1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....11

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء الكرام
إستكمالا لما بدأناه فى الحلقة السابقة نعود لصفحات الكتاب



و تسجل كتب التاريخ و صايا قدمها أبو بكر لقادته و أمراءه و هى تعد من أعظم الوصايا و أعمقها و تدل دلالة قوية على سمو فكر الخليفة و عظم كفاءته
فهو يقول لأحد قادته : لا تغفل عن أهل معسكرك فيفسد العسكر و لا تتجسس عليهم فتفضحهم و اقبل علانيتهم و كِلهم الى سرائرهم ,
و ها هو يرسم لخالد بن الوليد أمر القيادة أدق وصف حين يقول له : سر بالأدلاء و قدم إليك الطلائع لترتاد لك الطريق و إذا دخلت أرض العدو فكن فى المؤخرة و عينك على المقدمة فإن أمنك أمن الجيش و إحرص على الموت توهب لك الحياة و لا تقاتل بمجروح فإن بعضه ليس منه .

الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
و النص هذا رغم قلة عدد كلماته إلا أنه فيه شفاء من كثير من الأمراض التى أصابت جسد أمتنا الإسلامية فى هذا العصر
و هذا النص يرسم لنا كيفية دخول الحروب للجيوش الإسلامية
فهو رضى الله عنه ينصح أحد القواد فيقول له ما مفادة إن الإهتمام بالجيش من أسباب النصر
نعم علينا ان نهتم بأفراد القوات المسلحة و نعدهم إعدادا طيبا بل و ننتقيهم إنتقاءا دقيقا عالى المستوى على ألا يكون من بينهم المتخاذلون و محبى الراقصين و الراقصات و من يرتدون ال لو ويست بل هم رجال ...
و الرجال هم من يستطيعون تحمل المسؤولية
بل هم من يبحث عما ينبغى أن يفعل فيفعله بنفس راضية
بل هو من يهتم بأمر دينه
رجال لا يتمايلون و كأنهم أوراق فى مهب الريح
و ها هو ينصح القائد بنصيحة رائعه هو ينصحه ألا يتجسس على رجاله فيفضحهم
فالغرض من أجهزة الإستخبارات الحربية ليس التلصص على أفراد الجيش بقدر ما هو توجيه الذى أخطأ منهم للحفاظ عليهم
إن هذا المبداء على ما أعتقد لم تتوصل إليه أقوى حضارات اليوم الزائفه
و و الله لم يضيع الإسلام و تعاليمه السمحة سوى المسلمين المتخاذلين الذين تركوا تعاليم الدين و لهثوا خلف حضارات ليس لها من السمو و الرقى ما للإسلام من السمو و الرقى
بل إن البعض قدم أقبح صورة لأعظم دين
اللهم إهدنا و ردنا الى دينك مردا جميلا
و ها هو سيدنا أبو بكر رضى الله عنه يقدم لسيدنا خالد بن الوليد وصايا ليتنا نفهمها جيدا
هو يقول له سر بالأدلاء (أى إستخدم أدلاء جمع دليل أى خبير بالطرق و المسالك و الدروب )
و الله إن هذه النصيحة قليلة الكلمات لها من الأثر ما يفوق تصور الحضارات فى عصرنا الحاضر بل هى قمة الحضارة
و هى أن تستخدم خبيرا فيما تقوم به إن لم تكن أنت الخبير
و عدم تطبيقنا لهذه النصيحة كم جر علينا من الويلات و الخسائر عندما أقدم أصحاب السلطان على إستخدام أصحاب الولاء و ليس أصحاب الخبرة
و كم أهدرنا عباقرة بسبب إهمالنا لهذه النصيحة قليلة الكلمات رائعة المعانى
و ها هو يكمل النصيحة بإستخدام الطلائع فى مقدمة الجيش
و الله إنى أتعجب أى عقلية حربية واعية هذه التى يستخدمها سيدنا أبو بكر رضى الله عنه
إن إستخدام نظام الطلائع من الذين تم تدربيهم تدريبا عاليا متفوقا ما هو إلا صمام الأمان للجيش كله و ياله من مبداء عسكرى هام
و ها هو يضع دستورا رائعا للقادة و المحاربين
إحرص على الموت توهب لك الحياة
نعم فالأجل محدد ثابت الميعاد و لن يفيدنا الجبن و التخازل و قبول الذل و الهوان
و إن كان الموت لابد منه فليكن موتا مشرفا موتا فى سبيل الله عز و جل
و ما إنتشرت الفتوحات و ما إرتفعت راية التوحيد إلا بسبب هذه النصائح و تطبيقها تطبيقا واعيا بعقول متفتحة
و إنتى أتعجب
أين هذه العقول فى عهدنا هذا الذى نعيشه
أين من فتح الله عليهم بعقول متفتحة
هل ستظل أبحاثنا حبيسة الأدراج و سنظل على ترتيبنا من دول العالم الثالث متى سنرتقى
متى سنجعل التعاليم الدينية هى القائد لنا
متى سننصاع لأوامر الله عز و جل
متى ؟؟؟

و الكلام فى هذا المقام يطول و إنى أخاف عليكم من الملل

لهذا سأتوقف هنا حتى لا أطيل

• جنون قصايدليل في التصاميـم
• لآ تسألونيے مـכּ أڪَوכּ •● هُنآ أنفَآسْ وξـشقـہآ כـتى الجنوכּ •●