طلعت جوري..و دخل ناصر عند ياسمين..و وقفت جوري تسمع و دقات قلبها مو قادره تخليها تركز..و بدت ترتجف و هي تسمع صوت ناصر العالي..و العصبيه اللي فيه..ثار من اللي قالته ياسمين..و هي ما توقعت أبدا تشوفه بهالحاله..و الصوت اللي دائما كان كله طيبه و حنان..كان قاسي و جارح..
نزلت دموعها و هي تسمع ناصر كيف يتكلم عن سيف..بصدمه و قهر..حست انه حقد عليه أكثر من حقده على مازن..
لكن كل الخوف و الحزن اللي حست فيه..ما كان شي قدام خوفها و هي تسمع صوت أم العنود..اللي دخلت..و سمعت كل شي..
في بيت أم فارس/
دخلت أسماء عند أمها في الصاله..
أسماء: يمه الخدامه تقول إن نجود مو في غرفتها
أم فارس بإستغراب: وين راحت؟
أسماء: مادري؟ يمكن سمعتنا و رجعت لخالها؟
أم فارس ارتاحت لهالشي..مع ان البنت كسرت خاطرها بحالها..كانت مستعده تساعدها..لكن مو على حساب ياسمين..
جلسوا يفكرون باللي صار..وين ممكن تكون راحت..لكنهم انصدموا و هم يشوفون فارس يدخل عليهم..سلم عليهم وهو كله فرحه و حماس..أبدا ما كانت فيهم هم..
أم فارس: ما عرفت إنك بترجع بهالسرعه!
فارس: خلصت شغلي بدري..زين شفتك يا أسماء أنا قلت بأرجع ألقاك رحتي؟
أسماء: لا بكره بيجي تركي
سكت فارس وهو مو عارف كيف يفتح مع أمه موضوع زواجه..لكنه انتبه لأشكالهم الضايقه..
فارس: فيكم شي؟
أم فارس: لا يمه ما فينا شي
فارس: بس شكلك متضايقه يمه؟
أم فارس تتنهد: الله لا يجيب الضيق إن شاء الله
فارس: إن شاء الله
سكت فارس مره ثانيه..مع إنه متأكد إن زواجه بيفرحها..و زواجه من جوري بالذات بيريحهم..لكنه على كثر ما كان متحمس و متشجع..إلا إنه اللحين انعقد لسانه..لأنه عارف إنهم بيتفاجأون..و يسألونه وش معنى جوري..
لكنه أخيرا قرر يتكلم..
فارس: يمه كنت أبي اكلمك بموضوع و أبي.....
قطع كلامه التليفون اللي دق..و تنهد بضيق..أم فارس كانت أقرب وحده منه و ردت و هي تقول لفارس..
أم فارس: لحظه يمه بأشوف مين اللي يدق
ردت أم فارس و كانت أم العنود هي اللي تتكلم..
أم فارس: هلا خالتي....
لكن كانت هاذي الكلمه الوحيده اللي لحقت تقولها..لأن أم العنود ما عطتها فرصه..قالت كل العتاب و اللوم اللي في خاطرها..و قطعت أي علاقه فيهم..
سكرت أم فارس منها..و صارت تصيح..و تتحسب على سيف..
انصدم فارس من حالة أمه و اللي تقوله..و قام جلس جنبها..يحاول يهديها..
فارس: يمه وش فيك؟ وش فيه سيف؟
أم فارس تصيح: .......
فارس التفت لأسماء اللي كانت تنزل دموعها بصمت..
فارس بعصبيه: وش فيكم؟ وش صاير؟
أسماء بتردد: سيف طلق ياسمين
فارس بصدمه: وشو؟! ليه؟
أسماء: طلع متزوج
فارس سكت يحاول يستوعب اللي سمعه..لكنه ما قدر..ولولا حالة أمه كان قال إن أسماء تكذب عليه..
رجع لأمه يحاول يهديها..و بعدين يفهم وش هالسالفه الغريبه..
في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في الصاله لحالها تصيح..و هي تتذكر اللي صار من ساعه..ما تخيلت ناصر يكون بهالعصبيه..و الغضب..بس يمكن ينطبق عليه المثل..اتقي شر الحليم إذا غضب..و اللي زاد كل هذا..أم العنود اللي دخلت و هي تسمعه وهو يصرخ..و أول ما عرفت اللي صار انصدمت..و دقت على أم فارس و لا متها على اللي سواه سيف..و قالت لها إنها ما تبي تشوف أي أحد منهم بعد اليوم..بعدها صارت تصيح..لين تعبت و طاحت عليهم..و اخذها ناصر و ياسمين للمستشفى..
حست جوري بضيق..و حزن..و لا تدري مين تكلم..و لا وش تسوي..نزلت دموعها أكثر و هي تتذكر طلعتهم للبر..و لعبهم..و ضحكهم..و بلحظه انهد كل هذا..(الله يسامحك يا سيف..ليه سويت كذا؟؟)
في بيت أم فارس/
رجع سيف لأهله بعد ما ترك نجود في الشقه..حاول يكلم أمه و يفهمها..حاول بأبوه يتفهمه..لكن الكل ثار بوجهه..خاصه بعد ردة فعل أم العنود و ناصر..لدرجة إن أمه طردته من البيت و قالت إنها ما تبي تشوف وجهه بعد اليوم..و أبوه ساكت و نظرته تقول إنه مع أمه بكل اللي تقوله..
حس إن الدنيا ضاقت فيه..و البيت كله ضاق عليه..طلع من عندهم بسرعه..
لكن أسماء لحقت سيف..و قبل يطلع من الباب..
أسماء: سيف
وقف سيف و التفت لها: .......
أسماء بعتب: سيف وش فيك! أنا احس إنك واحد ثاني..ما همك زعل أبوي؟ ما يهمك الحاله اللي تارك أمي فيها؟ مو هامك اللي يصير؟ كل هذا عشانها؟
سيف و نظراته كلها إعتذار و حزن: .....
أسماء: سيف حرام عليك اللي تسويه فينا..أمي قالت لك بتهتم فيها..ماراح ينقصها شي..أنت كنت تاركها أساسا..مثل ما تفكر فيها فكر بياسمين..كيف تطلقها؟ ياسمين اللي شافت فيك الأمان و الوفاء! ما فكرت بإحساسها..ما يكفي يتمها؟ ما يكفي خوفها؟ يجيها الجرح من القريب!
سيف كان يطالعها بندم..و حزن..و كلامها مثل السكاكين تقطع قلبه..عجز يتكلم..يحس إنه مخنوق و حتى الهواء ما يوصل له..
أسيل كانت واقفه تسمع أسماء..تدري معها حق..لكن سيف و الحاله اللي هو فيها كانت أصعب عليها..
أسيل بقهر: خلاص يا أسماء يكفي! حرام عليكم..يعني خلاص بس أنتم المجروحين..ما فكرتي هو وش يحس فيه؟
طالعها سيف بنظرات شكر حزينه..كلامها كان مثل البلسم على جراحه..لكنه طلع بسرعه قبل تخونه الدموع اللي ملت عيونه..
التفتت لها أسماء معصبه..
أسماء: تحسبينه هاين علي سيف؟ بس هو بيده يغير هالشي..أنتي ما عرفتي اللي قالته أمي حصه؟ تتوقعينها بتسامحنا على اللي صار؟
ما عرفت وش ترد عليها أسيل..هي من أمس ما لقت حل للي هم فيه..و تعرف إنه صعب..بس مع كل هذا ما قدرت تلوم سيف مثل ما يلومونه..خاصه و هي تشوفه بهالحال..
شافت باب المدخل..لكنها ما دخلت..راحت للحديقه و جلست هناك تفكر بضيق..و تطلق سراح دموعها حزن على اللي يصير في سيف..و الضيقه اللي بأهلها..و فراقهم عن أم العنود و البنات..
|