اليمامه 4
البلاد
البلاد التي نشيدها في النشيد ... تذوب على حواف الكتابة
أيها النسيان : لاتطوني مثل كتاب نسي على حافة نهر
بعد كل هذا الرحيل أريد لقبري شاهدةً كي يقرأ المارة اسمي ويتلفظوا به
لست غازياً ... ولست مدافعاً عن الاوطان غير اني اريد ايامي ...
اذرف السنين مثل بكاء عاشقٍ على حبيبة فارقته وتزوجت غيره / اندبها وانــــــــــــــــــــوح عليها
واقول عودي ... والميتُ لايعود
وها أنا انتظر المسيح كي يعيدها من قبورها
مامعنى ان تعود ؟! وهل ستكون هي حينئذ ! وهل الايام غير ظلٍ حياته معلقة بما هو خارج عنه...
حين يجبلني النشيد أتمتم " مثل عجوز حقود " متى ؟ كيف ؟ أين ؟
لكنها السنين تمضي ... تمضي ... ونحن نبحث عن الظل ونبحث في قعر كأس الحياة عن حثال انفسنا
انه الظل ولا شيء سواه / الظل الذي يحيا ويموت دون ان يدري ...دون ان يكون له في مصيره ميتاً ام حياً
هل نحن ظل الظل ... أم ظل الخرافة .. أم أناشيد نبتت في الظل ... و
مالذي في اثينا كي ننام على جمرها / مالذي يجعل الحياة قرب الاكروبول تشبه قصيدة كافافي بانتظار البرابرة
حين لانفهم المتن نخطف ابصارنا للهامش وقد نظل طويلا في الهماش وربما تمضي الحياة هناك دون ان نستطيع فهم المتن
مالذي في اثينا ... و antigoni تقطف أزهارها من ايدي العابرين وتزرعها على حواف الايام / ولا تحفل بالعابر وهو ينسج الاناشيد على سدو دنلوب ...
جرس الظل هي ... صوت ارتطام الموج بالقلب الكسير .. إنها الشجو إذ ينوء بمودة المنطفئ
أو رأفة الاشجار بالتائهين... تحمل العرش بخنصرها وتطوف حولها الأرواح كلّها مسبحةً:
تبارك الضوء إذ يسيل من حلمتكِ
أغصانك العارية مباركة
الريح التي تهب من أنفاسك على برِّ المحرومين
صوتها أنثى وخطاها رجفة الواصل سدرة المنتهى ...
إذ تمشي .. تمشي وراءها البساتين .. الرعاة يتركون اغنامهم .. العصاة يتوبون الى ربهم ويمشون وراءها
النهار يخفت ضوءه ويمشي وراءها .. البرابرة الذين انتظرهم كافافي يأتون مسرعين تلبس وجوههم البراءة ويمشون وراءها .... كافافي يقوم من قبره ممزقا قصاءده ليمشي وراءها..... إنها الطالعة من تاريخ هيرودوت
الأيام تذوي ... تذوي ولم نشم رائحتها بعد ... تسأل ُ : ماذا جنيتُ أنا الذي لم يراني الاعمى .. ماذا تبغي من الايام ؟
أشعر أني وجدت حروفاً وركبتُ كلاماً غير أني اضعت المعنى ..
هل المعنى هو ما تبغيه من شجر الأيام ...؟
|