07-05-2011
|
#139
|


حست إنها ما تبي تبعد عنه..تخاف تبعد عنه..صوته..و نظراته اللي كلها اهتمام و اعتذار على ذنب ما سواه..كلها تحسها جزء من حياتها..لو يروح..ما يبقى لها شي تعيش بعد..(أحبه؟ معقول أكون أحبك يا طلال!!)
قربت من عنده..
لينا: صباح الخير
طلال يلتفت و يطالعها بصدمه: لينا! صباح النور
لينا بارتباك من نظرته: شفتك و أنت..و أنت تطلع و..(مالقت شي تقوله)
طلال يبتسم لها: ما جاني نوم قلت اتمشى شوي
لينا توقف جنبه: وش أخبار رجلك؟ مو قلت ماراح تتعبها ليه تطلع عليها؟
طلال يضحك: خليها تتعود
لينا بعتب: المفروض ما صدقتك و لا طلعنا..اجلس لا توقف عليها
جلسوا جنب بعض..و هي تسرق له نظرات..و شافته نعسان..(وش اللي مو مخليك قادر تنام يا طلال؟ وش فيها حياتك بعيد عني؟)
لينا: طلال شكلك نعسان ليه ما تنام؟
طلال: مو جايني نوم..و حسيت إني مخنوق في الخيمه..الجو هنا احسن
لينا تضحك: يعني بتنام هنا؟
طلال: والله حلو..ليه لا؟
كان بينام على ظهره..لكن هي مسكته..
لينا: وين نايم على التراب..(و بتردد)نــ..نام على رجلي
انصدم لحظات ما قدر حتى يتنفس..يحس إنه بحلم..و بيصحى منه أي لحظه..مو معقول هاذي لينا..لكن شي داخله..أغراه يجرب هالشعور..يكون قريب منها لهالدرجه..تهتم فيه..
مدت رجلينها..و هو حط راسه عليهن و تمدد على التراب..شاف السماء قدامه..لكنه التفت عليها..يشوف بأي نظره تطالعه..لكنها صدت عنه..و صارت تطالع قدامها..غمض عيونه براحه عمره ما حس فيها..ريحة عطرها الخفيف..يدها اللي حطتها على كتفه..اهتمامها..نام وهو يتمتم لنفسه..(حلم..أكيد حلم)
لينا سمعته يتكلم..لكن ما عرفت وش يقول..نزلت راسها تطالعه بعد ما شافته غمض عيونه..تأملته كثير..لين فجأه شافت فيه..طلال بطفولته..تذكرت ذيك الأيام اللي نستها..و عمرها ما جت في بالها..كانت تحب تجلس معه و تلعب..كانت تحب كيف يعاملها بدلال..تذكرت إنه حتى شعرها مره قصته مثله..و كانت تلبس ملابس عمر عشان تصير تشبه ملابس طلال..كان له دور كبير في حياتها..لكن هالدور بدأ ينقص من جاء يوسف..لين تلاشى..و ما صارت تعرف عنه..إلا إنه صديق يوسف و عمر..و بعد وفاة يوسف..ما صارت تشوف فيه غير صورة الموت..و صارت تكره حتى طاريه..(وش كثر ظلمتك يا طلال..ما يحق لي اللحين أحبك....ايه..أنا أحبك بس مو قادره أقول..)
شافت الشمس طلعت عليهم..و صار الجو دافي..لكن قلبها كان دفاه من شي ثاني..من حبه اللي ملأ قلبها..و شال عنه جمود السنين اللي راحت..
شافته كأنه تضايق من الشمس..اللي صارت في وجهه..خافت تصحيه..رفعت طرحتها اللي كانت على أكتافها قدام وجهه..بينه و بين السماء..و ظلت رافعتها..يحق لطلال تسويله كل شي..يحق لها تعبها..يحق له كل شي فيها..لين تعوضه عن اللي سوته فيه..
بعد ساعه..في خيمة الرجال-صحى نادر لكنه ما فتح عيونه..يتذكر الحلم اللي حلمه..ضحك على نفسه(من متى تحلم أحلام المراهقين يا نادر؟؟)
تذكر اللي صار أمس..اللي حس فيه يوم ضمها و هي محتميه فيه..وهو يشوفها نايمه..حس إنها فجرت فيه مشاعر ما كان متخيل إنه بيعرفها بيوم..لكنه مو من النوع اللي يصرح بمشاعره..و لا راح يصرح لها فيها أبدا..خاصه وهو يعرف حبها لفيصل..و لا يمكن ينسى هالشي..و لا يمكن هي تنساه..
صحى طلال..و لينا أول ما شافته يفتح عيونه..بعدت طرحتها بسرعه..و أعمته الشمس اللي طلعت بوجهه فجأه..لكنه ظن إنه توه يصحى و يحس فيها..استوعب الوقت اللي هو فيه..يوم ينام كان الصبح توه يطلع..و اللحين الشمس منتشره في كل مكان..جلس..و التفت لها..
طلال: كم نمت؟
لينا: مادري؟
طلال شاف ساعته و شهق: ثلاث ساعات!! ليه ما صاحيتيني
لينا: ما نتبهت للوقت..كنت أفكر
طلال: أكيد اوجعتك كل هالوقت ما حركتي رجلينك
لينا: ما فيني شي يا طلال
طلال يطالعها و يبتسم: ما جاك النوم؟
لينا: لا
كان مرتاح وهو يشوفها قريبه منه كذا..يبي يجلس معها..يتكلم..يسمعها..
لكن ما خلص متمني إلا وهو يشوف شوق تجي عنهم و هي تلهث من تعبها..
شوق: لينا وينك؟ كنت أدورك
لينا تلتفت لها: نعم
شوق: تعالي افطري معنا
لينا: زين روحي أنا جايه اللحين
تركته شوق و التفتت على طلال..
طلال: خلينا ننزل
قامت معه..و هي ياله قادره تحرك يدها..اللي ظلت مادتها كل هالوقت..لكنها ما حست فيها..كل اهتمامها بالإحساس اللي في قلبها له..
اجتمع الكل يفطرون..بعد ما فرشوا بساط برا الخيمه..لأن الجو كان دافي و حلو..
أم فارس تضحك: وين نمتي أمس يا أسيل؟
ح أفا عليك خالتي..ما تشوفين الغرفه الخاصه اللي واقفه عند الخيمه
ضحكوا عليها..و أسيل انقهرت..
أسيل: والله و لكم عين تتكلمون! اللي و لا وحده فيكم حست على دمها و قامت عندي و أنا ميته خوف
رغد تضحك: بصراحه سمعتك أول ما صحيتيني بس ما قدرت أقوم
أسيل: و نعم الصديقه!
شافت ياسمين تقوم..و قامت معها..
أسيل: انتظري مرة اخوي بأروح معك..قررت أتنازل عن الناس اللي ما تنفعني
أم العنود: وين ما فطرتوا؟
ياسمين: الحمدلله شبعت..أبي اتمشى شوي
في مكان بعيد-كان سيف جالس لحاله..يمسح التراب..و يكتب اسمها و يتأمله..كل ما تجي في باله..يتناساها..يقنع نفسه إنها شي و راح..و إنها ما تعنيه اللحين و لا تهمه..
شاف ياسمين و أسيل جايين عنده..و ابتسم لهم..لكنه تذكر الاسم اللي حفره بالتراب..ارتبك و مسح الإسم بسرعه..
ياسمين: وش اللي كتبته و ما تبينا نشوفه؟
أسيل تغمز: أكيد اسم..صح؟
سيف يصرف: صباح الخير
ياسمين و أسيل: صباح النور
ياسمين: شكلك ما أفطرت معهم؟
سيف: لا افطرت و قمت اتمشى
أسيل بشك: أشوف نفس أفكار زوجتك..آها لا يكون متواعدين تلتقون بعد الفطور و أنا لزقت في ياسمين؟
ياسمين: الله يعافيك لا تفكرين
أسيل تغمز: علينا؟ على العموم اترككم على راحتكم
راحت أسيل و سيف و ياسمين يضحكون عليها..التفت سيف لياسمين و شافها واقفه..
سيف: وش فيك واقفه؟ اجلسي
جلست ياسمين..و سكتوا لحظات طويله..كتبت له على التراب..[سيف]..كتبلها..[نعم]..مرت لحظات..ثم رسمت له علامة استفهام..و رسم لها علامة تعجب..سكتوا لحظه..لكنه ضحك و ضحكت معه..
سيف: وش فيك يا ياسمين؟
ياسمين: ما فيني شي..ليه؟
سيف: أنتي مرتاحه؟
ياسمين: لملكتنا؟
سيف: ايه
ياسمين: مادري وش اسمي احساسي..لكن أهم شي احسه و أنا اشوفك الأمان..أنت تحسسني بالأمان يا سيف..خاصه بعد ما شفت مازن كيف رمى جوري بسهوله
سيف: ياسمين أنا عارف كيف كان رأيك بالزواج من أقاربك..بس خلينا نحاول نفهم بعض..و نحب بعض من اليوم
ياسمين تبتسم: يعني تعترف إنك ما تحبني؟
سيف: مو هذا قصدي..أنا أحبك من زمان بس كقريبه..كنت دائما احس بالمسئوليه اتجاهك..لكن اللحين أبي اتعلم أحبك..كشي خاص فيني أنا..الانسانه اللي بأكمل معها حياتي
ياسمين تطالعه بإمتنان: و أنا مو صعب أحبك يا سيف..متأكده إني بأحبك
ابتسم لها..و رسم لها على التراب..قلب..و رسمت له قلب أكبر..
في مكان قريب من خيمة الحريم..كانت مساهير تلعب مع إياد في التراب..و تبني له بيت كبير..وهو يساعدها و فرحان..
إياد: ميثو هاذي غرفتي
مساهير تضحك: لا الكبيره غرفتي أنا..أنت هاذي الصغيره
إياد بإعتراض: ليه؟
مساهير: عشان أنا كبيره و أنت صغير
إياد اقتنع: ثح عثان بعد عمر هنا معك
مساهير تشهق: هااه
إياد: ايه مثل ماما و بابا
مساهير تصرفه: إياد ابني هنا جبل صغير
و من بعيد..وقف عمر يطالعها..كان يتمشى و فجأه شافها..فكر يروح لها..لكنه تردد..تعب من عنادهم لبعض..و يبي لو مره يتكلمون مثل العالم و الناس..لكنه متأكد انها أول ما تشوفه..بتعصب..
كان يفكر يروح أو لا..و لو راح وش يبي يقول لها..لكنه شافها تقوم مع إياد..و راحت..راح لمكانهم يشوف البيت اللي بنته..جلس عند المكان..و شاف شي يلمع..رفعه..و لقاها دبلتها..شكلها طاحت منها..أخذها و راح..
عند خيمة الرجال..رجع سيف..كان بيدخل الخيمه لكنه ما شاف فيها غير فيصل..عشان كذا طلع و راح يدور العيال..لين يجي الغداء..
أما فيصل فتنهد بحزن..و تذكر أسيل..أسيل و سيف..جزء مهم من حياته..ما يدري كيف قدر يبعد نفسه عنهم..أحيانا يحس إنه بيكره سهى..لأنها السبب بهالشي..حاول ينسى أسيل فيها..لكن من يوم ملكته على سهى..من يوم بدأ يكلمها و يشوفها عادي..راح الانبهار اللي كان يحسه يجذبه ناحيتها..
وقت الغداء..كانت مساهير بتغسل يدها..لكنها انتبهت لأصبعها..دبلتها..ما كانت فيه..تذكرت يوم حطتها في حضنها و هي تلعب مع إياد..(أكيد يوم قمت طاحت!)
راحت تركض للمكان اللي كانوا يلعبون فيه..و شافت البيوت اللي بنوها..جلست في الأرض تدورها..كانت تحرك التراب بيدينها..تحاول تدورها..لكن بدون فائده..(لااا اوين راحت؟ والله لو يدري عمر يذبحني..بيقول متعمده اضيعها)
رجعت تدور بهدؤ يمكن تشوفها..
|
|
|
|