وحرفٌ لو رهن لأجلها وزج في بحار
لتطهر من طهرها
وأضاءت سماء الليل ببدر وجهها
والشمس من نورها تغار

نظراتها الملائكية تجلت بمخيلتي
وإشتاقت أحضاني للسكون بين ذراعيها
صوتها يرن بمسامعي
وأحاديثها التي لا تشبهها أحاديث مغروسة بقلبي بذور لا تموت
لازلت أحصد ثمارها وأسد رمق جوعي كلما إشتدت بي الحال
فكرت في كيف أجازيها وماللذي يوفي حقها
ورأيت أن أكتبها في كل مكان
وأن أسجل لها مني حرف يخلد على طول الزمان
ودعوة للسماء بأن يجعل الله الجنة دار ومستقر لها



*

أمي


في السماء أراك

وفي الأرض أطهر خطى خطاك


وصوتك وهمساتك تداوي مسامعي التي تجرحها كثرة الأصوات


حين آراك تطيب أوجاعي وتسكن


ويجف نزف جرح غائر لا يجففه غير رضاك

تعالي إلي يا أمي

وأحتضني من باتت بالغربة تأن من طول البعاد


ويوجعها الحنين

ويقتل روحها صبر دفين
تعــــــــــــــالي وأحضنيني

لازلت طفلك الذي يحتاجك

أمي
.... أمي
......... أمي
هل ترى أيـــــــامي تسمعك نداء القلب بهمس هادئ مشتاق
تترنح خيالاتي كثملٍ محتاج ليد تسوقه إلى دار يستفيق بها
حولك أطيافي لا تهدأ كطيور ظامية ترتشفك تروي عطشها
ياحبي الأول يانبضي الأول يا أول صوت نبض دخل مسامعي لم يسبقه صوت
أنت أول شخص عشت معه وبه
أحبكـ وأحبكـ وأحبكـ
...............وأحتـــــــــاجك أنتِ يا أمي

أعلم يا أمي


أنك تشعرين بي وأن الآه قبل أن تخرج من صدري تخترق صدركـ

وإن إبتسامتي تقتل حزنك


وإن فرحي يمقت أوجاعك

متى يحين لجراح اشتياقي إليك أن تهدأ وتستكين بقربك


متي يا أمـــــــــــي

رســـــــــــــــــــــــــــــــــالة



لكل من كانت بين يديه فرصة أن يسكن تحت قدميها


ولم يسكن


وانشغلت بعالم آخر


بملهيات من التقنية سخرت كل وقتها لها


إنترنت بـ الكمبيوتر أو بالجوال


أو سخرت وقتها لصديقة تزرع ذاتها وروحها عندها


أو أي طريقة إلتهيت بها عن أمكـ


هي أمك


التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم

أمــــك


ثم أمـــــــــــــك


ثم أمـــــــــــــــــــــــك


كفاك هجرا لها وأذكرها

كتبت هذه الكلمات بعد ما آلمني حال الأمهـــــــــــات الآن
الكل منهن تشكو جفاء وغياب أبنائها وهم معها في نفس البيت
تلك تقول لا أراهم إلا بالوجبات الرسميه
والأخرى تقول لا أراهم ولا حتى بالوجبات الرسمية التي اختلفت مواعيدها مع مواعيد نومهم
والأخرى تقول وقد آلمني قولها لم يعد للقهوة مذاق فأنا أتجرعها وحدي
تشكو أمهاتنا غيابنا فإلــــــــى متى هذا الغياب
أو تنتظر أن يلاطمك الويلات حسرة حين يختطفها الموت من بين يديك
وتبدأ تندب حالك وتقصيرك وتبث للسماء شوقك وترسم بالقمر وجهها الغائب
هي بين يديك فرصة لن يحل مكانها بديل فأغتنمها

صوت نداء لكل من:


أهملت حنين أم ترتجي لحظات من أوقاتنا


نشعرها بأهميتها لدينا


كما كانت تشعرنا بأهميتنا عندها

لقلوبكم


تحية مغلفة بورد من غرس أمي


يشتهي أنفاس تلبي النداء

ربي يحفظك لي ياأمي ولايحرمني اياك