قصيدة فى راو
في راو
ينشطر العمر
تمتلئ الحوانيت بالُدمى الخشبية
والشوارع بالطحالب
**
في راو يأكلون الخوف
ويشربون الجوع
يصطفون في صفوف كأحجار السور
ينتظرون.. ينتظرون
حاضرهم غائب
تتشقق أقدامهم
يتفرقون
تطحنهم مطاحن الألم
فيصرخون
**
فى راو
الحزن في الشواطئ
فى الموانئ
فى الأزقة
فى الشوارع
فى أكفان الموتى
وعلى شواشى الشجر
وفوق أشرعة الصيادين
**
فى راو تنحسر الشواطئ
تنقبض الأرحام
تلفظ حمل كاذب
والمحاريث بلا أسلحة
بلا ثيران
والرجال بلا كواهل
**
فى راو
لا بد وان تنسي حلمك
لأنك فيها عريان
تداعبك عصا السلطان
فتضحك
تبتسم فيها للأحزان
وتصير حياتك طقوسا يومية
تتحول في أركانك
وفي أيدى النحاتين
دَمّي خشبية
**
في راو
عيناك سارحة علي بحر
علي مطر
على نهر
تعيش العمر في ظمأ
تطفو علي سطحك
فيلقم شدقك السنار
حبيب العمر في راو
تراوده بقاياي
فيخطو علي الريح
معصوبة عينيه
فيطويه إعصار
**
في راو
أغير الأحبار والأشعار
أضاجع قصة صفحاتها بيضاء
فتعطيني أظافرها
فألثمها
فتنزعني وأنزعها
وارسمها بوشم من الحناء
أواظب فيها علي صلواتي
فتأخذني بقاياي
وتجمعني مع قدر
بلا أخطار
برغم القيظ
ورغم النار
تلفني بأغصانها الخضراء
|