حــب تـحـت مقـصـلـة الـجــلاد
وقفـت علـى نتـف الربيـع السندسيـة
والأقحـوان يرتعـش وضــاء سـنـاه
كاسـيـا الأجــواء عـطـراً مخملـيـاً
كاسـيـا الــوادي بسـحـر الربـيـع
وســحــر تــلــك المـجـدلـيـة
فكليهـمـا أهــدى الربـيـع ضـيـاؤه
فتفـجـر السـحـر أخـــاذاً بـهـيـاً
وعـزف النسـيـم نشـيـده بقصـيـدة
تراقـص الأغصـان بلـحـن ملائكـيـاً
وصـفــق الــــوادي نـشـوانــاً
وتداعـت الأرجـاء اللحـانـاً شجـيـه
كـانـت فـــي نـشــوة الـسـكـر
تراقـص الأغـصـان قانـعـةً رضـيـةً
لــم تـلـحـظ مـغــزل الأقـــدار
يغـزل وشائـجـه بخـيـوطٍ حريـريـه
أتــا يتتـبـع الألـحــان مـزهــواً
بغنيمـات تداعـب الخـضـرة النـديـة
وتـلاقــت الـنـظـرات حــيــري
وحاكت الأقدار دربـا بخيـوط عسجديـة
وركــع القلـبـان فــي الـمـحـراب
والحـب يهـمـس تراتيـلـه القدسـيـة
أفـاقــا مـــن غـفــوة الـحــب
والآفـاق مـن خجـل وجناتهـا ورديـه
عـادت إلــى الأم والـقـت برأسـهـا
والقلب خفاقـاً وبالعيـن أموجـاً سخيـة
هـمـسـت الأم بأذنـيـهـا قـائـلـة
ءأصـاب سهـم الحـب بسمتنـا النديـة
وانـهـال منـهـا الـدمـع رقـراقــاً
وقالت أما تعلمي بأنـا رحالـة يـا بنيـة
نتسـتـر اللـيـل البهـيـم للتـنـقـل
وفي الضياء نتوارى فـي أوكـار خفيـة
مـا خلقـنـا لـكـي نعـيـش الـحـب
يـا وجعـي خلقـتـي لتدفـنـي حـيـة
لملـمـي الربيعـيـن وهـيـا قـبــل
أن يشاع الأمـر ونصبـح قصـة مرويـة
وقـبـل بـــزوغ الـفـجـر كـانــا
خيالا قـد تـواري فـي متاهـات البريـة
وأتــى الـراعـي بـاحـثـاً عـــن
قلبـه فأضلاعـه أمسـت منـه خلـيـة
عــزف لـحـن ولـحـن والـلـحـان
حتى توارت الشمس خلف آفاقها الأرجوانية
ومــا فـتــيء يـعــاود يـســأل
الأغـصـان و الأزهــار القـرمـزيـة
حـتــى زوى مــنــه الـجـســد
وأقنـعـه الأخــلاء بأنـهـا جـنـيـة
فـأنـزوى فــي بـيـتـه وعـــاف
الشيـاه وكـل أحـلام الصبـا الـورديـة
أمــا هـــي فـبـيـن زوادتـهــا
قـد حملـت يتيمتهـا الثكلـى الورديـه
وعلـى الشفـاه أثــار مــا حـفـرت
الأقــدار مرتعـشـاً سيبـقـى أبـديـا
وبـيـن الكفـيـن دفـئــا يـســري
فــي الأعـضـاء حـمـم زمهريـريـة
رنـت إلــى الأفــق مــن البعـيـد
وأرسلـت نظـرة ثكلـى وآهـات خفيـة
وفــوق الـرمـل بيديـهـا خـطــت
قلبيـن تنـزف دمائهمـا بطعنـة أبديـه
وأوسـدت رأسـهـا عـلـى القلبـيـن
وأسبلت الجفن والدمـوع تنسـاب سخيـة
سمعـت ثغـاء مـن البعـيـد آفاقـهـا
وإذا يـداه تداعـب خصلاتهـا الذهبـيـة
مـسـح الـدمـع الـسـخـي بـكـفـه
وأحاطـت خصـرهـا يمـنـاه القـويـة
واللـتـفـت الـمـعــزات حــــول
ترتيلة الحب لتخفي ماتـراه العيـن غيـا
سمـت الروحيـن فـي الآفـق البعـيـد
ورنيـن القبـلا ت يعـزف لحنـا أزليـا
والـوجــود يـراقــص الـروحـيـن
وينثـر علـى القلبيـن تراتيـل جنائزيـة
سـحــب الأب مـحـزونـا يــــداه
لأخرعهـد كـان لأجلـه ينشـد الحريـة
وخلـفـه زوجــه الثكـلـى نـائـحـة
مـن تعسـف تلـك الـقـوى البشـريـه
تـقـتــل الـطـفــل الـرضـيــع
وتسحـق الأزهـار فـي بكرتهـا النديـة
كتـبـا قـبـل الـرحـيـل جـوارهــا
ذل التسـلـط يـدفـن ربيعيـنـا حـيـا
ســارا وقــد فـقـد الـكـلام فــي
سكونالـحـزن فـلـم يلحـظـا شيـئـا
كـانـت عـيـون البـنـادق تتـرقـب
مصوبـة بدقـة علـى رأس الضحـيـة
أستـوقـف الأب عـلـى قـمـة الـتـل
رفيقة دربـه المحفـوف بـذل العبوديـة
ليلمـلـم حزنـهـا بلمـسـة حـــب
فلـم تمهلهمـا الرصاصـات الهمجـيـة
سـقــط الأب مـضـرجـا بـدمـائـه
يستحلفها الهـرب كيـلا تلحقهـا شظيـة
قـالـت ومايضـيـر الـمـوت مثـلـي
فإنـي مـت يـوم فقـد شعبنـا الحريـة
انـحـنــت عــلــى الـجـثـمـان
لتطبـع علـى جبهتـه قبلتهـا الوداعيـة
فأصابـتـهـا شظـايـاهـم بمـقـتـل
وأختلطت دماءهما علـى الأرض الزكيـة
|