في بيت أم العنود=المغرب/
صحت المغرب..و هي تحس بتعب و صداع..شافت جوالها..مكالمات كثيره من ساره..و من مازن بعد..كانت تطالع رقم مازن..و تتذكر كلامه لها..و طيبته..و تفهمه..(يا رب وفقني معه..أبي انسى فارس لانه خلاص طلع من حياتي للأبد)
دق جوالها و شافت رقم مازن..ترددت ترد أو لا..بس انحرجت من كثر اتصاله..
جوري: مرحبا
مازن: مساء الخير..دام ما حصل لي اقولك صباح الخير
جوري: مساء النور
مازن: وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
مازن: خفت عليك من الصبح أدق ما تردين حتى ساره ما رديتي عليها
جوري: سهرت أمس مع البنات و ما انتبهت لجوالي
مازن: توك تصحين؟
جوري: ايه
مازن: خلاص اتركك اللحين و أدق عليك بعدين..تبين شي؟
جوري: سلامتك
سكرت جوري و هي تتنهد براحه..مازن ما فيه شي تكرهه..يمكن كل ما تعرفه تبدأ تهتم فيه أكثر..لين تنسى فارس..لازم تنسى فارس..
في بيت أبونادر/
كانت أم راكان و مرام عندهم..أم راكان كانت تبي تزور طلال بس ما تعرف وين بيته..عشان كذا قالت لها أم طلال تجي و تروح معها..و مرام جت على أمل تشوف نادر..أو تسمع عنه شي..
طلعت أم طلال و رغد و رنا مع أم راكان و مرام..يوم شافت مرام نادر هو اللي بيوصلهم فرحت..سلم على أمها و عليها..ثم اركبوا معه..
مرام طول الطريق تطالعه و تتحسر على اللي سوته..لو ما ترك فيصل أسيل..يمكن اللحين خطبها نادر..زاد قهرها على أسيل..
كانت تسولف مع رغد..و بالقصد خلت لسانها يزل..و هي متأكده إن نادر يسمعها..
مرام: و متى ملكة فيصل و أسيل..آآ أقصد سهى؟
رغد رفعت راسها تشوف نادر..لكنه صد بنظرته عنها..بس عرفت إنه سمع..و تضايق بعد..
أما نادر فكان كاتم القهر داخله..(هاذي مرام حتى مو قادره تنسى..اسمك مرتبط بإسمه للحين..و أكيد للحين تفكرين فيه...آه لو بس مو أبوي و عمي..كان ما تحملت اللي أنا فيه)
وصلوا لبيت طلال..و نزلوا لكن رغد تأخرت عنهم شوي..
رغد بتردد: نادر...
نادر بقهر: انزلي يا رغد
من صوته حست انه معصب..و نزلت عشان ما تضايقه أكثر..و مشى و كلمة مرام تتردد في باله..و القهر داخله يزيد..
دخلوا و مرام ابتسمت بانتصار..(أنا وراك يا نادر لين تكرهها..و أنت اللي بنفسك تتركها)
*بعد شهر*
في بيت أم فارس=الساعه العاشره مساء/
جلست أسيل في غرفتها..أمس كان العيد..و راحت هي و سيف لخالتها أم عمر..لأن فارس كان للحين مسافر..و شكله مو ناوي يرجع..و أمها و أبوها قرروا يحجون مع ناصر و البنات..عشان كذا كان العيد هادي و ممل..و اللي قهرها زياده..نادر..كانت متوقعه يروح لخواله لكنه ماراح..و عرفت إنه كان في بيت خالتها أم عمر أمس..و لا فكر يناديها..أو حتى يطلب يسلم عليها بهالعيد..(بديت اشك في نفسي إني متزوجته! لهالدرجه بارد و ما يحس؟ أو أنا مو مهمه عنده أبدا و لا من باب المجامله؟...أو يمكن يكرهني؟..صح يحق له يكرهني وهو انجبر يتزوجني..و يعرف إني كنت أبي اخوه؟)
تذكرت فيصل..و تخيلت وش شعوره اللحين..وهو في بيت خواله مع حبيبته..مع سهى..(اللحين خطيبته..يمكن يطلب يسلم عليها؟ يمكن يسوي اللي ما سواه أخوه)
حست بالضيق من جلستها لحالها..و من أفكارها..و من كل الناس..
دق جوالها و شافت أسماء..اللي حتى هي ما قدرت تجي عندهم في هالعيد عشان شغل تركي..
أسيل: هلا
أسماء: أهلين أسوله وش أخبارك؟
أسيل: زفت
أسماء: ليه؟!
أسيل: جالسه لحالي سيف مادري وين طلع؟ قال لازم يشوف صديقه يدق عليه ما يرد
أسماء: ليه ما رحتي بيت خالتي؟
أسيل: لينا رجعت بيتها عشان ما تترك طلال وهو تعبان..و حلا من أمس ما نامت و أكيد اللحين نامت
أسماء: يا عمري عليك..زين شوفي صديقاتكم اطلعي لأي وحده فيهم
أسيل: الناس مع أهلها وين اطلع معهم!
أسماء: وش جالسه تسوين؟
أسيل: اقرأ فهالمجلات
أسماء: ليه ما تقولين لسيف يجيبك للشرقيه؟ اجلسوا عندي بدال جلستكم لحالكم
أسيل تبتسم: تصدقين و الله فكره..اذا جاء أقول له
أسماء: اممم تدرين وين معزومه على العشاء اليوم؟
أسيل: وين؟
أسماء: أم جاسم عزمتني
أسيل: مين أم جاسم
أسماء: الله يرحم ذاكرتك! جدة نادر
أسيل بإستغراب: يوووه تصدقين ناسيتهم و لا كانوا في بالي!
أسماء: على العموم بأروح البس و إذا رجعت ادق أقولك الأخبار
أسيل: خلاص انتظرك
سكرت منها أسيل..و سرحت تتذكر جدته..و مشاعل..كانوا طيبين معها..بس وش الفائده و ولدهم مو داري عنها..و دام هو ناسيها..هي ليه تهتم فيه..أو في أي شي يخصه..
في بيت نجود/
وصل سيف وهو قلقان على نجود..صار له ساعه يدق عليها و لا ترد..خاف يكون صاير فيها شي..دخل للبيت..و طق الباب الداخلي..و سمع صوت أم نجود..
أم نجود: تفضل يا سيف
سيف: السلام عليكم
أم نجود: و عليكم السلام والرحمه..هلا يمه وش أخبارك؟
سيف: الحمدلله..و أنتي ان شاءالله بخير
أم نجود: الحمدلله على كل حال
سيف: وينها نجود ماترد على جوالها؟
أم نجود: راحت لجارتنا تعبانه و تبيها تساعدها في شغله في البيت
سيف: بهالوقت؟!
أم نجود: معليش ياولدي الناس للناس..و أم علي ماعمرها قصرت فينا..حرام المره لحالها في البيت..
سيف: أنا بس خايف على نجود تلقينها حتى مالبست كالعاده..و ليه ما أخذت جوالها؟
أم نجود: دقت علينا تبيها بسرعه و الظاهر انها نست..يمه سيف ممكن أطلب منك شي؟
سيف: تفضلي خالتي
أم نجود: في الدروج اللي جنب سريري فيه بخاخ الأكسجين تجيبه لي
سيف: ماطلبتي يا خالتي اللحين أجيبه
قام سيف و دخل الغرفه..اللي أول مره يدخلها..و شاف ثلاث دروج ما عرف هي تقصد أي واحد..كان بيرجع يسألها بس خاف يحرجها..و راح يدور بنفسه فيهن..فتح الأول مالقى غير أوراق و سكره..لكنه يوم فتح الثاني..طارت عيونه و كان قلبه بيوقف..ماصدق اللي يشوفه..رفض كل احساس فيه يصدق ان اللي يشوفه حقيقه..رفعه بين يدينه يتأكد..و كان هالشي تأكيد لصدمته..(مخدرااات!!!)
ظل ماسكها يحاول يستوعب اللي رفض قلبه يصدقه..لين سمع صوتها اللاهث..و الخايف وراه..
نجود بذعر: سيف!!
التفت لها يطالعها بعيون مصدومه..رافضه التصديق..تترجاها تنكر معرفتها باللي بين يدينه..كان مستعد يصدق أي شي تقوله حتى لو كان مو معقول..لكنها طالعت الكيس اللي في يدينه..ثم رفعت نظرها له..ما كانت مصدومه..كانت واقفه تطالعه..و كأنها تعترف باللي مايبي يصدقه..
سيف بصوت مرتجف: وش هذا؟!!
نجود بشموخ: ما كنت أبيك تشوفهن بس الأسرار لازم يجي يوم و تنكشف
سيف مصدوم: يعني عارفه بوجودهن؟!
نجود: ايه
سيف مو مصدق: من وين جايات؟ وش تبين فيهن؟
نجود بإستهزاء: أكيد ماتعاطاهن..أنا ابيعهن
سيف يصرخ: لاااااا
طالعها بقهر..و حزن..و صدمه..لكنها وقفت ماتحركت و ما تأثرت..و لا انكرت اللي أكدته..
نجود ببرود: أنت ماتعرف الفقر وش يسوي يا سيف..مو من حقك تحاسبني
سيف برجاء: ما توصل لهذا يا نجود! قولي إن اللي اشوفه كذب..قولي و أنا بأصدق
نجود: أنت ماسكهن بين يديك يعني صدق مو كذب
سيف بقهر: ترضين بالحراام؟! ليـــه؟!
نجود: عشان ثمنهن يغني عن التعب و الشغل..مو عارف هالشي؟ مو عارف لو أبيعهن كم يوم بارتاح؟؟
سيف يصارخ بقهر: ما أعرف!! أنا مو عارف شي أبدا..و لا عرفتك يا نجود على حقيقتك أبدا..كذبتي بهذا وش غيره بعد(يصارخ أكثر)وش غيره أنا مادري عنه؟؟
نجود:.............
سيف يصارخ أكثر: وش فيه غيره يااا نجود؟؟
نجود بثقه: كل شي ممكن تجيني منه فلوس بالساهل و أنت تخيل
سيف يطالعها بإشمئزاز: نجود أنتي طالق
راقب بصدمه ملامحها اللي ماتأثرت و لا حركت ساكن..بالعكس بانت الراحه عليها..و عرف انه كان طول الوقت مخدوع فيها..
طلع بسرعه..و رماها بعيد عن طريقه وهو طالع..طلع من البيت و ركب سيارته..و انطلق بكل سرعته..يبي يطلع من هالحارات..من أي شي له علاقه فيها..كان يحس انه مخنوق..و صدره يضيق أكثر و أكثر لين حس انه مو قادر يأخذ نفسه..
كان يمشي وهو مايشوف الطريق من الدموع اللي ملت عيونه..دموع قهر..و صدمه..و حزن..وصل للمزرعه مايدري كيف..نزل من سيارته..و راح يمشي بعيد يحاول ياخذ نفسه..لكن الهواء البارد كان يدخل لصدره كأنه نار..عيا يغيب عن باله اللي شافه..و برودها و هي تشوفه عرف بهالشي..و لا مبالاتها بطلاقها..كل اللي صار ماهمها..حس انه مجروح منها..و مخدوع كل هالوقت..
فكر لو انمسكت في هاللي تبيعه و هو عندها..وش بيكون موقفه قدام أبوه و أمه و اخوانه و أهله.. تخيل وش يمكن تكون مخبيه عنه بعد..وش يمكن تكون عادي تسويه عشان تأخذ فلوس..و هالتفكير خلى الدم يغلي بعروقه..صار يصارخ بأعلى صوته بقهر و غيض..(ليه يانجوود؟!!ليه!!)
حس ان عالمه و حبه كله ينهار قدام عينه..تشوهت صورتها بأبشع صوره..صوره عجز يتحملها..و عجز يقبل اللي فيها عليها و على نفسه..نزلت دموعه من عينه بقهر..كان طايح على الأرض بدون أي حركه..لكن في داخله كان إعصار..
حس بعدها ان هالدنيا خاليه بعينه من كل شي..حس بالوحده..حس بالحرمان..كرهها في هاللحظه على قد ماحبها..كره حالته من بعدها..كره احساسه اللي هان عليها تخونه..كره المشاعر اللي لها في داخله..
جلس ساعات على التراب يفكر..و يفكر..يبي ناره تبرد لكنها تزيد..ما حس بالبرد..و لا الجوع..كان كل احساسه مركز على شي واحد..على الحب الكبير اللي في قلبه لها..و اللي باعته برخيص..
|