجميع إلى الخلف فتكلم معه راي لبعض الوقت ثم نظر نحوي الشاب وقال بلغة جيده :
- أجلسي هنا ..
ثم وضع يده إلى جانبه فتوجهت وجلست إلى جواره فشهقت الفتاه صاحبة الشعر الوردي " بيدوريدا " وخرجت بسرعة ..
نظرت لها باستغراب فقال الشاب :
- لا بأس .. فأنا لم أدع أحد يجلس إلى جانبي أبدا عدا خطيبتي .. أنا رئيس ايموكيا..
قلت باندهاش :
- من فضلك يا سيدي الرئيس .. أنا لا أعرف كيف جئت إلى هنا ..
نظر لي وهو يسند ظهره على الأريكة براحة وقال :
- أنت لغز أيتها الفتاة فأنت غريبة ... هل أنت ملاك النصر ؟؟
ماذا يقول هذا الغبي ..
ملاك ماذا ...؟؟؟
بالطبع لم أجد ما أقوله فتابع حديثه :
- لقد سقطت فجأة ووجدك الناس على الشاطيء، وكنت تعلقين حول رقبتك قلادة ايموكيا الأثرية التي سرقها الحارس المناور وكانت معه شياطين الكواكب .. منذ مايقرب ألفي عام مضت ..
زادت حيرتي ووشعرت بالدوار وأكمل الرئيس :
- وكان معك كتاب مكتوب بلغة سكان ايموكيا ... ويوضح المثلث الجغرافي للكواكب الحية في الكون...
قلت :
- حقا.. هل كان الكتاب معي ...
قال الرئيس شيئا لراي فانطلق الشاب وتابع الرئيس وهو يقف :
- تعالي معي سأريك شيئا ..
سرت خلفه بصمت ونزلنا سلما زجاجيا حتى وصلنا إلى مكان رخامي وبه أسرة بيضاء مغطاة بالزجاج وبكل الفرحة والدهشة صرخت :
- لا ... إنه جاميان ... وو , و .. هذا جيرودا ..
نظر الرئيس إلي بشك وقال :
- أنت تعرفينهما إذا .....
لم أكن مع الرئيس بتاتا وكنت سعيدة جدا برؤية جاميان وجيرودا .. وقلت :
- هل هما بخير ؟؟؟
- نعم .. لكن اعترفي، أنت ملاك النصر أليس كذلك ... ؟
نظرت له باندهاش وقلت :
- أنا مجرد فتاة من كوكب الأرض ...
ابتسم الرئيس وقال :
- وهما ....
ارتبكت قليلا ولكنني قلت :
- إنهما من كوكب آخر .. الأخضر ...
- وكيف التقيتم إذا ؟؟؟
قل باستسلام :
- إنها قصة طويلة إذا أردت أن أحكيها لك ...
- موافق ..
صعدنا مرة ثانية وحكيت لرئيس ايموكيا قصتي ولكن ليس بالتفصيل، وعرفت أن ايموكيا هو كوكب صغير غير معروف يقع وسط مثلث الكواكب الحية ..
ثم حكى لي رئيس ايموكيا عن اسطورة غريبة وقال :
- في كتبنا القديمة يقول أجدادنا إنه عندما يجتمع ثلاثة رجال أقوياء من كواكب مختلفة على حب فتاة استطاعت تشغيل القلاده فإنها ستصبح عندها ملاك النصر لكوكب ايموكيا وتستطيع أن تدمير عدو ايموكيا الفازع .. لأنهم سيعطونها التذكارات .. وبعدها سيظهر الفنار..
قلت باندهاش وانا لم أفهم نصف الكلام :
- هل تقصد أنني تلك الفتاه التي استطاعت تشغيل القلاده ؟؟؟
- بالتأكيد .
ابتسمت وأنا أقول بلا مبالاة :
- ولكنني .. لم أحقق الشروط .. فلم يجتمع أي شخص على حبي .. حتى وإن حدث ... فالكواكب...
قال الرئيس بهدوء :
- بلى ... لقد اجتمعت الشروط!!
•
جنون قصايدليل في التصاميـم
•
لآ تسألونيے مـכּ أڪَوכּ •● هُنآ أنفَآسْ وξـشقـہآ כـتى الجنوכּ •●
فترة الأقامة :
5584 يوم
الإقامة :
فيً حضٌنٍ سًح‘ـآبة . . !
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
51302
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
591.67 يوميا
جنــــون
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جنــــون
البحث عن كل مشاركات جنــــون