تبت يداك
تبَّت يداكَ..
كسرت فينا شوكة المجد التليدْ..
ومسحتَ خارطةَ الكرامةِ كي نَضِلَّ ولا نعودْ..
أعدمتَ شعلتنا الوحيدة في سراديب الغدِ..
وغدا لقيظكِ ينتحبْ..
طلُّ الرياضِ وسعفُ أوتاد النخيل..
فتكورت أحلامنا وتشرنقت..
ورمى صغاري كُلَّ جمرٍ في الطريق..
تبت يداكَ..
كما سرقتَ الأرضَ حتى لا تصادر من جديد..
وكما رتقتَ ثغورَ عِزَّتِنا بأيدٍ من حديد..
حتى تقيَّحَتِ الأناملُ فوق أَتربَةِ الزِّناد..
وأخذتَ تبتاعُ الصقيعْ ..
ذاك الذي –تبت يداكَ- سكبتَهُ في كلِّ فجِّ كان يزأرُ باللهيبْ..
تبت يداكَ..
نلوكُ وهماً من صَنيعِكِ مُذ جَنْحنا للسَّلام..
فتكشَّفت سوءاتنا..
وتكسَّرت أفكارُنا فوقَ السؤال..
لِمَ يَجنحُ المغبونُ دوماً للسَّراب؟
تبَّت يداكْ
شَعْوذتَ في أفيائِنَـا
فَتَسَاقطَ الوَرَقُ المخَضَّبُ بالدِّماء وبالفِداءِ..
وشابها عُريٌ ذليلٌ وانكفاء..
وأتت رياحُك تكنسُ الأوراقَ حتى لا تخيفَ الأصدقاء..
تبت يداكَ..
كما تصافحُ بالحرارةِ كفَّ حفَّارِ القبور..
وكما توقِّعُ كُلَّ يومٍ إذنَ تَقْنيصِ النُّسُورْ
وكما تلوِّحُ بالوعيدِ لكلِّ من فتحَ الثغور..
وكما وأدْتَ جَنِينَنَا جُوراً وزور..
تبت يداك..
|