-،،الـنـزف الـثــانـي و الـعـشــرون،،-
*بعد أيام*
في بيت طلال=العصر/
كان طلال جالس في الصاله..ينتظر عمر يمر عليه..عشان يروحون المستشفى لموعده..جت لينا عنده و جلست..التفت يطالعها و لقاها تطالعه لكنها صدت..دائما تصد كل ما يشوفها..و كأنها خايفه من شي..مو جديد خوفها منه..لكنه صار أهدأ و له شكل ثاني..مو قادر يفسره..
كان خوف من اللي سوته فيه..و احساس بالذنب يملأ قلبها..لكن طلال ما عرف هالشي..
لينا تنزل عيونها: طلال
طلال يبتسم وهو يسمع اسمها منه: نعم
لينا: ناويه أكمل دراستي هالترم
طلال انصدم و بفرح: والله!
لينا: مساهير اصرت علي أكمل معها
طلال بحماس: المفروض تكملين..كنتي شاطره يا لينا حرام جلستك في البيت
قطع كلامهم الجرس..و راحت لينا تفتح..و بعد لحظات دخل عمر..جلس معهم شوي بعدين أخذ طلال و راح..كان يطالعه و يفكر..حاله صار أحسن من بعد الحادث..حتى لينا معاملتها معه تغيرت..ما صارت تتحاشى ذكره مثل أول..تذكر كلامها صباحية زواجها..سألته كان طلال يبي يطلقها..(شكلها كانت صدمة شوفته..بس الحمدلله بدت تتقبله و تتقبل حياتها من جديد)
طلال بفرح: قالت لك لينا انها بتكمل دراستها؟
عمر: ايه
طلال: حلو تطلع من عزلتها
عمر يبتسم: لينا تغيرت من زواجها..مشكور يا طلال
طلال: أنا ما سويت شي يا عمر..ان كنا بنشكر أحد على تغير لينا المفروض نشكر مساهير
عمر تنهد بتعب: .....
طلال: وش فيك؟ كأنك ما ارتحت لطاريها؟
عمر: متهاوشين
طلال يبتسم: الله يعينها عليك
عمر عصب: اللحين الله يعينها هي!!
طلال: عمر يعني أنا مو عارفك؟ و عارف عصبيتك و عنادك؟
عمر بسخريه: و هي اللي ما شاء الله عليها ملاك!
طلال يضحك: يعني مو قادر تسايرها و تقنعها بكلمتين حلوين
عمر بقهر: و هي تعطي الواحد فرصه!
عمر..(يا خوفي كل اللي تسويه مو بس عناد..عشان تفكيرها بأحد ثاني؟ معقول للحين تحبه؟أو مهتمه فيه؟)
في بيت أم فارس/
كان سيف في غرفته اللي من ذاك اليوم ما يطلع منها..حاله تغير..ما صار يتكلم إلا للضروره..و لا عمره ضحك..كل أهله استغربوا من حاله..لكن السبب اللي قاله لهم اقنعهم..لكن هو أبد ما كان مقتنع بحياته..و بحاله بعدها..كان يحس بفراغ كبير بعدها..و القهر و الحزن مالي قلبه..(ليه يا نجود؟ ذبحتيني و ما اهتميتي؟ كيف كنت مخدوع فيك؟ و ليه مع كل هذا مو قادر أنساك!!)
في غرفة فارس..كان في غرفته يلبس عشان يطلع لشركته..اللي ما كان المفروض يفكر في غيرها..و في شغله..وقف قدام المرايا يطالع نفسه..و يتذكر ذيك الليله و اللي صار فيها..بحياته ماراح ينسى..كانت أكبر غلطه..و أكبر جرح بحياته..أخذ منه وقت لين قدر يتمالك نفسه بعدها..و يرجع فارس الأول..اللي يهمه شغله و بس..و ما يهتم لهالأشياء التافهه..كان يقنع نفسه إنها أشياء تافهه و مو محتاج لها بحياته..جت في باله صوره لها..لنظرتها..لكنه أبعدها من باله بسرعه..(بأنسى..لا أنا نسيتها خلاص..ما عادت تهمني بعد اللي قالته..ما عاد تهمني)
طلع من البيت لشركته..للمكان اللي يبرع فيه..و لا يمكن يخسر أبدا..
في غرفة أسيل..كانت جالسه ترتب لبسها اللي بتلبسه بكره في المزرعه..أمها عزمت الكل عشان تشوفهم بعد ما رجعت من الحج..و خطر على بالها نادر..و لأول مره تبتسم و هي تتذكره..(بأشوفه بكره؟ يمكن يطلب يسلم علي؟ أو ماراح يهتم مثل كل مره؟)
ما تدري ليه رجعت لبسها اللي كانت مطلعته..و صارت تدور على لبس أحلى..و بكل حماس..لكن هالحماس خف..و هي تتذكر اللي قالته لها أمها اليوم..ملكة فيصل بعد ثلاث أسابيع..(و أنا ليه اهتم؟ وش دخلني فيهم؟)
بس هي كانت مهتمه..مهتمه و مقهوره بعد..ما تحبه..تحس إنها اللحين ما تحبه..بس شي يربطها فيه..ما تدري وش تسميه..يمكن ذكرياتها اللي اخذت كثير من أيام عمرها و لا تقدر تنساها بسهوله..أو بقايا صدمه و قهر..
تنهدت بضيق و راحت تدق على جوري بتتحمد لها بالسلامه..لأنهم من يومين ارجعوا من الحج..لكن جوالها من ساعه وهو مشغول..دقت على ياسمين..
ياسمين: مرحبا
أسيل: حمدالله على السلامه
ياسمين: الله يسلمك..وش أخبارك؟
أسيل: الحمدلله..و أنتم وش أخباركم؟
ياسمين: تمام
أسيل: صار لي ساعه أدق على جوري مشغول؟ مين تكلم؟
ياسمين تضحك: مين يعني..أكيد حبيب القلب
أسيل: أها مازن! تصدقين ما طرى على بالي نسيت ان جوري تملكت
ياسمين: يا حليله يوم كنا بالحج كان كل يوم يدق يتطمن عليها
أسيل: حسره عليك و أنتي مين كان يدق عليك؟
ياسمين تضحك: عبير
أسيل: يله العوض ولا القطيعه
ياسمين: أسيل..سيف وش فيه؟
أسيل: ليه؟
ياسمين: اليوم جاء عندنا خالي ناصر و قال انه متبدل و لا كأنه سيف اللي قبل
أسيل تتنهد: معه حق..سيف متأثر بالحيل بوفاة صديقه
ياسمين: الله يرحمه
أسيل: تصدقين من ذاك اليوم وهو ما يطلع من غرفته..حتى الأكل بالغصب يأكل...الوحيد اللي يغصبه يطلع عنده ماجد ارتاح اذا جاء على الأقل يتكلم سيف مع أحد
ياسمين تضايقت من طاري ماجد..تبي ترتاح منه..لكنها دائما مجبوره تسمع عنه..
في بيت أبونادر/
كانت رغد جالسه في الصاله..و شافت فيصل يدخل..جاء و جلس عندها..كان يبي يسألها..بس متردد..كان يطالعها..
رغد: وش عندك فيصل؟
فيصل: امم وش فيه..سيف؟
رغد: توفى زميل له من الجامعه..و الظاهر انه كان متعلق فيه كثير و تأثر بوفاته
فيصل تضايق عشانه..سمع من نادر اللي صار فيه..و ماهان عليه يأخذ أخبار سيف من الناس..كان هو أول من يعرف عنه كل شي..يحاول ينسى هالموضوع..بس سيف صديق عمره..كيف ينساه..
حست رغد فيه..و بضيقته..لكن وش تقدر تسوي وهو اللي جاب كل هذا لنفسه..
وقف نادر عند الباب..كان بيدخل لكنه يوم شاف فيصل رجع..من أيام يتحاشى مقابلته..كل ما يشوفه يتذكرها..وهو من دون سبب صارت ما تغيب عن باله..لكن شوفته لفيصل يذكره باللي يجرحه..بالحب اللي يملأ قلبها له..و يسأل نفسه بحيره..(لهالدرجه غبيه..تحبه كل هالسنين وهو ما يحبها! أكيد ما يحبها و إلا كان ما فرط فيها....وش شعورها اللحين؟ بعد كل اللي سواه؟...و أنا كيف اسمح لنفسي افكر فيها؟ كيف انسى و أنا احس انها ما نست؟!)
في بيت أم العنود/
سكرت جوري من مازن و هي تبتسم..تتذكر صوته الهادي..و كلامه..تحس إنها غاليه عنده..و كل يوم يحسسها إن غلاها يزيد..و هي صارت تهتم فيه..تحاول تركز كل اهتمامها فيه..ترتاح لاصار هالشي..لكن فارس ما كان يخلي راحتها تكمل..دائما يطري على بالها..صوته المهزوز..اعترافه بحبها..للحين تتذكره و كأنها سمعته أمس..
تنهدت بحزن..و هي تكره نفسها إذا تذكرت ذيك الليله..من بعدها مرت أيام تنتظر تسمع عنه شي..تنتظر يرجع من سفرته..لكنه ما رجع..راحت للحج وهو ما رجع..و لا وصل لها أي خبر عنه..و لا تجرأت تسأل..
حتى قلبها يلومها على الحب اللي خسرته..
غمضت عيونها بقوه..تبي تنسى..تبي أي شي يلهيها عن هالأفكار..و طلعت من غرفتها..تدور أحد تجلس معه..هذا كان الحل الوحيد اللي تسويه كل ما تفكر فيه..
نزلت الصاله و ابتسمت و هي تشوف أم العنود جالسه..و تكلم في التليفون..لكن أول ما سمعتها جمدت خطواتها..
أم العنود: فارس رجع قبل أمس؟! بأتصل اتحمد له بالسلامه طول هالقاطع
رجعت بسرعه لغرفتها..ما تبي تسمع عنه..ماتبي تعرف شي يخليها تفكر فيه أكثر..تبي تنساه..تبي تنساه..
في سيارة ماجد/
كان طالع من الشركه..وهو متضايق..من أيام يدق على سيف..لكن سيف ما كان يرد..و بعد إصرار رد عليه..لكنه كان غير سيف اللي يعرفه..حس انه يبي يجلس لحاله عشان كذا ما حب يضايقه..مع كذا ما قدر يخليه كان كل يومين يروح يتطمن عليه..صح هو تقرب منه عشان ياسمين بس..لكنه تعود عليه و لقى فيه الصديق اللي كان يتمناه..أمس راح له بعد ما عرف إن ناصر رجع من الحج..و أكيد هي رجعت..(صدق إني غبي..يعني وش كنت اتخيل اني بأسمع منه عنها؟...لو تعرفت على ناصر و خطبتها؟ بتوافق؟ لو شافتني جاد معها معقول تقبل؟....لازم اسوي شي)
فكر يدق يكلمها..يقول لها انه بيخطبها..(بس عارف انها ماراح ترد..و أخاف هالشي يبعدها عني أكثر)
وصل للبيت و الفكره للحين في باله..بس خاف انها ما ترد عليه أبدا..وقتها يكون بس كرهها فيه على الفاضي..دخل غرفة ورد لكنه ما شافها..بس سمع صوتها مع مرافقتها في الحمام..(أكيد تاخذ شاور)
تمدد على سريرها الصغير..اللي كانت رجلينه طالعه منه..لكنه تعود يجلس عليه..و أحيانا اذا كانت تعبانه ينام عندها..سمع جوالها يدق..التفت يشوفه على السرير..لكنه انصدم وهو يشوف اسم ياسمين على الشاشه..كأنها تقرأ أفكاره..و هي جت له من حالها..أخذ الجوال و طلع من الغرفه..و رد..
ياسمين: مرحبا
ماجد: .....
ياسمين بإستغراب: ورد؟؟
ماجد: لا..انتظري ياسمين لا تسكرين لازم اقولك شي
ياسمين بقهر: أنت ليه ما تتركني في حالي؟ اطلع من حياتي..وش ناوي تسوي بعد؟ وش تبي؟ تخليني وحده من صديقاتك؟!
ماجد: ياسمين أنا....
ياسمين تقاطعه: بعد اليوم مابي اسمع عنك أي شي..و إلا بأقول لسيف عن كل شي و تعرف إني أقدر اسوي هالشي...و ورد ماراح أقدر أكلمها بعد هاليوم و لا تخليها تدق علي..أنت اللي دخلتها بهالشي و أنت المسئول تنسيها..و تذكر كل ما تشوفها انك السبب بحزنها
سكرت منه ماليها القهر..تعدى الحد لدرجة يفكر يكلمها..و متوقع انها بترد عليه..لكن من اليوم خلاص لازم يوقف عند حده..عورها قلبها يوم تذكرت ورد..لكن كانت مجبوره تبعد عنها..
مع انها ما كانت تقدر تنفذ اللي هددته فيه..لكن لو اضطرها لهالشي..بتتكلم..بتقول لسيف..على الأقل يقطع علاقته فيه و ترتاح منه للأبد..بس هل بتتحمل خيبة أمل سيف فيها..و اللي بيقوله عنها..
ماجد كان واقف متسند على الجدار..وهو يعيد كلامها و تهديدها..وهو يحس بقهر..و ندم..(تسوينها يا ياسمين..ليتني ما كلمتك...حتى لو ما كلمتك..مستحيل بنلتقي في يوم..بعد كل اللي صار بيننا)
قرر انه ينساها..بيحاول ينساها..و ورد لازم تنساها..يمكن ترجع حياتهم مثل قبل..
دخل للغرفه و شاف ورد..اللي ابتسمت يوم شافته..دخل عندها و قال للمرافقه تروح..حطها في حضنه..و صار يسرح شعرها..وهو ساكت و مكشر..
ورد: بابا ماجد وش فيك؟
ماجد: تحبيني يا ورد؟
ورد: أكيد أنت بابا كيف ما أحبك!
ماجد: أكفيك أنا عن الناس كلها؟
ورد: ايه..أنا مابي أحد غيرك
ماجد: ولو قلت لك..تنسين ياسمين و ما تدقين عليها تسمعين كلامي
ورد دمعت عيونها: ليه؟
ماجد: فيه أشياء كثير صارت ما ينفع أقولها لك..ولو كلمتي ياسمين أنا بأتضايق كثير
ورد تنزل دموعها: بس أنت تحبها؟
ماجد: بس لازم ننساها
ورد: أنت بتنساها؟
ماجد: ايه
ورد: ولا راح تزعل اذا ما عرفت عنها شي؟
ماجد: لا أنتي تكفيني عن الناس كلها
ورد بحزن: خلاص ماراح أكلمها
ماجد: آسف حبيبتي
وضمها له و هي تصيح..
*من بكره*
في المزرعه=الساعه التاسعه صباحا/
في قسم الرجال-كان سيف يتمشى بعد ما جاب اهله..ما كان يبي يطلع معهم..لكن أمه أصرت عليه و صارت تصيح..و ما قدر يقول لها لا..لكنه ما كان حاس بأي شي..ما يحس إلا بالفراغ و الحزن داخله..يشوف صورتها قدامه كل وقت..يحبها..و يكرهها بنفس الوقت..يكره اللي سوته فيه..و في نفسها..يكره كذبها عليه..
وقف عند سيارة المزرعه وهو يضحك بقهر على نفسه..و اللي كان يسويه..رجع يتذكر كل شي..كل اللحظات اللي كانت ماليه قلبه حب..و فرح..اللحين صارت تهينه و تجرحه..(إلى متى يا سيف؟ إلى متى و أنت بهالحال؟...بأنساك يا نجود..لأنك ما تستاهلين اذكرك)
|