*بعد أيام*
في بيت أم عمر/
كانت حلا و شوق جالسين يطالعون التلفزيون و متحمسين صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت..نزلت لينا من غرفتها و ابتسمت و هي تسمع أصواتهم العاليه..(آخذين راحتهم عشان أمي و عمر مو في البيت)
دخلت عليهم و جلست..و لا وحده حست فيها أو سمعت سلامها..طالعت الفيلم الكوميدي اللي يشوفونه..أول لحظه ضحكت معهم..بعدها صارت تبتسم..لين سرحت بخيالها و ما صارت يمهم..
وقف عمر عند الباب معصب من هالإزعاج اللي هم مسوينه..
عمر يصارخ: حلاااااا
حلا تفز: نعم
عمر يتريق: جيراننا في آخر الحاره يقولون ما نسمع زين ياليت تزيدين الصوت
حلا تستهبل: بس! ما طلبوا
و زادت أكثر على الصوت..وهو انقهر منها..و أخذ الريموت و قصر عليه..
شوق: لا عمر مو مره كذا! ما أسمع
عمر: اسكتي و أنتي تسمعين...لينا وين أمي؟
لينا: عند جارتنا
حلا تتأفف: تقصر للصوت و تجلس تسولف فوق روسنا....أقول شوكه خلينا نتابع بالصاله اللي فوق أحسن
قامت شوق معها و طلعوا عنهم..
عمر: وش الأخبار؟
لينا: ما فيه جديد
ضحك عمر على نفسه بإستهزاء..وش كان يبي يسمع عنها..من أول ما رجعت وهو مو قادر يرتاح..و لازم هي تحس بنفس القهر اللي هي تحسه..لازم يطلع عليها كل اللي يحسه..
دخلت أمه عليهم و هي فرحانه و متحمسه..
أم عمر: السلام عليكم
لينا و عمر: و عليكم السلام و الرحمه
أم عمر: زين لقيتكم لحالكم..بغيتكم بسالفه
لينا: خير يمه
أم عمر: أم حمد خطبتك لولدها
جمدت ملامح لينا..و عمر يطالعاها بخوف..وهو يلوم أمه كيف تقولها الخبر بهالبساطه..و كأنها مو عارفه حالتها..
لينا بهدؤ: بس أنا...
أم عمر: لا بس و لا شي..ما راح تلقين احسن من حمد..ولد جيراننا و من سنين نعرف أهله..و دكتور و الكل يمدح في أخلاقه..وش تبين أكثر من كذا
لينا دمعت عيونها..و طالعت بعمر..كأنها تبيه يتكلم و يساعدها..لأن أمها باين انها مقتنعه فيه..
عمر: يصير خير يمه عطيها فرصه تفكر..و اسأل عنه
أم عمر بإصرار: وش تسأل عليه؟ كلنا نعرف كل صغيره و كبيره عنه و ماراح نلقى احسن منه
لينا خافت من اصرار أمها..و فكرت ان حمد ما فيه أي عيب ممكن ترفضه عشانه..وقف عقلها عن التفكير..و فقدت أعصابها..
لينا تصيح: بس أنا ما أبيه
أم عمر: ليه ما تبينه؟ و ليه تصيحين؟
لينا تمسح دموعها اللي صارن ينزلن أكثر: يمه مابي اتزوج اللحين
أم عمر بعصبيه: أنت ما تبين تتزوجين لا اللحين و لا بعدين..أنت بس تبين تجلسين مع ذكريات يوسف لين تنجنين و تحرقين قلبي عليك
عمر انصدم من كلام أمه: يمه هدي نفسك مو...
أم عمر تقاطعه و تصيح: وين اهدأ و هي دافنه روحها بيدينها و أنا اشوفها وساكته..بس لا اسمعيني يا لينا ان ما وافقتي على حمد بأنسى انك بنتي
عمر انصدم: يمه وش هالكلام؟ مو كذا نتفاهم
أم عمر بإصرار: الموضوع ما يبي له تفاهم..كم لها ترفض ما قلنا شي..لكن اللحين لا..ان ما وافقت عليه تنسى اني أمها
لينا تصيح: ما أقدر يمه والله ما أقدر..
ما ستحملت لينا أكثر..و ركضت تصيح لغرفتها و هي تصارخ..
لينا: ما أقدر..ما أقدر
مرت لينا من عند حلا و شوق اللي كانوا منسجمين و مو دارين عن شي..و انصدموا يوم شافوا لينا بهالحاله..نادتها حلا و ما ردت عليها..دخلت غرفتها و سكرت الباب..و جلست على الأرض تصيح..و تصيح..
ركضت حلا لتحت..بتشوف وش صار..و لحقتها شوق..و هناك شافت أمها طايحه على الأرض و عمر عندها..
حلا بخوف: وش فيها؟
عمر يصارخ: ارتفع عليها الضغط جيبي عبايتها بسرعه أوديها المستشفى
أم عمر بعناد: مابي اروح لمكان خلني أموت وارتاح منكم
حلا وقفت مصدومه من كلام أمها و حالتها..و حالة لينا قبل شوي..لكن عمر صرخ عليها..
عمر بعصبيه: أنت للحين واقفه! يله روحي
ركضت حلا لغرفة أمها..و شوق كانت واقفه و دموعها تنزل على شكل أمها اللي مو قادره تتكلم من التعب..راحت بسرعه للينا..لأنها دائما تكون معها اذا تعبت..و من ورى الباب..
شوق: لينا أمي تعبانه بيوديها عمر المستشفى
لينا أول ما سمعتها خافت على أمها يصير فيها شي بسببها..و طلعت من الغرفه تركض..وصلت عندها كانت بتمسك يدها..لكن أمها بعدت يدها عنها..و هالشي خلى لينا تتجمد من الصدمه..
أم عمر بتعب: مابي اشوفك بعدي عني
عمر انصدم من كلام أمه و تأثيره على لينا اللي مو ناقصه..بس ما كان يقدر يقول لها شي و هي في هالحاله..كان خايف عليها..يدري انها تعصب بسرعه..و خاف يجيها شي..و بنفس الوقت مو هاينه عليه لينا..
عمر: خلاص روحي أنتي اللحين يا لينا..لين ما تهدأ
أم عمر بأنفاس متقطعه: مابي اشوفك مو هذا اللي تبينه..تبين تذبحيني عليك
لينا ما ستحملت حالة أمها..و لا الكلام اللي تقوله..أمها اللي كانت دائما قريبه منها..ترفضها و هي بهالحال..عرفت ان الكلام اللي قالته قبل شوي من قلبها..مو بس تهديد..و تخيلت لو يصير لها شي..كيف بتعيش بعدها..بهاللحظه نست نفسها..و نست يوسف..كان المهم أمها..أمها و بس..
لينا تصيح: خلاص يمه موافقه والله موافقه بأسوي اللي تبين بس ارتاحي أنتي
نزلت حلا اللي كانت جايبه عبايتها بعد..و لبسوا أمها عبايتها و راحوا..و لينا تطالعهم بخوف على أمها..و خوف أكثر من المصير اللي انجبرت عليه..
شوق تصيح: لينا وش فيك؟ أمي ليه تعبت؟
لينا تصيح معها: لا تخافين ان شاء الله تصير بخير
رمت نفسها على الكنب..(يارب أنا اللي أموت و ارتاح..ليه يا يمه ما تخليني في حالي..مو كافي خسرته..اللحين تبوني أخونه و اتزوج غيره..ما أقدر..وش اعطي هاللي اتزوجه..و أنا كلي راح مع يوسف..ليتك أخذتني معك يا يوسف)
جلست جنبها شوق تطالع الدموع اللي تنزل..
شوق: لينا الله يخليك لا تصيحين
لينا تمسح دموعها عشان ما تخوف شوق على أمها..لكن في داخلها كانت جروح تنزف..حست ان نهايتها قربت..
|