وقفت نجود..ماتدري وش تسوي..أو هو وش ناوي يسوي اللحين..لكنه تكلم..
سيف: ما فيك نوم الساعه وحده؟
نجود: لا كثرت الأكل بأجلس شوي
سيف: وين تبين نجلس؟
نجود..(لو تروح بيتكم مو احسن..و الله شكله بيلزق فيني..الله يعين..أنا لو أخذت واحد متزوج مو أحسن)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: هاه..وش رأيك نطلع السطح؟
سيف: السطح؟!
نجود: ايه أنا ما أحب اجلس داخل البيت
سيف: على راحتك
و راح معها..كان متحمس يعرف عنها كل شي..طلعوا السطح..اللي كان مظلم و مرعب..
سيف: وين الأنوار؟
نجود: ما فيه أنوار
سيف: كيف تجلسين بهالظلام؟
نجود تضحك: لا تكون خايف!
سيف: لا بس أنا اسأل كيف أنت ما تخافين؟
نجود: مو قلتلك أنا بمية رجل..تعال بأوريك شي
راحت عند الجدار اللي كان عنده صناديق قديمه..و وقفت عليهن تطل على الشارع..سيف انصدم منها وراح وراها بسرعه.. شكل هالصناديق باليه و ممكن تتكسر بأي لحظه..و ما كان متطمن لشكلهن و اللي ممكن يطلع منهن..
سيف: وش تسوين؟
نجود: اركب و شوف
راح لها سيف و وقف جنبها..و شاف هي وش تشوف..كانت تطل على شوارع فاضيه و بعيده و مظلمه..
سيف: مو شايف شي!
نجود تلتفت له: كيف مو شايف! طالع الطريق البعيد
سيف: زين طريق و تمشي فيه سيارات وش تطالعين فيه؟
نجود: اطالع السيارات و انواعهن اللي كشخه و اللي عاديه و اللي احس انها تخوف..و اجلس أفكر في اللي راكبينها و اتخيل حياة كل واحد فيها..يعني شوف السياره اللي مرت هاذي باين انها سيارة عائله و بما انه اليوم الخميس فأكيد راجعين من حفله..اممم خلنا نقول ان خالتهم سوت عمليه و الحمدلله نجحت و صارت بخير و ان عيالها خلوا هالحفله بمناسة فرحتهم بسلامتها(تلتفت عليه) تبي اقولك كم بنت في السياره وش لابسين و كيف شخصياتهم؟
لكن سيف ما رد عليها..كان يطالعها بإستغراب من اللي جالسه تقوله..ما صدق انها توقف كذا عشان تتخيل أشياء ما لها فائده..
سيف: و ليه تسوين كذا؟
نجود: اتسلى....شوف شوف السياره هاذي...هالسيارات الفخمه قليل ما تمر بهالشارع...بس تدري هالسيارات صعب تتخيل اللي فيها و كيف حياتهم
سيف بفضول: ليه؟
نجود: لاني اذا شفتهم أفكر هم وش يفكرون فيه بهاللحظه اللي يمرون فيها بهالحارات..يلتفتون علينا أو مايهتمون فيها..يدرون كيف يعيشون الناس اللي هنا..أو ما يتخيلون غير حياتهم المريحه اللي هم فيها..يجي في بالهم ان بهالحارات خوف..و جوع..و يتم..(تتنهد بحسره) اتمنى انهم يحمدون ربهم على النعمه اللي هم فيها
سيف: تتمنين لو كنت غنيه؟
نجود: يا الله ياليت
سيف: ليه؟
نجود تشهق: ليه! عشان ارتاح و احقق كل اللي أبي و أجيب كل اللي أبي
سيف: يعني لو يتقدم لك واحد غني لكنه....
نجود تقاطعه: لو فيه عيوب الدنيا كلها وافقت أهم شي يكون غني
سيف: بس الفلوس مو كل شي
نجود بسخريه: و مين قال هالكلام؟ اللي قاله أكيد واحد ما جرب حاجته لها في يوم
سيف: بس فيه أشياء أهم منها
نجود بإصرار: لا ما فيه
سيف: نجود مو ناويه تنامين؟
نجود بضيق: طبعا راح أنام
سيف: يله خلينا ننزل
نزلوا و عند باب غرفتها وقف سيف..و التفتت عليه..
سيف: تصبحين على خير
نجود بإستغراب: بتروح؟
سيف شاف انها ماصدقت: ايه
نجود: خلاص بأوصلك للباب
سيف: ماله داعي..ادخلي نامي
نجود: زين تصبح على خير
سيف: تلاقين خير
دخلت نجود الغرفه و هي للحين مو مصدقه انه جاء و جلس كل هالوقت و عشاها..و آخر شي ما يبات عندها..(يمكن أهله محتاجينه؟ أكيد أحد دق عليه يوم طلع يجيب العشاء..بس ليه وصلني لحد غرفتي و بعدين قال لي انه بيروح؟ لا يكون يبي يتأكد اني بأنام و ناوي يسوي شي في البيت؟ يمكن عشان كذا مسوي نفسه طيب)
و نزلت بسرعه تشوف اذا طلع أو لا..راحت لشباك واحد من الغرف اللي تحت..و شافته واقف في الحوش..و يطالع في البيت بتمعن..(كنت حاسه ان عنده شي..ليه كل شوي يتأمل البيت هاذي مو أول مره يسويها..لا يكون شاف ماعندي أحد قال ألعب عليها و آخذ هالبيت منها..بس على مين يا سيف أنا نجود مو أي وحده على بالك ان هالحركات اللي تسويها بتخليني أأمن لك)
طلع سيف من البيت..مع انه كان يتمنى يجلس معها أكبر وقت ممكن له..بس هو مايبي تشوف هالزواج على انه زواج مسيار..ما رضاها على نفسه و لا عليها..مشى و هو يعيد كل كلامها في باله..و يتذكر كل شي بتفاصيله..عرف انه غرقان فيها بس ما درى وش آخرة بحرها
*من بكره*
في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في غرفتها..لأن ناصر كان جاي يتغدى هو و العيال عند أم العنود..و بما إن العيال بيتأخرون إلى بعد صلاة الجمعه..فجلست ياسمين مع خالها..(عمر و سيف أكيد بيجون..بس فارس احتمال ما يجي..أووف أنا مو قلت بأنساه..كيفه يجي أو ما يجي أنا من اليوم ما راح اهتم)
ركزت تفكيره على المذكرات اللي قدامها..لكنه ما سرع ما تشتت و هي تتذكر أسيل أمس و سواليفها..أول مره تفتح لها قلبها و تكلمها عن فيصل..و حبهم..و أحداثهم يوم كانوا صغار..و كل كلامها الباقي عن حلا و رغد و عن سيف..حست إنهم هم المهمين في حياتها..و لا أطرت فارس بشي..و كأنه أخو بالإسم بس..(ليه يضيع عمرك بالشغل يا فارس)
قطعتها من أفكارها ياسمين و هي تدخل عليها..
ياسمين: ما نمتي؟
جوري: لا ما راح أنام
ياسمين: بس أمس سهرنا للفجر و اليوم قمنا بدري
جوري: إيه بس إن نمت اللحين ما بيجيني نوم في الليل
ياسمين: على راحتك أنا ميته نوم
راحت ياسمين تنام..و جوري نزلت بعد ماراح ناصر لصلاة الجمعه..أصرت على أم العنود إنها هي اللي تجهز الغداء..كانت تحب تسوي أي شي لناصر..مع إنها عارفه لو مهما تسوي ما راح ترد له لو شي بسيط من اللي قدمه لها..بس هي تفرح بأي شي تسويه و كأنها سوته لأمها..خاصه اليوم..لأنها عرفت إن فارس بعد بيجي معهم..مع إنها أمس قررت تنسى كل شي عنه..بس وش ذنبه إن كان الحظ جابه لها بكبره..قبل تعود نفسها على نسيانه..
وصل ناصر و العيال و تغدوا..ثم اجلسوا في المجلس..و جوري في المطبخ ترتب..خلصت و طلعت بتروح لغرفتها..لكن فجأه وقفت خطوتها..و التفتت تشوف المدخل اللي يروح للمجلس..و ما قدرت تمنع نفسها إنها تروح..يمكن تسمع صوته..راحت و بكل تهور وقفت قريب من الباب تسمع..سمعت كل الأصوات..إلا صوته..(معقول كل هالوقت جالس ساكت)
خافت أحد يطلع عليها..و التفتت بترجع..و انصدمت و هي تشوفه واقف في المدخل يطالعها..و كأن له حق يتأملها..طيرت عيونها فيه..و غطت فمها بيدها تكتم شهقتها..كانت تبي تطلع بس خافت تمر من جنبه..نزلت راسها و ركضت عنه..
أما فارس اللي كان راجع من سيارته يجيب لخاله الأوراق..بيعطيها له قبل يروح..ابتسم على شكلها المصدوم..(ليش واقفه تسمعين يا جوري؟ فضول أو يهمك أحد معين....مادري ليه حاس إنك تبين تسمعين صوتي..معقول تكونين حبيتيني بعد فوات الأوان...بس آسف يا جوري مو فارس اللي يرجع على شي تركه)
عطى خاله الأوراق..و طلع..و هو يمر من عند الصاله الداخليه..سمع صوت صياحها..وقف لحظه متردد..قبل يطل عليها..شافها جالسه و ضامه رجلينها بيدينها..و منزله راسها..كسرت خاطره..و راح و تركها..لكنه في السياره..ما حس في نفسه إلا وهو يدق على رقم البيت..
جوري كانت سرحانه و منحرجه مره من هالموقف..(مادري ليه دائما اطلع نفسي غبيه قدامه؟ وش بيقول عني؟ وحده ملقوفه جالسه تسمع حديث مايخصها!)
دق التليفون جنبها..ما كان له خلق ترد..و صوتها بعد ما يساعد..لكنها خافت أم العنود تسمعه و تطلع بنفسها ترد..
جوري: مرحبا
فارس: ما يسوى يا جوري اللي صار كل هالدموع
جوري كان قلبها بيوقف يوم سمعت صوته..و ضغطت أصابعها بكل قوه على سماعة التليفون..لكنها ما كانت قادره تنطق بكلمه..أو حتى تآخذ نفسها..
فارس يكمل: لا تضايقين نفسك و انسي اللي صار.....بس تدرين اسأل نفسي أنت كنت واقفه فضول أو يهمك تسمعين صوت أحد؟
جوري: ........
فارس: عارف إنك ما راح تجاوبين..مع السلامه
سكرت جوري..و هي تحس إنها طايره من الفرحه..(ما أصدق فارس بنفسه يهتم فيني لدرجة إنه يتصل!......بس هو كيف عرف إني كنت أصيح؟ معقوله صوتي كان عالي بس والله من قهري..احس إن داخلك إنسان حساس و طيب بس أنت مو معطيه فرصه يظهر)
في بيت نجود/
كانت بشاير و أمها جايين عندهم..و بعد ما سلمت عليهم نجود راحت المطبخ تسوي الشاهي..و راحت معها بشاير..
نجود تطالعها: وش فيك؟
بشاير بضيق: جواهر جابت بنت أمس
نجود بفرح: والله! مبروك
بشاير تتنهد: بس أبوطارق مارضى يودينينا لها و لا رضى حتى اننا نروح لها يقول يعرف واحد صديقه في ذيك الحاره و يخاف يشوفه معنا يقول لزوجته..و هي زوجها مارضي يخليها تجي عندنا..تصدقين لي سنه ما شفتها!
نجود ترفس الدولاب: والله شكلي بأذبح زوجك..وش رأيك؟
بشاير: ما استبعد عليك..لا يكون تسوينها بزوجك
نجود تتنهد: لا تذكريني..أمس ما نمت و أنا افكر فيه
بشاير: ليه صار شي؟
نجود: امس جاء و جاب لي جوال و دبله و بعدين جاب عشاء و الساعه وحده وصلني لغرفتي و صبح علي و راح
و قامت تجيب لها الهدايا تشوفهن..
بشاير: وااو شكلها غاليه هالدبله هو وش يشتغل؟
نجود: لا طالب
بشاير: غريب أجل من وين له كل هالفلوس
نجود: يقول من الماكافأه..بس مو هذا المهم..المهم ليه يسوي كل هذا؟
بشاير بإستغراب: ليه؟
نجود: يبي البيت
بشاير: البيت!
نجود: إيه من يوم جاء و أنا ألاحظ إه بس يطالع كل شي في البيت بإهتمام
بشاير: وهو وش يبي في البيت؟
نجود: احس إن خالي أرسله علي عشان يأخذ مننا البيت بطريقه اسهل..أنت ناسيه إنه كان يلاحقني من أسابيع..و بعدين أنا مو غريب إنك توقفين واحد في الشارع و تطلبين منه الزواج و يوافق و بعدها يعاملك بكل هالإحترام و التقدير
بشاير: يعني خلاص تأكدتي إنه يبي البيت؟
نجود: أكيد ما فيه أحد طيب كذا بدون سبب..و إذا جاء المره الثانيه بأطلع منه الحقيقه عشان و بأشوف آخرتها معه
في بيت أم فارس=العصر/
كان سيف في غرفته..يفكر باللي سواه..كان يحس إن اليومين اللي راحن معها..حلم مو حقيقه..(معقول أكون حبيتك يا نجود بهالسرعه؟ أو اللي يشدني فيك تناقضك و الحياة الغريبه اللي أنت تعيشينها...بس لو ما كان كل هاللي احسه حب أجل وش يكون الحب!)
اشتاق لبحة صوتها..و طريقة كلامها..و نظراتها..و أخذ جواله يدق عليها..
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمدلله
سيف: و خالتي كيف صحتها اللحين؟
نجود: تمام الحمدلله
سيف: وش تسوين؟
نجود: أذاكر السمكه بكره بتسأل
سيف يضحك: السمكه!
نجود: مدرسة التاريخ يا كرهي لهالماده
سيف: أجل وش تحبين؟
نجود: قلتلك ما أحب الدراسه كلها
سيف: بس هاذي لازم تجيبين نسبه
نجود: و مين قال لك بأكمل الدراسه هي ثانويه و بس و لو مو عشان أمي تركتها و ارتحت
سيف بقهر: بس هذا مستقبلك
نجود: اتركك من هالكلام اللي يزهق و قولي متى احتمال تجي؟
سيف: ليه؟
نجود: أبي اتكلم معك
سيف: ما ينفع نتكلم اللحين؟
نجود: لا ضروري وجها لوجه
سيف تذكر إن اليوم إجتماع الشباب..و إنه هو بنفسه اللي اختار المكان و عزمهم..
سيف: اليوم ما أقدر يتأجل الكلام لبكره؟
نجود: إيه عادي بكره بعده بعد سنه
سيف: زعلتي؟
نجود: لا
سيف: بس طريقة كلامك تقول إنك زعلتي..لو عادي أجيلك بوقت متأخر بس أنت عندك دراسه و أكيد بتنامين بدري
نجود استغربت من هالإهتمام الزايد..و إلا مهتم إن خطته تنجح بسرعه..
نجود: لا عادي أنا كان قصدي إن الكلام يتأجل
سيف: خلاص أنا بكره أجي تبين وقت محدد؟
نجود: لا عادي أي وقت..لازم أسكر اللحين بأروح اعطي أمي علاجها
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه
سكر منها سيف وهو محتار وش الكلام اللي بتقوله..
طلع من غرفته وهو على الدرج سمع صوت صياح أسيل..خاف و نزل بسرعه..دخل عندهم و شاف أمه و أسماء و الدمع مالي عيونهم..و أسيل ضامه إياد و تصيح لين ما صيحته معها..
سيف بخوف: وش فيكم؟
أسماء: بأنتقل للشرقيه
سيف يضحك: حرام عليكم أنا قلت عندهم مصيبه..اللي يشوفكم يقول الشرقيه في آخر الدنيا
أسماء: يعني ماراح تفقدني؟!
سيف: و ليه افقدك أنت بس كل ماشتقتي لنا دقي علي و أنا أجيبهم كلهم لك
أسماء تبتسم: الله يخليك لنا يا سيف
سيف: خلاص عاد وقفوا هالمناحه حتى أيود خليتوه يصيح معكم..تعال أيود حبيبي نروح نشري آيسكريم
إياد بفرح: أثوله يله روحي معنا
|