07-05-2011
|
#25
|


في المزرعه/
كانوا البنات جالسين في المطبخ يحضرون القهوه..و جت عندهم شوق..
ح وين كنت؟
شوق: في قسم الرجال
أسيل: سيف للحين لحاله ماجاء أحد؟
شوق: لا حتى سيف راح
أسيل: توي شايفه سيارته
شوق: راح في الوانيت
أسيل استغربت: في الوانيت! ليه؟
حلا تضحك: تخيلي شكله خساره فاتنا
أسيل: من زينك تضحكين على سيف!.......تتوقعين يجي قبلهم عشان نشوفه
لينا تضحك: ما مداك معترضه اللحين تبين تتفرجين!
وتركتهم لينا و هم يعلقون على شكل سيف في السياره..و هي مو قادره تبعد الفكره اللي جت في بالها..هاذي أول مره يجون للمزرعه بدري..و يكون قسم الرجال مافيه أحد..يعني تقدر تشوف المكان اللي من سنين ما شافته..مشت وكل ما تقرب أكثر كانت دقات قلبها تقوى..و أول ما وصلت لمكانهم عند شجرة الليمون..نزلت دموعها..(آه يا يوسف..وش كان بيصير لو كنت معي اللحين؟ كيف تركت لينا لحالها؟ و أنت عارف إنها ما تقدر تعيش من غيرك..حاولت أبي أنساك بس ما أقدر ولا أبي أنساك..مابي أطلع من هالحزن لأنه الشي الوحيد اللي يربطني فيك)
تذكرته..تذكرت ملامحه المبتسمه..اللي محفوره في خيالها..و صوته..كانت تخاف يجي يوم و تنساه..يجي يوم و إذا سرحت فيه ماتسمعه..و مثل ماتسوي دائما..غمضت عيونها..و تذكرته..سمعته يناديها..لكنه ما كان صوته..لكن الصوت مألوف و تعرفه..فتحت عيونها و انصدمت يوم شافت طلال قدامها..طالعته بحزن..و خوف..و قهر..نفس نظرتها له آخر مره شافته فيها..قبل ثلاث سنين..يوم وفاة يوسف..نزلت دموعها على خدها..و هي تحس بالنار اللي تقيد فيها كل هالسنين تزيد..كانت بتروح لكنها سمعته يتكلم..
طلال: للحين نفس النظره يا لينا
التفتت عليه..و شافته معطيها ظهره و يتكلم بشرود..ما عرفت هو يكلمها..أو يتكلم مع نفسه..
طلال: للحين تلوميني على وفاته! كلهم تعاطفوا معك لكن ما أحد حس فيني و قدر خسارتي لأعز صديق..حتى أنت مع إنك أكثر وحده تعرفين وش كان يوسف بالنسبه لي
لينا ماستحملت تسمع أكثر..اسم يوسف رجع لها كل الألم..و وجودها بهالمكان و شوفة طلال خلتها تنهار..ركضت و هي مو شايفه من الدمع اللي ملأ عيونها..
التفت لها طلال..و شافها تروح بعيد..حس بغصه..(آه منك يا لينا يا كثر ما عذبتي هالقلب ولا يوم حسيتي فيه..و لا يوم بتحسين)
جلس في المكان اللي كانت واقفه فيه..و رجعت ملامحها تنرسم قدامه من جديد..(تغيرتي يا لينا!على الأقل صرتي أهدأ.. آخر مره شفتك فيها بوفاة يوسف يومها فجرتي كل حزنك و قهرك فيني..و ظلت ملامحك المفجوعه..ورعشة صوتك الغضبان..في داخلي كل هالسنين..و انمسحت صورة حبيبة الطفوله العذبه..لكن بتظلين مثل ما أنتي دائما..حلم حزين..لا أنا قادر أصحى منه و أنساه..ولا أنا قادر أطوله)
رجع يتذكر أحلى أيامه..أيام الطفوله معها..كانت الوحيده اللي تتحكم فيه.. و تتشرط عليه..و هو مو قادر يرفض لها طلب..كان كل ماراح مع أهله و شافها..يترك الكل و يجلس معها..لين في يوم..جاء ولد عمتها يوسف..العمه اللي اختفت بعد إصرارها على الزواج من واحد رفضه أبوعمر..و انقطعت عنهم..و بعد كل هالسنين..رجع لهم ولدها اليتيم بعد وفاة أبوه..و عاش معهم..و من يومها..تغيرت عليه لينا..ما صارت تتكلم إلا عن يوسف..ما صارت تجلس إلا مع يوسف..و صارت تسوي كل اللي يبي يوسف و بس..لحد ما كبرت و تغطت..و بعدت المسافه بينهم..أما يوسف..فكان معها في نفس البيت..يشوفها كل يوم..يكلمها أي وقت..و هالشي اللي ما تحمله طلال..و خلاه يكره يوسف من كل قلبه..أو يحاول يكرهه..لأن يوسف كان إنسان صعب ينكره..كان الكل يحبه..حتى طلال رغم محاولاته الكثيره إنه يكرهه..ما قدر إلا إنه يحبه..ومع الوقت صار أعز صديق له..لكنه مع كل هذا..ما قدر ينسى لينا..خاصه و هو يسمع من يوسف عنها كل يوم..لين جاء ذاك اليوم..اللي رش على جرحه الملح..و إعترف له يوسف بحبه للينا..و الأكثر من كذا إنها تبادله هالحب..و مات آخر أمل له في قلبها..و قرر إنه يقتل هالمشاعر في مهدها..و يدفنها في قلبه للأبد..و يحاول يفرح لفرحة صديق عمره..اللي انحرم من كل شي في هالدنيا..و ما ملك غير قلب واحد..و دام هالقلب حبه..ما كان قدام طلال غير إنه يتمنى لهم التوفيق..و خلته الأيام..الشاهد على قصة حب حبيبته..و أول من يسمع أحداثها..
وصل الكل ما عدا أم العنود..اللي كانوا بيجون مع ناصر..وفي جلسة الحريم..
أم راكان: أجل تقولين فسختوا الخطبه
أم فارس: شفنا إننا استعجلنا البنت توها صغيره
أم راكان: إيه خليه يفتح شركته و ألف واحد بيتمنى يعطيه بنته و مو أي أحد أكبر العائلات بتناسبه يعني نسب يرفعه
أم فارس: الله يكتب له اللي فيه الخير أنا بس أبي اشوفه مستقر ومرتاح
في مكان بعيد من المزرعه_كانت أسيل و رغد يتمشون..و جتهم حلا..
رغد: بسم الله وش فيها ملامحك معتفسه؟
ح لينا
أسيل: وش فيها؟
ح هذا اللي أبي أعرفه
أسيل: وش قصدك؟
ح شفتها قبل شوي جالسه لحالها و سرحانه عيونها حمراء أكيد كانت تصيح
رغد: ليه؟
ح ما رضت تقول
أسيل: تتوقعين أحد قال لها شي؟
ح لا هي للحين ماشافتهم و لا سلمت عليهم
رغد: صح هي كانت مختفيه حتى أنا ما سلمت عليها
أسيل: أجل وش فيها؟
ح مادري هي من أسبوع بس في غرفتها و ما تتكلم مع أحد من يوم خطبها خالد
رغد و أسيل: خالد؟!!
ح إيه
رغد: خالد ما غيره صديق العيال
ح إيه هو بلحمه وشحمه
رغد: و هي وافقت؟
ح لا
أسيل: ليه خساره؟ والله خالد يهبل
ح يازينه فيصل يسمعك اللحين
أسيل: وجع أنا قصدي تستاهله لينا
رغد: صح هي ليه ما تبيه
حلا تتنهد: المشكله مو في خالد المشكله في لينا
أسيل: وش فيها؟
ح أنا كنت حاسه بس ما بغيت أصدق لكن رفضها لخالد أكد لي هالشي
رغد: حلا وش تتكلمين عنه؟
ح لينا للحين ما نست يوسف وما ظنيت بتنساه
دمعت عيون حلا من طاري يوسف..و من حزنها على حالة أختها..
رغد: الله يرحمه بس لينا توها صغيره والعمر قدامها حرام اللي تسويه في نفسها حتى دراستها ما كملتها
حلا تمسح دموعها: هاذي أمي حصه و البنات وصلوا
سلموا عليهم..و راحوا معهم للداخل..و هم ينزلون عباياتهم في وحده من الغرف..
ياسمين: الكل جاء؟
أسيل: إيه الصالح و الطالح
ياسمين تضحك: و مين الطالح؟
ح أكيد عمتها و بناتها
أسيل: و معهم عله مجانيه سهى
ياسمين: خالتك فيه يا رغد؟
رغد: إيه
ح ما سمعنا صوتك يا جوري؟
جوري: مادري وش أقول؟
رغد: صح والله إنكم ماتستحون نازلين سب في الناس حتى ماعرفتوني عليها
أسيل: هاذي جوري تعرفينها..جوري هاذي بنت عمي الحلوه رغد يكفيك تعرفينها أما البقايا الباقيه اللي بتشوفينهم اللحين فلا تهتمين فيهم و كلامهم دخليه من إذن و طلعيه من الثانيه
ياسمين: يله خلونا نطلع تأخرنا
في قسم الرجال_رجع سيف وشاف كل العيال فيه..حتى نادر..
سيف: غريبه راضي علينا يا نادر
نادر: بكره تتخرج و تشتغل و تعرف إنه ما بيبقى لك وقت
عمر: أنت و فارس بس تتحججون بهالشغل كلنا نشتغل ما قطعنا بأهلنا مثلكم
فارس: أنا كل ما طلعتوا في المزرعه أكون فيه
فيصل يتريق: كثر الله خيرك
فارس: شفتم وشلون لا تقولون مقصر
عمر: خلاص خلونا نتفق على مكان كل جمعه نتجمع فيه
نادر: كل أسبوع! أنت الظاهر ناسي مصنعك
سيف: عمر صادق الجمعه ما فيه أحد عنده شغل كثير
عمر: هاه وش قلتم؟
فارس: أنا معكم
سيف: و أنت يا نادر؟
نادر: يصير خير
عمر: لا خيرك عارفينه حنا قول وعد
نادر يضحك: خلاص وعد
عمر يلتفت على طلال..اللي من جلسوا ما تكلم..و باين عليه الضيقه على غير عادته..
عمر: طلال وش فيك؟ مو معنا أبدا
طلال يقوم: مافيني شي عن إذنكم
تركهم وراح..
عمر: وش فيه؟
فيصل: غريب أول ماوصلنا كان طبيعي من بعد ماراح يتمشى في المزرعه مادري وش جاه!
طلال راح عنهم بعيد..يتمشى في الأماكن اللي كان يروح لها هو و يوسف..(بعدك كل شي تغير يا يوسف..حتى لينا..اللي كان مصبرني على فراقها إنها كانت معك..و كانت مرتاحه..لكن اللحين..مجروحه..و أنا ما بيدي شي..سامحني يا يوسف يوم تركتها لك عرفت تسعدها..لكن يوم تركتها لي ماقدرت أسوي لها أي شي)
عمر: طلال
طلال يلتفت: عمر!
عمر: وش تسوي هنا؟ المكان ظلام ومافيه نور
طلال يتنهد: تذكرت يوسف الله يرحمه
عمر بحزن: الله يرحمه
عمر سكت و هو يتذكر حالة لينا..و اللحين طلال..كلهم لا يمكن ينسون يوسف..لينا خسرت خطيبها اللي تحبه في اليوم اللي بتصير فيه ملكتهم..و طلال اللي كان السبب في الحادث و موت أعز صديق له بين يديه..
عمر: قوم يا طلال خلنا نروح للعيال
طلال: أبي اجلس لحالي شوي
عمر: على راحتك بس ربع ساعه لو ماجيت.....
طلال: لا تخاف بألحقك
|
|
|
|