الموضوع: ابناءودماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2011   #18

•√♥ بقاياحلم ♥√•

الصورة الرمزية جروح العمر

 عضويتي » 2299
 جيت فيذا » Feb 2011
 آخر حضور » 09-27-2017 (05:04 AM)
آبدآعاتي » 33,887
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » سيبيرياالحجاز(الباحة)
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » جروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond reputeجروح العمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
ضَآٍع آلآمل
فـٍي غيٍمه آلاحـًزآن . . وشً دْنيتٍي مَا دَآمٍ عمريَ ضآعٍ

افتراضي



مرت الأيام, وبدأ جاسر يبدي اهتمامه الشديد بمنال, فكان يلاحقها إلى كل مكان تذهب وأختها إليه وصولا إلى مكانهما السري في إحدى باكات الخيل غير المستعملة في الإسطبل, وهي الملاذ الذي تهربان إليه كل يوم تقريبا, لتكتبا في دفتر صغير تفاصيل يومياتهما.
كان جاسر يظهر كالجني الذي لا تردعه حواجز.
لم تكن منال تبادله المشاعر نفسها التي يكنها لها.
كانت تتحدث كثيرا عن ابن عمتها بسام.
وكانت الدنيا لا تتسع لفرحها عندما تعرف أنها سترافق أهلها لزيارة العمة وابنها, أو أن اللأخرين سيزورانهم.
وكانت تبذل قصارى جهدها لتظهر في أحلى حالاتها لدى مجيء بسام.
لم يعجب جاسر مايحدث بين منال وبسام.
فكان يتعمد على مسمع هذا الأخير, التباهي بما يملك, وبأنه يستطيع أن يحصل على أي شيء يريده من جده.
لم تكترث الفتاتان له, إذ لم تكن عينا منال تفارقان بسام.
أما ليال فكانت منهمكة بالمسابقات الرياضية والخيل.
وكانت مولعة بالكمبيوتر ولعا كاد يوصل والديها إلى حد الجنون.
فهي لا تستعمل هذا الجهاز مثلما يستعمله أي شخص, بل تفككه وتعيد تركيبه.
فشلت مرات عدة لدى إعادة جمع قطعه, لكن عشقها للتحدي, جعلها تثابر إلى أن أتقنت التركيب جيدا.
حل موسم الصيف, ونجح الأطفال في المدارس, إلا جاسر الذي رسب في مادتين.
لم يعاقبه جده بل راح يقنعه ويقنع نفسه بأن العيب في المعلمين, لأنهم فشلوا في توصيل المعلومات إلى عقله, فلم يستوعب, وجاء الرسوب نتيجة منطقية.
ليس هذا فحسب بل حاول الجد رفع معنوياته بهدية ثمينة لم يقدمها إليه إلا في الحفلة التي تقام في نهاية كل عام دراسي لأطفال العائلة, توزع فيها الهدايا مكافأة لمن نجح.
وكل هدية على قدر درجات شهادة صاحبها.
وفي المناسبة المنتظرة, التي أضحت تقليدا سنويا, وزعت الهدايا على المستحقين والمستحقات.
لكن أحدا لم يذكر اسم جاسر. وفي اللحظات الأخيرة, كان عداد التوتر لدى جاسر بلغ الذروة, فقرر التنفيس عن نفسه.
ذهب إلى حيث يجلس البستاني عبده, وهو كهل نشأ وترعرع في منزل العائلة وأعاله المرحوم السيد حمد حتى كبر فزوجه, ورزق ولدين.
انهال جاسر على الثلاثة بالسباب والضرب زاعما أن أحدهم سخر منه لأنه راسب.
غضب عبده وأخذ ولديه وعاد إلى منزله محاولا تهدئتهما وهو على يقين أنه لن يستطيع أن يشكو جاسر إلى جده.
فقد سبق أن حدث موقف مشابه وكان رد تركي على شكوى عبده:
-
اسمع, أنا ولدي مايغلط ولا تفكر تحط راس أولادك براسه.
الظاهر أن أبوي كان غلطان أنه خلاك في البيت.
ولو مو عاجبك الباب يفوت جمل.

وقبل انتهاء الحفلة, سمع الأطفال صوت بوق سيارة, فإذا بتركي يقودها, وهي "بورش", وقال بصوت عال:
-
جاسر, هذي هديتك.
مو لشي غير انك أذكى وأقوى ولد من عيال عيلة حمد.

عندئذ, أحس جاسر بأنه ملك متوج.
فهو لم يتجاوز الرابعة عشرة وبات يملك هذه السيارة الفخمة.
عندما ذهب ليراها نظر إلى منال كأنه يعرض عليها ما لا تستطيع رفضه, وقال:
- مين قدك. أنتي الوحيدة اللي ممكن أخليها تركب معي السيارة.
فردت بلامبالاة:
- لا شكرا.
اغتنم بسام تلك اللحظات, وقدم إليها سلسالا منقوشة عليه آية "الكرسي" وقلدها إياه:
-
هذا عشان ربي يحميك ويبعد عنك أي شر.
لمعت عينا منال وطغى الخجل على وجنتيها فاحمرتا.

نظرت إليه وردت برقة:
- ويخليك.
كان هذا أول اعتراف بحبهما يترجم إلى كلمات مسموعة ظلت أشهرا صامتة في قلبيهما.
ركضت منال لتري ليال هدية بسام, وجاسر يراقبها كالذئب.
وقبل أن تبدأ بالكلام مع أختها, فاجأهما جاسر:
-
على فكرة, هذا السلسال ما هو مصنوع لك لحالك.
تراه ينباع في المحلات.
لكن هديتي أنا ما لحقت أجيبها اليوم لأنها تتصنع لك مخصوص, حتى الألماس اللي فيها مو سهل ينجاب.

فأجابته على الفور:
-
شكرا يا جاسر.
لكن الهدية مو بثمنها, قيمتها عندي وكيف اتقدمت.
على كل حال كأنك جبتها يا ولد عمي.

جاء وقت السفر إلى منزل العائلة في مونت كارلو بجنوب فرنسا.
كالعادة قضى بسام ومنال أجمل الأوقات.
أما ليال فتعلمت الغوص المائي الذي كان هدفها في تلك الرحلة.
فهي من ذلك النوع الذي ما إن يضع لنفسه هدفا حتى يحوله واقعا.
انتهت الإجازة وعاد الجميع إلى الشرقية استعدادا لدخول المدارس.
لكن السنة الدراسية لم تبدأ هادئة, بل بخبر هز كيان منال وكاد يوصلها إلى حد الاكتئاب.
فوالد بسام يعمل في السلك الدبلوماسي وقد رقي إلى رتبة قنصل المملكة في إحدى الدول الأوروبية, وسيتسلم مهماته بعد ستة أشهر. هذا يعني أنه سيغادر وعائلته البلاد.
بكت منال كثيرا.
حاولت أختها إقناعها بأن بسام سيأتي في الإجازات, وقالت معزية:
-
وش فيك أنتي؟
أجل لو ما كان في نت وجوالات وش كان صار فيك؟
متى ماوحشك تقدرين تسمعين صوته وتشوفيه.
وإن كانت الرومانسية عندك إنك تكتبي له إحساسك, يا أختي أرسلي له إيميل كل دقيقة ... طفشتيني تراك.



مواضيع : جروح العمر



رد مع اقتباس