وقفت سعاد عند باب الغرفة الخاصة... وبدون ما تحس مسكت يد فيصل بتردد...
همست بقلق: يمكن ما تبيني؟!
فيصل ابتسم للتغير إلى جرى لزوجته... وخاصة إن صار للمشاعر والأحاسيس مكان بقلبها... صارت حنونة وحساسة بشكل غريب...
طمنها فيصل: توكلي على الله... وادخلي لها... بنتظرك هنا...
ولما جات بتدخل كان خالد وقتها مخلص أوراق خروجها... ووقف يتكلم مع فيصل... أما سعاد فدخلت للغرفة وناظرت للخنساء وهي تلبس عبايتها وتلف شيلتها على وجه حسس سعاد بالذنب... بنتها أبد ما حست بحياة مريحة مثل الناس والسبب إنها كانت معاقة وعاجزة اللسان من صغرها...
جمدت حركت الخنساء وعيونها تصطدم بعيون سعاد... لحظات مرت... لحظاااااات العيون كانت تحكي وتفك هالحكي... وبالنهاية الخنساء هي إلي شاحت بوجهها ورجعت بخطوات بطيئة تلم أغراضها... وما حست إلا بيد سعاد تمسك يدها... رفعت الخنساء عيونها...
سعاد همست: الخنساء...
ما تكلمت الخنساء ورجعت بدون إحساس تكمل حركة يدها إلي بدت ترجف... سعاد وترها رفض الخنساء لها... وإلي ما قالته إلا بينت أفعالها... وعيونها إلي... إلي أحرقتها بالصميم... وبدون ما تحس مسكتها بكل قواها ولمتها لها... حضتها وهي تبكي...
تبكي وتردد كلمة وحدة بس: سامحيني... سامحيني... سامحيني... سامحيني يا بنتي... سامحيني...
ودخلوا خالد وفيصل على هالمنظر... تجمدوا وهم يناظروا ردة فعل الخنساء إلي سحبت نفسها من سعاد بكل عنف...
ابتسمت الخنساء بوجع وهي تلوي شفايفها: مسـ..مو...حة... ماما... مسـ..مـوحة...
تسمرت سعاد وهي تدري إن الخنساء قالتها بدون إحساس... مو مقصودة أبد... ورجعت تمسك شنطتها... وهذا بعد ما لفت شيلتها على وجهها...
همست لخالد: عمي... خذني... خذني... لأي... مكان... خذني... بعيد عن هذي...
وأشرت لأمها... ورجعت تكمل والكل مصدوم: خذني بعيييد... خلاص... ما أبي... أحد...
مسكها خالد من كتفها ولمها بحنية... وبدون كلمة طلعوا وهم تاركين سعاد تبكي بصدر زوجها وهي تهمس إنها السبب والسبب...
طمنها فيصل: هي مصدومة... مصدومة يا سعاد... مصدومة من كل إلي مر لها... لا تلوميها إذا كانت هذي ردت فعلها...
تعلقت بكلمته وهي تهمس: يعني..؟!
طمنها يبتسم وهو يمشيها للباب: إنتي أمها مهما دارت بها الدنيا... أدري مو سهل عليها تتقبل فأعطيها الوقت إلي بتهدا فيه... وأرجعي لها مرة ومرتين وثلاث حتى مليون... أدري بأعماقها ما شايله عليك بس المواقف والأحداث أجبرتها على الخوف...
سعاد سكتت ما تكلمت ورجع فيصل يقول بصرامة: وأتمنى تفهمي من هالتجربة و..
قاطعته سعاد وعيونها تلمع: صدقني... صدقني... والله إني ندمانة... قد شعر راسي ندمانة... ندمانة...
ابتسم يطمنها أكثر وأكثر... ويشجعها وهم يرجعوا للبيت وبقلب سعاد الحزن الكبير إلي كان يأرق حياتها ونومها... ولولا فيصل لكانت فخبر كان... حنية فيصل... تشجيعه علمها شو كثر هي محظوظة ... ومستحيل تكرر غلطتها مع بنتها لما... والخنساء... راح تركض لها كل مرة حتى ترضى عنها...
* * * * *
((يتبع))
|