مرت الايام تلو الايام, ونشأت علاقة حب بين عادل وفتاة سورية تدرس الفلسفة في الجامعة نفسها.
شابة جميلة, تنحدر من عائلة كبيرة معروفة, مربوعة القامة, بيضاء, شعرها بني كثيف, عيناها لوزيتان زرقاوان, انفها يشبة سلة السيف, يعكس قوة شخصيتها واعتزازها بنفسها, شفتاها مكتنزتان قليلا تصرخان بأنوثة عذراء تستحي ان يلاحظ خجلها احد.
هكذا وصفها عادل لابيه عندما عاد الى الوطن وكان حائرا مضطربا, خوفا من ان يرفض ابوه ذلك الزواج اذ ليس مألوفا ان يقترن احد من عائلة حمد بأجنبيه, فبنات العائلة اولى برجالها.
لكن السيد حمد لم يعترض, بل بارك الزواج خصوصا بعدما سأل عن الفتاة وتأكد انها ستكون خير زوجة وام.
في الطائرة, وهما متجهان الى دمشق لخطبتها, قال الاب:
- ما استغربت اني وافقتك على هالزواج؟
- بصراحة, لا.
- طيب ما سألت نفسك ليش ؟
- سألت كثير, لكن انا عارف اني ان شاء الله ما حطلب هالطلب, الا وانا متأكد انه نسب يشرفك قبل ما يشرفني.
- ماعندي شك, لكن اهم شيء خلاني اوافق أنها متعلمة.
ومو كذا وبس وفلسفه يعني فاهمة الدنيا, وزيد على هذا انها سافرت تكمل دراستها بالخارج.
تعرف ياولدي اني كنت اتمنى ان امك تكون متعلمة.
هي ونعم الحرمة لكن اللي ناقصها العلم.
وصدقني لو تعلمت كانت اتغيرت اشياء كثير في حياتنا.
واخوك تركي كان طلع افضل من كذا, لكن وش نسوي عاد, هذا الله وهذي حكمته, والله يستر عليه.
كان السيد حمد يتكلم كأنه يرى في تركي شيئا لا يراه غيره.
رد عادل:
- لا الله يحييك, تفاول خير.
اخوي تركي قلبه طيب.
هو بس مدلع شوي.
- الله يحفظه ويهديه ويكفيه شر نفسه.
ذهبا الى منزل العروس, فيلا كبيرة قائمة على ارض خضراء يحيط بها سور تزينه اشجار تضج بزقزقة العصافير معظم ساعات النهار. وعقب التعارف وعبارات المجاملة, طلب الاب يد الفتاه.
وافق اهلها, ولكن اباها اشترط ان تنجز الدراسة قبل حصول الزفاف.
|