ما بالُكِ
حَيْرى يا نفسي؟
ما بالُكِ حَيْرى يا نفسي؟
لا مرفأَ يُغريكِ فترسي؟
يا ليتكِ مدركةً أمري!
وعذابي النازفَ من حنقي
حنقي المصلوبِ على صدري
يخنقني دوماً يرهقني
ويثبطُ ثورةَ أنفاسي
ديجورُ الجهلِ يكفنُني
أين الأنوارُ تخلِّصني؟
الليلَ أفيقُ
أنامُ الظهرَ
أطاردُ صحوةَ إحساسي
وأبيعُ اليومَ بسوقِ غدٍ
ويتابعُ أمسي إفلاسي
ما بالُكِ حيرى يا نفسي؟
قاربتُ على حبٍ يوماً
فبكت بجنونٍ غيرتُها
سألت بعيونٍ غائرةٍ
أرفيقةُ عُمرِك تسلوها؟!
قد نالت مني نظرتُها
إذ قلتُ أحابيها عطفاً
وطوال اليومِ أغازِلُها
وأراقصها وأمنِّيها
وقضيتُ الليلةَ مكروبا
أستنكرُ حظي المعهودا
وقطعتُ كما اعتدتُ عهودا
لن أدنيها وأحابيها
سأعاديها وأجافيها
وقُبَيْلَ فُراقي تلقاني
تهمسُ في أذني تشجيني
فتُرَوِّضَ عُنفي الجبَّارا
فأروحُ وأحسبُني أغدو
وأكُفُّ الحيرةِ تصفعني
من فرطِ الشدةِ تقصِمُني
أبحثُ عن حُضنٍ يأويني
فأراها تفتحُ أذرُعَها
فأقولُ لنفسي:
ضميني!!
|