وحيدا تكابدوحيداً تكابدُ شرَّ القضــاءِ
وكيدَ الأفاعي ونعقَ الفناءْ
وليس بأرضِكَ مأوًى لطفـلٍ
و كسرةُ خبزٍ و شربةُ ماءْ
خيامٌ ديارُك في كلِّ شبــرٍ
و هذا مَتَاعُكَ رهنَ العراءْ
وكم من أخٍ لكَ شادَ القصورَ
أغاثكَ رفقاً بطيبِ الدعاءْ
تُرِكتَ تُدَمَّـرُ في كلِّ فـجٍّ
ولكنَّ أنفَكَ صوبَ السماءْ
عزيزاً ترابطُ في أرضِ طُهـرٍ
و تدرأُ بالصَّبرِ مُرَّ البـلاءْ
ولستَ تهابُ ورودَ المنايــا
وقهرَ الطعانِ و بذلَ الدماءْ
أَلِفْتَ المعاركَ يا بْنَ السِّـلامِ
و لقَّنْتَ كونَكَ معنى الفداءْ
فحسبُكَ جيشٌ ببأسِ الأسودِ
يُكِنُّ لتُِربـِكَ صدقَ الولاءْ
يصيحُ: سنقبرُ رجسَ الأعادي
بصوتٍ يجلجلُ ملءَ الفضاءْ
|