آخر كلماته...
كل من استمع إلى شاعر العرب الأول في أمسيته الأخيرة،
أحس أنه يودع الجمهور والشعر، وكذلك كان حين واجه جمهوره على استحياء، في حفل إطلاق اسمه على ميدان في مدينة رام الله حيث قال:
'هذه سابقة لا أعرف كيف أستقبلها ومكاني ليس هنا،
ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل، لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم
وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن (أسمعه) فيما بعد'.::
محمود درويش الذي صارع الموت، وتعايش مع قلب متعب طويلا،
ككل كبار الشعراء الذين يستشعرون نهاياتهم،
تحدث عن الموت وصراعه معه قائلاً في جداريته:
'لم يعد الموت يخيفني، بل صرت أصارعه،
لأنني أحكي عن تاريخ مصارعتي معه أثناء عملية جراحية،
استعيد تاريخ مصارعتي أنا، لكن تنتهي المسألة إلى صداقة،
ووضع اتفاقيات كيف يكون شهماً وفارساً،
ولا يكون غادرا، لأنه أقوى من أن يكون جباناً، فيأتي بهذه الطريقة كاللصوص'.
::
وتحدث درويش عن اكتشافه للموت
وكأنه أمر يدعو للراحة والسعادة وحتى البهجة قائلاً :
'لم يعد الموت مسألة تخيفني بتاتا،
لأنه إذا كان الموت مثل هذا النوم، فهو ليس مشكلة،
خصوصا أنني مررت بتجربة سابقة عام 1984 عندما تعرضت لموت سريري،
وقتها كنت أرى نفسي نائما وسابحا على غيوم بيضاء'.
::
رحم الله محمود درويش
ولتبقى كلماته وقصائده شاهدةً على الألم والحزن والرحيل
::
|