الموضوع: ابناءودماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2011   #3

•√♥ بقاياحلم ♥√•

الصورة الرمزية جروح العمر

 عضويتي » 2299
 جيت فيذا » Feb 2011
 آخر حضور » 09-27-2017 (05:04 AM)
آبدآعاتي » 33,887
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » سيبيرياالحجاز(الباحة)
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » جروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
ضَآٍع آلآمل
فـٍي غيٍمه آلاحـًزآن . . وشً دْنيتٍي مَا دَآمٍ عمريَ ضآعٍ

افتراضي



.:الجزء العاشر (10):.


خلف رحيل منال جروحا في أيام العائلة كلها, وأسرعها ظهورا وفاة زوجة عادل التي قضت فور تلقيها خبر الفاجعة.
كان تركي متيقنا أن أحدا لم ير ما حصل في تلك الليلة المشؤومة.
لكن عبده رأى كل التفاصيل.
لم يتقصد ذلك.
المصادفة قادته إلى جوار الشلال, وذهل مما كان يحصل, وعندما حاول أن يتوارى بين الأشجار تعثر فصدر صوت؛ هو ذات الصوت الذي لفت انتباه تركي عندما كان قرب الضحية.
لكنه لم يكتشف مصدره.
وهذا من حسن حظ عبده الذي ما إن هرب السيد تركي, حتى جرى هو كالمجنون إلى منزله واحتضن ولديه خوفا عليهما مما سيحل بهما إن هو أفصح عما رآه.
رعبه من بطش تركي كان أقوى من عذاب ضميره, فآثر الصمت والتكتم.
لكنه عاهد نفسه على أن يكون ظل ليال وأن يحميها من كل أذى.
ألزم نفسه بذلك كأنه يكفر عن صمته, مع أن ضميره غير راض عن هذا القرار الصعب.
فقد كان عذابه أشد من عذاب القاتل, لإيمانه بأن "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
استدعي طبيب العائلة على عجل, فعاين الجثة.
انفرد عادل به وأمره أن يذكر في التقرير الطبي أن الوفاة طبيعية نتيجة ارتطام رأس الفقيدة بأحد أحجار الشلال, وهو ما اتفق مع رغبة الأب في أن تدفن ابنته بدون الخوض في التفاصيل.
وكان يجيب كل من استفسر عن سبب الوفاة, بأن قدميها انزلقتا أثناء عودتها إلى المنزل فارتطم رأسها بالحجر وتوفاها الله فورا.
رفض السيد أحمد أن يقر بما حدث حتى لنفسه, حرصا على شرف العائلة, وخوفا من الفضيحة.
فألسنة الناس لاترحم, فقد تختلق روايات وتلفق أقاويل توصم بالشبهة عائلة حمد كلها.
لذا رفض حتى أن يعرف هل توفيت ابنته عذراء أم لا.
استغرقت ليال في غيبوبة نفسية, وانتابت الأم حالة من الصمت, كأنها حاضرة وغائبة في الوقت نفسه, مثلها مثل "الإنسان الآلي".
لاترد على أحد ولا تنطق بكلمة.
كانت تدخل يوميا مرتين إلى غرفة ليال فتطمئن إليها من حميدة والممرضة الملازمة لها.
حتى أيام العزاء, كانت تتوسط مجلس النساء مذهولة لا تدري ما يدور في المكان, والدموع لم تفارق خديها, ولا المنديل يديها.
وفي نهاية اليوم تذهب إلى غرفتها بعد الاطمئنان إلى ابنتها.
وعندما يحاول السيد أحمد أن يواسيها, تكتفي برفع كفيها ملوحة له بالابتعاد عنها, وتقول:
- الله يسامحك, مابردتلي ناري.
لم تعد تطيق رؤيته أو وجوده معها, فأصبحت تنام وحدها في غرفة مستقلة.
بعد مضي أسبوعين, بدأت ليال تستعيد وعيها, وتنظر إلى من حولها, والاحمرار يحيط بعينيها من فرط البكاء, مترددة أن تطرح السؤال الذي جهدت طويلا لتتجنب مواجهة الجواب عنه.
وعندما وقع نظرها على حميدة أشارت بيدها أن تقترب منها, وهمست في أذنها بصوت مخنوق كأنها خائفة أن تسمع حميدة السؤال, ومرتعبة أيضا من الإجابة:
-
أنا كنت أحلم صح؟
منال موجودة؟

طأطأت حميدة رأسها وهي تحاول أن تخفي انكسارها, واجابت:
- "لا".
كتمت ليال فمها بالوسادة وراحت تبكي وتئن أنينا مكبوتا.
لم تقاطعها حميدة بل تركتها تبكي ومنعت كل من يسعى إلى تهدئتها, لعل هذا ينفس عما في داخلها.
بعد قليل, عاودت ليال السؤال:
-
كيف!
كيف صار؟

-
اللي سمعته إن منال كانت مع بسام يتمشوا في الجنينة, ووصلته للسيارة عند الباب الوراتي.
وبيقولو وهي راجعة وقعت عند الشلال وراسها أتخبطت في الحجر.



مواضيع : جروح العمر



رد مع اقتباس