الموضوع: ابناءودماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2011   #2

•√♥ بقاياحلم ♥√•

الصورة الرمزية جروح العمر

 عضويتي » 2299
 جيت فيذا » Feb 2011
 آخر حضور » 09-27-2017 (05:04 AM)
آبدآعاتي » 33,887
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » سيبيرياالحجاز(الباحة)
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » جروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
ضَآٍع آلآمل
فـٍي غيٍمه آلاحـًزآن . . وشً دْنيتٍي مَا دَآمٍ عمريَ ضآعٍ

افتراضي



لم تستطع الإفلات من بين يديه القويتين, لكنها لم ترضخ, واستمرت في الممانعة.
وعندما عصيت عليه, طرحها أرضا, فأحست عندئذ, أن صوتها احتبس في صدرها, وبدأت حبيبات عرقها الغزير تغسل جسدها الذي أرغم على الاستسلام.
شعرت أن مطرقة تدق على بطنها, وأن سكينا حادا يشق أحشاءها.
وما هي إلا لحظات حتى ساد المشهد لون أحمر اختلط بمياه الشلال.
كان كل شيء يتحرك تحركا قويا, والظلام يجري في عينيها, فتتعذر عليها الرؤية, والشلال يتدفق غامرا يدها اليسرى المتدلية إلى مجراه, كأنه يحاول جذبها إليه لاستكمال مهمة ذلك الوغد.
تجمد جسدها الضعيف في مكانه, وظلت عيناها معلقتين بالسماء, ولبث الهواء يداعب فستانها الأبيض الممزق, ووجنتيها الشاحبتين إلى أن استعادت الوعي متأوهة بصوت خافت:
- وخر عني ... وخر عني يا حيوان.
خاف الجبان وفر هاربا إلى منزله وهو يحاول إنزال ثوبه, فاصطدم بجده الذي صرخ به:
-
من سوى كذا بثوبك؟
وش ذا الدم؟
أنت وش سويت؟

- سويت اللي أنت قلت لي عليه.
- وش اللي قلت لك عليه؟
- أخذت من منال اللي أبيه.
قال عبارته الأخيرة, وهو يشير نحو الشلال مستكملا لملمة ثوبه ومعاودة الفرار.
لحق به الجد وأمسك بذراعيه وأخذ يهزه كي يفيق, وأمره:
-
أطلع غرفتك.
أنت نايم من أكثر من ساعتين.
فهمت.
وأتحمم ولا تخلي أحد من الشغالين يشوفك.
وغير ثوبك ولا تخليهم يغسلوه.

ركض تركي صوب الشلال وهو يمشط المنطقة بعينيه كي يتأكد أن المكان خال وآمن.
رأى منال ملقاة أرضا والدماء تنساب حولها, وسمع تمتمتها:
- "جاسر ... جاسر".
ثم بدأ صوتها يعلو شيئا فشيئا.
عندما دنا منها, لفتته حركة مريبة في الحديقة, أو هكذا خيل إليه, فحدق جيدا فلم ير شيئا.
وفيما يضع يده على فمها ويردد: "اسكتي ما هو بجاسر", وعاود استطلاع المكان بعينين حذرتين جاحظتين لعل أحدا رأى أو قد يرى وقائع الاعتداء الخسيس.
كان متيقظا, ومضطربا, كما لو أنه يضمر أمرا, أو رغبة, أو شرا.
وعندما سكتت تماما, انتبه إلى أنها لم تعد تتحرك, فأخذ يهزها من كتفيها, وينادي:
- منال ... منال .
ردي علي.
ثم أفلتها, فهوت.
استطلع المكان مجددا ثم أسرع إلى البيت, كأنه لم ير شيئا.
لم يعرف شيئا.
لم يفعل شيئا.
هذا كله حدث, وليال تنتظر منذ أكثر من ساعة, عودة منال, والقلق يساورها, وألم شديد يجتاح بطنها.
كانت تتطلع من النافذة نحو الحديقة عندما جاءت أمها, وسألتها:
- حبيبتي وينها منال؟
فاستدارت والدموع على خديها:
-
ما أدري.
راحت توصل بسام من ساعة ولسه ما رجعت.

انقبض قلب الأم وهرولت إلى الخارج تنادي زوجها:
- إلحق منال يا أحمد, إلحق منال.
ركض الأب وراءها:
- وش فيها منال؟
لكنها لم ترد, وأخذت تجري مسرعة ويلحق بها أحمد وليال, حتى وصلت إلى حيث ابنتها مسجاة والدماء على ساقيها, فجلست إلى جوارها واحتضنتها:
- منال ... منال.
ردي علي.
مين اللي عمل فيك هيك؟

وأخذت تبكي وتولول وتسأل زوجها:
- ليش ماعم ترد علي.
كان أحمد قد أمسك بيد منال, فإذا هي باردة ثم جس رقبتها حتى يتحسس النبض.
حين تأكد له أنها فارقت الحياة, غمر ابنته وزوجته معا.
لم تصدق ليال ما يجري.
ظنت أنها في كابوس.
فكيف ستمضي بقية العمر وحيدة, بعد غياب نصف روحها, وشقيقتها التوأم؟
راحت تتحسس أختها, وتصرخ:
-
منال, منال ردي علي.
أنا ليال.

نظرت أمها إليها وقالت:
-
اسكتي.
منال ما حترد علينا بقى.
منال ماتت.

مالت الأخت المفجوعة إلى أبيها, وقالت:
-
قول لي إنه مو صحيح.
قول لي إنها تعبانة وبتطيب.

لم ينطق الأب بكلمة.
لقد أفقدته الصدمة القدرة على الكلام.
علا النحيب وملأ أرجاء الحديقة وساد الحزن والدموع في مشهد جنائزي مفجع.


مواضيع : جروح العمر



رد مع اقتباس