07-11-2011
|
#8
|


.gif)
الساعة 8 بالليل...
نزلت السلالم وأنا أسمع صوت عمتي يوصل لي... وقفت أصلح لبسي وشعري... ورفعت راسي بشموخ ومشيت للصالة... لحظة صمت مرت وأنا أقرب منهم... صوت نعلي هو الصوت الوحيد إلي ينسمع بالمكان... ابتسمت بكل جرأة وطاحت عيني على وليد إلي جلس بكل هيبة على الكنبة... وعيونه علي يناظرني من فوق لتحت... تجاهلته وسلمت على أعمامي بكل حب وفرحة... ومشيت بقصد لحد ما وصلت الكنبة إلي جالس عليها وليد... كانت كنبة لإثنين وجلست قربه...رغم إحساسي بالحرارة إني جالسة قرب وليدإلا إني بكل برود ابتسمت...
سألني عمي خالد: أخبار عروستنا؟؟
أشرت بخجل مصطنع: الحمدلله عمي...
قالت عمتي من بين أسنانها: وكيف ما تكون هالعفريتة بخير...؟!
إنقلب وجه عمي سيف اسود وهو يناظرها... قال بصوت عالي: سلللمى... رجعنا؟!
سكتت عمتي وهي تتأفف... : أووووووف...
ناظرت عمي بحب وأشرت له بدلال مقصود: عمي الله يخليك لي يا رب ذخر وسند... بكرة بعد ماتجيب التوائم من المدرسة جيبهم لي طوال...
قال عمي بابتسامة: إن شاء الله... وإحنا كم خنساء عندنا؟؟!
ضحكت بخجل حقيقي هالمرة وأشرت بدلع: ما عندكم غير الخنساء وحدة... الله يسعدك يا رب يا عمي... ويطول بعمرك أنت وعمي خالد يا رب...
وحسيت بحركة وليد بقربي... عضيت على شفايفي أكبح إبتسامتي وناظرت عمتي إلي كانت مقهورة مررررة...
ومن بين السوالف قفزت عمتي تقول لوليدبكل إهتمام وتدليل: يا وليد... كيف علشان موضوع نشوى؟! هذي هي خلصت الثانوية ودخلت كليتين وما توفقت وهذي الكلية الثالثة إلي سحبت فيها أوراقها... مايصير تسوي لنا واسطة؟!... ترى البنت متمملة بالبيت وتبي شغلة محترمة...
ناظرت نشوى وهي تسمع أمها وتهز راسها بكل خضوع وعينها متعلقة بوليد...
كملت عمتي: يعني أنت عندك واسطاتك ما شاء الله... سوي لنا واسطة من هنا وهناك... شو فايدة 12 سنة من كرف الدراسة؟!
قالت الجدة وهي عافسة حواجبها قبل لا يتكلم وليد: وشوله تبغي تشتغل ؟خلها بالبيت تنفعك أحسن...
سمعت صوت عمي سيف يقول ساخر: مو السالفة كذا يا خالة... السالفة هي شو الشغل إلي تبيه إن شاء الله؟؟
حاولت نشوى تتكلم لكن عمتي وقفتها... وقالت بفخر: شغل بشركة محترمة طبعاً... أو حتى دائرة حكومية راقية...
عض عمي سيف على شفايفه يحاول لا يضحك: أقول بلاا هالخرابيط... بما إن ما عندها غير شهادة ثانوية خلي تنفعها تكون مدرسة حضانة أو...
شهقت عمتي ذيك الشهقة ونشوى سوت مثلها... وما قدرت أتحمل وضحكت بدون خجل... شوطت عمتي... ودخنت... ووقفت بعصبية وهي تناظرني بحقد...
قالت وشفايفها ترتجف من القهر: وعلى شو تضحكين؟؟ وإلا من الهواء الطاير...؟! عالأقل بنتي عندها شهادة مو أنتي الجاهلة ... المتخلفة...
وقبل لا يسكتها إي أحد من الموجودين... شفت وليد يوقف...
قال بنبرة حادة وجامدة لعمتي: ما عندي أي واسطة لبنتك يا عمتي... والعلم والجهل ما ينقاسوا بالشهادة... إلا بالعقل والتفكير والعمل...
وقفت هدى وهي متشققة من الوناسة تصفق بيدها: يلاااااا... العشا جاهز... كفاية سوالف...
ناظرت وليد بطريق مختلفة وإحنا نمشي للسفرة... أحاول أشكره بأمتنان حقيقي لأنه وقف معي... إلا إنه ما أعطاني وجه...
وأشر لي ساخر: هذا مو لك... أبوي كان يناظرني وينتظر مني تعليق...
وناظرت عمي خالد إلي كان هادي لكنه يهامس عمتي... شكله يعاتبها على نغزاتها الواضحة... ورجعت أناظر وليد بقهر... وجيت جالسة جنب كرسيه بكل قصد... وبديت متحمسة أسولف مع هدى والجدة...وبنذالة كبيرة أتدلع وأحث وليد يآكل... وأقدم الأكل وأصب العصبير له... بإختصار... بإختصار... أمثل دور الزوجة المحبة المهتمة... ووليد جامد ما يسولف غير قليل إلا مع أبوه وعمه ونفسه تتوق ليصرخ علي من ملامحه المتضايقة... وصار إن من ربكة وليد ترك كوب العصير المليان على الحافة... وبدون قصد منه ضربه بكوعه وإنكب علي...
قفزت من الكرسي أشهق بأسف وأنا أحس بلزوجة العصير تلامس بشرتي... والقهر... القهر إنه كان عصير عنب... يعني الثوب صار في رحمة الله ...
وقفت هدى وهي تجري عالمطبخ تجيب منشفة...وعمامي يعلقوا ...أما عمتي فضحكت بتريقه لأنها سجلت نقطة علي... ناظرني وليد مبتسم بنذالة... كأن هالشيء فرحه ...
وقال بدون إهتمام وأول مرة يضحك معي أو بالأصح علي: لو ماكنتي صابة لي للمرة الثالثة ما كان الكوب مليان...
عضيت على شفاتي... عاجبنه الوضع مرة والعمة تضحك علي... أخذت المنشفة من هدى ومسحت العصير من الطاولة ... ولاحظت إن قميص وليد صابته بقعة...
أشرت له بإبتسامة: فيه بقعة على قميصك...
ناظرني وناظر قميصه... ولف لأكله مسفهني... تمااااام يا وليد ...طيييييييييب... يصير خير... وبأكبر نذالة مسكت بالمنشفة إلي تشبعت بالعصير وصرت أمسح على قميصه... وسحبت يدي حتى تنزلق المنشفة على ركبته بكل قصد...
قفز من مكانه ورمى الكرسي يطيح عالأرض وهو يصرخ: شو سويتي؟؟؟
أشرت له ببراءة: آآآآآسفة ما كان قصدي... كنت بس أنظف قميصك...
ضحكت هدى وهي تترجم الحرب الطفولية إلي كانت بينا... وأنفجر بالضحك عمي خالد وجدتي مريم ... وعمي سيف علق بدفاشة...
ومشيت له وبيدي مناديل أخذتها من الطاولة...
قال محتار: شو ناوية تسوين؟؟
أشرت: بنظفه لك...
قال متردد: لا... لا... بطلع أبدل... أنعدم القميص والبنطلون...
أشرت له وأنا أتصنع الإهتمام: مو مشكله هاتها بنقعها لك بالماي البارد... والله أعرف كيف ينقعوها...
همس بعصبية: لا... لا...
عضيت على شفايفي وتقدمت له وهو تراجع لوراه... حسيت وجه إنقلب أحمررر... والتوتر خلى جسمه يرتبك... مسكت ساعده وناظرت بقعة العصير على قميصه...
وبنذالة كبيرة هالمرة مسحت على البقعة وأنا أتصنع التفكير...
أشرت: تدري يا وليد... الظاهر هالبقعة ما راح تروح حتى لو نقعناها بالماي البارد...
حسيت برعشة سريعة عليه... وناظرني محتار ومرتبك... غريبة شو مقدار هالربكة إلي سوت بوليد كذا... وعلقت عيوني على عيونه وأنا كلي براءة...
قال بهمس... زين سمعته: بطلع أبدل...
سمعنا صوت كرسي تحرك بهالوقت... لفينا على عمتي إلي وجها صفر وحمر وزرق وأسود بالنهاية...
قالت بعصبية: تأخرنا ولازم نروح... يلااا نشوى...
ولما أطلعت عمتي لف وليد للسلالم وطلع... وكان الضحك مستمر وهدى تترجم لهم بكل حماس ولهفة وهي تزيد كلمة كلمتين على إلي صار... وحتى عمي سيف علق على عمتي إلي طلعت من هنا وبدون سلام...
أشرت لهم بابتسامة: بطلع أبدل...
قال عمي سيف وهو يحاول يوقف ضحكه: إحنا بنروح بعد نص ساعة لأن الأولاد بالبيت مع خالهم...
قال عمي خالد بابتسامة: شوي شوي على ولدي...
وسلمت عليهم ولما كنت أطلع سمعت جدتي تقول: هذي هي البنت السنعة إلي تشتغل لزوجها...
وتبعتني ضحكاتهم لحد الطابق الثاني...
* * * *
|
|
|
|