وخزات
2
فجأة بعد قراءة شيء ما .... الخروج من صالة سينما بعد حضور فيلم .....تختلج داخلك باشياء كثيرة , تتيه , تريد ان تمشي فحسب , إذ يصبح الكلام هذرا لا معنى له وتريد ان تبكي ، ان تبكي وحيدا لا يعني هذا إنك تخجل من الدمع , لكن الدمع يثير الاخرين ويستفزهم وتصبح عرضة لكل تدخلاتهم ويكون السؤال الذي لاتحار جوابا له :
لمَ تبك ؟ بإلحاحه النابع من الحب والتعاطف, شيئا مربكا لك لكنه مقيت ايضا , إذ لا بد ان يقطع استرسالك في الحالة .. ويكون الرد حينها مقتضبا ولا يقول شيئا : مافي شي...
الذي تبدد ايامه القسوة
الذي يرحل وحيدا ويسافر وحيدا
الذي دائما بلا مودعين ومستقبلين
الذي يعلو صراخه
الذي....
يكون سريع العطب ايضا وسريع البكاء
السينما مثلاً مكانا اثيرا للبكاء ، ففي الصالة تكون وحيدا في سوادها ، الوحدة تغري بالغوص عميقا في بواطنك، الظلمة تحيلك الى داخلك ، الظلمة تجعلك مشدودا بكلك لتفاصيل هامشية في الفيلم... تتدحرج دموعك بصمت .... البكاء يجب ان يكون رفيقه الصمت ... او صدرا تلتصق به يهدهدك فقط ، ولا يقول لك لا تبك ، او لما تبك ، سواء كنت طفلا او في منتصف الحنين أو في آخر الحياة... البكاء يربك الاخر أيضاً فيجلعه يريد ان يتعاطف معه / معك ان يقول شيئا .. الارباك يجعله لا يعرف ما يقول ولا ما يتصرف ويربكك ايضا
قليلون اللذين يديرون ظهورهم ويمضون عندما يشاهدون احدا يبكي وهو تصرف ودود للتعاطف
والبكاء يغسل الحنين ولا يشفيه ولا يحضره , البكاء دواء المسافة ، القهر بكاءه دمعة واحدة تطفر دون صوت او شيء يتبعها ولا احساس يرافقها سوى احساس بلاختناق ، انها شيء مختلف عن البكاء لذا دمعة القهر جارحة حادة نزقة نافرة واضحة وتصيب عن بعد
أذكر حالة بعيدة انتابتني حين خروجي من فيلم " سينما براديسو "، يومها غادرت اصدقائي قبل ان يقوموا من مقاعدهم، كي امارس بكائي وحيدا، بعيدا عن اربكاي لهم وإرباكهم لي، وما دمنا في الحياة فإن حالة البكاء تتكرر، والبكاء حالة طقسية فأحيانا نعبر عن تعاطفنا مع الباكي بالبكاء ...
الخ
الخ
الخ
|