الأربعاء...
4-6-2008...
رددت بكل ثقل: لا... لا... هـ..ـاتي... و..لـدي... لا... لا...
مسحت هدى على شعري وهمست: الخنساء حبيبتي... الخنساء والله ولدك بخير... بخير... بس إنتي تعافي بسرعة وبتشوفينه...
تلكلكت وأنا أردد: هم... هم... يضحكـ..وا... علي... أنا... ولدي... مات... مات...
(( أدري هم يضحكون علي... أدري ما يريدون يجيبوه لي لأنه مات))
همست هدى: والله هو بخير... بخير... مو ميت... أستهدي بالله... بس هو بالحضانة... ولدوك بالسابع والطفل مو مكتمل...
رفضت أسمع لكلامها وبكيت... لو ولدي بخير كان هو بحضني هالحين... ليش يكذبوا علي؟! ليش؟!
سمعنا صوت جاي من الباب... كان وليد واقف يناظرنا... جاني ومسك يدي... تركتنا هدى وطلعت...
قال وليد بصوت هادي: ليش البكى يا الخنساء؟!
رجفت وأنا أقول وقلبي ينفطر: أعرف... أعرف... تكذبوا... تكذبوا... ولدي... أنا... مات...
ضغط على يدي وقال: وليش نكذب عليك؟! الولد بخير وعافيه... وهو بالحضانة... الطفل مو مكتمل...
أنتحبت وأنا أحس بآلآم جسمي: عيييل... جيـ..بوه... ولدي...
باس وليد جبيني وهو يقول: تعافي وبتروحين له بعينك تشوفينه...
تجاهلت كلامه وتطميناته... ورجعت أبكي... أداري أحزاني وأوجاعي...
قالي وليد بكل هدوء: الخنساء... كفاية هالدموع... ليش مو مصدقتني؟! الطفل بخير...
أشرت بضعف وأنا أبكي:شيلوني له... خذوني... أحملوني له... بس أشوفه... أشوفه...
تنهد وليد وقال: خلاص الخنساء... أوعدك أخذك له بس مو اليوم... إنتي تعبانة ومالك قدرة تتحركي...
هزيت راسي وشهقت وأنا أأشر: خذوني له إلحين...
ورددت: ودي... أشـ..أشـ...وفه...
مسح وليد على شعري وهمس: أوعدك تشوفينه بكرة... بس إنتي تعافي... أهتمي بنفسك وكلي إلي يجيبوه لك... مو ترفضين وتبكين... الخنساء... ولدنا محتاج لك... محتاج لك... مو تعذبين وتهملين نفسك... الطفل بخير وما عليه إلا العافية...
سكنت ودمعت عيني وتميت ساكته لحد ما طلع... ودخلت بعدها هدى وهي تحاول تهديني... وبعد دقايق زارتني لجين وجدتي...
قالت لجين تبوس خدي: الحمدلله على سلامتك... وعلى سلامة ولدك...
ابتسمت وهي تمسح دمعة على خدي: والله توني شفت الطفل فالحضانة... ما شاء الله عليه نسخة من أبوه... تعافي يالخنساء وبيشيلونك تشوفينه...
جلست جدتي جنبي ومسحت على شعري وهي تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... يا بنتي وش هالسواة؟! ما يصير كذا تعذبي نفسك؟! تعافي ووقفي على رجولك وبتروحين تشوفين ضناك...
أنتحبت وأنا أسمعاها تدعي لي... وحطت بعدها يدها على جبيني وبدت تقرأ كلام الله... تميت ساكته أسمع كلام الله يخترق أذني ويهدي من إضطرابي... عاهدت نفسي ما راح أتحرك أو أتكلم مع أحد إلا ويودوني أشوف ولدي... أشوفه وتقر عيني فيه... أشوفه وأتأكد إنه حي... وينبض بالحياة... أشوفه وتطيب جروحي إلي قاعدة تزيد وتزيد...
* * * *
|