الجمعة...
26-10-2007...
الساعة 1 ونص...
رميت جزمتي (تكرمون) عند عتبة الجناح ... ومشيت حافية ورجولي تلامس نعومة السجاد العجمي... ناظرت لصالة الجناح كانت عربية شرقية الطبع... وبعدها دخلت للمطبخ إلي كان كبير نسبياً ومجهز بكل شيء... بعدها رحت لغرفة النوم إلي كانت مثل غرف القرن القديم ... واسعة وطبعها شرقي وسجادها عجمي لونه أزرق...والسرير كان كبير وفيه أعمدة ومنسدل عليه ستارة من قماش رقيق مخرم باللون الأزق... ومفروش بفرش من المخمل الأزرق والحليبي (البيج) ومطرز بطريقة عجيبة... أما الستاير فكانت من المخمل الأزرق والحليبي مشابهة للسرير... كانت الغرفة الزرقاء قمة فالأناقة والجمال... والثريا بوسط السقف عملاقة ...
كانت الغرفة متصلة ببلكونة تطل على الحوش الخلفي والمسبح إلي كان مصمم على شكل دمعة... تركت الشرفة ورجعت أناظر الغرفة وبعدها لاحظت بابين واحد منهم كانت لغرفة تبديل واسعة بدولابها العملاق... والثاني لحمام وسيع (تكرمون)... وهالمرة بلون سماوي وبيجي... ومجهز بكل إكسسواراته...
طلعت للغرفة المقابلة وكانت مقفلة... توجهت أنظاري لغرفة جنبها كانت هم بعد غرفة نوم شبيه بالغرفة الرئيسية إلا إن هذي أصغر وسريرها لفرد واحد وألوانها بتدرجات الأحمر... وعلى الطرف الثاني كان فيه باب رابع... فتحته شوي وعرفت إن هالغرفة مكتب وليد... ورجعت للمطبخ أفتح الدواليب وأغلقها... أكتشف إلي فيها وأتسائل عن الأشياء الغريبة علي إلي أبهرتني... بعدها طلعت للصالة أناظر التلفزيون الكبير وأنا أتعجب من كبره لما إنفتح الباب ودخل وليد...
ناظرته بدون مبالاة... بعد الزفة طلعنا للتصوير... وكل ما كانت المصورة تطلب منا وضعيات جريئة أبتسم فوجهه وأنفذ... أما هو فكان متوتر حييل... ولما خلصنا جينا عالبيت بسيارتين... عمي خالد يسوق ووليد جنبه وكنت أنا معهم... وسيارة عمي سيف وهدى والجدة مريم... ظلوا عمامي والجدة تحت... أما أنا ووليد وهدى فطلعنا للجناح إلي أخذ معظم مساحة الطابق الثالث... تركتني هدى فالصالة وهي توصيني وبعدها نزلت هي ووليد لتحت...
مديت يدي الثنتين وشلت التاج وسحبت الطرحة... وبعدها نزلت شعري وبسبب طريقة تصفيفه إنسدل على كتوفي وهو ملفوف... رفعت ذقني ومشيت لوليد إلي كان واقف متسمر فمكانه... يناظر كل حركة بتعابير جامدة... وصلت له ووقفت مقابل له... لأني كنت أقصر منه فوقفت على أطراف أصابعي... إبتسمت بجرأة وحرارة... ولثمت خده القاسي...
إنت يا وليد جرحت المشاعر وأدميتها... وأنا ما عاد فيني شعور طيب إتجاهك... الكره هو إلي يسري فشراييني...وأنا أدري إني ألعب بالنار... لكن أنا قد هالعبة يا وليد... قدها حتى آخر رمق بحياتي... إن ماخليتك تطلع عن برودك هذا... إن ماخليتك تنغاظ ... وإن ما خليتك تتوتر وترتبك لوجودي... ما أكون أنا الخنساء...
حسيت بيده قاسية على خصري... وبدون مقدمات دفعني بشراسة... إرتميت على الأرض وشعري يغطي وجهي بجنون... ورجعت له ملامح القسوة والجمود... وكان معها التوتر والإحساس بالإستغلال يتصارع على وجه...
همس بكل شراسة: فسري لي حركاتك هذي...
رجعت شعري ورفعت ذقني وأشرت له: أي حركات؟؟ إنت ناسي إني زوجتك...؟!
ابتسمت بقسوة وأنا أعيد كلماته بإشارات بطيئة: للأسف أنا زوجة عابثة ولعوبة... الحياء تخلى عني لأخلاقي الوسخة... ولكوني شيء مستعمل... إرضى يا وليد بهذا الواقع...
حسيت بعد هالمعاني إني مهزوزة الحيل... مدمومة القلب... وهو بكل حنق مشى لي... وجلس على ركبته يسحب شعري ويشده... رفع راسي بقسوة وحطيت عيني بعينه بشجاعة...
صاح بحنق وغضب: وإنت يشرفك... يشرفك هذا الشيء؟؟ يشرفك بكل نفس باردة...؟!
شفت إرتجافة شفته شيء غريب... وإرتعاشة جسمه أغرب... إلا إني تجاهلته... وسحبت يدي بعنف...
وأشرت له: صدقني... عافاني الشرف... وأنا راضية بهذا الترتيب... فرضى بهالشيء وتعايش معاه... تعايش معاه يا وليد...
أرتفع الدم بوجهه من الكبت والقهر... وبان التقزز والإشمئزاز على ملامحه... وما قدر يتماسك فغرس بأظافره على زندي وعيونه نار تشتعل... حسيت إن يدي تخدرت بسبب الألم الحاد... لكن أبيت أبين له مقدار ألمي... وبكل برود ناظرته... وهنا إنفجرت عصبيته... صفعني بكل قوته وأنا ألف وجهي أتحاشاه... صرخت بخفوت لما حسيت بألم كبير بأذني وبلزوجة الدم تسيل عليها... وبعدها طاحت الحلق (القرط) بالأرض... غمضت عيوني بألم...
صاح والكبرياء صرخت معاه وهو يرتعش: وأنا ...أنا مسحيل أتعايش مع هذا الشيء... مستحيل... مستحيل... إنتي... إنتي ...
إنتظرت بلهفة كلمة "طالق" منه... إنتظرتها وقلبي يرتعش... لكن وبكل قهر سكت ونفض يده مني...
قال بقسوة وجمود: لو مو معاهد عمي إني ما أنطق بهالكلمة لكنت... رميتك بأول الطريق...
ولف طالع خارج الجناح... حطيت راسي على السجادة وأنا أرتعش... أرتعش من الخوف إلي مستحيل أتجاهله وأنا بين يدين وليد... رغم إني حاولت أكون بمنظر الشجاعة...
* * * * *
|