اليمامه
فلتتوسدي أضلعكِ او أضلعي - أيتها العاشقة - وتعدي نجوم السماء وكلما اخطأت في العد يبتعد الحبيب
هل كنا حبيبين فعلاً ؟ أم ان النسيان طوى رسائلنا
ليس وهماً ان اقول :
فقدتُ اصابعي
فقدت ُ لساني
فقدتُ بصري
كيف سيكون حبي ؟! ... كيف المسه.... اتذوقه ... احكي له ... عنه .. أراه ....
وما بقي لي سوى حاستين ضعيفتين .... لابد له من رائحة تشبه رائحة الموت كي أشمه ... لابد لصراخه ان يكون عالياُ كي اسمعه
هل هذا هو الحب ايتها العاشقة ؟ لا ادري .... غير اني بعت عمري بزنبيل حنطة وبعد سنيـــــــــن وجدته مرمي على الطريق
[ لمن لم يصله المعنى : لم ينتفع به من اشتراه فرماه ...]
مثلك كانت العاشقات في عصور المحبة / غير أنك تنامين قبل وصول الضوء الى اطرافك
أفتت الضوء / أعيد طلائه بالبصر / ألمه من اقاصي ذنوبه الى اطراف أصابعي كي اكتب الوجد وأمحوه مثل شعارٍ ماتت ثورته
الأنفاس الداكنة تطوف المدينة
ليلُها يهرب من ظلام الشوارع
الزمن ينزلق من أعالي اوهامه / تكسر ساقه ويتبعثر الصمت
الصمتُ ظل الصوت
صوتٌ ناء في العمر
صوت ُمالامسته يد الصحو فظل على سرير اللسان غرير العين
الصمتُ
قشعريرة المدى
رغوة اللحظات
نهارٌ معلق على اسطح نسيتها العيون فبهتت الوانه
مرآة الانفاس وهي تقطف العشب من فناء الريح
من يعرفه ينسى الايام الضريرة وينام يابساً بجانب الأحيان....
تنسى فكرة الضوء وتسّاءلُ مالضوء خارج العتمة ؟!
العتمة من يعرفها ... عندما تخرج من فراشها مجردة من ثيابها... لتكتشف فجأة أن :
اللحظاتُ تنام باكراً
وأنت تسحبُ من تحت رأسها وسادة الوقت كي تحصيه ... ماذا تحصي؟!
الأيام تمضي.........
لماذا تقول الأيام تمضي ؟ ولاتقول الايام تزول ... ربما لانها تدخل الذاكرة وتظل تستحظرها ... ربما ... ربما
أنه أمر آخر ايها المحموم
تسأل عن ريحٍ ما لتطعن قلبها بقلبك ... وترى أن هذه الصورة اكثر واقعية من الألم الأعمى
الأعمى
كلُّ يومٍ يمرُّ من النفق
يتحسس النهارَ بعصاه
ولا يرى الضوء يسيل من بهائها إذ تمرّ
بجانبه كل يومٍ
معلقةً جمجمة العاشق على جيدها الاخرس
هو ليس اعمى لكن
من يأبه لأشجاره وهي تذوي
من يأبه لنهاره الذابل مفرداً كحجرٍ في صحراء
من يأبه لروحه وهي تصطك من برد العزلة
من يأبه لقلبه وهو ينام مرتجفا دون غطاء
من يأبه لأيامه وهي تمضي مثل ظعون مستطرقة
من يأبه لناره المطفأة
من يأبه لخطاه التي ضللتها الدروب
من يأبه لحنينه الذي يورق في الوحدة كمأوى وحيد في هذه الارض التي تتسع
من يأبه لقلقه من الموت وحيداً ميتة الشبح
من يأبه لغربته التي تحش روحه كل مساء وتطعمها للخواء
من يأبه له
وهو الأعزل
اثينا 2002
|